[r].[/r]
بسم الله الرحمن الرحيم
...............
الغارة الاسرائيلية علي سورية تؤكد افلاس حكومة ارييل شارون، وتقلص
خياراتها، وشللها الكامل ازاء المأزق الامني المستفحل الذي تعيشه الدولة
العبرية حاليا، بفعل العمليات الاستشهادية النوعية المتزايدة.
شارون اختار اسهل الاهداف، فهو يدرك جيدا ان سورية اليوم هي ليست سورية
قبل عشرين او ثلاثين عاما، والظرف العربي الراهن ليس الظرف العربي الذي
كان سائدا اثناء حرب السادس من تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973 اي قبل
ثلاثين عاما بالتمام والكمال، ولهذا ارسل طائراته لقصف الاحياء الشمالية لدمشق
وهو مطمئن لعدم حدوث اي رد فعل سوري عسكري. فالطائرات الحربية
السورية ظلت في مخابئها، والصواريخ السورية فضلت ان تظل في مخازنها.
القيادة السورية تمسكت بضبط النفس، لانها لا تريد خيارا غيره، وفضلت الرد
دبلوماسيا والشكوي الي مجلس الامن الدولي، واستصدار قرار ادانة، هذا اذا لم
تستخدم واشنطن حق النقض الفيتو لعرقلته، تماما مثلما فعلت قبل اسبوعين ضد
مشروع قرار يدين قرارا اسرائيليا بابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وكان لافتا ان الاعلان عن العدوان الاسرائيلي علي سورية لم يصدر من دمشق،
وانما من تل ابيب، فقد التزمت اذاعة دمشق الصمت الكامل، ولم يظهر العماد
مصطفي طلاس وزير الدفاع علي شاشة التلفزة بنياشينه المتلألئة ليعلن التعبئة
العامة، او كيفية الرد علي هذا العدوان السافر
..................
من حقنا ان نسأل عن كيفية اختراق الطائرات الاسرائيلية المعتدية الاجواء
اللبنانية والسورية دون ان يرصدها احد او يتصدي لها احد. اين الرادارات، اين
الطائرات، اين الصواريخ؟
لم نعد نطالب الحكومات العربية بتحرير فلسطين، او منع العدوان علي العراق،
او حماية حصص المياه المشروعة في نهري دجلة والفرات، نطالبها فقط بحماية
شعبها، بالدفاع عن كرامتها الوطنية، وهذا هو الحد الادني من الحد الادني.
فاذا كانت هذه الانظمة غير قادرة علي حماية شعبها والدفاع عن ارضها، فلماذا
تضطهد المواطنين، وتزج بالاحرار في المعتقلات، وتصادر الحريات؟
امر مؤسف ان يصل شارون الي قناعة بان ابعاده الرئيس ياسر عرفات، او
اجتياحه لقطاع غزة اكثر كلفة من قصفه لدمشق عاصمة الامويين بالصواريخ
للمرة الاولي منذ ثلاثين عاما.
شارون يدرك ان ابعاد الرئيس الفلسطيني قد يكلفه خسارة العديد من جنوده في
مواجهات دموية وعمليات استشهادية، واجتياحه لقطاع غزة يعني مقاومة
شرسة وتدمير دبابات، وحرب استنزاف موجعة ودموية، بينما قصف سورية،
وانتهاك اجوائها، لن يترتب عليه غير شكوي الي مجلس الامن
..................
نشعر بالأسي ونحن نري دمشق عاصمة الامويين تواجه هذه المهانة وهذا
الاذلال. نشعر بالالم ونحن نراها محصورة بين مقاومتين، احداهما في العراق
في مواجهة الاحتلال الامريكي، واخري في فلسطين تدمي انف الاحتلال
الاسرائيلي، بينما هي صامتة، مستسلمة، تؤثر السلامة وبأي ثمن.
ونشعر بأسي اكبر، وبطل حرب تشرين، الرئيس حسني مبارك يكتفي بادانة
العدوان علي سورية. ويعلن احد وزرائه عن استعداده لفتح موانئ مصر امام
السفن الاسرائيلية لانقاذ بنيامين نتنياهو من الاضراب الذي شل الموانئ
الاسرائيلية.
.................
مصر التي تحتفل حاليا بذكري انتصار حرب اكتوبر قالت علي لسان رئيسها
اكثر من مرة انها لن تترك سورية وحدها، وستقف الي جانبها في مواجهة اي
عدوان اسرائيلي، وتبين لنا ان كل ما فعلته امام العدوان الاخير هو اعلان
التضامن اللفظي فقط.
الهجوم الاسرائيلي علي اهداف فلسطينية فوق الارض السورية هو انهاء لتفاهم
غير مكتوب بحصر المقاومة داخل الاراضي المحتلة، ونقله الي كل بقاع العالم.
فماذا لو قررت الفصائل الفلسطينية استهداف مصالح اسرائيلية في اوروبا
وامريكا والعالم بأسره ومن يتحمل مسؤولية العودة الي مرحلة السبعينات
الدموية؟
في الماضي كانت الحكومات العربية تهدد بالرد علي اي عدوان اسرائيلي علي
الشعب الفلسطيني، الان اصبحت حماس هي التي تهدد بالانتقام للعدوان
الاسرائيلي علي سورية بعمليات نوعية في العمق الاسرائيلي. انها ام المفارقات
بلا منازع.
بصيص الامل الوحيد في هذه الامة يأتي من المقاومة العراقية، ومن نساء
المقاومة ورجالها في فلسطين وجنوب لبنان اما اصحاب النياشين والاوسمة في
الجيوش العربية فقد باتوا رموزا للمهانة والاذلال والخنوع وليتهم يتوارون عن
الانظار خجلا. علي الاقل ..
:heart :heart أرجو القراءة:heart :heart
بسم الله الرحمن الرحيم
...............
الغارة الاسرائيلية علي سورية تؤكد افلاس حكومة ارييل شارون، وتقلص
خياراتها، وشللها الكامل ازاء المأزق الامني المستفحل الذي تعيشه الدولة
العبرية حاليا، بفعل العمليات الاستشهادية النوعية المتزايدة.
شارون اختار اسهل الاهداف، فهو يدرك جيدا ان سورية اليوم هي ليست سورية
قبل عشرين او ثلاثين عاما، والظرف العربي الراهن ليس الظرف العربي الذي
كان سائدا اثناء حرب السادس من تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973 اي قبل
ثلاثين عاما بالتمام والكمال، ولهذا ارسل طائراته لقصف الاحياء الشمالية لدمشق
وهو مطمئن لعدم حدوث اي رد فعل سوري عسكري. فالطائرات الحربية
السورية ظلت في مخابئها، والصواريخ السورية فضلت ان تظل في مخازنها.
القيادة السورية تمسكت بضبط النفس، لانها لا تريد خيارا غيره، وفضلت الرد
دبلوماسيا والشكوي الي مجلس الامن الدولي، واستصدار قرار ادانة، هذا اذا لم
تستخدم واشنطن حق النقض الفيتو لعرقلته، تماما مثلما فعلت قبل اسبوعين ضد
مشروع قرار يدين قرارا اسرائيليا بابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وكان لافتا ان الاعلان عن العدوان الاسرائيلي علي سورية لم يصدر من دمشق،
وانما من تل ابيب، فقد التزمت اذاعة دمشق الصمت الكامل، ولم يظهر العماد
مصطفي طلاس وزير الدفاع علي شاشة التلفزة بنياشينه المتلألئة ليعلن التعبئة
العامة، او كيفية الرد علي هذا العدوان السافر
..................
من حقنا ان نسأل عن كيفية اختراق الطائرات الاسرائيلية المعتدية الاجواء
اللبنانية والسورية دون ان يرصدها احد او يتصدي لها احد. اين الرادارات، اين
الطائرات، اين الصواريخ؟
لم نعد نطالب الحكومات العربية بتحرير فلسطين، او منع العدوان علي العراق،
او حماية حصص المياه المشروعة في نهري دجلة والفرات، نطالبها فقط بحماية
شعبها، بالدفاع عن كرامتها الوطنية، وهذا هو الحد الادني من الحد الادني.
فاذا كانت هذه الانظمة غير قادرة علي حماية شعبها والدفاع عن ارضها، فلماذا
تضطهد المواطنين، وتزج بالاحرار في المعتقلات، وتصادر الحريات؟
امر مؤسف ان يصل شارون الي قناعة بان ابعاده الرئيس ياسر عرفات، او
اجتياحه لقطاع غزة اكثر كلفة من قصفه لدمشق عاصمة الامويين بالصواريخ
للمرة الاولي منذ ثلاثين عاما.
شارون يدرك ان ابعاد الرئيس الفلسطيني قد يكلفه خسارة العديد من جنوده في
مواجهات دموية وعمليات استشهادية، واجتياحه لقطاع غزة يعني مقاومة
شرسة وتدمير دبابات، وحرب استنزاف موجعة ودموية، بينما قصف سورية،
وانتهاك اجوائها، لن يترتب عليه غير شكوي الي مجلس الامن
..................
نشعر بالأسي ونحن نري دمشق عاصمة الامويين تواجه هذه المهانة وهذا
الاذلال. نشعر بالالم ونحن نراها محصورة بين مقاومتين، احداهما في العراق
في مواجهة الاحتلال الامريكي، واخري في فلسطين تدمي انف الاحتلال
الاسرائيلي، بينما هي صامتة، مستسلمة، تؤثر السلامة وبأي ثمن.
ونشعر بأسي اكبر، وبطل حرب تشرين، الرئيس حسني مبارك يكتفي بادانة
العدوان علي سورية. ويعلن احد وزرائه عن استعداده لفتح موانئ مصر امام
السفن الاسرائيلية لانقاذ بنيامين نتنياهو من الاضراب الذي شل الموانئ
الاسرائيلية.
.................
مصر التي تحتفل حاليا بذكري انتصار حرب اكتوبر قالت علي لسان رئيسها
اكثر من مرة انها لن تترك سورية وحدها، وستقف الي جانبها في مواجهة اي
عدوان اسرائيلي، وتبين لنا ان كل ما فعلته امام العدوان الاخير هو اعلان
التضامن اللفظي فقط.
الهجوم الاسرائيلي علي اهداف فلسطينية فوق الارض السورية هو انهاء لتفاهم
غير مكتوب بحصر المقاومة داخل الاراضي المحتلة، ونقله الي كل بقاع العالم.
فماذا لو قررت الفصائل الفلسطينية استهداف مصالح اسرائيلية في اوروبا
وامريكا والعالم بأسره ومن يتحمل مسؤولية العودة الي مرحلة السبعينات
الدموية؟
في الماضي كانت الحكومات العربية تهدد بالرد علي اي عدوان اسرائيلي علي
الشعب الفلسطيني، الان اصبحت حماس هي التي تهدد بالانتقام للعدوان
الاسرائيلي علي سورية بعمليات نوعية في العمق الاسرائيلي. انها ام المفارقات
بلا منازع.
بصيص الامل الوحيد في هذه الامة يأتي من المقاومة العراقية، ومن نساء
المقاومة ورجالها في فلسطين وجنوب لبنان اما اصحاب النياشين والاوسمة في
الجيوش العربية فقد باتوا رموزا للمهانة والاذلال والخنوع وليتهم يتوارون عن
الانظار خجلا. علي الاقل ..
:heart :heart أرجو القراءة:heart :heart
تعليق