السلام عليكم
اخباركم عساكم بخير
مما قرات وراق لي
تعليم الحباخباركم عساكم بخير
مما قرات وراق لي
كثيرة هي الكتب التي تُعلم الحب ، أو هكذا يعرف عنها بأن مهمتها أن تُعرف الشخص كيف يحب وبمعنى أدق كيف يوقع من يريد في حبه وغرامه ، فهي تقدم للمرأة طرقا لجذب الرجل ، وتعلم الرجل أصول إيقاع المرأة في غرامه وترويضها ،نتائج قراءة هذه الكتب حسب ما سمعت حيث إنني لم أطلع ولا على كتاب واحد من هذه النوعية وذلك لقناعتي بأن الحب أمر خارج الإرادة والتحكم والتوجيه والإرشادات ، أقول نتائجها حسب ما سمعت نجحت مع البعض وأوردت البعض المهالك ، فقد كنت أسمع بعضهن / بعضهم يتبادلون النصائح حسب توجيهات كتاب س وص لجذب الطرف الآخر وذلك بناءً على تركيبته السيكولوجية والفسيولوجية والبيولوجية ،ويبدو أن هذه الكتب تجد رواجاً عالياً من كل المستويات والفئات مثلما وجدت قبل فترة من الزمن الكتب التي تتحدث عن تطوير الذات والقدرات الشخصية ، فقد كان القارئ ينتظر بعد نهايته من قراءة هذه الكتب أن تتحول حياته 180 درجة وينقلب من إنسان عادي إلى طرزان خارق للعادة يحصل على كل ما يريده لذا يكون سؤال الكثيرين لقد قرأت الكثير من هذه الكتب ولم تتغير حياتي ولم أحصل على شيء ، فتتغير ثقته في الكتب بينما المشكلة ليست في الكتب وإنما في القارئ ذاته فهو ليس بحاجة لقراءة المزيد من الكتب وإنما بحاجة لأنْ يثق في هذه الكتب وما تحوي وتطبيق واحد أو اثنين وسيحقق ما يريد بإذن الله ، وحسب ما أرى أن هذا الاعتقاد بدأ يسري على الكتب التي تتحدث عن الحب فبعض من يقرأها يعتقد أنه بمجرد الانتهاء منها سيتساقط عليه / عليها العشاق والمحبون مثل حبات المطر فقد قرأ الكتب التي تؤهله لأنْ يمسك بزمام أمور القلوب وإدارتها نحوه !! حتى أحياناً تتفاجأ بتصرفات غريبة تجعل فاعلها محل سخرية واستهزاء يطلقها نحو الطرف المستهدف وعندما تسأل عن ماهية هذه التصرفات العجيبة تكتشف أنها تطبيق لنصائح الكتاب س أو ص للإيقاع بالطرف الآخر !! أنا لست ضد هذه الكتب أو غيرها بل أعتقد أن لها من الفوائد أكثر من المضار ولكن بشرط مهم جداً وهو الثقة بموضوع الكتاب فليس من المقبول أن أقرأ كتبا عن الحب لأخذ فقط طرق ووسائل إيقاع الناس في غرامي بينما أنا داخلياً أحتقر الحب كقيمة ومشاعر وحق للجميع ،وهذا ينسحب على كل شيء تريد أن تتعامل معه ، ومن جانب آخر دائماً أتساءل هل فعلاً يمكن تطويع مشاعرنا بناءً على توجيهات كتاب ؟ مثلاً عندما ينصح كتاب رجلا بعدم ملاحقة امرأة وقت غضبها أو العكس هل يعقل أن تؤخذ هذه النصيحة كقاعدة تنفذ على كل النساء وفي كل الأوقات ؟! أين دور مشاعر الحب التلقائية التي لا تحتمل ولا تنتظر التوجيه وقد تنجح لحل المشكلة ؟! كما أن لدي اعتقادا قد يكون بدائيا وهو أن هناك طاقة خفية تحف الناس والمكان وتتكثف بين اثنين دون غيرهما وهو ما يسميه البعض الكيمياء بين الأشخاص فقد يجذبك شخص وبقوة مفاجئة ومخيفة لا تتوفر فيه أي صفة من الصفات التي كنت تعتقد أنها هي التي قد تجذبك في أي شخص ، هذه الكيمياء هي المحرك الحقيقي للمشاعر الصادقة التي تجذب بل توقع الطرف الآخر دون خطط وحيل فقد كانت هالة الصدق غير المرئية هي الفاعلة والجاذبة للطرف المعني ، نحن لا نختار حين نحب ولا نحب من نختار إننا مع القضاء والقدر حين نولد ونحب ونموت .
اتمنى يعجبكم
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
تعليق