
لاأدري ماذا أصنع بعد اليوم
وأنتِ تخالطين الثرى
صورتك ماثلة في ذهني لاتفارقني
صوتك الجوهري يرن في أذني
لم أعد أسمع إلا هو
آثار صرخاتك الهائلة تدوي أرجاء المكان
تمتد بي
وأطير بين أجواءك الحزينة
وهمومي تتساقط على رأسي
لتنحدر من عيني دمعة غريبة
تتحجر وسط خدي
أمسحها لتتدحرج الأخرى
الآن خيل لي أني في قاعة
وأنتِ بين العمالقة على المسرح تلقين دروسكِ
التي علمتني إياها
ياااااااه كم إستفدت منها
ألقي نظرة طويلة على لحدك
الجاثم على سفح ربوة من مزارعكِ
وكأن وجهك الذي الفتهُ
وحفظت تقاسيمه أمامي
تحدثيني أسمعك أنصت إليكِ حبيبتي
أصبحت مدمن لزيارة قبركِ
لا أدركُ إلى أين أصل بهذه الحالة الغريبة
التي تنتابني
وتلك الطقوس التي أنتهجها
كل يوم ألقي نفس النظرة
ولا أرفع رأسي إلا بعد
سماع صرير الجنادب
تتقافز من مكان إلى آخر
وأجر قدماي بخطوات تعيدني للخلف
حبيبتي هل ضللتُ مسلكي
مالذي يعيدني للوراء
لازال صوتكِ يناديني
أبتسم له وأتنفس تنفسهُ
تكاد تتساقط منها جوانب نفسي
إني أحن لنصائحك التي علمتني إياها
بعدك لم أستسغ طعمها
فنصائحهم عسل مكشوف مليئ بالشوائب
لاتدفع عني أذى ولا مكروه
إنها تزيدني بؤساً
ليتهم يصمتون ولايتحدثون
أتحسر لنصائحك المدفون
أنتظرمن يحييها
أسفي لم أجد إنهم يلقوها جهاراً نهاراً
أمام الملأ تشمتاً لاحباً
كنت تلقينها علي بسرية تامة
لا أحد يعلم ماتتمتمين به إلا أنا
أسمعها لأعيها بكل جوارحي
حبيبتي
هل يمكنني أن أعرف
من هو الذي تلقين عليه نصائحك الآن
أنتِ لن تتحدثين بعد اليوم
آه يانفسي
ما الفائدة من ذكر أشياء إنتهت مع حياة إنقضت
هناك قوة مغناطيسية تجذبني
تستهويني تستوقفني تسوقني لنفس المكان
زرعت وروداً ورياحين على جنبات قبرك حبيبتي
أشذبها أعتني بها
أنظري إليها بلطف ورقة كما كنتِ
أرقبِ حركاتها وكل إشارة من إشاراتها
وعندما تغرب شمس الأصيل على زهورك تضيء
مساحة قبرك حبيبتي كبرق يخطف الأبصار
بإستطاعتي الآن قطف زهرة لأزين بها قبرك الطاهر
ثم أسير بخفة وسط حديقتك وأشتم رائحتها الزكية
تنبعث لتملأ المكان شذا وعبقاً
ألقي النظرة الأخيرة
لأرى طيفكِ قادم نحوي وصمتي
العميق يعالج نفسي الملتهبة ألماً
ليرافقني مع ألمي وأجرد غمدي لأقول
أريد سماع نصيحتكِ أو أموت لجانبكِ حبيبتي
أقف علي قبرك ِ حبيبتي فتذكرتُ تلك الأبيات
/... هُـدنـَه .../
مالي وقفتُ على القبور مسلماً
قبر الحبيب لم يُرد جوابٍ
أحبيب مالك لا ترد جوابـــاً
أنسيتَ بعدي خِلة الأحبابـــِ
قال الحبيب: كيف لي بـِ جوابكم
وأنا رهين جنادلٍ وترابــــِ
أكلَ الترابُ محاسني فنسيتكم
وحُجبتُ عن أهلي وعن أصحابِ
:
:
:
الآن حبيبتي سأرحلُ إلى آخر مئالي
مئواي الأ َخير قبري
كثبان الرمل حولي
فوقي على جنباتي
وأسفل مني
أصبحت فرشي من رأسي إلى قدمي
الكل ينزِلني بهدء
وبصمت وسكينة
لادموع تتناثر لرحِيلي
أنا بعدكِ حبيبتي جسد إنتهى به المطاف الأخير
روح قبضت وهي واقفة بقبركِ
فقبرِي أخر عرشٍ لي
لوحدي نعم سأظل أسكن لوحدي وأنتظر
و مصيري ....!
{ نهايتي تحت التراب }
تعليق