السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فنجان قهوة عربية مره
يحلو معه التصفح والقراءة
ومنها انقل لكم
أين ذهبت؟
يمر عليك حين من الدهر تلقى فيه الساحة الثقافية تزخر بمفاهيم ومفردات تلاحق سمعك وعينيك وذهنك انى اتجهت .. وما هي الا فترة واذا بتلك المفاهيم والمفردات لبست طاقية الاخفاء .. فلا احد يسمعها او يراها في الصحف والفضائيات والاسواق الثقافية .. وهنا يرد السؤال الذي لابد منه : لماذا اختفت تلك التي كانت (كأنما تداول سمع المرء انمله العشر) ؟
يبدو ان اختفاءها يعود الى احد سببين : اما لأن التطور المعرفي او الاجتماعي قد تجاوزها الى مفهوم ارقى وانضج .. واما لأنها تحولت من الكلام الى الفعل، اي اصبحت سلوكا او تفكيرا عفويا .. بحيث صارت مرحلة الكلام لغوا او هباء منثورا.
الامثلة على النوع الاول كثيرة، فمثلا كنا نسمع ترداد مفهوم الوحدة الاسلامية.. ثم تواضع الكلام فسمعنا الوحدة العربية.. ثم اختفى المفهومان الآن وكذلك غيرهما.. اما الامثلة على النوع الثاني فيخطر في ذهني الآن مفهوم (الحداثة) .
لقد مر زمن لبس فيه بعض المثقفين في ساحتنا الثقافية الاكفان.. وهم يبشرون بأن ضوءا يرف من بعيد سوف يصل الينا بفعل الصيرورة التاريخية فأحاطت بهم السيوف الصفراء من كل حدب وصوب ..
اما الآن فقد (انغمدت) السيوف الى منتصفها فلم تعد الساحة ملكا لأحد على الرغم من الزبد الهائج الذي نراه على النهر.. نعم لقد اصبحت الحداثة امرا منتظرا بالضرورة .. فلا داعي للكلام علينا فقط الاستماع لأم كلثوم:
كان فجرا باسما في مقلتيا
يوم اشرقت من الغيب عليا
بعض المتفائلين في عالمنا العربي يؤكد اننا الآن نرتع في خيرات الحداثة.. بل هو ينظر تنظيرا متيقنا لما بعد الحداثة... وانا ارى ان هذا السلوك ليس تفاؤلا.. بل وهما .. هناك بدون شك بعض الملامح القشرية للحداثة.. اما الحداثة الحقيقية فلها شروطها التي لا نجدها عندنا .. منها :
ان الانسان هو القيمة المركزية في الحياة الاجتماعية نظريا وعمليا.. وهذا شرط تفصلنا عنه ثلاثة اشهر ضوئية.. ومنها سيادة العقل.. وهذا شرط حدد انت كم يفصلنا عنه.. يقول الاستاذ الكبير عبدالله العروي : «الحداثة هي الانتقال من ضرب لتصور الاشياء قائم على الاطلاقية.. الى ضرب آخر قائم على التاريخانية» فهل هذا متوفر عندنا؟!
ان من يلاحظ حداثتنا المادية - حتى لو كان غربيا او يابانيا ينذهل حين يراها في القصور (المنيفة) ولكن ما ان يغادر ما يراه ماديا الى ما يحسه فكريا يذهب فورا الى الضجيج الفج الذي نراه في برنامج الاتجاه المعاكس .
هل تعرف الشاعر الذي قال :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا
فمثلما رزقكم الله يرزقنا- ان شاء الله - ويعطينا
اتمنى بعجيكم
تقبلو مني كل الاحترام و التقدير
دمتم سالمين
فنجان قهوة عربية مره
يحلو معه التصفح والقراءة
ومنها انقل لكم
أين ذهبت؟
يمر عليك حين من الدهر تلقى فيه الساحة الثقافية تزخر بمفاهيم ومفردات تلاحق سمعك وعينيك وذهنك انى اتجهت .. وما هي الا فترة واذا بتلك المفاهيم والمفردات لبست طاقية الاخفاء .. فلا احد يسمعها او يراها في الصحف والفضائيات والاسواق الثقافية .. وهنا يرد السؤال الذي لابد منه : لماذا اختفت تلك التي كانت (كأنما تداول سمع المرء انمله العشر) ؟
يبدو ان اختفاءها يعود الى احد سببين : اما لأن التطور المعرفي او الاجتماعي قد تجاوزها الى مفهوم ارقى وانضج .. واما لأنها تحولت من الكلام الى الفعل، اي اصبحت سلوكا او تفكيرا عفويا .. بحيث صارت مرحلة الكلام لغوا او هباء منثورا.
الامثلة على النوع الاول كثيرة، فمثلا كنا نسمع ترداد مفهوم الوحدة الاسلامية.. ثم تواضع الكلام فسمعنا الوحدة العربية.. ثم اختفى المفهومان الآن وكذلك غيرهما.. اما الامثلة على النوع الثاني فيخطر في ذهني الآن مفهوم (الحداثة) .
لقد مر زمن لبس فيه بعض المثقفين في ساحتنا الثقافية الاكفان.. وهم يبشرون بأن ضوءا يرف من بعيد سوف يصل الينا بفعل الصيرورة التاريخية فأحاطت بهم السيوف الصفراء من كل حدب وصوب ..
اما الآن فقد (انغمدت) السيوف الى منتصفها فلم تعد الساحة ملكا لأحد على الرغم من الزبد الهائج الذي نراه على النهر.. نعم لقد اصبحت الحداثة امرا منتظرا بالضرورة .. فلا داعي للكلام علينا فقط الاستماع لأم كلثوم:
كان فجرا باسما في مقلتيا
يوم اشرقت من الغيب عليا
بعض المتفائلين في عالمنا العربي يؤكد اننا الآن نرتع في خيرات الحداثة.. بل هو ينظر تنظيرا متيقنا لما بعد الحداثة... وانا ارى ان هذا السلوك ليس تفاؤلا.. بل وهما .. هناك بدون شك بعض الملامح القشرية للحداثة.. اما الحداثة الحقيقية فلها شروطها التي لا نجدها عندنا .. منها :
ان الانسان هو القيمة المركزية في الحياة الاجتماعية نظريا وعمليا.. وهذا شرط تفصلنا عنه ثلاثة اشهر ضوئية.. ومنها سيادة العقل.. وهذا شرط حدد انت كم يفصلنا عنه.. يقول الاستاذ الكبير عبدالله العروي : «الحداثة هي الانتقال من ضرب لتصور الاشياء قائم على الاطلاقية.. الى ضرب آخر قائم على التاريخانية» فهل هذا متوفر عندنا؟!
ان من يلاحظ حداثتنا المادية - حتى لو كان غربيا او يابانيا ينذهل حين يراها في القصور (المنيفة) ولكن ما ان يغادر ما يراه ماديا الى ما يحسه فكريا يذهب فورا الى الضجيج الفج الذي نراه في برنامج الاتجاه المعاكس .
هل تعرف الشاعر الذي قال :
مهلا بني عمنا مهلا موالينا
فمثلما رزقكم الله يرزقنا- ان شاء الله - ويعطينا
اتمنى بعجيكم
تقبلو مني كل الاحترام و التقدير
دمتم سالمين
تعليق