السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم عسل
قهوه عربيه برائحة الهيل وقليل من الزعفران
ابدا يومي بالقراءة لاجد مقالا اعجبني
فانقله للغالين علي
عندما تكون أوهامك مؤبدة
الوهم عبارة عن حالة غيبوبة يتم فيها تصوير أمور معينة على أنها حقيقة. وعندما تسيطر علينا تلك الحالة تخلق معها صورا حياتية مختلفة تصنفها سلوكيات معينة تبعا لمرجعية الخلفية التي وضعناها في اللاشعور لتسير توقعاتنا من خلالها. فعندما تكون إنسانا طبيعيا فإن توقعاتك في الحياة والمستقبل وكل من يعيش حولك من بشر طبيعية أيضا فأنت لا تطالبهم بأكثر مما تفعله أنت في حياتك العادية. بينما حينما تسيطر عليك أطياف مختلفة غالبا يكون مصدرها تنشئة معينة أو ذكريات من الماضي فأنت تساير هذه الأوهام كأنها جزء منك، ولا تنتبه لكونها غير ذلك وتنشأ تلك الحالة لأسباب عدة قد يكون بعضها الخوف من مواجهة الواقع، أو الخوف من الفشل، أو الرغبة في حماية الذات من أمور في خيال المتوهم فقط.
وينقسم الوهم إلى عدة أقسام
وهم التخيل، وهم الإحساس، وهم التنبؤ، وهم المرض.
ويستحضر الشخص المتوهم غالبا أفكارا كثيرة ليس لها صلة بالواقع لكنها تصبح أسلوب تفكيره مثل: أنا منبوذ، هذا الشخص يحبني، هذا المكان يحدث فيه أشياء كثيرة غريبة، هؤلاء الأشخاص يحاولون أذيتي، أنا مريض، أنا لا أستطيع التحكم في حياتي دون فلان، أنا أملك مقومات عظيمة في الفهم والقيادة لا يملكها غيري، أنا أملك أكبر قوة في العالم ولن يهزمني أحد (وهم العظمة)، إحساس الانسان بأن شيئا سيقع، أو أن فلانا سيموت، (وهم الاحساس)، أو أن هناك أشخاصا حوله، وهناك من يتكلم معه (وهم التخيل).. الخ.
وكما ذكرنا سابقا فإن تلك التصورات عادة ترتبط بحالات فردية فقط. وأحيانا يكون مصدر هذا الوهم ضغوطا نفسية كبيرة تفوق قدرة الشخص كوفاة شخص عزيز لديه، أو إفلاس وغيره.
وتأثير ذلك يظهر في عدم قدرة هذا الشخص على التواؤم مع حياته، فما لديه سوى أطياف يتحدث معها ويحاول أن يتخيل أشكالا تخصه من خلالها، وقد يلجأ أحيانا للكذب حتى يثبت ما يفكر به وفي النهاية لا يحصل على ما يبتغي، أو أنه يفقد أشخاصا مهمين في حياته، أو أعمالا لها تأثير على نجاحه الوظيفي أو ما شابه. كما أن الشخص الواهم غالبا يلجأ لمن يفسر له ظنونه كيفما يهوى كمن يرجع على سبيل المثال أي مشكلة زوجية إلى السحر أو الإصابة بعين حاسد دون التثبت بالطرق الصحيحة إن كانت كذلك أو غيره. وقد يحدث ذلك لأن الشخص يستمتع بالكذب على نفسه ليبرر تصرفاته، كما أنه يلجأ كثيرا للتسويف خوفا من هذا التصور حول مستقبله هنا أو هناك.
لكن لا يعني ذلك أن الشخص الواهم لديه مرض لا يمكن علاجه أو أنه لا يمكنه السيطرة على حياته، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة في الاعتراف به أولا ثم الرغبة في تحسين الصور والظنون التي يضعها لتفسير كل ما يمر في حياته. وفي الأساس لا بد أن يعرف لما يشعر بالراحة في هذه الظنون باستخدام طريقة (هل لأن.....) .
وعندما يشعر بالحاجة إلى العلاج تبدأ مراحله كالتالي
• الصدق مع النفس حتى لو كان ذلك الصدق لا يوافق ما يريد.
• محاولة الولوج من ذلك الباب الغامض بدون خوف من العواقب كالذي يحاول التخلص مثلا من مخاوفه من المرتفعات، أو ركوب الطائرة أو ما شابه، فهؤلاء ينصحهم الأطباء دوما بلمس مخاوفهم مما يمكنهم من طرد أوهامهم القلقة حولها.
• يمكن الاستعانة في العلاج بالتحدث مع أشخاص يمكن الوثوق بعقلهم وطريقة تحليلهم للأمور لأن الصمت والخجل أو الاستسلام للذة الوهم يجعل الانسان فريسة سهلة له.
• تمارين بسيطة كمقارنة ظنون الشخص بواقع الحياة، وفائدة هذه المقارنة هو التأكد من صدق تلك الأوهام أو عدمها حتى يشعر بأن ما يظنه في واقع القبول والتصديق أو عدمه.
• إيقان الفرد بأن الكذب على الذات بغية الشعور بالأمان والبعد عن التصادم بالواقع هي طريقة ضعيفة جدا للتعامل معه ولن تنتهي سوى بسلسلة أكبر من الأوهام.
• اللجوء لمتخصصين نفسانيين في حالة ازدواجية المشاعر وتصادمها مع الواقع.
• عدم تحميل النفس فوق طاقتها فبعض الأشخاص يوهمون أنفسهم بالفشل وفقدان حب أو تأييد الآخرين في حال قالوا (لا) لما قد يطلب منهم، وبهذا تتسع لديهم دائرة التضحيات.
• التوقف عن إصدار الأحكام المسبقة عن شكل الحياة في المستقبل وهي حالة يقوم فيها الفرد بتناول عبارات مثل (إن لم أفعل ذلك سأخسر مستقبلا، أو سأفقد عملي، أو سيرفض الآخرون وجودي معهم).
• القيام بالأعمال بناء على الثقة بالذات فإن لم تكن موجودة حاولنا تنميتها.
كل ذلك لا يعني بالضرورة أنك كشخص واهم تخلصت من أحاسيسك المضللة بهذه السرعة، لأن هذه العملية تحتاج إلى صراحة مع النفس، وصدق يبني داخلك شعورا باهتمام وحب الآخرين ودعمهم، وصبر، وتقرب من الله سبحانه وتعالى وإحسان الظن به، وعناية فائقة بتدريب الذات على مواجهة الواقع بإيجابياته وسلبياته.
وتذكر أن حرية الروح لا تكمن في اتهام الآخرين بفشلنا مع أنفسنا، وأن عقلنا الباطن لا يميز بين الحقيقة والكذب، ولا يملك رأيا ذاتيا. إنه يقبل بكل ما نقوله ويقود مصائر تفكيرنا بالتناسق مع قناعاتنا.
اتمنى يعجبكم :)
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
صباحكم عسل
قهوه عربيه برائحة الهيل وقليل من الزعفران
ابدا يومي بالقراءة لاجد مقالا اعجبني
فانقله للغالين علي
عندما تكون أوهامك مؤبدة
الوهم عبارة عن حالة غيبوبة يتم فيها تصوير أمور معينة على أنها حقيقة. وعندما تسيطر علينا تلك الحالة تخلق معها صورا حياتية مختلفة تصنفها سلوكيات معينة تبعا لمرجعية الخلفية التي وضعناها في اللاشعور لتسير توقعاتنا من خلالها. فعندما تكون إنسانا طبيعيا فإن توقعاتك في الحياة والمستقبل وكل من يعيش حولك من بشر طبيعية أيضا فأنت لا تطالبهم بأكثر مما تفعله أنت في حياتك العادية. بينما حينما تسيطر عليك أطياف مختلفة غالبا يكون مصدرها تنشئة معينة أو ذكريات من الماضي فأنت تساير هذه الأوهام كأنها جزء منك، ولا تنتبه لكونها غير ذلك وتنشأ تلك الحالة لأسباب عدة قد يكون بعضها الخوف من مواجهة الواقع، أو الخوف من الفشل، أو الرغبة في حماية الذات من أمور في خيال المتوهم فقط.
وينقسم الوهم إلى عدة أقسام
وهم التخيل، وهم الإحساس، وهم التنبؤ، وهم المرض.
ويستحضر الشخص المتوهم غالبا أفكارا كثيرة ليس لها صلة بالواقع لكنها تصبح أسلوب تفكيره مثل: أنا منبوذ، هذا الشخص يحبني، هذا المكان يحدث فيه أشياء كثيرة غريبة، هؤلاء الأشخاص يحاولون أذيتي، أنا مريض، أنا لا أستطيع التحكم في حياتي دون فلان، أنا أملك مقومات عظيمة في الفهم والقيادة لا يملكها غيري، أنا أملك أكبر قوة في العالم ولن يهزمني أحد (وهم العظمة)، إحساس الانسان بأن شيئا سيقع، أو أن فلانا سيموت، (وهم الاحساس)، أو أن هناك أشخاصا حوله، وهناك من يتكلم معه (وهم التخيل).. الخ.
وكما ذكرنا سابقا فإن تلك التصورات عادة ترتبط بحالات فردية فقط. وأحيانا يكون مصدر هذا الوهم ضغوطا نفسية كبيرة تفوق قدرة الشخص كوفاة شخص عزيز لديه، أو إفلاس وغيره.
وتأثير ذلك يظهر في عدم قدرة هذا الشخص على التواؤم مع حياته، فما لديه سوى أطياف يتحدث معها ويحاول أن يتخيل أشكالا تخصه من خلالها، وقد يلجأ أحيانا للكذب حتى يثبت ما يفكر به وفي النهاية لا يحصل على ما يبتغي، أو أنه يفقد أشخاصا مهمين في حياته، أو أعمالا لها تأثير على نجاحه الوظيفي أو ما شابه. كما أن الشخص الواهم غالبا يلجأ لمن يفسر له ظنونه كيفما يهوى كمن يرجع على سبيل المثال أي مشكلة زوجية إلى السحر أو الإصابة بعين حاسد دون التثبت بالطرق الصحيحة إن كانت كذلك أو غيره. وقد يحدث ذلك لأن الشخص يستمتع بالكذب على نفسه ليبرر تصرفاته، كما أنه يلجأ كثيرا للتسويف خوفا من هذا التصور حول مستقبله هنا أو هناك.
لكن لا يعني ذلك أن الشخص الواهم لديه مرض لا يمكن علاجه أو أنه لا يمكنه السيطرة على حياته، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الشجاعة في الاعتراف به أولا ثم الرغبة في تحسين الصور والظنون التي يضعها لتفسير كل ما يمر في حياته. وفي الأساس لا بد أن يعرف لما يشعر بالراحة في هذه الظنون باستخدام طريقة (هل لأن.....) .
وعندما يشعر بالحاجة إلى العلاج تبدأ مراحله كالتالي
• الصدق مع النفس حتى لو كان ذلك الصدق لا يوافق ما يريد.
• محاولة الولوج من ذلك الباب الغامض بدون خوف من العواقب كالذي يحاول التخلص مثلا من مخاوفه من المرتفعات، أو ركوب الطائرة أو ما شابه، فهؤلاء ينصحهم الأطباء دوما بلمس مخاوفهم مما يمكنهم من طرد أوهامهم القلقة حولها.
• يمكن الاستعانة في العلاج بالتحدث مع أشخاص يمكن الوثوق بعقلهم وطريقة تحليلهم للأمور لأن الصمت والخجل أو الاستسلام للذة الوهم يجعل الانسان فريسة سهلة له.
• تمارين بسيطة كمقارنة ظنون الشخص بواقع الحياة، وفائدة هذه المقارنة هو التأكد من صدق تلك الأوهام أو عدمها حتى يشعر بأن ما يظنه في واقع القبول والتصديق أو عدمه.
• إيقان الفرد بأن الكذب على الذات بغية الشعور بالأمان والبعد عن التصادم بالواقع هي طريقة ضعيفة جدا للتعامل معه ولن تنتهي سوى بسلسلة أكبر من الأوهام.
• اللجوء لمتخصصين نفسانيين في حالة ازدواجية المشاعر وتصادمها مع الواقع.
• عدم تحميل النفس فوق طاقتها فبعض الأشخاص يوهمون أنفسهم بالفشل وفقدان حب أو تأييد الآخرين في حال قالوا (لا) لما قد يطلب منهم، وبهذا تتسع لديهم دائرة التضحيات.
• التوقف عن إصدار الأحكام المسبقة عن شكل الحياة في المستقبل وهي حالة يقوم فيها الفرد بتناول عبارات مثل (إن لم أفعل ذلك سأخسر مستقبلا، أو سأفقد عملي، أو سيرفض الآخرون وجودي معهم).
• القيام بالأعمال بناء على الثقة بالذات فإن لم تكن موجودة حاولنا تنميتها.
كل ذلك لا يعني بالضرورة أنك كشخص واهم تخلصت من أحاسيسك المضللة بهذه السرعة، لأن هذه العملية تحتاج إلى صراحة مع النفس، وصدق يبني داخلك شعورا باهتمام وحب الآخرين ودعمهم، وصبر، وتقرب من الله سبحانه وتعالى وإحسان الظن به، وعناية فائقة بتدريب الذات على مواجهة الواقع بإيجابياته وسلبياته.
وتذكر أن حرية الروح لا تكمن في اتهام الآخرين بفشلنا مع أنفسنا، وأن عقلنا الباطن لا يميز بين الحقيقة والكذب، ولا يملك رأيا ذاتيا. إنه يقبل بكل ما نقوله ويقود مصائر تفكيرنا بالتناسق مع قناعاتنا.
اتمنى يعجبكم :)
تقبلو مني كل الاحترام والتقدير
دمتم سالمين
تعليق