السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل شخص يبحث عن الاستقرار
يبحث عن شخص يفهمه
يشعر بما يجول بخاطره
يتعد كل الخطوط بقلبه
لكن مع هذا تبقى خطوط حمرا يجب عدم تجاوزها
اترككم مع هذا المقال الذي اخترته لكم بهذا الصباح
أزواج وخطوط حمراء
سنة الزواج هي المساحة التي ستتكشف فيه بعض حظوظنا مع الشريك الآخر .. وهي المسافة القصيرة للوصول بمشيئة الله إلى حياة أخرى نعدّها ناضجة .. وهي التجربة الغريبة القريبة , والمألوفة البعيدة التي يمر بها معظم البشر.. لذلك كانت هي أكثر تداولا , ونقاشا , وإشغالا للناس . العلاقة الزوجية أهم علاقة استثنائية فهي بين طرفين طرف يمثله الرجل وطرف تمثله المرأة , و هي أكبر وأكثر علاقة إنسانية يداخلها الجدل المتكرر , وتختلط بها المشاعر المختلفة , وتحيطها الظروف المتعددة , وتبقى كقضية إنسانية مستمرة لا تُكتشف معالمها , ولا تبين ملامحها الحقيقية , ولا نعرف تفاصيلها , و لا ندرك حل مسألتها , فلا تصل إلى نقاط تقاطع , أو خطوط نهاية فنعرف أنها ليست معادلة رياضية يمكن التعامل معها .. إن أي تفاعل اجتماعي بين البشر كالزواج لا يخضع إلى العلمية البحتة فلا يوجد علاقات يكون بها ناتج جمع الواحد بالواحد اثنين فالناس والأطراف تختلف لذلك لن تستقر الإجابة , ولن تثبت النتيجة .. ولاشك أن تداول وتناول أي قضية اجتماعية أو إنسانية لا يمكن حلها آليا أو تطبيقيا بل يكون حلها بعد توفيق الله ومنته يكون بالفهم الحقيقي , والأساليب المشروعة , والوسائل الأخلاقية الحميدة.
و من المشكلات العائمة بين بعض الأزواج هي فقد الاتصال و عدم فهم طرف للآخر من الداخل , وعدم الاهتمام بأحلام وطموحات وهوايات بعضهما .. لو أخذنا جانب الزوجة في هذه العلاقة وما يحيط بها من أمور, وملابسات , وأوضاع , واتجاهات لوجدنا الكثير نقوله فطرف المرأة هو محور مهم من محاور الحياة الزوجية فلن نتحدث عن حقوقها الشرعية وواجباتها تجاه هذه العلاقة الزوجية فتلك الأمور متاحة لكلا الطرفين حيث إن كل الوسائل والأساليب الشرعية والإيمانية الحقيقية والفعالة في إنجاح تلك العلاقة الطيبة يمكن التعرف عليها من مصادر الثقافة والقراءة والسؤال والاستشارة , ومن خلال الاطلاع على تجارب العقلاء والناضجين ونبذ مفهوم سياسة المناطحة وان الزوجة مساوية للزوج فلا يمكن ان يتساويا في الحقوق لأن الله عز وجل منّ على الزوجة بالتعبد في زوجها حيث أمرها بطاعته فيما يرضيه .. وتفضل على الزوج بأمره بالإحسان لهذه الزوجة وكسب الأجر فيها والوصاية الطيبة بها فشتان بين مفهومي الطاعة والإحسان. لذلك لن يكون هناك تساو لكي يكون هناك تكامل , و سيكون هناك اختلاف ليكون توافق. لكن هناك بعض الأزواج لا يتفهم مفهوم الإحسان والوصاية الحقيقية . ولا يستطيع فهم خصائص وسمات المرأة الزوجة فتجد أن الزوجة تواجه معضلات كبيرة , وتتحطم أحلامها على صخور الحياة الزوجية بقيود الرجل أو بجهله لحقيقتها .. إن بعض الرجال الأزواج يظنون أن الزوجة هي طرف خفي في علاقة الزواج ويعتقدون أن أحاسيس الزوجة ومشاعرها يجب امتلاكها بل تملكها وليس فقط الحاجة لجسدها , وفكرها , وتدبير أمورهما الأسرية والمنزلية .. حيث يتبع بعض الأزواج أسلوب إقصاء الزوجة عن أفكارها وأحلامها التي تحملها معها قبل الزواج فلا مراعاة لفكرها ولا رأيها ولا يحبذ استشارتها , وبعطل هواياتها النافعة والمشروعة ويعقد ممارستها اهتماماتها المفيدة والراقية والمشروعة, فيخلط الأمور ويجد أن الزوجة لابد أن تتخلص من شخصيتها السابقة قبل الزواج وأن تكون ذات شخصية مغايرة لطبيعتها تعمل على إرضائه دون تبصر لما تحمله من أفكار ومشاعر لا يستطيع أي كائن أن يعزلها عنها.. فيضع هذا الزوج أو ذاك خطوطا حمراء أمام علاقتها به فلا يسمح لها بتجاوزه اعتبارا منه أنها امرأة وليست زوجة أو شريكا له وهنا تتألم تلك الزوجة حين تجد أن كثيرا من أفكارها المخملية حجبت بقسوة هذا الزوج , وتحزن تلك الزوجة حين ترى طموحاتها التي بنتها تتكسر على جمود وسلبية وتثبيط هذا الزوج ..وغالباً ما تحاول المرأة جاهدة, تغيير أو تعديل هذه الصفات في الرجل, اعتماداً على قدرتها وتأثيرها عليه. ولكن للأسف يمضي الوقت دون أن تتمكن من تغييره, فتتنازل عن بعض الصفات والخصال لإحساسها بالضعف, وبقدرة الرجل على استخدام أساليب عديدة لإجبارها على ذلك.
ختام القول لابد للزوجين أن يقرآ ويدرسا بعضهما البعض جيدا ويحاول كل منهما أن يصل إلى عمق أحاسيس الآخر وفهم طموحه واستيعاب أفكاره .قليل من الأزواج للأسف يسأل عن أحلام , و هواية , واهتمامات زوجته قبل الزواج فيحاول أن يفعّلها ويساندها فكم من قارئة جيدة تركت القراءة , وكم من كاتبة تركت الكتابة حين لم تجد الدعم .. و قليل من يحاور , ويقدم معونته ودعمه حتى لو كان له رأي مخالف .. كم من الأزواج لا يدرك أن المرأة تعشق حفظ كبريائها وتكره كسر المجاديف على أمواج مياه مالحة .. وكم من الزوجات كنّ حجر عثرة أمام أزواجهن في أمور كثيرة .. كل ذلك سيؤدي إلى تشتت العلاقة المفروضة بين الزوجين.
وربي يوفق الجميع
دمتم سالمين
كل شخص يبحث عن الاستقرار
يبحث عن شخص يفهمه
يشعر بما يجول بخاطره
يتعد كل الخطوط بقلبه
لكن مع هذا تبقى خطوط حمرا يجب عدم تجاوزها
اترككم مع هذا المقال الذي اخترته لكم بهذا الصباح
أزواج وخطوط حمراء
سنة الزواج هي المساحة التي ستتكشف فيه بعض حظوظنا مع الشريك الآخر .. وهي المسافة القصيرة للوصول بمشيئة الله إلى حياة أخرى نعدّها ناضجة .. وهي التجربة الغريبة القريبة , والمألوفة البعيدة التي يمر بها معظم البشر.. لذلك كانت هي أكثر تداولا , ونقاشا , وإشغالا للناس . العلاقة الزوجية أهم علاقة استثنائية فهي بين طرفين طرف يمثله الرجل وطرف تمثله المرأة , و هي أكبر وأكثر علاقة إنسانية يداخلها الجدل المتكرر , وتختلط بها المشاعر المختلفة , وتحيطها الظروف المتعددة , وتبقى كقضية إنسانية مستمرة لا تُكتشف معالمها , ولا تبين ملامحها الحقيقية , ولا نعرف تفاصيلها , و لا ندرك حل مسألتها , فلا تصل إلى نقاط تقاطع , أو خطوط نهاية فنعرف أنها ليست معادلة رياضية يمكن التعامل معها .. إن أي تفاعل اجتماعي بين البشر كالزواج لا يخضع إلى العلمية البحتة فلا يوجد علاقات يكون بها ناتج جمع الواحد بالواحد اثنين فالناس والأطراف تختلف لذلك لن تستقر الإجابة , ولن تثبت النتيجة .. ولاشك أن تداول وتناول أي قضية اجتماعية أو إنسانية لا يمكن حلها آليا أو تطبيقيا بل يكون حلها بعد توفيق الله ومنته يكون بالفهم الحقيقي , والأساليب المشروعة , والوسائل الأخلاقية الحميدة.
و من المشكلات العائمة بين بعض الأزواج هي فقد الاتصال و عدم فهم طرف للآخر من الداخل , وعدم الاهتمام بأحلام وطموحات وهوايات بعضهما .. لو أخذنا جانب الزوجة في هذه العلاقة وما يحيط بها من أمور, وملابسات , وأوضاع , واتجاهات لوجدنا الكثير نقوله فطرف المرأة هو محور مهم من محاور الحياة الزوجية فلن نتحدث عن حقوقها الشرعية وواجباتها تجاه هذه العلاقة الزوجية فتلك الأمور متاحة لكلا الطرفين حيث إن كل الوسائل والأساليب الشرعية والإيمانية الحقيقية والفعالة في إنجاح تلك العلاقة الطيبة يمكن التعرف عليها من مصادر الثقافة والقراءة والسؤال والاستشارة , ومن خلال الاطلاع على تجارب العقلاء والناضجين ونبذ مفهوم سياسة المناطحة وان الزوجة مساوية للزوج فلا يمكن ان يتساويا في الحقوق لأن الله عز وجل منّ على الزوجة بالتعبد في زوجها حيث أمرها بطاعته فيما يرضيه .. وتفضل على الزوج بأمره بالإحسان لهذه الزوجة وكسب الأجر فيها والوصاية الطيبة بها فشتان بين مفهومي الطاعة والإحسان. لذلك لن يكون هناك تساو لكي يكون هناك تكامل , و سيكون هناك اختلاف ليكون توافق. لكن هناك بعض الأزواج لا يتفهم مفهوم الإحسان والوصاية الحقيقية . ولا يستطيع فهم خصائص وسمات المرأة الزوجة فتجد أن الزوجة تواجه معضلات كبيرة , وتتحطم أحلامها على صخور الحياة الزوجية بقيود الرجل أو بجهله لحقيقتها .. إن بعض الرجال الأزواج يظنون أن الزوجة هي طرف خفي في علاقة الزواج ويعتقدون أن أحاسيس الزوجة ومشاعرها يجب امتلاكها بل تملكها وليس فقط الحاجة لجسدها , وفكرها , وتدبير أمورهما الأسرية والمنزلية .. حيث يتبع بعض الأزواج أسلوب إقصاء الزوجة عن أفكارها وأحلامها التي تحملها معها قبل الزواج فلا مراعاة لفكرها ولا رأيها ولا يحبذ استشارتها , وبعطل هواياتها النافعة والمشروعة ويعقد ممارستها اهتماماتها المفيدة والراقية والمشروعة, فيخلط الأمور ويجد أن الزوجة لابد أن تتخلص من شخصيتها السابقة قبل الزواج وأن تكون ذات شخصية مغايرة لطبيعتها تعمل على إرضائه دون تبصر لما تحمله من أفكار ومشاعر لا يستطيع أي كائن أن يعزلها عنها.. فيضع هذا الزوج أو ذاك خطوطا حمراء أمام علاقتها به فلا يسمح لها بتجاوزه اعتبارا منه أنها امرأة وليست زوجة أو شريكا له وهنا تتألم تلك الزوجة حين تجد أن كثيرا من أفكارها المخملية حجبت بقسوة هذا الزوج , وتحزن تلك الزوجة حين ترى طموحاتها التي بنتها تتكسر على جمود وسلبية وتثبيط هذا الزوج ..وغالباً ما تحاول المرأة جاهدة, تغيير أو تعديل هذه الصفات في الرجل, اعتماداً على قدرتها وتأثيرها عليه. ولكن للأسف يمضي الوقت دون أن تتمكن من تغييره, فتتنازل عن بعض الصفات والخصال لإحساسها بالضعف, وبقدرة الرجل على استخدام أساليب عديدة لإجبارها على ذلك.
ختام القول لابد للزوجين أن يقرآ ويدرسا بعضهما البعض جيدا ويحاول كل منهما أن يصل إلى عمق أحاسيس الآخر وفهم طموحه واستيعاب أفكاره .قليل من الأزواج للأسف يسأل عن أحلام , و هواية , واهتمامات زوجته قبل الزواج فيحاول أن يفعّلها ويساندها فكم من قارئة جيدة تركت القراءة , وكم من كاتبة تركت الكتابة حين لم تجد الدعم .. و قليل من يحاور , ويقدم معونته ودعمه حتى لو كان له رأي مخالف .. كم من الأزواج لا يدرك أن المرأة تعشق حفظ كبريائها وتكره كسر المجاديف على أمواج مياه مالحة .. وكم من الزوجات كنّ حجر عثرة أمام أزواجهن في أمور كثيرة .. كل ذلك سيؤدي إلى تشتت العلاقة المفروضة بين الزوجين.
وربي يوفق الجميع
دمتم سالمين
تعليق