السلام عليكم
اخباركم عساكم بخير
مما قرات وراق لي
عندما تحل النهايات ، تبدو وكأنها تتجرد من الحلم .. وتبتعد عن فتح الأبواب التي يسكنها .
هناك نهايات تسكننا ، قبل أن ندلف إلى أبواب البدايات , وهناك نهايات تأتي إلينا قبل موعدها ، وتسلب منا دون أن ندري لحظة الإمساك بها في مواعيدها .
ونهايات أخرى لا نحتفي بوصولها .. ولا باتساع مداها ، لأنها عندما حلت كانت هي الملاذ الآمن .. واللحظة التي لا يمكن أن نسكن أفضل منها .
في البدايات ..
لا أسوار للحلم
ولا ارتباط بتفاصيله
ولا مساحات لتأمل مداه
تبدو لحظة البدايات عادة وكأنها لوحة سيريالية .. مفتوحة على معظم الأسرار وقابلة للاشتغال عليها بمختلف الأفكار .
من الصعب أن تتوقف وأنت تتأمل منفتحاً على تاريخ جديد يتعلق بك ، ومن الصعب أن تتمركز حول نقطة مغلقة لا تبوح لك بما قد يأتي .
تسكنك لحظة البدايات بفكر مستقل لا يمكن أن تنزعج على تفاصيله مهما ضغطك الآخرون , أو حاولوا تضييق المسافة عليك .
تندفع وكأن الأسوار كلها مفتوحة على امتداد الأفق
صور متعددة أمامك
تفيض بالحياة
وخطوط الأمل
والانحياز إلى كل التقاطعات البعيدة
لا شكل محددا أمامك يمكن توصيفه أو شرح ملامحه
لكن هناك ايقاعات من الأمل
ونسيج يمتزج برؤى تدفع إلى تأمل الفرح
والبقاء تحت ضوء الشمس
ومعايشة لحظات هيمنة محدودية الزمن
وانحسار الثوابت
***
للبدايات صباحات تهيمن على أحاسيسك
وتعتقد معها أنها الأهم من كثير من الأشياء
ثمة تلمس لهاله من الانبهار بها
وتواري مطلق داخلها
وتواطؤ مع انفتاح لغتها على حضورها الأقوى
صباحات البدايات دائماً مدججة بالمغريات
قادرة على فرض استعماريتها عليك
***
للبدايات هالة من الرغبة في اختراع مفردات للحياة حتى وإن كانت غائبة،
وقدرة على كسر الزمن ، وتبديد متاهاته
لكن ماذا بعد ؟
ماذا بعد تصفح حكايات مغادرة البدايات ؟
ماذا بعد غياب هوية كل الملامح ؟
ماذا بعد تسحّب الظل ؟
وانتصار الفراغ
وانغماس المكان في دائرة من الخواء
إنها النهايات بصورتها التي تصر على أن تشرق باتساعها
وان يصبح موطنها الوحيد أنت
وعوالمها القاتمة أراضيك
وهي تحضر بحصاد مرير
وتفتح كل شرفات الألم
الذي تفترش الأمكنة ضوءه
تتبادل مع الوقت الذي لا يكترث باحتضان هويتك الضائق لحظتها
أماكن المغادرة
والترجل إلى مواطن من الحياة
الأخرى لا يُعتقل فيها الفرح
ولا يتلكأ الوجع
حتى يستكين داخلك
اتمنى يعجبكم
لكم مني كل الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
تعليق