الكويتي القديم
ان البساطة لا تفترق عن شخصية الكويتي القديم، فهو بسيط في حياته بسيط في ملبسه، قنوع الى ابعد الحدود، محب الى كل ما هو جميل، لانه هو الجمال، يقدر الصداقة فتجده سباقا الى اجتماعه مع الاصدقاء فتجد الديوانية مكانا لا يهمله الكويتي القديم، ولكن ليس على حساب اهله واقاربه، فهو يصل رحمه ويقدر العلاقات العائلية، قد يظن البعض ان شخصية الكويتي القديم قد انقرضت وآلت الى الزوال فوقتها الافتراضي انتهى مع اكتشاف النفط، فان الآلات التي حفرت الاراضي الكويتية لاستخراج النفط قد اودعت الكويتي القديم في باطن الارض واستخرجت النفط، ان هذا القول قد يكون مجازا فيه شيء من الصواب، ولكن الكويتي القديم يأبى ان يهمل ويترك للغبار فان المعادن تختلف فبعضها يذوب في درجة حرارة لا تتجاوز العشرين واخرى تصمد الى درجة الخمسين، ولكن معدن الكويتي القديم لا يذوب وحتى في الفرن الذري ولو حدث وذاب فان فحمه يتحول الى الالماس، قد نفتقد الكويتي في ظل ما نراه في المجمعات من شباب يرتدي البناطيل التي لا تستر عورة وقصات الشعر الغريبة العجيبة، قد يكون اكبر طموحه فوز فريق ما يشجعه او الحصول على فتاة جميلة كانت او قبيحة ليتباهى بين اصحابه مع كل رنة تلفون، فعقله اصبح شيئا لا قيمة له لان بناءه قام على اساسات من الملح، ينهار حين يلمسه الماء، او حتى شباب من صنف اخر متطرف يعبث باسم الدين، فالكويتي القديم اجتماعي يحب الجميع، باختلاف ايديولوجياته وعقائده، فالكويتي القديم لم ينقرض بل هو عملة نادرة وثمينة، ولكن ليس له موقع بين مواقع الفساد والضياع فهو يفضل وحدته على جلوسه مع رفيق سوء وكم هو صعب على المرء تغيير عاداته، وليس على النفس اصعب من تغيير ما اعتادت، فما بالك بالعادات السيئة التي تحيط حاليا بالكويتي القديم، ما نحتاج اليه الآن في ظل ضياع الشباب وتدهور الاخلاق وانعدام القيم وانحطاط العادات وتطرف الفكر، هو شخصية الكويتي القديم التي اصبحت نادرة، ونرجو ألا يصبح الكويتي القديم كقارة اطلطنس المفقودة.
أبودوسه
جريدة الوطن بتاريخ 25 -3-2007
رابط المقال
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...934&pageId=375
وسمحولنا على القصور يا الربع
ان البساطة لا تفترق عن شخصية الكويتي القديم، فهو بسيط في حياته بسيط في ملبسه، قنوع الى ابعد الحدود، محب الى كل ما هو جميل، لانه هو الجمال، يقدر الصداقة فتجده سباقا الى اجتماعه مع الاصدقاء فتجد الديوانية مكانا لا يهمله الكويتي القديم، ولكن ليس على حساب اهله واقاربه، فهو يصل رحمه ويقدر العلاقات العائلية، قد يظن البعض ان شخصية الكويتي القديم قد انقرضت وآلت الى الزوال فوقتها الافتراضي انتهى مع اكتشاف النفط، فان الآلات التي حفرت الاراضي الكويتية لاستخراج النفط قد اودعت الكويتي القديم في باطن الارض واستخرجت النفط، ان هذا القول قد يكون مجازا فيه شيء من الصواب، ولكن الكويتي القديم يأبى ان يهمل ويترك للغبار فان المعادن تختلف فبعضها يذوب في درجة حرارة لا تتجاوز العشرين واخرى تصمد الى درجة الخمسين، ولكن معدن الكويتي القديم لا يذوب وحتى في الفرن الذري ولو حدث وذاب فان فحمه يتحول الى الالماس، قد نفتقد الكويتي في ظل ما نراه في المجمعات من شباب يرتدي البناطيل التي لا تستر عورة وقصات الشعر الغريبة العجيبة، قد يكون اكبر طموحه فوز فريق ما يشجعه او الحصول على فتاة جميلة كانت او قبيحة ليتباهى بين اصحابه مع كل رنة تلفون، فعقله اصبح شيئا لا قيمة له لان بناءه قام على اساسات من الملح، ينهار حين يلمسه الماء، او حتى شباب من صنف اخر متطرف يعبث باسم الدين، فالكويتي القديم اجتماعي يحب الجميع، باختلاف ايديولوجياته وعقائده، فالكويتي القديم لم ينقرض بل هو عملة نادرة وثمينة، ولكن ليس له موقع بين مواقع الفساد والضياع فهو يفضل وحدته على جلوسه مع رفيق سوء وكم هو صعب على المرء تغيير عاداته، وليس على النفس اصعب من تغيير ما اعتادت، فما بالك بالعادات السيئة التي تحيط حاليا بالكويتي القديم، ما نحتاج اليه الآن في ظل ضياع الشباب وتدهور الاخلاق وانعدام القيم وانحطاط العادات وتطرف الفكر، هو شخصية الكويتي القديم التي اصبحت نادرة، ونرجو ألا يصبح الكويتي القديم كقارة اطلطنس المفقودة.
أبودوسه
جريدة الوطن بتاريخ 25 -3-2007
رابط المقال
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...934&pageId=375
وسمحولنا على القصور يا الربع
تعليق