السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخباركم يالغالين
صباحكم خير
مما راق لي
لعل له عذرا وأنت تلوم
الحياة حبلى بالمواقف التي تزخر بها حياتنا منها ما يؤثر في النفس ويبقى أثره أمدا طويلا تماما كنحت عميق على حجر صلد ومنها ما يمر مرور الكرام وينسى كأثر سطحي على أرض جرداء مرت بها ريح سريعة عاصفة فمحت آثاره.بحكم تعاملنا مع الآخرين يختلف تقبل الآخرين لنا سواء من خلال المواقف أو التصرفات أو الفعل أو القول والناس تختلف أذهانهم ومستوى فهمهم وحتى مقدار حسن ظنهم ما يؤدي إلى حتمية اختلاف ردود الأفعال منهم تجاه المقابل .
ولكوننا في حياتنا لا بد أن نتعامل مع من حولنا في البيت في الشارع في المسجد في السوق وفي العمل سنجد مشارب مختلفة من الناس وطبائع متعددة من البشر لهم أفهامهم وقناعاتهم ومبادئهم كما أن لهم طريقتهم في الحديث والكلام والتصرف والفعل من هنا كان لا بد أن يكون الإنسان حذرا في التعامل معهم وقبل ذلك وبعده ضرورة حسن الظن والتماس العذر لأي تصرف يبدر منهم .صدقوني ..
إن التماس العذر للآخرين وصفة سحرية لمجتمع مثالي والعكس صحيح فحينما يسوء ظننا لأي إنسان بسبب أي موقف فإننا بذلك ندق مسمارا في التابوت لمجتمع سيمرض مع الوقت ولن يصبح له أي تأثير أو مكانة وسيكون مصيره الاندثار وستكون مكانته حتما في الهامش حيث لا موقع ذي بال .
لطالما ستجد في نفسك على أخيك بسبب تصرف ما أثر بالغ هذا الأثر تؤججه الخيالات وتداعيات الأفكار وسيزيد الشيطان الذي يجري منا مجرى الدم تلك الظنون السيئة تجاهه وتبدأ بينك وبين نفسك بصياغة سيناريوهات لأسباب تصرفه ذاك وأنه ما تصرف بذلك التصرف أو قال ذلك القول إلا أنه يضمر لك الشر ويخفي في نفسه غيرة أو حسدا منك وأنه يبطن البغضاء والعداوة لشخصك وهكذا تضطرم هذه الأوهام في النفس وتبقى مؤثرة غاية التأثير في تصرفاتنا المستقبلية مع ذلك الشخص بينما لو أننا عالجنا الموقف في حينه وبحكمة وسرعة لاتضح لنا غير ما فهمنا ولو أننا التمسنا العذر لقضينا على أوهامنا الضاجة بالعدوانية وتصوراتنا الشرسة تجاه الآخرين .
كم أفسد التعجل من صداقة وكم قضى التهور من علاقة وكم ساءت نفوس بسبب سوء الظن وكم أظلمت واسودت قلوب بسبب أوهام ليس لها أي أساس من الصحة .ليس ثمة مجتمع ملائكي بيد ان هناك إكسيرا ناجعا يحدد مسارا دقيقا لأنساق مثالية في تعاملنا مع بعضنا ومع الآخرين ..
إنه قول الشاعر
تأنى ولا تعجل بلومك صاحبا
لعل له عذرا و أنت تلوم ؟!
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله
تعليق