لقد مات سيبويه وفي حلقه غصة " حتى " محتارا في إعرابها...
قد تتساءلن ما علاقة ذلك بالجمال ؟؟؟
ببساطة إن كل فتاه منا تموت كل يوم وفي جسدها لا حلقها غصة .. إلا وهي غصة الجمال..
نسعى في بحث دائب عنه الجميلات منا واللاتي ظنن أنفسهن قبيحات.. أو ولدن لن أقول بعيب خلقي كما يقول ضعفاء النفوس ، حاشا لله وكلا، بل أقول إنهن ولدن بشيء مميز عن الأخريات اختاره الله لهن فجعل بلائهن جليا نصب أعينهن وكأنه تعالى يقول لهن: هذا اختبار حياتكن أمامكن فاصبرن واجتزنه..
لكننا كالمعتاد وببعض المساعدة من الشيطان نصعب كل يسير ونسهل كل عسير..
فيا أختاه إن ظننت أنك قبيحة الشكل فالأخلاق هي الخلطة السحرية لمحو العيوب والذنوب لا سترها فقط ... فاتخذي العفة تاجا.. وغض البصر كحلا .. والصدق وذكر الله مرطبا لشفتيك .. والصبر مهدئا لقلبك .. وستلاحظين النتيجة في أقرب وقت بإذن الله
آه أيها الجمال.. نبحث عنك جميعا وأنا من أولئك الباحثات.. أحيانا نبحث عنك ولو تحت الرماد...
ونحن كنساء نرى كل امرأة في أعيننا ناقصة أو ليست جميلة .. وإن كانت جميلة فنعزو ذلك لعمليات التجميل .. وننكره كأنه عار.. ونتمنى من أعماقنا أن نسبقهن إليها.. نوشك أن نلتهم صفحات الجرائد والمجلات والانترنت التي تأتينا بوصفات للجمال والريجيم لكل شيء من موضع الحناء إلى موضع الخلخال ...
حررنا المرأة ويا لبشاعة ما قمنا به .. حررناها من أكبر سر لديها .. وعذرا لما سأقوله .. إن ذلك السر هو "الحمق"
نعم نحن حمقاوات ... لأننا تحررنا لرفضنا الخنوع للرجل وأن نكون مجرد إماء له.. ولكن ولشدة حمقنا صرنا إماء لشبح وهاجس يدعي الجمال.. نريد اكتسابه في صفنا لنعود من حيث بدأنا فقط لنرضي الرجل .. ونفوز في سباق المقارنة مع غيرنا لأن كل امرأة صارت في سباق دائم مع الأخرى من التي ستخلع أكثر لتري أكثر ...
واحسرتاه خلعت كل واحدة مع كل قطعة من ملابسها قطعة من أنوثتها.. من كرامتها.. من قيمتها.. فأوشك أن ينتحر الجمال خجلا مما يفعلنه إلا من رحم منهن واللاتي احتفظن بجمالهن لؤلؤة جميلة يزيد بريقها يوما بعد يوم لتتوج بها يوم عرسها بكل فخر.. وأما الأخريات فصارت كل واحدة تستنسخ ما تفعله الأخرى إن لم تزد عليه .. إن ضيقت هذه عباءتها سنتيمترا ضيقناها عشرا وهكذا إلى ما لا نهاية .. وفي نفس الوقت رفضنا بإصرار مشروع استنساخ النعجة دوللي .. بشرى لكن يا أخواتي صرنا أشبه بالنعاج نستنسخ بعضنا بعضا.. فهل هذا ما أردتن يا حفيدات عائشة وفاطمة وأسماء رضي الله عنهن جميعا ؟؟؟
أخواتي في الله قد أكون قاسية بعض الشيء.. لكن كل واحدة منكن تدرك صحة كلامي والحقيقة دائما قاسية .. قد تعتبرون ما أكتبه إهانة للجنس الناعم لكن ما لا تدركنه أننا لم نعد جنسا ناعما بل صرنا أخشن من الرجال أنفسهم... فالرجل كان يحارب أعدائه بالرمح والسيف دفاعا عن وطنه ونفسه وشرفه أما نحن فمستعدات للمشرط والسكين أينما ذهب في جسدنا دون خوف وكأننا نستعد لمعركة مع هذا الجسد وكأنه مخلوق آخر غريب نريد الانتصار عليه ...
فيا أختاه أفيقي من تلك السكرة ... فعندما أنظر إلى حالنا في الجامعة أرى العجب فتلك التي تلبس عباءة تكاد تنفجر من ضيقها وتلك التي تضع كل يوم علبة كاملة من مساحيق الوجه فيصبح شكلها غريبا وبألوان تفوق ألوان المهرجين وقد تكون بدونها بل بالتأكيد أجمل وأرق من تلك الملامح القاسية التي ترسمها... وتلك التي تلبس تنورة أقصر من ملابس نومها أو بنطالا يرسم جسدها مع العلم أن عورة المرأة هي كل جسدها ما عدا وجهها وكفيها وعورة الرجل من السرة إلى الركبة فانقلبت الآية وصار الشاب هو من يستر جسده والبنت هي التي تفضح جسدها ...
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها... فلماذا يا أختاه تركت خدرك وحيائك؟؟؟؟
ألم تسألي نفسك كيف ستكونين أما في المستقبل وأنت على تلك الحال ؟؟
وكيف ستمنعين أبنائك وتحميهم مما تفعلينه أنت؟؟؟
أي جيل ستخرجينه لأمة محمد ؟؟؟
إن الأمل معقود بك يا أختاه فلا تضيعيه وتلقيه على صخرة الحياه تلاطمه أمواج أعداء أمتنا... واعلمي أن الرجل لن يرضى في النهاية إلا بذات العفاف والطهر لتكون شريكة حياته ...
>> لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم <<
وتذكري قول الشاعر :
الحسن أسفر بالحجاب
فمالها حجب النفور
نزلت على وجه السفور ؟؟
واها ..
أرائحة الزهور
تضير عاصمة العطور ؟
أتعف عن رشف الندى شفة البكور ؟
أيضيق دوح بالطيور؟
يا للغرابة ..
لا غرابة ...
أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبة
أنا نغمة جرحت خدود الصمت
وازدردت الرتابة ...
أنا وقدة محت الجليد
وعبأت بالرعب أفئدة الذئاب ...
أنا عفة وطهارة
بين الذئاب
مقالة من مجلة الجامعية nuks
بقلم الطالبة : سارة ابراهيم ...... من كلية التربية
تعليق