السلام عليكم
صباحكم سكر
اخباركم
مما راق لي
النوم ....
لن تجد سدا شاهقا منيعا للذرائع أفضل من النوم : ففي النوم يرتفع التكليف على الإنسان انه حر حرية مطلقة في اللاشيء او اللاعملي ، وبعيدا عن هرطقات الفلاسفة الذين يعتقدون بتحرر الروح خلال النوم.. وبعيدا كذلك عن هلوسات القائلين بان أخصب لحظة للإبداع هي تلك التي تتم في ذلك البرزخ بين اليقظة والنوم.. بعيدا عن هذا فالنوم الذي أعنيه هنا هو النوم الطبيعي العادي الذي يعرفه كل شخص حي.
خصائص النوم
أولا: النوم برجه هو برج الدلو: والذين ينتمون إلى هذا البرج تكون طبائعهم وديعة هادئة مستقرة ومليئة بالأحلام أو فارغة منها وذلك تبعا للأرصاد الجوية.. وهم دائما عرضة للصوص لذلك تولدت الحاجة إلى وجود نواطير ورقباء ولكن النواطير كثيرا ما يخلون بواجبهم في السهر على حماية الناس.. ولذلك قال عمنا
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
فقد بشمن وما تفنى العناقيد
ثانيا: في النوم صفة رومانسية لا توجد الا في الشعر وهي عشقه للظباء فقد جاء في الأمثال (أنوم من غزالة) كذلك توصف المرأة المترفة بنت الحسب والنسب بأنها (نؤوم الضحى) وحين افتخر عمنا بأنه (ينام ملء جفونه) كان ذلك فخرا كاذبا فليس هناك مبدع في قامته ينام بالصفة التي قالها.
ثالثا: لن تجد زمنا تتحقق فيه العدالة الاجتماعية والمساواة التامة بين البشر مثل زمن النوم.. فالكل فيه سواء.. السيد والعبد والظالم والمظلوم وهكذا وان كان بعض اصحابنا يشك في هذا الأمر ويقول: إن الفرق كبير بين الناس في النوم: فالذي ينام بعد تحقيق رغباته يختلف نومه وأحلامه عن ذات الذي نام تحت أنياب الجوع وسياط القهر.. وقد أيد ابن ابي سلمى هذا القول ووضعه في صدر (أماليه) .
رابعا: هناك نوع خاص من النوم لا أعرف كيف اسميه هل اسميه اللامبالي او (اللا ادري) أو انه له اسم آخر عرفه الأستاذ احمد أبو دهمان حين قال
وليس عارا أن ننام يا سيدتي
ما دام في الإمكان
ان نشتري (........)
العار يا سيدتي ألا ننام
فالنوم يحمينا من الحياة
يحمينا من التساؤلات
والنوم مثل الموت يا حبيبتي
جواب كل الأسئلة)
(نامي فإن لم تشبعي
من يقظة فمن المنام
نامي ولا تستيقظي
فالقول ما قالت حزام).
اتمنى يعجبكم
لكم مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
تعليق