بسم الله الرحمن الرحيم
بسم رب العارفين المؤمنين الاتقياء
[align=right]حافظ الشيرازي
(( لسان الغيب وتُرجمان الأسرار ))
)
هو شمس الدين محمد المعروف بـ ((الخواجة حافظ الشيرازي)) والملقب بـ ((لسان الغيب وترجمان الأسرار)) ولد في شيراز في القرن الثامن الهجري، كان أبوه بهاء الدين يشتغل بالتجارة في شيراز وكان أصله فيما يقولون أصفهانياً، أقام في شيراز وتزوج بها فأنجب ثلاثة أولاد كان أصغرهم ((شمس الدين محمد))
]توفي بهاء الدين واجتمع أولاده الثلاثة حول أمهم فظلوا في سعة من العيش ثم فرَّقت بينهم الأيام وذهب كل واحداً منهم مذهبه فاختل معاشهم واضطربت حالهم وبقي شمس الدين وحده مع أمه فأصابها عسر وضيق في الرزق مما اضطر الأم إلى أن تدفع بولدها الصغير إلى واحد من أهل محلتها ليتولاه برعايته ويقوم على تربيته.
وظل شمس الدين مع راعيه فترة من الزمن، ثم هرب منه لما لاحظ على سيده سوء المعاملة وسوء الخلق واشتغل خبازاً فكان يستيقظ كعادة الخبازين في نصف الليل ويقوم بعمله إلى الفجر ثم يشتغل بالعبادة بعد فراغه من أعماله فإذا ارتفعت الشمس في المساء توجه إلى مدرسة بالقرب منه فقضى فيها قدراً من أوقات فراغه في الدرس والتحصيل وكان يقتصد جزءاً من أجره اليومي ليدفعه إلى معلمه أجراً لتعليمه حتى استطاع أن يكمل القرآن الكريم حفظاً وأصبح يُلقب بالحافظ.
وكان يجاور خلال ذلك أحد البارزين الشعراء وكان يدخل عليه أحياناً ليسمع أشعاره وكأنما ساقه ذلك إلى إنشاد الشعر فبدأ يقول أبياتاً لم تصادف شيئاً من الإعجاب أو التوفيق وكان سبباً في الاستخفاف والاستهزاء وصادف في هذه الفترة أنه عشق فتاة اسمها ((شاخ نبات)) وأنه كان يتودد لها وتعرض عنه فدفعه ذلك الحب الفاشل وفشله في إنشاد الشعر إلى أن يختار العزلة والاعتكاف فاختار ضريحاً إلى شمال شيراز يعرف بضريح ((بابا كوهي)) فلزمه أربعين يوماً يتقرب فيها إلى الله سبحانه بالدعاء والضراعة فلما كاد يكمل أيام عزلته زاره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأطعمه طعاماً سماوياً ولقنه هذه الأبيات:
)
هو شمس الدين محمد المعروف بـ ((الخواجة حافظ الشيرازي)) والملقب بـ ((لسان الغيب وترجمان الأسرار)) ولد في شيراز في القرن الثامن الهجري، كان أبوه بهاء الدين يشتغل بالتجارة في شيراز وكان أصله فيما يقولون أصفهانياً، أقام في شيراز وتزوج بها فأنجب ثلاثة أولاد كان أصغرهم ((شمس الدين محمد))
]توفي بهاء الدين واجتمع أولاده الثلاثة حول أمهم فظلوا في سعة من العيش ثم فرَّقت بينهم الأيام وذهب كل واحداً منهم مذهبه فاختل معاشهم واضطربت حالهم وبقي شمس الدين وحده مع أمه فأصابها عسر وضيق في الرزق مما اضطر الأم إلى أن تدفع بولدها الصغير إلى واحد من أهل محلتها ليتولاه برعايته ويقوم على تربيته.
وظل شمس الدين مع راعيه فترة من الزمن، ثم هرب منه لما لاحظ على سيده سوء المعاملة وسوء الخلق واشتغل خبازاً فكان يستيقظ كعادة الخبازين في نصف الليل ويقوم بعمله إلى الفجر ثم يشتغل بالعبادة بعد فراغه من أعماله فإذا ارتفعت الشمس في المساء توجه إلى مدرسة بالقرب منه فقضى فيها قدراً من أوقات فراغه في الدرس والتحصيل وكان يقتصد جزءاً من أجره اليومي ليدفعه إلى معلمه أجراً لتعليمه حتى استطاع أن يكمل القرآن الكريم حفظاً وأصبح يُلقب بالحافظ.
وكان يجاور خلال ذلك أحد البارزين الشعراء وكان يدخل عليه أحياناً ليسمع أشعاره وكأنما ساقه ذلك إلى إنشاد الشعر فبدأ يقول أبياتاً لم تصادف شيئاً من الإعجاب أو التوفيق وكان سبباً في الاستخفاف والاستهزاء وصادف في هذه الفترة أنه عشق فتاة اسمها ((شاخ نبات)) وأنه كان يتودد لها وتعرض عنه فدفعه ذلك الحب الفاشل وفشله في إنشاد الشعر إلى أن يختار العزلة والاعتكاف فاختار ضريحاً إلى شمال شيراز يعرف بضريح ((بابا كوهي)) فلزمه أربعين يوماً يتقرب فيها إلى الله سبحانه بالدعاء والضراعة فلما كاد يكمل أيام عزلته زاره أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأطعمه طعاماً سماوياً ولقنه هذه الأبيات:
ليلة الأمس في وقت السحر أعطوني النجاة من الألم والويل
وناولوني ماء الحياة وسط هذه الظلمات من الليل
فأخرجوني من نفسي بما انبعث من ضياء ذاته
وناولوني خمراً في جام يتجلى في صفاته
ويا له من سحر مبارك ويا له من ليلة سعيدة
]ليلة القدر هذه التي منحوني فيها البراءة الجديدة
وناولوني ماء الحياة وسط هذه الظلمات من الليل
فأخرجوني من نفسي بما انبعث من ضياء ذاته
وناولوني خمراً في جام يتجلى في صفاته
ويا له من سحر مبارك ويا له من ليلة سعيدة
]ليلة القدر هذه التي منحوني فيها البراءة الجديدة
ثم ألهم شعراً مؤيداً بتأييدات من عالم الغيب فتيسرت له بعد ذلك الأمور فأسلم له الشعر قياده وأسلمت له شاخ نبات من قيادها فأقبل عليها لكنه اضطر إلى الابتعاد عن معشوقته عندما تذكر قسمه في الخلوة بأن يكون زاهداً معرضاً عن الدنيا
هذه القصة تكشف حقيقة حافظ وشخصيته فقد كان شاباً متحفزاً يريد أن يصل إلى بعض ما أدركه غيره من مجد وشهره وعندما وجد نفسه في بداية الطريق والسبل شائكة والمقصد بعيد وفي قلبه آمال ومطامح سمى بنفسه الكبيرة ولم يخبوا أو يحبط واختار العزلة ليستلهم من الضراعة والعبادة القوة والعزم فاستجابت العناية لحرارة النداء فخرج حافظ من عزلته ينشد من الأشعار الجميلة ما فتن أهل بلدته وأهل إيران كلها وما جعله بعد ذلك يفخر في حرارة واطمئنان بأنه لم يرَ بين حفظه القرآن من جمع مثله لطائف الحكماء م أحكام القرآن، وكانت أشعار حافظ تتردد في الآفاق على ألسنة الناس وألسنة تلاميذه الذين كانوا يحضرون دروسه في المدرسة ويقولون أن خواجة قوام الدين محمد الذي تولى الوزارة للشاه شجاع في سنة 760هـ هو الذي أسسسها وأسند فيها منصب الأستاذية لحافظ بعد أن ذاع صيته في قول الشعر وإنشاء القصيد، فكان التلاميذ يجتمعون حول حافظ فيدرس لهم ((كشاف الزمخشري)) في التفسير، و ((مصباح الطرزي)) في النحو، و ((طوالع الأنوار)) في الحكمة والتوحيد))، و ((مفتاح العلوم)) في الأدب حتى فرغ من دروسه أو أراد الراحة قليلاً وأسمعهم شيئاً من شعره كانوا يستطيبونه فيستوعبونه ثم يأخذوا بعد ذلك في ترديده في المحافل والمجالس فيسري بين الناس ويتلقفه العام والخاص.
كان العصر الذي يعيشه حافظ مضطرباً أشد الاضطراب فقد عاصر جملة من الحكام فرأى تطاحنهم وتنازعهم ورآهم مقبلين ومدبرين ورأي الضعيف والعاتي والهين والقاسي والمتكبر الصلف والمغرور في ضعف وكان ينظر إليهم نظرة المتفرج الذي لا يهمه في السياسة شيء والذي لا ينفعه ولا يضره فوز فائز فهو رجل علم وزهد وهم طلاب مكانة ومجد وما دخله بهم وهو رجل يقين وعرفان وهم رجال الظلم والطغيان، إنهم لديه شر يجب على النفس الأبية أن تستقبله إذا حل وأن تودعه إذا رحل وأن تتمسك خلال ذلك بالحكمة والحزم وأن تعتصم بالصبر والعزم وأن ترجوا من الله أن يكشف الغمة إذا ألمّت وأن تتيسر الأمور إذا تأزمت، وقد استطاع حافظ بهذا النهج أن يكون صديقاً لجميع الحكام والأمراء وعالج الكثير من المشاكل الأخلاقية عبر أشعاره المفعمة بالحكم والأمثال.
فلسفة حافظ
:
:
وهي تتمثل في موضوعات حافظ التي تغنى بها في أشعاره مثل ((الغزليات)) فقد جعل مواضيعه في الغزليات مواضيع النفس الظامئة إلى الحب، الصادية إلى قطرة من شراب ترتوي به، المولهة بحبيب جميل تهدأ إليه، المتطلعة إلى فيض من وجد تحس فيه بمتعة اللقاء وحرارة التمني ورِقة الوصال المشغوفة بالطبيعة وما فيها من آيات بينات يستطيع أن يتذوقها من وصل من نبعها الطاهر فتجرع منه ما يروي غلته ويشفي علته
كان يتغنى بالشباب إلى الشباب فيذكرهم بالربيع الناضر يتضوع بأريج بالورد العاطر والبلبل الولهان.
كان يتغنى أيضاً للمشيب بأشعار المشيب فيحدثهم عن لطف الأزل الذي هو مصدر لكل جمال وحسن ومن فائدة القناعة والرضا والهدوء والطاعة دون أن يوحي إليهم بقنوط أو يأس ودون أن يوصد أمامهم باب الأمل.
]وأنشد في الحياة فهي تفيض وتغيض، تزدهر وتذوي وآلامها عبء يتغلب عليه الإنسان بالصبر والأناة وحذار من السأم والضجر والحياة متقلبة والعاقل هو من يعرف كيف يتعايش ظروفها.
وأنشد في الأخلاق والقيم وحذر من النفاق والرياء فإثم الصرامة خير من محاباة الأدنياء، والاعتراف بالتقصير خير من التماس المعاذير، الأنسان يخطئ لكن لا يلجأ إلى الألاعيب والأكاذيب لكي أدل الناس على حسناتي ولا أستطيع أن أنكر سيئاتي، والإنسان يحب أن يعيش ويسعد ويتطلع إلى شمس لا تغرب فإذا شربت ففي غير خفاء، وإذا تعبَّدت وتهجدت ففي غير إعلان وخيلاء.
وأنشد في الأخلاق والقيم وحذر من النفاق والرياء فإثم الصرامة خير من محاباة الأدنياء، والاعتراف بالتقصير خير من التماس المعاذير، الأنسان يخطئ لكن لا يلجأ إلى الألاعيب والأكاذيب لكي أدل الناس على حسناتي ولا أستطيع أن أنكر سيئاتي، والإنسان يحب أن يعيش ويسعد ويتطلع إلى شمس لا تغرب فإذا شربت ففي غير خفاء، وإذا تعبَّدت وتهجدت ففي غير إعلان وخيلاء.
آخر ما يروى عن حافظ أنه عند وفاته أرادت جماعة من رجال الدين أن يمتنعوا عن تشييع جثمانه وقالوا أنه متهم في دينه ومطعون في عقيدته فجادلهم قوم آخرون فيما ذهبوا إليه من اتهام وطعن ثم احتكموا بعد ذلك إلى أشعاره فكتبوا على قصاصات ورق ثم اقترعوا على هذه القصاصات فوقعت القرعة على البيت الأخير من الغزل 48 ونصه:
لا تؤخر قدمك أو تتردد عن جنازة حافظ
فهو غريق في الإثم ولكنه ذاهب إلى الجنة.
فهو غريق في الإثم ولكنه ذاهب إلى الجنة.
وعند ذلك آمن العلماء بأن حافظ جدير بجنازة المسلمين ومقابرهم فدفنوه في ((روضة المصلى)) التي كان يحبها ويعشقها أثناء حياته وأصبح قبره بعد ذلك يُعرف في شيراز باسم ((الحافظية)).
وديوان حافظ طبع طبعات كثيرة وبلغات عالمية وانتقل إلى الشرق والغرب كمرجع للشعر الإنساني وتناول دراسته الكثير من الباحثين والدارسين المسلمين في الأدب من الشرق والغرب.
[/align]
تعليق