السلام عليــــكم:::: هذا الاسبوع الثاني والحلقه الثانيه من عرض شخصيات عالميـه
اتمنى ان افيـد لو بجزئ بسيط رواد هذا المنتدى العريق...تقبلوني::كويتي اف بي اي:::
...................

»أنا آسف، لكني لا اريد ان اصبح امبراطورا. هذا ليس من اختصاصي. لا اريد ان احكم او ان اغزو احدا«. هكذا يبدأ شارلي شابلن، في دور الحلاق، خطابه في نهاية فيلم »الديكتاتور«. ((من اهم كلمه لـه))
ولد شارلي شابلن في لندن، في 16 نيسان العام 1889. اتقن الغناء قبل تعلمه الكلام، والرقص فور تمكنه من المشي. الا انه لم يتلق التعليم الاكاديمي الا لسنتين من حياته، في »الهرن بويز كولدج« (College). فقد دخل عالم الغناء والتمثيل في الخامسة من عمره، وتمكن في الرابعة عشرة من الحصول على دوره الثانوي الاول في فيلم »شارل كولمز«.
لم يظهر شابلن في دور المتسكع الذي نعرفه الا في العام 1915. وسيرافقه في دوره هذا السروال العريض والعصا التي يرى فيها بعضهم محاولة لاستعادة الكرامة المنقصوة في الشخصية، وأخيرا الشارب الذي يعبر عن الاعتزاز بالنفس. وبفضل هذه الشخصية الطريفة والقريبة من القلب، استطاع شابلن ان يصبح في اقل من سنتين الممثل الاكثر شهرة في الولايات المتحدة.

اخرج شارلي شابلن حوالى خمسة وثلاثين فيلما، غالبيتها من الافلام الصامتة. فقد كان مقتنعا بأن الصمت افضل وسيلة لعبور الحدود ولتخطي حاجز اللغة. الا ان صمت هذه الافلام لم يمنع ال»اف.ب.آي« من الالتفات الى هذه الظاهرة الجديدة، اذ اعتبرت الاجهزة الامنية الاميركية ان للمخرج الصاعد صداقات مشبوهة في صفوف اليسار، وكان ذلك السبب كافيا لوضعه تحت مجهر الاستخبارات وملاحقته على مدار نصف قرن. وقد اعد له ملف يتجاوز عدد صفحاته الألف وتسعمئة صفحة. وفي الواقع، كان قلق الحكومة الاميركية في محله، فشارلي شابلن ينتمي الى فئة من اولئك الرجال الذين تحكمهم المبادئ والذين يتفانون في العمل بإخلاص. فقد كان بارعا في ايجاد لغة بسيطة للتواصل مع جمهور بالغ التعقيد، اذ اعتبر ان »العمل يمكن فهمه اكثر من الكلمات«.
استغرق انجاز فيلم »الديكتاتور« سنتين متواصلتين، وتم عرضه للمرة الاولى العام 1940، أي بعد عام على ابتداء الحرب العالمية الثانية. كان هاجس الحرب حاضرا دائما لدى هذا المخرج، فقد كتب في مذكراته ساخرا: »يقول البعض ان الحرب لها ميزات عديدة، فهي تساعد على تطوير الصناعات والتقنيات، وتوفر فرص عمل جديدة. فكيف يمكن ان نفكر بملايين الموتى عندما نربح ملايين الدولارات في البورصة«. كذلك تعبر الشخصية الرئيسية في الفيلم مسيو فيردو (Monsieur Verdoux) عن الهاجس ذاته عندما يقول: »الحروب والنزاعات كلها تابعة لمصالح مالية، فارتكاب جريمة واحدة يجعل من مرتكبها شخصا حقيرا في حين ان المليون يصنع منه بطلا. يبدو ان الأرقام تعظم!

فيلم »الديكتاتور« هو الفيلم الناطق الاول لشابلن، وهو يجسد شخصية موسوليني عبر جاك اوكي وشخصية هتلر عبر شارلي شابلن نفسه الذي يؤدي ايضا دور الحلاق اليهودي البسيط. والفيلم مبني، منذ بدايته، على هذه الثنائية عبر الديكتاتور الذي لا يتوقف عن الكلام من دون ان يقول شيئا في النهاية (مشهد »الدكتيلو«)، والحلاق الصامت في اكثر الاحيان والذي يعبر بصمته عن انبل الأحاسيس (مشهد الرقص في الحي اليهودي). وتستمر الثنائية ما بين الديكتاتور الذي يملك سلطة مطلقة والعاجز فعليا وبين الحلاق الذي لا يملك سوى مشط ومقص، لكنه يتمكن من اقتحام قلوب الجماهير.
يعتبر فيلم »الديكتاتور« من الأفلام النادرة التي تمت مهاجمتها من قبل المنتجين كي لا تُنتج، ومن قبل الناشطين النازيين كي لا تُعرض، ومن قبل »النقاد« بعد عرضها، وكذلك من قبل حكومات الحلفاء كي لا تُصدّر الى اوروبا، فلم ير العديد من الاشخاص فيه سوى خطاب شيوعي دوغمائي.
لكن شخصية الديكتاتور حاضرة اليوم اكثر من أي زمن مضى مع الفارق انها فقدت جانبها المرح الذي يظهر في فيلم شابلن وهي طاغية ومسيطرة على جوانب الحياة العامة والخاصة كافة، حتى ان ظل الديكتاتور يبقى في بعض الحالات مهيمنا حتى بعد وفاته، متجاوزا الزمن الفعلي. ورسالة شابلن واضحة وبسيطة: يجب قتل الديكتاتور الذي يقبع داخل كل واحد منا، وليس انتظار موت او اغتيال صورة الديكتاتور المتجسدة في شخص اوحد.
ولعل العبرة تكمن في نهاية الفيلم في الخطاب الذي سيشتهر في ما بعد: »ايها الجنود! لا تكرسوا انفسكم لهؤلاء الوحوش، لهؤلاء الرجال الذين يحتقرونكم، لهؤلاء الذين يستعبدونكم، لهؤلاء الذين يقيدون وجودكم، لهؤلاء الذين يملون عليكم تصرفاتكم، افكاركم وأحاسيسكم... ايها الجنود! لا تحاربوا من اجل الاستعباد! ناضلوا من اجل الحرية! انتم الشعب، تملكون القوة... قوة صناعة الآلات، قوة صنع السعادة! انتم الشعب، لديكم القدرة على جعل الحياة حرة وجميلة، والقدرة على جعل الحياة مغامرة استثنائية... لنناضل من اجل عالم جديد، عالم يعطي حق العمل لكل الناس، عالم يعطي الامل للشباب والامان للشيوخ. المستبدون يعدون بكل هذه الأشياء لكي يستولوا على السلطة، لكنهم كاذبون! انهم لا يفون بوعودهم، ولن يفوا بها ابدا..«.
وفي عصرنا هذا يعبر ماركوس قائد الزباتيين في المكسيك عن الفكرة نفسها عندما يقول: »ليس من الضروري غزو العالم، يكفي ان نغيره!«


اتمنى ان افيـد لو بجزئ بسيط رواد هذا المنتدى العريق...تقبلوني::كويتي اف بي اي:::
...................

»أنا آسف، لكني لا اريد ان اصبح امبراطورا. هذا ليس من اختصاصي. لا اريد ان احكم او ان اغزو احدا«. هكذا يبدأ شارلي شابلن، في دور الحلاق، خطابه في نهاية فيلم »الديكتاتور«. ((من اهم كلمه لـه))
ولد شارلي شابلن في لندن، في 16 نيسان العام 1889. اتقن الغناء قبل تعلمه الكلام، والرقص فور تمكنه من المشي. الا انه لم يتلق التعليم الاكاديمي الا لسنتين من حياته، في »الهرن بويز كولدج« (College). فقد دخل عالم الغناء والتمثيل في الخامسة من عمره، وتمكن في الرابعة عشرة من الحصول على دوره الثانوي الاول في فيلم »شارل كولمز«.
لم يظهر شابلن في دور المتسكع الذي نعرفه الا في العام 1915. وسيرافقه في دوره هذا السروال العريض والعصا التي يرى فيها بعضهم محاولة لاستعادة الكرامة المنقصوة في الشخصية، وأخيرا الشارب الذي يعبر عن الاعتزاز بالنفس. وبفضل هذه الشخصية الطريفة والقريبة من القلب، استطاع شابلن ان يصبح في اقل من سنتين الممثل الاكثر شهرة في الولايات المتحدة.

اخرج شارلي شابلن حوالى خمسة وثلاثين فيلما، غالبيتها من الافلام الصامتة. فقد كان مقتنعا بأن الصمت افضل وسيلة لعبور الحدود ولتخطي حاجز اللغة. الا ان صمت هذه الافلام لم يمنع ال»اف.ب.آي« من الالتفات الى هذه الظاهرة الجديدة، اذ اعتبرت الاجهزة الامنية الاميركية ان للمخرج الصاعد صداقات مشبوهة في صفوف اليسار، وكان ذلك السبب كافيا لوضعه تحت مجهر الاستخبارات وملاحقته على مدار نصف قرن. وقد اعد له ملف يتجاوز عدد صفحاته الألف وتسعمئة صفحة. وفي الواقع، كان قلق الحكومة الاميركية في محله، فشارلي شابلن ينتمي الى فئة من اولئك الرجال الذين تحكمهم المبادئ والذين يتفانون في العمل بإخلاص. فقد كان بارعا في ايجاد لغة بسيطة للتواصل مع جمهور بالغ التعقيد، اذ اعتبر ان »العمل يمكن فهمه اكثر من الكلمات«.
استغرق انجاز فيلم »الديكتاتور« سنتين متواصلتين، وتم عرضه للمرة الاولى العام 1940، أي بعد عام على ابتداء الحرب العالمية الثانية. كان هاجس الحرب حاضرا دائما لدى هذا المخرج، فقد كتب في مذكراته ساخرا: »يقول البعض ان الحرب لها ميزات عديدة، فهي تساعد على تطوير الصناعات والتقنيات، وتوفر فرص عمل جديدة. فكيف يمكن ان نفكر بملايين الموتى عندما نربح ملايين الدولارات في البورصة«. كذلك تعبر الشخصية الرئيسية في الفيلم مسيو فيردو (Monsieur Verdoux) عن الهاجس ذاته عندما يقول: »الحروب والنزاعات كلها تابعة لمصالح مالية، فارتكاب جريمة واحدة يجعل من مرتكبها شخصا حقيرا في حين ان المليون يصنع منه بطلا. يبدو ان الأرقام تعظم!

فيلم »الديكتاتور« هو الفيلم الناطق الاول لشابلن، وهو يجسد شخصية موسوليني عبر جاك اوكي وشخصية هتلر عبر شارلي شابلن نفسه الذي يؤدي ايضا دور الحلاق اليهودي البسيط. والفيلم مبني، منذ بدايته، على هذه الثنائية عبر الديكتاتور الذي لا يتوقف عن الكلام من دون ان يقول شيئا في النهاية (مشهد »الدكتيلو«)، والحلاق الصامت في اكثر الاحيان والذي يعبر بصمته عن انبل الأحاسيس (مشهد الرقص في الحي اليهودي). وتستمر الثنائية ما بين الديكتاتور الذي يملك سلطة مطلقة والعاجز فعليا وبين الحلاق الذي لا يملك سوى مشط ومقص، لكنه يتمكن من اقتحام قلوب الجماهير.
يعتبر فيلم »الديكتاتور« من الأفلام النادرة التي تمت مهاجمتها من قبل المنتجين كي لا تُنتج، ومن قبل الناشطين النازيين كي لا تُعرض، ومن قبل »النقاد« بعد عرضها، وكذلك من قبل حكومات الحلفاء كي لا تُصدّر الى اوروبا، فلم ير العديد من الاشخاص فيه سوى خطاب شيوعي دوغمائي.
لكن شخصية الديكتاتور حاضرة اليوم اكثر من أي زمن مضى مع الفارق انها فقدت جانبها المرح الذي يظهر في فيلم شابلن وهي طاغية ومسيطرة على جوانب الحياة العامة والخاصة كافة، حتى ان ظل الديكتاتور يبقى في بعض الحالات مهيمنا حتى بعد وفاته، متجاوزا الزمن الفعلي. ورسالة شابلن واضحة وبسيطة: يجب قتل الديكتاتور الذي يقبع داخل كل واحد منا، وليس انتظار موت او اغتيال صورة الديكتاتور المتجسدة في شخص اوحد.
ولعل العبرة تكمن في نهاية الفيلم في الخطاب الذي سيشتهر في ما بعد: »ايها الجنود! لا تكرسوا انفسكم لهؤلاء الوحوش، لهؤلاء الرجال الذين يحتقرونكم، لهؤلاء الذين يستعبدونكم، لهؤلاء الذين يقيدون وجودكم، لهؤلاء الذين يملون عليكم تصرفاتكم، افكاركم وأحاسيسكم... ايها الجنود! لا تحاربوا من اجل الاستعباد! ناضلوا من اجل الحرية! انتم الشعب، تملكون القوة... قوة صناعة الآلات، قوة صنع السعادة! انتم الشعب، لديكم القدرة على جعل الحياة حرة وجميلة، والقدرة على جعل الحياة مغامرة استثنائية... لنناضل من اجل عالم جديد، عالم يعطي حق العمل لكل الناس، عالم يعطي الامل للشباب والامان للشيوخ. المستبدون يعدون بكل هذه الأشياء لكي يستولوا على السلطة، لكنهم كاذبون! انهم لا يفون بوعودهم، ولن يفوا بها ابدا..«.
وفي عصرنا هذا يعبر ماركوس قائد الزباتيين في المكسيك عن الفكرة نفسها عندما يقول: »ليس من الضروري غزو العالم، يكفي ان نغيره!«


تعليق