إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحب دائرة لم تكتمل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحب دائرة لم تكتمل

    الحُبُّ دائرةٌ لن تكتمل . هذا ما اكتشفه الأعشى " صنَّاجة العرب " حين لاحظ بعينه النافذة إلى ماوراء الأشياء أنَّ هذه العلاقة العاطفيَّة تُولد ، في الغالب ، ناقصةً ، وكمالها في هذا النقص . دائرةٌ لا يلتقي طرفاها ، أشبه ما تكون بدائرة الكهرباء حين لا يتّصل طرفا التيَّار فتبقى العتمة تنتظر الضوء ، تلهث خلفه فلا تستطيع إمساكه ، وتبقى لهذه العتمة متعةً يسمّونها " الحبّ " !
    في دائرة الأعشى يتعلَّق الرجل امرأةً تتعلَّق رجلاً آخر متعلِّقًا هو الآخر امرأة أُخرى :



    عُلِّقتُهـا عَرَضًـا ، وعُلِّقـت رجـلاً
    غيري ، وعُلِّقَ أُخرى غيرُها الرجل !


    يبدأ البيت برجل وينتهي برجل ، وكلا الرجلين يبحث عن ضالّةٍ يفقدها ، وفي ثنايا البيت امرأتان كلتاهما يبحثان عن مصدر ضوءٍ في هذه العتمة / المتعة !
    ماذا يريد أن يقول أبو بصير ؟
    ربما يريد أن يقول لنا شيئًا عن هذا " المارد "، وهو يختصر ، بهذا البيت الطويل جدَّا ، مسافةً تعب فيها الشعراء وركضوا دون أن يصلوا إلى ما يريدون الوصول إليه ، وعلى الرغم من ذلك يشعرون أنَّهم وصلوا دون أن يشعروا أنَّهم ما زالوا يركضون ، ويركضون ، ويركضون ، وهم لم يقطعوا بعدُ " المسافة " التي قطعها الأعشى في بيتٍ واحدٍ بين " رجل وامرأة " و بين " امرأةٍ ورجل " . ليثبت أنَّه بخطوةٍ واحدة استطاع أن يقطع آلاف الأميال التي تلهث فيها خطوات الشعراء منذ أن بكى امرؤ القيس إلى آخر لحظةٍ بكى فيها آخر شاعرٍ على حبيبته !
    استطاع الأعشى أن يلفتنا إلى أنّ كلمة " حُبّ" هذه التي تبدأ بـ " الضمّ " وتنتهي بـ " التضعيف " تحتاج إلى من يلتقط معناها من مبناها ، وكما يقول الأوائل : " المباني أوعية المعاني " وأيٌّ سعةٍ في مبنى الحبّ الذي لايتّسع لأكثر من حبيبين أحدهما هاربٌ من الآخر ؟! وكأنهما نصفان أقسما ألاّ يلتقيا أبدًا لتبقى " الدائرة " معتمةً بمتعة تبحث عن ضوءٍ يشعّ فتجد لذّتها في هذا البحث الحثيث ، وتكتمل بهذا الحُبّ الذي يُولد مكتملا لأنَّه ناقص !
    قال هذا الأعشى ، ولم يقله غيره من الشعراء، سوى امرأة وإن لم تبلغ شأوه ، لأنَّه اكتشف الدائرة في بيتٍ مستقيم ، بينما هي لم تستطع أن تلحق به لأنّها جاءت بمعناه في شكلٍ مُربَّع ! وبيتٍ ملحون ، نجحت في ملء فراغه بالشعر ، ولم تنجح في خلق فراغ داخل الشِّعر كما فعل الأعشى !
    تقول نوره الحوشان :



    اللي يبينا عيَّت النفس تبغيـه
    واللي نبي عيَّا البخت لا يجيبه


    في بيت الأعشى رجلان وامرأتان ، وفي بيت نوره امرأةٌ واحدةٌ ورجلان ، أحدهما هاربةٌ منه لا يستطيع اللحاق بها ، والآخر هاربٌ منها لا تستطيع اللحاق به ، والمرأة واحدةٌ بين رجلين ، وهذا يعنى اكتمال الدائرة ، واكتمالها اغلاق ، وإغلاقها وصول ، والوصول هنا هو في وجود " أنموذج الرجل " للمرأة ، ووجود " أنموذج المرأة " للرجل ، حيث وجدت الشاعرة أحلامها في " اللي نبي " ووجد الرجل أحلامه في " اللي يبينا " وكون أحد الجنسين وجد الآخر فهذا يعني اكتمال الأضلاع في شكل مربَّع : الرجل X المرأة ، والمرأة X الرجل ، ولذلك كسرت نوره الحوشان ، رغم جمال البيت واختلافه وقوّته ، قاعدة التدوير لتخرج إلى التربيع الناقص ، وهو ما يصدق عليه قول الكاتب الجميل محمد الرطيَّان في إشكال الأشكال : " المثلث : مربَّعٌ رفض أن يُصبح دائرة " ، ومثلث نوره الحوشان كذلك لاكتمال أضلاعه داخل النصّ افتراضًا .
    بينما نجد الأعشى يوسّع المسافة في مضمار بيتٍ واحد ، دائريّ الشكل ، لكنه رغم ذلك لم يغلق الدائرة ، بل تركها مفتوحة ليبقى الطريق مفتوحًا لهذه الدائرة دون أن يستطيع أحدٌ أن يخرج من سلطته ، فها هم الشعراء ، لا يزالون منذ بدء الشِّعر داخل هذه الدائرة بين : عاشقٍ طالب وحبيبة مطلوبة ، وعاشقةٍ طالبة وحبيبٍ مطلوب ، ولا يزال البحث جاريًا إلى حينه !
    اللافت للنظر هنا ، هو هذه المعادلة بين الرجل / الأعشى ، والمرأة / نوره ، وبين العتمة التي توحي بها مفردة الأعشى ( ضعيف البصر ) والنور الذي توحي به مفردة نوره ، وتناغم كلٍّ بيتٍ مع صاحبه ، حيث بقي الأعشى في دائرة لم يستطع الإمساك بطرفها الآخر ، وكأنَّه داخل عتمة، في حين أنَّ الحوشان نوره أمسكت بالطرف الآخر ، وكأنَّها داخل غرفة مضيئة ، لأنَّها أوجدت طالبها داخل النصّ ، وهو ما يعني أنها مطلوبة هي الأخرى ، بينما الأعشى لم يُوجِد طرفًا يُمسك به لغياب هذا الطرف داخل النصّ / البيت ، تأمّلوا :



    عُلِّقتُها عَرَضًـا ، وعُلِّقـت رجـلا
    غيري، وعُلِّق أُخرى غيرها الرجلُ !


    لا أحد في بيت الأعشى وجد نصفه : الرجل / الأعشى لم يجد امرأةً تطلبه ، والمرأة /حبيبة الأعشى لم تجد رجلاً يطلبها ، والرجل الوحيد الذي وجد من يطلبه المُشار إليه بقوله " رجلا " سيق بصيغة النكرة ، وهذا يعني أنَّه غير موجود !
    هذا كلُّه كافٍ لأن يقول لنا ، بلسان الأعشى ، : الحبُّ دائرةٌ لن تكتمل ! ، وبلسان نوره الحوشان : الحبُّ مُربَّعٌ فقد أحد أضلاعه

    منقووووووول





  • #2
    مبيوق قلبه تسلم ايدينك نقل واختيار موفق ممنونه منك انا منور القسم

    تعليق


    • #3
      .+. مبيوق قلبه .+.


      قالهــا بوخاآلــد :
      صحيح هالدنيــا عجيبه غريبه
      الي تحبهـ ما يحبكـ يجافيكـ ..

      ::


      يـعطيكـ الف عافيــه
      أشكرك اخوي على مواضيعكـ
      الحلــوه .. ..
      لاتحرمـــنا منهـــآآ


      ::

      يا أيها الرجل المغرورُ .. لا أحدٌ
      يدوسُ أرضيَ .. إلا عاد مجنونا
      أنا التي ألْهمُ البركانَ ثورتهُ
      وأجعلُ العابدَ القديسَ .. مفتونا

      تعليق


      • #4
        مبيوووق قلبه

        تسلم أخوي على هالموضوع
        دنيا عجيبة الصراحة


        ": )


        كل الشكر لك على هالمووضووع
        أنا غآيتي?َ عُنْوآنهآ




        تعليق


        • #5
          يعطيج العافيه اختي ام البيبيات على المرور المنور وانتي نور القسم




          تعليق


          • #6
            تسلمين اختي Miss-GuCci على المرور المنور والمشرب بعد راسي والنور نورج ولاتحريمنا من طلتج



            تعليق


            • #7
              الله يسلمج اختي عاشقة تويتي وتسلمين على المرور المشرف



              تعليق


              • #8
                [align=center]

                اخوي مبيوق قلبه
                تسلم على الموضوع الروعه
                ولا تحرمنا من مواضيعك القيمه
                وربي يعطيك كل الصحه والعافيه

                ,[/align]
                “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ”
                اللهم أغفر لها وأرحمها وأعف عنها وأكرم نزلها ووسع مدخلها
                اللهم طيب ثراها و اكرم مثواها واجعل الجنة مستقرها ومأواها يارب
                اللهم آمين
                الله يرحمج يا أمي الغاليه

                تعليق


                • #9
                  يعطيج العافيه اختي lulu على المرور المشرف






                  تعليق

                  يعمل...
                  X