
لم تختبر نساء الاجيال الحديثة تجربة شاي الضحى بمعناها الفعلي الذي عاشته جداتنا وامهاتنا يوما،، عندما كانت جلسته هي حق الاستمتاع الوحيد المتاح للنساء في هذه المرحلة، وحكاية النساء في الكويت والخليج عموما مع (شاي الضحى) قديمة جدا .. الا انه ايام زمان يختلف عن الشاي العصري المتعارف عليه الآن، ومابين طقوس شاي الضحى في الماضي والحاضر اختلاف كبير وفرق شاسع طال كل شيء!.
فلم يعد اليوم عند ام احمد وام خالد .. بل لم يعد شايا من الاساس وانما كافيه لاتيه .. اسبريسو.. اواي مشروب آخر قليل السعرات الحرارية ..
اما المكسرات التقليدية، التي كانت ضيفة هذه الجلسة النسائيه حينها فلم تخرج عن اصناف محدودة جدا، إذ لم تختبر النسوه في تلك الفتره المكسرات اليابانية مثلا ذات الالوان الصارخة، ولم تتوفر لهن تجربة (الماكاديميا بنكهة الجبنة) او(الكاجوبنكهة الباربكيو) اونكهة البيتزا .. وظل(الحب والنقل والنخي والفستق احيانا) هوالقاسم المشترك لكل جلسات شاي الضحى الصباحية بالاضافه لبعض انواع الحلويات الشعبية الكويتيه المعدة منزليا ..
شاي الضحى كان بسيطا كبساطة الناس حينها، اما شاي الضحى الحديث فقد تمت عصرنته !!
فقد قلت التجمعات النسائية بداية في وقت الضحى، كون اغلب النساء موظفات وعاملات الامر الذي يجعل التجمع البيتي في وقت الضحى مستحيلا ..
ولأن النساء يعشقن التجمعات التي يتخللها تبادل الاحاديث و»السوالف« وشيء من الحش احيانا .. انتقلت التجمعات النسائية في العصر الحالي من بيت ام احمد وام خالد الى الكافيهات العصرية،،والتي زاد عددها في الفتره الاخيرة بشكل ملحوظ جدا واضحت المكان المفضل لتجمع الكويتيين،،وتغيرت مواعيد التجمعات من فترة الضحى الى فترات اخرى من اليوم، ولم يعد الشاي قطعا هوسيد الموقف في تجمعات الكافيهات، بعد ظهور العديد من المشروبات الساخنة المنافسة،،اما من لاتزال على عشقها القديم للشاي، فقد استبدلته بالشاي الاخضر اوشاي الاعشاب ربما،، ولم يعد الحديث عن المكسرات التقليدية واردا نظرا لارتفاع سعراتها الحرارية التي تشكل خطرا على رشاقة وريجيم النساء، في حين استبدلت الحلويات الكويتية التقليدية بما تقدمه الكافيهات من »جيرمن كيك« و»انجلش كيك« ووافل ومافن وكرواسان ..
شاي الضحى .. ارتبط ارتباطا وثيقاـفي اذهان البعضـبالحش والنميمة النسائية ..
وعلى نكهته كان يتم تقديم ملخص شامل وجامع لكل اخبار اهل الفريج حينها
اما شاي الضحى العصري .. فتحتل اخبار هيفاء وهبي ونانسي عجرم موقع الصداره فيه، وان كان لابد من شيء من الحش والنميمه فلن يخرج الحديث عن نقد ماترتديه فلانه الجالسه في الطاوله المقابله بالكافيه، اوتلك التي تحاول تقليد حليمه بولند بحركاتها ودلعها،،ولن تجد احدا في »الكافيه« يرتدي ملابس بسيطة وغير متكلفه لأن الكل كاشخ ـوعلى سنجة عشرة كما يقول المصريونـ، فالبساطة التي كانت تغلف جلسات شاي الضحى المنزلية ولت الى غير رجعة وفقدت هذه العادة خصوصيتها وبساطتها الجميلة بعد عصرنتها لتصبح شيئا آخر لا يمت لشاي الضحى التقليدي الذي عشقته جداتنا بصلة !. بمعنى أنه اختلف المكان ومادة الحديث فقط
تعليق