مصير عرفات ما يزال في رحم المجهول (الفرنسية)

ما يزال الغموض يكتنف مصير الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي دخل في حالة موت دماغي حسبما أكدت المصادر الطبية الفرنسية التي تقوم على علاجه بمستشفى بيرسي في باريس.
وأوضحت المصادر أن حالة الموت الدماغي تسبق الإعلان عن وفاة أي شخص يمكن إبقاؤه حيا بمساعدة الأجهزة الطبية في غرفة الإنعاش.
وقال أحد أفراد الفريق الطبي المعالج إن عرفات غارق في غيبوبة عميقة من المستوى الرابع وذلك يعني غياب المريض تماما عن الوعي وتوقف أي رد فعل لا إرادي وغياب نشاط الدماغ، حيث لا تتفاعل الحدقة مع الضوء ولا يغلق الجفنان لدى لمس قرنية العين إضافة الى توقف التنفس اللاإرادي.
ويحدد الأطباء الموت التام للدماغ بواسطة تخطيط الدماغ بفارق ساعتين أو تصوير الشرايين التي تظهر عدم تدفق الدم في الدماغ. ولا تستخدم عبارة الموت الدماغي إلا بعد التحقق من ذلك في قسم الإنعاش. ويمكن أثناء هذه الغيبوبة أن يحتفظ الجسم بمظاهر الحياة بفضل الأجهزة والتنفس الاصطناعي, ما يحفز الرئتين على التنفس والقلب على النبض.
وللتعبير عن تعاطفهم مع الرئيس الفلسطيني احتشد عشرات المؤيدين أمام مستشفى بيرسي في كلامار بضاحية باريس, حاملين الأعلام الفلسطينية والشموع وصور عرفات.
اجتماع طارئ
حركات المقاومة تعلن دعمها لعرفات (الفرنسية)
وعلى خلفية هذه التطورات وضعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في حالة استنفار تحسبا لإعلان وفاة الرئيس عرفات.
كما أعلن قيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية ستعقد في وقت لاحق اليوم الجمعة اجتماعا طارئا في غزة لبحث تطورات الأوضاع في ضوء التدهور الخطير في صحة عرفات.
وتضم اللجنة العليا للفصائل ممثلين عن 13 فصيلا بينهم حركات التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية. وسيعقد الاجتماع في مقر المجلس التشريعي بغزة.
وقال القيادي بالجهاد محمد الهندي إن الاجتماع سيتناول "إمكانية بلورة موقف فلسطيني موحد في حال رحيل الرئيس عرفات لا سمح الله والذي نرجو له الشفاء العاجل".
وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى "استغلال الوضع في بث الإشاعات والبلبلة في صفوف الشعب الفلسطيني وبث بذور الشقاق والفرقة" مشددا على أهمية حماية المقاومة الفلسطينية في وجه الاحتلال.
وفي هذا السياق نقل التلفزيون الإسرائيلي عن مسؤولين في الحكومة قولهم إن عرفات لا يمكن أن يدفن إلا في قطاع غزة. وكررت حكومة شارون معارضتها دفن الرئيس الفلسطيني في الحرم القدسي بالقدس الشرقية على عكس رغبته.
وكان رئيس وزراء الدولة العبرية أرييل شارون قال الأحد الماضي ردا على سؤال طرحه وزير العدل يوسف لابيد "طالما أنا في السلطة ولست أنوي التخلي عنها, فإن عرفات لن يدفن في القدس".
تعليق