®§(*§*)§®ˆ° الوقت °ˆ®§(*§*)§®
الزمن نهر قديم يعبر العالم منذ الأزل!!
فهو يمر خلال المدن يغذي نشاطها بطاقته الأبدية أو يذلل نومها بأنشودة الساعات التي تذهب هباء وهو يتدفق على السواء في أرض كل شعب ومجال كل فرد، بفيض من الساعات اليومية التي لا تغيض، ولكنه في مجال ما يصير ثروة، وفي مجال آخر يتحول عدما، فهو يمرق خلال الحياة، ويصب في التاريخ تلك القيم التي منحها له ما أنجز التاريخ فيه من اعمال.
ولكنه نهر صامت حتى اننا ننساه احيانا، وننسى الحضارات في ساعات الغفلة أو نشوة الحظ قيمته التي لا تعوض.
ومع ذلك ففي ساعات الخطر في التاريخ تمتزج قيمة الزمن بغريزة المحافظة على البقاء فإذا استيقظت هذه الغريزة في هذه الساعات التي تحدث فيها انتفاضات الشعوب، لا يقوم الوقت بالمال، كما ينتفي عنه معنى العدم، انه يصبح جوهر الحياة الذي لا يقدر.
وحينما لا يكون الوقت من أجل الاثراء أو تحصيل النعم الفانية، اعني حينما يكون ضروريا للمحافظة على البقاء، أو لتحقيق الخلود والانتصار على الأخطار، يسمع الناس فجاة صوت الساعات الهاربة، ويدركون قيمتها التي لا تعوض، ففي هذه الساعات لا تهم الناس الثروة أو السعادة أو الألم، وانما الساعات نفسها، فيتحدثون حينئذ عن ( ساعات العمل) اعني العملة الوحيدة المطلقة التي لا تبطل، ولا تسترد ان ضاعت، ان العملة الذهبية يمكن ان تضيع وأن يجدها المرء بعد ضياعها، ولكن لا تستطيع أية قوة في العالم أن تحطم دقيقة، ولا أن تستعيدها اذا مضت.
وحظ الشعب العربي الاسلامي من الساعات كحظ أي شعب متحضر، ولكن... عندما يدق ناقوس الخطر مناديا الرجال والنساء والأطفال الى مجالات العمل في البلاد المتحضرة، اين يذهب العالم الاسلامي؟! تلكم هي المسألة المؤلمة، فنحن في العالم الاسلامي نعرف شيئا اسمه ( الوقت ) ولكنه الوقت الذي ينتهي الى عدم، لأننا لا ندرك معناه ولا تجزئته الفنية لأننا لا ندرك قيمة اجزائه من ساعة ودقيقة وثانية، ولسنا نعرف الى الآن فكرة ( الزمن ) الذي يتصل اتصلا وثيقا بالتاريخ، مع ان فلكيا عربيا مسلما هو ( ابو الحسن المراكشي ) يعد اول من أدرك هذه الفكرة الوثيقة الصلة بنهضة العلم المادي في عصرنا.
وبتحديد فكرة الزمن يتحدد معنى التاثير والانتاج، هو معنى الحياة الحاضرة الذي ينقصنا هذا المعنى الذي لم نكسبه بعد ، هو مفهوم الزمن الداخل في تكوين الفكرة والنشاط، في تكوين المعاني والأشياء.
فالحياة والتاريخ الخاضعان للتوقيت كان وما يزال يفوتنا قطارهما، فنحن بحاجة ملحة الى توقيت دقيق، وخطوات واسعة لكي نعوض تأخرنا، وانما يكون ذلك بتحديد المنطقة التي ترويها ساعات معينة، من الساعات الأربع والعشرين التي تمر على أرضنا يوميا.
ان وقتنا الزاحف صوب التاريخ، يجب ان لا يضيع هباء، كما يهرب الماء من ساقية خربة، ولا شك ان التربية هي الوسيلة الضرورية التي تعلم الشعب العربي الاسلامي تماما قيمة هذا الامر، ولكن بأية وسيلة تربوية؟
ان من الصعب ان يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب!
ومع ذلك فكل علم له مرحلته التجريبية التي تتصف بالاحتمال والمحاولة، وهما يسبقان ضرورة الفكرة الواضحة التي يستخلصها العقل في المرحلة التالية، فينبغي أن نحدد التجربة المطابقة لمقتضى الحال لكي نعلم المسلم علم الزمن، فنحن نعلم الطفل والمرأة والرجل تخصيص ساعة يوميا لاداء واجب معين، فاذا خصص كل فرد هذا الجزء من يومه في تنفيذ مهمة منتظمة وفعالة، فسوف يكون لديه في نهاية العام حصيلة هائلة من ساعات العمل لمصلحة الحياة الاسلامية، في جميع أشكالها العقلية والخلقية والفنية والاقتصادية والمنزلية.
وسيثبت نصف الساعة هذا عمليا فكرة الزمن في العقل الاسلامي، اي في أسلوب الحياة في المجتمع وفي سلوك افراده، فإذا استغل الوقت هكذا فلم يضع سدى، ولم يمر كسولا في حقلنا، فسترتفع كمية حصادنا العقلي واليدوي والروحي، وهذه هي الحضارة.
تحياتــي ..
الزمن نهر قديم يعبر العالم منذ الأزل!!
فهو يمر خلال المدن يغذي نشاطها بطاقته الأبدية أو يذلل نومها بأنشودة الساعات التي تذهب هباء وهو يتدفق على السواء في أرض كل شعب ومجال كل فرد، بفيض من الساعات اليومية التي لا تغيض، ولكنه في مجال ما يصير ثروة، وفي مجال آخر يتحول عدما، فهو يمرق خلال الحياة، ويصب في التاريخ تلك القيم التي منحها له ما أنجز التاريخ فيه من اعمال.
ولكنه نهر صامت حتى اننا ننساه احيانا، وننسى الحضارات في ساعات الغفلة أو نشوة الحظ قيمته التي لا تعوض.
ومع ذلك ففي ساعات الخطر في التاريخ تمتزج قيمة الزمن بغريزة المحافظة على البقاء فإذا استيقظت هذه الغريزة في هذه الساعات التي تحدث فيها انتفاضات الشعوب، لا يقوم الوقت بالمال، كما ينتفي عنه معنى العدم، انه يصبح جوهر الحياة الذي لا يقدر.
وحينما لا يكون الوقت من أجل الاثراء أو تحصيل النعم الفانية، اعني حينما يكون ضروريا للمحافظة على البقاء، أو لتحقيق الخلود والانتصار على الأخطار، يسمع الناس فجاة صوت الساعات الهاربة، ويدركون قيمتها التي لا تعوض، ففي هذه الساعات لا تهم الناس الثروة أو السعادة أو الألم، وانما الساعات نفسها، فيتحدثون حينئذ عن ( ساعات العمل) اعني العملة الوحيدة المطلقة التي لا تبطل، ولا تسترد ان ضاعت، ان العملة الذهبية يمكن ان تضيع وأن يجدها المرء بعد ضياعها، ولكن لا تستطيع أية قوة في العالم أن تحطم دقيقة، ولا أن تستعيدها اذا مضت.
وحظ الشعب العربي الاسلامي من الساعات كحظ أي شعب متحضر، ولكن... عندما يدق ناقوس الخطر مناديا الرجال والنساء والأطفال الى مجالات العمل في البلاد المتحضرة، اين يذهب العالم الاسلامي؟! تلكم هي المسألة المؤلمة، فنحن في العالم الاسلامي نعرف شيئا اسمه ( الوقت ) ولكنه الوقت الذي ينتهي الى عدم، لأننا لا ندرك معناه ولا تجزئته الفنية لأننا لا ندرك قيمة اجزائه من ساعة ودقيقة وثانية، ولسنا نعرف الى الآن فكرة ( الزمن ) الذي يتصل اتصلا وثيقا بالتاريخ، مع ان فلكيا عربيا مسلما هو ( ابو الحسن المراكشي ) يعد اول من أدرك هذه الفكرة الوثيقة الصلة بنهضة العلم المادي في عصرنا.
وبتحديد فكرة الزمن يتحدد معنى التاثير والانتاج، هو معنى الحياة الحاضرة الذي ينقصنا هذا المعنى الذي لم نكسبه بعد ، هو مفهوم الزمن الداخل في تكوين الفكرة والنشاط، في تكوين المعاني والأشياء.
فالحياة والتاريخ الخاضعان للتوقيت كان وما يزال يفوتنا قطارهما، فنحن بحاجة ملحة الى توقيت دقيق، وخطوات واسعة لكي نعوض تأخرنا، وانما يكون ذلك بتحديد المنطقة التي ترويها ساعات معينة، من الساعات الأربع والعشرين التي تمر على أرضنا يوميا.
ان وقتنا الزاحف صوب التاريخ، يجب ان لا يضيع هباء، كما يهرب الماء من ساقية خربة، ولا شك ان التربية هي الوسيلة الضرورية التي تعلم الشعب العربي الاسلامي تماما قيمة هذا الامر، ولكن بأية وسيلة تربوية؟
ان من الصعب ان يسمع شعب ثرثار الصوت الصامت لخطى الوقت الهارب!
ومع ذلك فكل علم له مرحلته التجريبية التي تتصف بالاحتمال والمحاولة، وهما يسبقان ضرورة الفكرة الواضحة التي يستخلصها العقل في المرحلة التالية، فينبغي أن نحدد التجربة المطابقة لمقتضى الحال لكي نعلم المسلم علم الزمن، فنحن نعلم الطفل والمرأة والرجل تخصيص ساعة يوميا لاداء واجب معين، فاذا خصص كل فرد هذا الجزء من يومه في تنفيذ مهمة منتظمة وفعالة، فسوف يكون لديه في نهاية العام حصيلة هائلة من ساعات العمل لمصلحة الحياة الاسلامية، في جميع أشكالها العقلية والخلقية والفنية والاقتصادية والمنزلية.
وسيثبت نصف الساعة هذا عمليا فكرة الزمن في العقل الاسلامي، اي في أسلوب الحياة في المجتمع وفي سلوك افراده، فإذا استغل الوقت هكذا فلم يضع سدى، ولم يمر كسولا في حقلنا، فسترتفع كمية حصادنا العقلي واليدوي والروحي، وهذه هي الحضارة.
تحياتــي ..
تعليق