إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سهرة شيطاًنيه ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سهرة شيطاًنيه ..

    المكان : القاعة النارية في قعر الجحيم تحت الأرض السابعة ..
    الحدث : انعقاد المجمع الأوّل لعموم الشياطين و الأبالسة و العفاريت و الجن الأسود و مردة النار ..
    تحت رعايةٍ مشينةٍ من خباثة الشيطان الأكبر ( إبليس اللعين بوضاعة قدره ) و بمشاركة جميع أصحاب السفالة مديري مصالح الشر على الأرض و بغية الارتقاء بأداء الأبالسة و تنظيم أعمالهم .. و تحت شعار ( نحو شرٍّ منهجيّ و غواية فعّالة ) .. بدأت الجلسة الافتتاحية لهذا المجمع المهيب الذي ضمّ بالإضافة إلى كل تلك الكائنات الناريّة الخبيثة كائناً آخر مخلوقاً من طين أرضيّ اسمه ( إنسان ) و قد تمّ قبول حضوره بصفة ( مراقب ) .
    و بعد تلاوة التعاويذ السحرية الطاردة للأرواح النورانية و بعض التمائم الإبليسية الكفيلة بإبعاد أي ظلٍّ ملائكي قد تراوده نفسه بالاقتراب من هذا المحفل المشين , وقف الجميع دقيقة صمت احتراماً لذكرى هبوط الجنس الشيطاني من الجنّة إلى الأرض و استذكاراً لتلك العبارة الخالدة التي قالها إبليس و وضعها جميع الأبالسة نصب أعينهم طوال آلافٍ من السنين لا تكاد تحصى : لأغوينّهم أجمعين .
    ثم بدأت الجلسة .. و وقف الشيطان الأكبر بقرنيه الطويلين و حوافره المتشققة و عينيه الحمراوين ينظر للجميع نظرة الغبطة و السعادة و ران على الجميع صمت مطبق قبل أن يبدأ خطابه :
    - مساء الشر يا حضرات الأوغاد.. مساء اللؤم و التعاسة و الخباثة على الأرض و في السماء ( إن أمكن ) ..
    سأبدأ أولاً باستعراض أهم الانجازات التي حققناها حتّى الآن و التي أعتقد أنّها رغم كونها غير كافية لتحقيق ما نبغيه تماماً إلاّ أنّها تشكّل لنا حافزاً قويّاً لمتابعة عملنا بإصرار و حماس و تفاؤل ..
    لقد هبط آدم إلى الأرض و هبطنا معه .. تلك الأرض الملعونة التي طالما داعبت أحلامنا القديمة أن تكون ملاذنا و مرتعنا نمارس فيها سطوتنا و سيطرتنا كما نهوى ..
    الأرض المفتوحة المسكونة بآلاف الجنان و ألف جحيم و جحيم ينفث أواره شلاّلاتٍ من نارٍ عذبةٍ شهيّة ..
    الأرض التي تشدنا جميعاً نحو الأسفل نحو نقطة متناهية في الصغر حتى تكاد تكون عدماً .. لكنّها – يا لطف المقادير – تمسكنا بترابها و طينها و نيرانها و حكاياتها و أسرارها التي لا تنتهي ..
    هي الأرض يا سادة .. الأرض التي من أجلها قلنا : لا .. و لم نسجد حين سجد الجميع ..
    الأرض التي من أجلها نفضنا عنّا فطرة خلقنا فأصبحنا أنصاف آلهة و لو إلى حين ..
    لو لم ننجز غير ذلك لكفانا ..
    لقد اكتشفنا ما هي الشهوة .. و حين بانت ( العورة ) للمرّة الأولى عرفنا أعظم أسرار الكون و أكثرها إثارة ..
    علمنا أن طقوس اللذة المقدّسة ليس لها حاضرٌ على الإطلاق , و لا تنتمي لأي مكانٍ أو زمان , و ليس فيها كلمة ( الآن ) , بل هي رغم كلّ ( لذّتها ) و متعتها إما حاضرٌ يُذكَر أو مستقبلٌ يُنتَظر ..
    اكتشفنا – بضربة حظٍ رائعة – أن كلّ المخلوقات الطينية تبحث عن اللذة رغم أنّها لا تعيشها أبداً , و حين تصل إلى ما تعتقده قمّة اللذة تهبط فوراً إلى الحضيض لتواصل رحلة البحث المضني مرّة أخرى ..
    هي الرحى التي تربط كلّ كائنات الطين حولها لتدور و تدور دونما توقّف من الولادة الأولى إلى الولادة الثانية ..
    لو لم نكتشف غير ذلك لكفانا ..
    لقد علمنا أن الألم كائن يعيش مع الإنسان , يرتبط به و بكينونته و عقله , و أن لحظةً واحدةً من التفكير تعني بالنسبة له آلافاً مؤلّفة من لحظات الألم و الحيرة و الإحساس المرهق بالعبثيّة و السخط , فيصاب بالذعر و يطلق ساقيه للريح يبحث لاهثاً عن الوجه الآخر لوجوده , عن اللذة التي لم يذقها يوماً لكنّه مازال يبحث عنها في كل الزوايا المختبئة وراء شهوة نفسه التي تريد أن تلتهم الكون كلّه كثقبٍ أسودٍ عملاق ..
    لو لم نعلم غير ذلك لكفانا ..
    لكنّا لم نكتفِ بعد ..
    ما زال الطريق أمامنا طويلاً , و ما زال الكثير ينتظرنا لننجزه .. فلا نطمأن إلى ما فعلنا و لا نركن إلى الراحة الكاذبة كما يفعل بعض البشر البلهاء حين يحسبون أنّهم أنجزوا كلّ ما يمكن إنجازه و أنّهم عرفوا كلّ ما يمكن معرفته فيفقدون نكهة وجودهم و جدواه و فائدته ..
    و الشرّ من وراء القصد ..
    أيها الناريّون ..
    بحقّ الخالق لنغوينّهم أجمعين ..
    نحن الشياطين ..
    ستحكي الدنيا حكاياتنا ..
    و يهتف باسمنا الهاتفون ..
    أعطي الكلمة الآن لشيطان الكِبر .. فليتقدّم مشكوراً ..
    يتبع ..

  • #2
    تسلم على الطرح المميز الراقي


    تعليق


    • #3
      [align=right]نهض شيطان الكبر متثاقلاً شامخاً بأنفه , رمق الحشد الصامت نظرة متعالية بطرف عينه الحمراء , و رغم أنّه شعر بشيءٍ من الرضى كونه أوّل المتحدّثين إلاّ أنه ما زال ممتعضاً من فكرة أن الشيطان الأكبر قد سبقه في تقديم المداخلة الافتتاحية , تنحنح قليلاً ليبرز للجميع جمال صوته و رخامته , ثم بدأ خطابه :
      أيها الصغار .. أيها الجهلة .. يا شياطين الغفلة ..
      كلّ شيء يبدأ بي أنا .. كلّ الخطايا الصغيرة لا تصبح كبيرة إلا بي .. كلّ شرور الدنيا خلقتها بيديّ هاتين .. اسألوا كبيركم هذا عنّي .. اسألوه حين أبى و استكبر أن يستجيب لنداء ربّه فأصبح للمرّة الأولى شيطاناً حقيقياً .. اسألوا ابن الإنسان ذاك حين داخله الغرور فظنّ أنّه يستحق الخلود فأكل من هاتيك الشجرة و هبطنا جميعاً ..
      نعم .. بي أنا وحدي تستحقون أن تكونوا شياطين , فإيّاكم و التواضع ..
      سأقنع ابن الإنسان أنّه إله .. سأجعله يتضخّم و ينتفخ حتى يكاد يخرق الأرض أو يبلغ الجبال طولاً .. سأوسوس له أنّه يستحق ما يملك و أنّه لا يستحقّ أبداً ما يعاني و ما يكابد ..
      سأهمس له كلّ لحظة : أنت .. أنت .. ليس إلاّك ..
      سينسى وحدته و آلامه و أوساخه و ضعفه و دمامته , و حيرته حين تمزّقه الشكوك , و تخبّطه حين تعييه الأسئلة , و زوغان عينيه حين يروم الأجوبة ..
      سيصرخ دوماً : أنا .. أنا وحدي هنا .. الكون كلّه أنا .. وجهي على كلّ المرايا .. صوتي في كلّ الحكايا .. اسمي على كلّ الشفاه .. فأنا أنا ..
      سيُغلق عالَمه على نفسه فلم يعد للعالَم معنى إلا به , و لا للوجود لذّة إلاّ إن خلِقَت له ..
      سيصبح صدى نفسه .. سيكرّر ذاتَه آلاف المرّات .. مرّة تلو مرّة تلو أخرى .. دون أن يشعر لحظة واحدة أنّه ربّما كان مخطئاً في حساباته ..
      الكبر يا سادة ..
      أنا أكمن وراء كلّ خطاياكم التي تتبجّحون بها .. أتحسبون أنفسكم شياطين .. و حقّ الجحيم لولاي لكنتم ( باعة عرقسوس ) أو ماسحي أحذية ..
      فكّروا قليلاً أيها البلَهاء ..
      هل يزني الزاني دون أن يهمس لنفسه : أنا ..؟؟
      هل يخاف الجبان دون أن يخاطب نفسه : أنا ..؟؟
      هل يقتل القاتل قبل أن يُخرج سرطانه الأسود من صدره و يقول له : أنا ..؟؟
      هل ينزع الكافر فطرة خلقه من قلبه و يدوسها بقدميه دون أن يشعر بذاته و قد امتدّ ظلّها على مساحة الوجود فأنّى تولّى فثمّ : أنا ..؟؟؟
      الكبر يا سادة ...
      منّي تبدؤون الخطوة الأولى , فيّ تجدون ضالّتكم .. فأنا خلاصة الشرّ في هذا الوجود ..
      قد تستحق بعض الخطايا - أو ربّما كلّها - غفراناً و رحمة .. لكنّ الخطيئة التي لا تغتفر على الإطلاق هي الخطيئة التي أتمتّع بها أنا ..
      حيث أسير تسيرون .. و حيث أكون تتجمّعون كالذباب توسوسون و تطنّون ..
      إن أردتم ( شيطنة ) حقيقية فابدؤوا بي ثمّ اطمئنّوا و قرّوا عيناً فكل الخطايا آتية لا ريب ..
      دعوني أقوم بعملي كما ينبغي و ضعوا ساقاً على ساق و تفرّجوا على ( ابن الإنسان ) و هو يرتكب من الخطايا ما لم يخطر على بال شيطاننا الكبير ذاته ..
      أنا من ....
      - يا ابن الصُرَم ...
      هكذا همس الشيطان الأكبر لنفسه و هو يسمع هذا المغرور ينال من مقامه شخصيّاً, كما أنه يعرف شيطان الكبر جيّداً و يدرك أنّه متى بدأ يتحدّث عن نفسه فلن ينتهي أبداً , و هكذا قرّر أن يتدخّل لإيقافه فأسرع من فوره إلى حيث يقف شيطان الكبر و هو يستفيض بشرح مآثره و انجازاته , فلكزه مخاطباً الجمع :
      - نشكر شيطان الكبر لحديثه المشوّق هذا منوّهين بمكانته الرفيعة التي يستحقّها دون أدنى شك , لكنّ الوقت الذي يداهمنا سيضطرنا أن نحرم أنفسنا من طلعته البهيّة و قرنيه الوسيمين ..
      الكلمة الآن لشيطان الفسق .. فليتفضّل مشكوراً ..
      دوت ضحكة رقيعة متهتّكة في القاعة و ظهر شيطان الفسق بكرشه الضخم و وجهه الممتلئ و قرنيه التي زيّنهما بوردتين حمراوين , يمسك بيده زجاجة خمر و اليد الأخرى تعانق خاصرة صبيّة نصف عارية تتمايل بتغنّج و دلال ..
      و بدأ يتحدّث ..
      يتبع .. [/align]

      تعليق


      • #4
        [align=right]عاشق الحزين شرفني .. مرورك ياسيدي :)

        وأسف ان كان ردي عليك متاخر .. [/align]

        تعليق


        • #5
          [align=right] مساء الانبساط و الانشراح و الفرفشة ..
          شوفوا يا حضرات الشياطين .. الموضوع بسيط جداً بالنسبة لي ..
          لقد استطعت أن أقنع الكائن البشري أن المتعة تساوي السعادة و أن اللذة تعادل الطمأنينة .. نعم .. هكذا ببساطة ..
          خلطتُ المفاهيم في رأسه الصغير فهو ما يزال يبحث عن ( سعادته ) في كأس خمر معتّقة , أو في أحضان غانيةٍ لعوب , أو على مائدة قمارٍ خضراء , أو في ليلة تهتّكٍ داعرة ..
          ما زال المسكين يلهث طوال عمره القصير جرياً وراء لذّته التي لا يستطيع أن يقبض عليها بأنامله الضعيفة .. ما زال الزمن يعانده فلا يستطيع أن يتملّص من شبقه الملعون المزمن الذي ينبض في شرايينه الجائعة أبداً و ذاك الجنون الرابض بين تلافيف دماغه يتأهّب دوماً لفعل كلّ المحرّمات و ممارسة كل التجارب الممنوعة ..
          لكن الزمن .. هذا الكائن الرائع الذي يقيسه هذا الأبله بالدقائق و الثواني لا يتوقّف على الإطلاق .. لا تتجمّد لحظة اللذة أبداً .. لا تحتفظ برعشاتها و لا بابتساماتها الرائقة و لا بآهاتها المحرقة و لا برجفة العيون المغمضة على أحلامٍ لن تتكرّر أبداً ..
          من حسن حظّنا – نحن الشياطين – أن الكائن البشري أخفق إخفاقاً ذريعاً في حساب الزمن , لقد انفصل عنه و اعتبره مجرّد ( كائن خارجي ) دون أن يتذكّر أن الحياة بحقيقة الأمر لا تُقاس بطولها بل بـ ( عرضها ) و أن الزمن الحقيقي الجدير بالاحترام و القياس هو زمن الإنسان و ليس زمن الأرض أو حركة النجوم أو جريان الأفلاك ..
          أليس من المدهش أن أمتع لذائذ الدنيا و أكثرها إثارة و تشويقاً تصبح فور تحقيقها أكثرها مدعاة للسأم و الملل و النفور ..؟؟
          أليس من الغريب أن اللذة و هي ( الدافع المنطقي ) الوحيد للكائن البشري و ( الحقيقة الذاتيّة ) الأولى التي تحاول دوماً أن تقبض على ( الأنا ) فتمسكها بقبضتها القاسية محاوِلة استبقاءها في ( الآن ) , أنّها دوماً ذات طبيعة سلبية تماماً لا يشعر بها البشر إلا حينما يفقدونها أو حين يأتي الألم لينخز أجنابهم بسكّينه المدبّبة ..
          أليس من المذهل أن ابن الإنسان حين يفكّر لحظةً واحدةً في لذّته يفقدها على الفور و تتبدّد من أمامِ عينيه كوهمٍ من دخان ..؟؟
          نعم ... يبدو أن الإنسان موضوع أمام خيارين : أن يفكّر أو أن يلتذّ .. و هو لحسن الحظ يفضّل الاحتمال الثاني على الدوام , رغم أنّه في النهاية لن يقبض إلاّ على الريح ..
          حسنٌ .. أعدكم يا سادة أنني سأزيّن لذائذ الدنيا في عينيه فلا يبصر سواها , و ألوّنها في ناظريه فلا يتخيّل وجوده إلا بوجودها ..
          أعدكم أني سأنسيه نفسَه و معانيها فلا يصبح لنفسِه معنى إلا باللذة , و سيفقد العالَم جدواه و غايته إلا أن يكون متعة خالصة ..
          لا تغرنّكم تلك الكلمات الكِبار التي يملأ بها فمه ليل نهار , لا يغرنّكم أنه يتشدّق بالفضيلة و الأخلاق و الخير و المحبّة , فأنا خير من يعلَم أن الكبائر تحتاج دوماً إلى كلماتٍ كبيرة ..
          لا تصدّقوه و هو يهذي عن الزهد و التنسّك .. فالزاهد لا يفعل إلا أن يؤجّل لذّته إلى حين و هو في كلتا الحالتين صيدٌ ثمين ..
          أنا الفسق يا سادة .. أنا المحرّم دوماً المحبوب أبداً .. من يشتمونني في العلن و يزحفون كالعبيد أمامي في لياليهم المتوهجة الحمراء ..
          دعوني أمارس سطوتي و سترون كيف سيعود ابن الإنسان عجينة من طين رذيل حوت من كلّ رذيلةٍ رذيلة , فأصبحت بين أيدينا مضغةً نشكّلها كيف نشاء و نخلقها خلقاً آخر ..
          صدّقوني يا سادة .. لو أتيح للإنسان أن يكشف عن وجهه الفاسق الحقيقي الذي يخفيه بألف حجابٍ و حجاب و يداريه بابتساماته الأنيقة و عباراته المرصّعة و فنونه الجميلة و كلماته المعسولة و تهذيبه المصطنع لرأيتم أمامكم شيطاناً يفوقنا شيطنة بما لا يقارن , و لأصبحنا جميعاً ( لمامي سبارس ) آخر الزمن ..
          لكنها رحمة المقادير ..
          آه بالمناسبة .. هل تعرفون قصّة كليوبترا ..؟؟
          إذاً أنتم تدركون ماذا أستطيع أن أفعل ..
          كأسكم يا شباب ..
          قبل أن أصبح سكران طينة و لا أميّز رأسي من قدمي .. أعطي الكلمة لشيطان الخوف ..
          فليتقدّم مشكوراً ..
          يتبع ..
          [/align]

          تعليق


          • #6
            [align=justify]أعتذر لن أكمل ..

            سلإمو عليكم [/align]

            تعليق


            • #7
              [glow=ffcc00]
              شكرا أخي المحترم يزيد كنت أتمنى قراءة الموضوع لكن الصراحة هذا المخلوق الذي كتبت بخصوصه

              لي كراهية نحوه لدرجة لا احب قراءة شئ عنه كما لا احب قراءة قصص الجرائم ومجلات تتخصص بالجرائم

              جد تتعبني نفسيا لهذا اتحاشاها تمنياتي لك ب التوفيق وب نتظار كتاباتك الجميله اخي الكريم
              [/glow]

              تعليق


              • #8
                لا توجد كلمة اصف بها شعوري تجاه هذا المخلوق .....
                كل كلمات التوبيخ و السب لا تنفع ....
                لانه بكل بساطة شيطان وما ادراك ما الشيطان.....
                انه ذاك المخلوق الذي يقلل من قيمه الانسان و يفقده كرامته ونفسه و ماله وعرضه....
                وللاسف الانسان هو الذي يعطي الضوء الاخضر و يسمح لنفسه بفعل هذه المنكرات....
                وهو الذي يرمي نفسه على حافة الهاوية....
                والشيطان عمله يقتصر على لفت اهتمام الانسان نحو هذه الاشياء وهو مجرد الاشارة....


                شكرا خيو على هالموضوع المهم اللي يذكرنا بافعال الناس المشينه واتمنى من كل الاعضاء انهم يقرونه
                واتمنى انك تكمل و لا توقف لان العنوان جذبني بالبداية بس لما قريت الموضوع جذبني اكثر وبسمع حوار شيطان الخوف....
                ضع عقلك جانبا و تمتع بالغباء هع

                تعليق


                • #9
                  يسسلموو عالطرح المميز والراقي اخوي

                  وتقبل مروؤوؤري

                  اللهم إنى أسألك باسمك العظيم الأعظم الذى إذا دعيت به أجبت و إذا سألت به أعطيت و إذا استرحمت به رحمت و أذا استفرجت به فرجت ان تفرج عنى ما أنا فيه و أن تكفينى شر الحاسدين و المعادين و انصرنى عليهم بنصرك و تأييدك يا قوى يا معين

                  تعليق


                  • #10
                    رد: سهرة شيطاًنيه ..

                    [align=right]أشهر طويلة مرّت على هذا الموضوع الذي لم أكمل حكاويه بعد ..
                    جرفتني خلالها مشاغل شتّى أنستني إياه .. و أنستني أيضاً أننا يجب أن نكمل الحكايات الناقصة قبل أن نرحل ..[/align]

                    تعليق


                    • #11
                      رد: سهرة شيطاًنيه ..

                      [align=right]- شيطان الخوف إلى المنصّة ...
                      - ياهوه .. أين شيطان الخوف .. ؟؟
                      - شيطان الخوف مفقود ..
                      - هو الولد شيطان الخوف فين يا جماعة .. ربنا يجحمه البعيد ..
                      أدرك الشيطان الأكبر بفطنته أن هذا الشيطان الرعديد مختبئ هنا أو هناك , فمن أولى بالخوف من شيطانه ..؟؟
                      و تحت إحدى الطاولات وجده يرتجف هلعاً :
                      - اطلع يا شيطان الخوف ..
                      - لإ لن أطلّع ..
                      - يا شيطان اطلع ياخواف .. لإ تفشلني أمام الشياطين ..
                      - لن أخرج حتى يخرج شيطان المكر من القاعة , لقد هدّدني قبل الاجتماع أنّه سيفعل كذا و كذا و سيفضحني أمام الناس أثناء إلقاء كلمتي .. من خاف سلم يا بوي ..
                      - روح ربّنا يهدّك يا بن المكر .. يعني ما تلاقيش غير شيطان الخوف تستقوي عليه .. اطلع يا حبيبي اطلع .. خلاص .. شيطان المكر ليس هنا ( قال الشيطان الكبير ذلك و هو يغمز بعينه شيطان المكر أن يتوارى قليلاً حتى يخرج هذا الرعديد من مخبأه و يلقي كلمته و يخلص ) :
                      في البدء كان الخوف ..
                      أنا لعْنتهم الكبرى و أفدح مآسيهم على الإطلاق ..
                      أنا الذي يرقد بعيداً في أعماق أعماقهم أنخز أحشاءهم بشوكةٍ من لهيب ..
                      أنا من يوصد العالَم عليهم وحيدين متفرّدين فيشعرون بخواءٍ بغيض يلفّ نفوسهم الوجِلة فتزوغ أبصارهم رعباً و هلعاً ..
                      هل رأيتم نظرة ابن الإنسان حين يشاهد جثّة أخيه ملقيّة ككومةٍ من لحمٍ منتن صديدي يزكم الأنوف ..؟؟
                      هل رأيتموه و هو ينتحب بحزنٍ أخرس متجمّد في العروق المتخثّرة ..؟؟
                      لا تحسبونها دموع الحزنِ يا سادة ..
                      لا .. هو خائف حتّى العظم .. مرعوب حتّى آخر قطرةٍ في دمه ..
                      هو يخاف أن يكون مكان من يبكيه بحرقة فهو يبكي ذاتَه و ضعفها و قلّة حيلتها و قدرها الذي يقبض على عمره بيدٍ من فولاذٍ بارد ..
                      ما أن تبدأ الظلمة تفرش قتامتها على الوجود حتى تستيقظ ظلمة أخرى أكثر رهبة و هولاً و فظاعة , ظلمة لا أوّل لها و لا آخر تلف وجودهم كلّه أحلاماً و كوابيس و وحوشاً بأنيابٍ نحاسيّة و عيونٍ كشواظِ اللهب , فيستيقظون ناشجين لاهثين يبحثون كالمجانين عن قطرة ضوء صغيرة أو بقعةٍ من النور يلتمسون فيها أملاً و رؤية..
                      لكن هيهات .. فالليل آت ..
                      هم يخافون كلّ شيء ..
                      يخافون الوقت .. يسرق منهم نضارتهم و فتوّتهم و روائح أجسادهم و لون أحداقهم و غناء حبيباتهم و غرورهم الزائف و لذتهم الموهومة و ابتساماتهم الصفراء و يرميهم في مسافات الغبار و كثبان الملح و براري الجليد الموحشة ..
                      يخافون الموت .. ذاك الكائن في مستقبلهم الغامض كضبابٍ ليليّ من دخانٍ كثيف مسموم .. ذاك الذي يوقنون أنّه سيلتهم ذات يوم أجسادهم الحبيبة و أعضائهم الأليفة و صباحاتهم الهامسة و أزهار الليلك على شرفاتهم المخضّبة بالأحلام التي لن تتحقّق يوماً ..
                      يخافون الآخر .. إنسان آخر يتنفّس هواء هذا العالَم مثلهم برئتيه و يحتلّ مثلهم بجسده حيّزاً من فراغ هذه الأرض , نعم , هم يخافونه , يخافون أن يمتدّ ظلّه الصغير على مساحة أطماعهم و شهواتهم و غرورهم و إحساسهم الخفيّ بالتفوّق و أمنيتهم الكامنة بالخلود ..
                      يخافون العري .. يخافون أن تنكشف أجسادهم على حقيقتها دون تزويق أو تزييف .. و تشفّ جلودهم السميكة الكتيمة فيبينون كما هم معامل لانتاج القاذورات و الأوساخ المقزّزة ..
                      هذا هو الإنسان .. كائنٌ من خوفٍ مشلول ..
                      إن لم يخاف الإنسان شيئاً سيخترع خوفه بيديه , فهو مدمنٌ على الخوف لا يستطيع أن يعيش إلاّ به ..
                      هل رأيتم خائفاً يفكّر يا سادة ..؟؟
                      أنا الذي ...
                      فجأة لمح شيطان الخوف الواد مكر و هو جالسٌ في مكانه يبتسم ابتسامة عريضة و يغمزه بعينه أن ( جاك الموت يا تارك الصلاة ) ..
                      ألقى أوراقه من يد .. أمسك ذيل ثوبه بأسنانه .. و أطلق ساقيه للريح .
                      أسرع الشيطان الأكبر إلى المنصّة و هو يلعن الساعة التي فكّر فيها أن يدعو للاجتماع شياطين مراهقين لم يمكثوا في الخدمة أكثر من ألفي عام :
                      سادتي .. سيحدّثكم الآن شيطانكم المحبوب .. شيطان النفاق ..
                      فليتفضّل مشكوراً

                      يتبع[/align]

                      تعليق


                      • #12
                        رد: سهرة شيطاًنيه ..

                        Women~ّ~From~TheSun ..

                        جميعاً نكره هذا المخلوق ..

                        محسوبك استغلّ هذه الفرصة السانحة حيث تصفّد الشياطين في سلاسلها في هذه الأيام المباركة ..
                        و هكذا ..
                        أستطيع أن أتكلّم عليهم و أنمّ كما أشاء و آخذ راحتي و أبرطع على كيفي دون حسيبٍ أو رقيب

                        شكراً ثم شكراً
                        شكراً ..

                        ***********
                        عسعوسه ..


                        هل أخبرتكَ يوماً أنّي حضرت ( سهرةَ شيطانيّة ) .. كشفتُ فيها أسرارهم .. ثمّ أعلنتُها على الملأ ..؟؟
                        دعهم يموتوا بغيظهم - مقيّدين - الآن ... في أيام رمضان المباركه ..

                        شكراً لأنّك هنا يا عسعوسه ..
                        شكراً .. و الله ..


                        تسلمين .. ياعسوسه على الدوام .. و ليسلم مرورك ..

                        حاضر سأكمل ..

                        ***********

                        جرح العيّد ..

                        شكراً لمرورك الرائع هنا

                        مررتي فازهر المكان ..

                        لا تنسى نحتاج بعض الزهور أحيانا ..

                        ابعد الله عنك الجرح

                        تعليق


                        • #13
                          رد: سهرة شيطاًنيه ..

                          [align=right]وقف شيطان النفاق بأناقته المعهودة و ابتسامته المتودّدة و انحنى أمام الجمع انحناءة طويلة حتّى لامس جبينه ركبتيه , ثم مضى نحو المنصّة منحنياً كأن لا ظهر له , و حين مرّ أمام الشيطان الأكبر خرّ على الأرض ساجداً و هو يلهج بعبارات الحمد و الثناء و يبكي بحرقة من فرط الشوق و الحب لمعلّمه و أستاذه و حبيب قلبه و مهجة روحه ..
                          ثم بدأ الخطاب :
                          - أيّها الشياطين الكرام .. يا أجدع ناس .. يا أجمل من عليها .. أقسم أنّه أجمل منكم لم ترَ عيني و ( أطعم ) منكم لم تلد النساء .. و حقّ الجحيم أنّ هذا القرون التي تزيّن رؤوسكم تيجانٌ مرصّعة بالزبرجد و الياقوت , و تلك الحوافر التي تفوق في جمالها و نصاعتها سيقان نساء بني البشر , و تلك العيون الحمراء التي لو علمت بها الملائكة لاشتاقت أن تصبح شياطين و تختال في مملكة السماء ..
                          ماهذا ..؟؟ إيه النور ده ... إيه العظمة دي كلّها ...
                          حلوين .. طعمين .. و بنحبكم ..

                          تنحنح الشيطان الأكبر منبّهاً شيطان النفاق أن يبدأ الكلام المفيد و ألاّ ( يسوق ) فيها زيادة , فالجميع شياطين في النهاية و هذا الهراء لن ينطلِ عليها تماماً كما ينطلي على البشر قليلي العقل , انتبه السيّد ( نفاق ) لهذه النحنحة فالتفت إلى أستاذه و سجد ثانية و مستغفراً ذنبه , ثم بدأ خطابه :

                          منذ بدء الخليقة .. منذ اللحظة الأولى كنتُ معه ..
                          علّمته كيف ينحني حين يريد أن يرتفع , و أن يطأطئ حين يريد أن ينتصب ..

                          و رغم أن الكائن البشري من الثدييات و رغم أنّه يحمل في ظهره عموده الفقري إحدى عجائب الدنيا و أكثرها إثارة و غرابة إلاّ أنّه من وجهة نظرٍ أخرى كائن ( لافقاري ) فلا حدود لقدرته على الانحناء و الانكماش و التراقص .

                          و رغم أن مساحة جسده تمتدّ على مترين مربّعين إلاّ أنّه يملك إمكانيّة مذهلة لكي يتحوّل في لحظةٍ واحدة إلى كائن مجهري لا يمكن رؤيته بالعين المجرّدة .

                          و رغم أنّه أرفع الكائنات مقاماً و أكثرها احتراماً و تكريماً ( حسب زعمه ) إلاّ أنّه يستطيع بكلّ بساطة أن يهبط إلى مرتبة الزواحف و القوارض و الحشرات الهزيلة البشعة ..

                          هو الإنسان ..
                          الكائن الوحيد الذي يملك عضواً فريداً غريباً يتحرّك في كلّ الاتجاهات فيصعد إلى الغمام و يهبط إلى الطين لكنّه يفضّل دوماً – حسب مبادئ الجاذبيّة الأرضية – أن يستسهل الهبوط و أن يكون طينيّ الانتماء .. اللسان .

                          اللسان .. أخطر أعضاء الجسد البشري على الإطلاق .. يظهر للعيان على أنّه عضو مفرد صغير يحتلّ مساحةً صغيرة في جوف الفم الموصد على أسرارٍ شتّى , إلاّ أنّك حين تتأمله جيّداً تكتشف على الفور أنّه طويل كلسان الحرباء متشعّب كلسان أفعى تقعي مترصّدةً فريستها أبداً ..

                          تسمعونه هناك .. في مجالس العزاء .. يترحّم و يحوقل و يسترجع من طرف , و من طرفٍ آخر يحسب حجم التركة و مساحة الأطيان و مواصفات زوجة المرحوم و لون بشرتها و مدى صلاحيّتها لأن تكون ( سريراً جديداً ) ..
                          تسمعونه هناك .. على المخادع الطريّة حين ينتقي من الألفاظ أحلاها , و من العبارات أجزلها , و من القصائد أرقّها , و يريقها ممزوجةً بدمعتين لؤلؤيّتين على مسامعها , و من الطرف الآخر يشتمها لأنّها أطالت مكوثها فأضاعت عليه فرصة اصطياد فريسة أخرى جديدة ..
                          تسمعونه هناك وراء أبواب المكاتب الموصدة حين يسكب كلماته دونما حساب و هو يتغزّل في حكمة المدير الجديد و خبرته المديدة و في قوامه الرشيق و وسامته المهيبة و أناقته الغريبة و صلعته البهيّة و أولاده الأذكياء و يلعن سنسفيل أجداد المدير القديم بكلّ غباوته و سماجته و ثقل دمه , و من طرف آخر يلعن هذا الزمان الذي جعل هذا القزم الأصلع يتربّع على كرسيّه كالإمبراطور .

                          ألم أقل لكم .. لسان الإنسان له شعبتان ..

                          اللسان .. يجعل من الذئاب حملاناً وديعة , و من الخناجر وروداً ناصعة , و من الشياطين أمثالنا ملائكةً تمشي على الأرض .

                          به وحده نستطيع أن نبرّر الخطيئة و نجعلها ضروريّة و مشروعة ..
                          به نستطيع أن نقلب الحقائق و نعقلن الجنون و نجمّل القبح و نرفع الوضيع و نبدّل الأدوار ..
                          به تنفتح أمامنا الأبواب الموصدة و مغاليق النفوس , فنغري جشعها و شهوتها , و نتملّق غرورها و ساديّتها , و نتمسّح بأنانيّتها و وحشيّتها فتصبح لنا دمى على الحبال نرقّصها كما نشاء و نحرّكها كما نهوى ..

                          النفاق أيها الشياطين .. النفاق ..
                          إن أردتم شراً جميلاً أنيقاً أليفاً يفهمه البشر جيّداً و يحتفون به فيستضيفونه في بيوتهم الوثيرة و على أسرّة نومهم و بين ألعاب أطفالهم و في ثنايا مكتباتهم و يقدّمون له الولائم الفاخرة و يحتسون معه أفخر أنواع النبيذ و ينحنون له كما يليق بالسيّد النبيل ..
                          عليكم بي .. فلن أخيّبكم أبداً ..

                          و في نهاية حديثي لا أستطيع إلاّ أن أسجد أمام قدمي شيطاننا الكبير بقرنيه اللذان تقطر الحكمة و المجد من ذؤابتهما و أن ألحس التراب الذي تسير عليه حوافره البديعة و ........

                          أسرع الشيطان الكبير إلى المنصّة بعد أن أدرك أن حفلةً جديدة من النفاق ستبدأ الآن , و بما أنّه سئم من موشحات شيطان النفاق و مواويله السابقة التي يسمعها منذ آلاف الأعوام فقد قرّر أن ينهِ هذه المهزلة بضربةٍ من كوعه أوقعت ذاك الشيطان السمج أرضاً.

                          ثمّ .. تعاقبت الشياطين على المنصّة تدلي بدلوها و تشرح طبيعة عملها , فأبرز شيطان الطمع الدور الكبير الذي يلعبه الجشع في مسيرة الشياطين المظفّرة , و ركّز شيطان البخل على أهميّة الشحّ في تثبيت الخطيئة و ديمومتها , أمّا شيطان الترف فقد أكّد أنه لا يوجد شرّ حقيقي دون ترفٍ يثبّته و يشرعنه ...

                          و قبل أن ينتهي جدول الأعمال و بمبادرة من شيطان المكر اتّفق الجميع – بعد مشاوراتٍ ساخنة – على إعطاء الكلمة لابن الإنسان ليتحدّث فهو المعنيّ في النهاية و ليس من اللائق معاملته بجفاء كأنّه ( ابن الغسّالة ) ..

                          يتبع .. [/align]

                          تعليق


                          • #14
                            رد: سهرة شيطاًنيه ..

                            يـعـََـطـٍَــيٍـَــك الــعــََــأِفـٍٍـيـَـه
                            وُآصِـٍَــِل آبـََـَدِآآعـكْ
                            تشغيل الفلاش من هنا

                            تعليق


                            • #15
                              رد: سهرة شيطاًنيه ..

                              [align=right]سفالة الشياطين .. السادة العفاريت ..
                              كنتم جميعاً محقّين ..
                              لا توجد خطيئة على وجه الأرض لم أرتكبها ..
                              لحم جسدي متشرّب بكلّ تلك الآثام التي لا تكاد تنتهي .. ساديّتي .. وحشيّتي .. شهوتي .. ملايين الأحلام الخبيثة التي تعبث بدماغي الصغير .. كلّ ذلك صحيح ..
                              لكن .. دعوني أولاً أسألكم يا حضرات المردة ..
                              ما هي الخطيئة ..؟؟
                              هل توجد لوحدها بمعزل عنّا نحن البشر ..؟؟
                              أليست هي أولاً و أخيراً صفاتنا نحن ..؟؟
                              هل تعتقدون أنّه يمكن للشرّ أن يكون ( لا منتمياً ) ..؟؟
                              لا يا سادة .. الشرّ صفةٌ من صفاتنا , و الخطيئة تنتمي إلينا .. إلى هذه الأرض المليئة بالأحزان و الآلام و الأحلام المتبدّدة و طوفان الأسئلة الحيارى و دموع الثكالى و اليتامى و آهات الموجوعين و أنفاس العشّاق و همسات الشعراء و نزيز الشهوة و ضمّة الشفاه حين الألم و إطراقة الوجه اليائس حين العجز و غمزة أنثى تشعل ألف حريق و حريق ..
                              هذه هي الأرض يا سادة .. و نحن نحن ..
                              لم تعرفوننا جيّداً .. لحسن الحظ ..
                              ثمّة شيءٌ واحد لم يذكره أحد .. نحن ما زلنا نتشكّل .. طين أجسادنا لم يجفّ بعد , و ناركم التي تشتعلون بها لم تستطع بعد أن تحرق قوالب الطين فتجمّدها في هيكلٍ واحد لا يتغيّّر ..
                              كلّ صباح نتشكّل من جديد .. و في لحظةٍ واحدة ربّما تتغيّر كلّ ملامحنا ..
                              ربّما لم نستطع أن نحسب الزمن بدقّة .. لكننا ندرك - دون وعي - أن الزمن يشكّلنا كلّ دقيقة بملامح جديدة و قوالب جديدة و أننا في النهاية كائنات مؤقّتة ..
                              نعم .. تقتلنا تلك الحيرة حين نلوب في دهشة حائرة و نحن نفكّر :
                              لماذا نحن هنا .. ماذا نفعل .. و أين سنذهب بعد أن يطفئ العالَم الضوء و يذهب للنوم ..؟؟
                              نضرب صدورنا الضائقة بغيظ موقنين أننا رغم كلّ شيء لن نعرف كلّ شيء .. فنستسلم للعجز المهين و نتناسى معرفتنا الناقصة و خيبتنا و مراراتنا و جهلنا و نبدأ نبحث كالمجانين عن أجوبة أكثر سهولة لأسئلة أكثر سهولة .. و تبدأ خطايانا كلّها في الظهور .
                              نحن نعيش الآن .. و لا نستطيع إلاّ أن نفعل ذلك .. و لأن ( الآن ) متحرّك دوماً و متغيّر باستمرار كنهرٍ أزليّ فنحن بحقيقة الأمر متحرّكون دوماً متغيّرون باستمرار ..
                              لم نحسم خياراتنا بعد .. و كل الآفاق أمامنا مفتوحة لكل الاحتمالات ..
                              نحن البشر .. ارتكبنا على الأرض الشرّ .. و على الأرض أيضاً ما زلنا نحاول أن نكون أخياراً ..
                              نحن نشعر بعجزٍ طبيعي عن فهم أنفسنا فنجرّب كلّ شيء و نفكّر في كلّ شيء و نمارس كلّ شيء ..
                              نحن نتوق إلى الحقيقة .. نودّ لو نلمسها بأيدينا و نتذوّقها بأحداقنا الكليلة كما نتذوّق طعم النهار , لكننا نرتبك أمامها تماماً كالأطفال الصغار حين يرتجفون أمام طلاسم لم يعرفوها بعد فيخبئون وجوههم بأيديهم و يبدؤون بالنحيب ..
                              لا نثق تماماً بهذا العالَم الغامض .. و لأنّنا نخاف الغموض و نعشق الوضوح .. فنحن نسعى دوماً لأن نمتلك الأشياء الواضحة .. فقط ..
                              نعم .. نحن مسكونون بالخوف .. نرتعد من فكرة أن نفقد كلّ شيء يوماً ما , فنحاول أن نمسك بأيدينا أكثر ما يمكن و لأطول وقتٍ ممكن فتظهر فينا كلّ أنانيّتنا و همجيّتنا و ساديّتنا و كوابيس أحلامنا و عيوننا الدامية ..
                              لكن .. نكتشف لاحقاً أن هذا الوجود أكثر وداً و حميمية مما كنّا نخال , و أنّه كريمٌ للغاية عطوفٌ كقلب أم , فنبتسم واثقين و يظهر فينا كلّ الحبّ و الخير و الجمال و العدل و آلاف أقواس قزح تلوّن أحلامنا الفرِحة ..
                              ألم أقل لكم .. نحن نتغيّر كلّ صباح و كل الاحتمالات مفتوحة أمامنا دون حدّ .
                              أيها الشياطين ..
                              لقد وضعتمونا في معركةٍ لم نستعدّ لها تماماً , و لم ندرك لماذا , و ما هي جريرتنا التي ارتكبناها .. لكنّا واثقين أنّ ثمّة الله , و أن لحظة وجدٍ واحدة معه في عليائه قد تجعل منّا ملائكة ..
                              نحن نبكي كلّ مساء حين يحوّم الليل فوق طرقاتنا المنهكة , و نشعر بالندم أننا هذا النهار كنّا سيّئين للغاية , و قبل أن ننام نَعِد أنفسنا أننا على الأقل سنحاول أن نفعل شيئاً أفضل في الغد ..
                              لسنا شياطين .. و لن نكون ..
                              هل تعرفون ما هو البكاء ..؟؟
                              هل تعرفون كيف يضجّ الوجود بتحنان الدعاء ..
                              حينما يأتي المساء ..؟؟

                              الزمان : 2011 قبل الميلاد ..
                              المكان : القاعة الذهبية في أحد فنادق الدرجة الممتازة ..
                              الحدث : انعقاد المجمع الثاني لعموم الشياطين و الأبالسة و العفاريت و الجن الأسود و مردة النار ..



                              كلّ شيء تغيّر .. الوجوه أكثر نضارة و جمالاً .. لا يوجد قرونٌ و لا حوافر و لا ما يحزنون .. بدلات السموكن الأنيقة و الياقات المنشّاة و العطور الفاخرة و أقداح الشمبانيا الفوّارة تجعل المكان جنّة على الأرض ..
                              البعض امتنع عن تناول الخمر مراعاة لمشاعر من لا يذوقها , و آخرون اعتذروا عن تناول الوجبة الفاخرة لأنهم صائمين , و في صدر القاعة يتربّع الشيطان الأكبر بكلّ وسامته و أناقته و ابتساماته المهذّبة ..
                              على يمينه وقف شيطانٌ جديد .. وسيمٌ للغاية .. شديد اللياقة و الأناقة .. ناعمٌ كخدّ صبيّة .. قدّمه الشيطان الأكبر للحضور :

                              - يا سادة ... مواكبة لروح العصر و مراعاةً للتطوّرات الجارية .. و لأننا يجب أن نصعد إلى فوق ..
                              إليكم شيطاننا الجديد :
                              شيطان الفكر .......
                              و ما زالت الأرض تدور ..
                              تمّت ..
                              تحيّاتي للجميع .. و كلّي خجلٌ و اعتذار أنني أطَلتُ فأثقلت .[/align]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X