السلام عليكم
مساء الخير - صباح النور
شلونكم شخباركم
مما قرات
ما قبل اللامبالاة
كنت أتأمل في الدلالة الواسعة لكلمة (اللامبالاة) الفردية والجماعية. وأعيد النظر فيما كتبته عنها قبل فترة، معيدا سببها إلى مسألة (الجبر) التي أشاعها الحكم الأموي.. وهذا وحده لا يكفي لشيوع اللامبالاة وترسخها في نفوس الأفراد والجماعات.. واذن ما هو السبب أو الأسباب الأخرى؟
نحن هنا أمام مشكلة نفسية وأخلاقية.. غير أن تعليلها في حالة الفرد ليس صعبا.. فهي ـ حسب الأستاذ منذر بدر حلوم ـ «انكفاء إلى الداخل (الذات) وعزوف عن ممارسة أي فعالية خارجية. وتنشأ من شعور الفرد بعدم الحاجة إليه وشعوره الوهمي بالعجز عن تغيير الظروف».
بهذا نجد اللامبالاة (إرادة سلبية) أي أنها ناتجة عن تفكير وقناعة بلا جدوى الفعل.. ولكن كيف لنا أن نعلل اللامبالاة حين تكون جماعية؟ أي أن المجتمع بصورة عامة لا يبالي بأي شأن عام.. هنا لا نستطيع اصطحاب السبب الفردي، لأنه من المستحيل أن يكون المجتمع في غالبيته الساحقة مصابا بهذا الشعور السالب.
إن هذا يقودنا إلى القول بأن المجتمعات العربية حسب الواضح من سلوكها تعيش مرحلة يمكن أن نسميها (مرحلة ما قبل اللامبالاة) مرحلة ما قبل السؤال هل استطيع التغيير أو لا؟ وهل للفعل جدوى أو لا؟ .. وهنا نجد أنفسنا أمام السؤال الآتي.
كيف وصلت الإرادة الجماعية إلى هذا السبات ؟! والجواب الذي يسبق غيره :
إنها الثقافة السمعية.
الثقافة السمعية لا تحرك في الإنسان طاقة الشك أو الاحتمال.. إنها تبقيه أسيرا لنوازعه الأولى أو بعبارة أكثر قسوة (نوازعه البدائية) ومن المعروف أن المجتمع البدائي يرفض أي مساس بتصوراته، فضلا عن التفكير بإعادة النظر فيها.
حين يمتلىء سمع المجتمع بعبارات رشيقة تريحه من عناء التفكير وتتركه تحت ظلال حديقة وهمية من الكسل والاتكال مثل : سنعمل لك كل ما تطمح إليه.. سنسبق حتى خيالك في تحقيق أمانيك وما بعدها.. حين يسمع هذا ونحوه من التنويم اللغوي.. يدخل في غابة الانتظار أو متاهة الانتظار.. ثم يتعود هذا الانتظار ويستمرئه حتى يصبح هو الهدف وهو الغاية.
انه فعل التاريخ الأعمى.
نعم، أقول هذا وأكرره، فالمجتمع لم يصل إلى هذه الحالة من الركود والاستسلام الطويل إلا بفعل تاريخ أمات فيه طاقة التساؤل والتلفت والمقارنة وطمس فيه الحنين التلقائي إلى المعرفة، غارسا فيه الاكتفاء بما يسمع.
اتمنى تعجبكم
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
مساء الخير - صباح النور
شلونكم شخباركم
مما قرات
ما قبل اللامبالاة
كنت أتأمل في الدلالة الواسعة لكلمة (اللامبالاة) الفردية والجماعية. وأعيد النظر فيما كتبته عنها قبل فترة، معيدا سببها إلى مسألة (الجبر) التي أشاعها الحكم الأموي.. وهذا وحده لا يكفي لشيوع اللامبالاة وترسخها في نفوس الأفراد والجماعات.. واذن ما هو السبب أو الأسباب الأخرى؟
نحن هنا أمام مشكلة نفسية وأخلاقية.. غير أن تعليلها في حالة الفرد ليس صعبا.. فهي ـ حسب الأستاذ منذر بدر حلوم ـ «انكفاء إلى الداخل (الذات) وعزوف عن ممارسة أي فعالية خارجية. وتنشأ من شعور الفرد بعدم الحاجة إليه وشعوره الوهمي بالعجز عن تغيير الظروف».
بهذا نجد اللامبالاة (إرادة سلبية) أي أنها ناتجة عن تفكير وقناعة بلا جدوى الفعل.. ولكن كيف لنا أن نعلل اللامبالاة حين تكون جماعية؟ أي أن المجتمع بصورة عامة لا يبالي بأي شأن عام.. هنا لا نستطيع اصطحاب السبب الفردي، لأنه من المستحيل أن يكون المجتمع في غالبيته الساحقة مصابا بهذا الشعور السالب.
إن هذا يقودنا إلى القول بأن المجتمعات العربية حسب الواضح من سلوكها تعيش مرحلة يمكن أن نسميها (مرحلة ما قبل اللامبالاة) مرحلة ما قبل السؤال هل استطيع التغيير أو لا؟ وهل للفعل جدوى أو لا؟ .. وهنا نجد أنفسنا أمام السؤال الآتي.
كيف وصلت الإرادة الجماعية إلى هذا السبات ؟! والجواب الذي يسبق غيره :
إنها الثقافة السمعية.
الثقافة السمعية لا تحرك في الإنسان طاقة الشك أو الاحتمال.. إنها تبقيه أسيرا لنوازعه الأولى أو بعبارة أكثر قسوة (نوازعه البدائية) ومن المعروف أن المجتمع البدائي يرفض أي مساس بتصوراته، فضلا عن التفكير بإعادة النظر فيها.
حين يمتلىء سمع المجتمع بعبارات رشيقة تريحه من عناء التفكير وتتركه تحت ظلال حديقة وهمية من الكسل والاتكال مثل : سنعمل لك كل ما تطمح إليه.. سنسبق حتى خيالك في تحقيق أمانيك وما بعدها.. حين يسمع هذا ونحوه من التنويم اللغوي.. يدخل في غابة الانتظار أو متاهة الانتظار.. ثم يتعود هذا الانتظار ويستمرئه حتى يصبح هو الهدف وهو الغاية.
انه فعل التاريخ الأعمى.
نعم، أقول هذا وأكرره، فالمجتمع لم يصل إلى هذه الحالة من الركود والاستسلام الطويل إلا بفعل تاريخ أمات فيه طاقة التساؤل والتلفت والمقارنة وطمس فيه الحنين التلقائي إلى المعرفة، غارسا فيه الاكتفاء بما يسمع.
اتمنى تعجبكم
لكم مني الاحترام
دمتم كما تحبون ومع من تحبون
تعليق