اعتاد أبوجراح ان يجلس معنا في عطلة نهاية الاسبوع على المقهى، نتبادل أطراف الحديث عن كرة القدم والفن والسياسة وغيرها، بينما نحتسي الشاي بالزعفرانِِ ومنذ ثلاثة أسابيع انقطع أبوجراح عنا ولم يعد يأتي الى المقهى، وتساءلنا جميعا عن سبب هذا الغياب، الا ان أحد الأصدقاء قال بهمس إنه انفصل عن زوجته وأصبح مسؤولا عن تربية أولاده بشكل كامل، يراجع معهم دروسهم ويلبي احتياجاتهم وطلباتهم الحياتيةِ
ومن خلال الحوار طرح السؤال نفسه: هل يستطيع الزوج بمفرده ان يقوم بتربية الأولاد على أكمل وجه، ومهما كان هل يمكن ان يسد فراغ غياب الأم عن البيت، أم ان الانفصال مغامرة غير محسوبة العواقبِِ هذا ما نحاول معرفته من خلال هذا التحقيقِ
محمد حسن (27 سنة ـ موظف) أكد ان الرجل يواجه صعوبة بالغة في التكيف مع الأبناء والجلوس معهم في البيت اذا انفصل عن الزوجة، لا سيما انه لم يتعود على ذلك، كما ان طبيعة تكوين الرجل وارتباطاته واشغاله لا تعطيه الفرصة الكاملة للقيام بواجبات الأم والأب معا تجاه أبنائه، بالاضافة الى انه لن يستطيع ان ينزل الى مستوى الأطفال، ويستمع اليهم في كل كبيرة وصغيرة، كما تفعل الأم عادة، مما قد ينعكس عليهم، ويؤثر في تحصيلهم الدراسي عدا ان غياب الأم عن أبنائها كثيرا ما يشعرهم بنوع من الاحباطِ
وأوضح محمد ان نجاح بعض الأزواج في تربية أولادهم في ظل غياب الزوجة هو لاستعانته باحدى اخواته أو والدته أو حتى بالشغالة، لا سيما ان هناك أمورا لا يستطيع ان يقوم بها، مثل تحضير الطعام وغسل الملابس وغيرها، مشيرا الى ان الأطفال لن يشعروا بالأمان الا في وجود الأمِ
فطرة المرأة
واعتبر أحمد العازمي ان المرأة تلعب دورا كبيرا في قوامة الأسرة، لكونها مخلوقا له مواصفات خاصة، فقد خلقت بفطرتها هكذاِ وأضاف:
قال الله تعالى في كتابه الكريم 'فطرة الله التي خلق الناس عليها لا تبديل لخلق الله'، بمعنى ان لكل انسان طبيعته وفطرته التي خلقه الله عليها، والمرأة من صفاتها سعة الصدر والعواطف الجياشة تجاه ابنائها، وحبها المنقطع النظير لهم مهما اخطأوا في حين أعطى الله الرجل صبرا كبيرا على الكفاح والعمل والمثابرة من أجل الحفاظ على أسرته وأولاده وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والنفسي لهمِ
ولكن اذا قدرت الظروف ان يقوم بدور الزوجة فقد ينجح، ولكن بشروط معينة أهمها الابتعاد عن الخروج والجلوس مع الأصدقاء، والاهتمام بالأولاد والعناية بهم وتعويضهم بشكل أو بآخر عن فقدان الأم، حتى لا ينعكس ذلك عليهم بشكل نفسيِ
رجال نجحوا
اما محمد البناي (65 سنة ـ متقاعد) فقد خالف من سبقوه الرأي، حيث يرى ان هناك رجالا قاموا بتربية أبنائهم على أكمل وجه حتى ان مستواهم العلمي فاق التوقعات، وقال: الكثيرات من النساء هذه الأيام لا يولين ابناءهن الاهتمام اللازم، فهناك ازواج يقومون بدور مهم جدا في تربية ابنائهم، وغياب الزوجة قد لا يشكل عبئا أو حتى خطرا على الأبناء في ظل الحياة الحديثة التي يعيشها الجميع، والتي اصبحت اكثر سهولة ويسرِ
فنجاح الزوج في تربية أولاده يعود الى شعوره الدائم بالتقصير تجاههم، لا سيما في ظل عدم وجود والدتهم، وكذلك بتأثره النفسي لادراكه ان هناك شيئا ما ينقص أولاده، ويحاول بشكل دائم اكمال هذا النقص بمزيد من الاهتمام بهم وبمتطلباتهم وتحمل مسؤولياتهمِ
معاناة
وكشف محمد المطيري (39 سنة ـ موظف) عن معاناته الشديدة مع أولاده لغياب والدتهم، على رغم انه متزوج من امرأة أخرىِ وقال:
عدم تواجد الأم بجوار أولادها عملية معقدة للغاية، فقد ثبت بالدليل القاطع ان هذا الغياب لا يمكن ان يعوضه وجود امرأة أخرى، ولا حتى وجود الأب، لأن الأبناء بحاجة الى من يتواصل معهم بشكل وجداني وعاطفي، وينزل الى مستوى تفكيرهم وهمومهم ومشاكلهم مهما كانت صغيرة وبسيطة، فالأبناء لا يشعرون براحة نفسية الا مع والدتهم فيبيحون لها بكل آلامهم وافراحهم من دون حواجز نفسيةِ
وأوضح المطيري ان وجود فتيات ضمن الأولاد مع غياب الزوجة يعد عبئا ثقيلا وكبيرا، على رغم انهن أقل مشاكل من الأبناء الذكور، الا ان هناك بعض الأمور الخاصة بالفتاة تحب دائما ان تتحدث فيها مع والدتها، خاصة في سن معينة حيث تشعر بالحرج والحرمان والارتباكِ
فالرجل لا يستطيع ان يقدم كل ما تتطلبه تربية الأولاد حتى لو كان 'رامبو'ِ
شروط النجاح
ويرى محمد أبوشهري (54 سنة ـ موظف) ان الرجل يستطيع ان يقدم الكثير لأبنائه لا سيما اذا كانت أعمارهم فوق ست سنواتِ وقال:
ان خروج المرأة الى العمل وانشغالها بالأسواق والصالونات والزيارات وغيرها جعل الرجل يتحمل جانبا كبيرا من تربية أولاده، فيتابع معهم دروسهم ويخرج معهم الى المنتزهات، ولا يقتصر الأمر على هذا، فأصبح الأبناء يشترطون حضور ابائهم الى مدارسهم وحضور المناسبات التي تقيمها ادارة المدرسة، فلم يعد الأمر كما كان في السابقِ
فأصبح الأولاد يتمتعون بمعرفة ودراية كبيرة جعلتهم يستخدمون اساليب مهذبة في طلب أي شيء بما يحرج الأب فيوافق على بعض متطلباتهمِ
وأضاف: ان توسع ثقافة الأبناء ساهمت بشكل أو بآخر في تنمية قدراتهم ومواهبهم وهوايتهم، وكذلك تحصيلهم العلمي، واعتمادهم على انفسهم في الكثير من الأمور، ومن هنا فان تعامل الأب مع ابنائه في تربيتهم لن يكون أمرا شاقا كما كان في الماضي، ولم يعد فيه صعوبة بالغة كما يتوقع البعض، وان كنت أتمنى لو كانت الأم تشارك في تربية أولادها، لكن اذا حكمت الأمور فلا حول ولا قوةِ
العلم والعقل
واعتبر سالم شافي العجمي (43 سنة ـ موظف) انه لا يوجد حتى الآن ما يعوض حنان الأم وعطفها على أولادها، حتى لو كان الأبِ وقال: الحياة لن تتوقف وسوف تسير، ولكن الى أينِِ هل الى وجود مشاكل نفسية وتأخر دراسي وسلوكيات غير سوية من الأبناء، ام انها تسير الى العكسِ إن المنطق والعلم والعقل تقول ان تواجد الأم بجوار أولادها يعني الدفء والوئام، وارتفاع معنوياتهم وزيادة تركيزهم وتحصيلهم العلمي، والتصرف بمسؤولية فكثير من الأبناء الذين لا يترعرعون في أحضان والديهم معا لا يكونون أسوياء ولا يتصرفون بحكمة، لكونهم يدركون ان ليس هناك من يتابعهم عن قربِ
ظروف قاهرة
ويرى محمد الهاجري (36 سنة ـ موظف) ان هناك حاجات مهمة لدى الأم لا يمكن الاستغناء عنها الا في الظروف القاهرةِ وأضاف:
في حال وفاة الأم فقط يمكن القبول بالأب وحده كمرب، فالأبناء يحتاجون الى الأم لا سيما الفتيات، فعندما يتعدى عمرها 14 سنة وما فوق من الصعب ان يحل الأب محل الأم، فيما يتعلق بهذه المرحلة من طبيعة خاصة وأمور معينة، وذلك في ظل العادات والتقاليد الاجتماعية المعروفةِ كما ان وجود الأب فقط يكون مقبولا من الأولاد ايضا في حال وفاة الأم، وقد يتواصل سلوكهم وتحصيلهم العلمي كما كان لأنهم يدركون ان والدتهم لم تعد موجودة بالفعل على قيد الحياةِ
مطلوب حوار
حنان أحمد النايف اخصائية اجتماعية أكدت ان الأبناء يحتاجون دائما الى نوع من الحوار اليومي لتحقيق بعض الأهداف، سواء كانت هذه الأهداف تتعلق باللعب أو التحصيل العلمي أو حتى التشجيع، فمثل هذا الحوار يتحكم بشكل أو بآخر في رفع معنوياتهم، واعتدال الناحية المزاجية لعلاقته الوطيدة بالعامل النفسي لديهم، والمرأة هي الأقدر على هذا الحوار لكونه يحتاج الى طول بال ومثابرة وتشجيع على أشياء بسيطة، فالانعكاسات النفسية لذلك في غاية الأهميةِ
اما نجاح بعض الرجال في تربية أبنائهم فهو أمر نسبي، ولا ينبغي ان يعمم فهناك الكثير من المشاكل موجودة بالفعل ولا يكشف عنها أحد، لأنها كامنة ولا تظهر الا بعد سن البلوغ ويضطر الشاب أو الفتاة الا يكشفها حتى لا يشعر بحرج، حيث يعتبر الافصاح عنها تشويه لشخصيته، وهذا ما لا يقبله في تلك المرحلة العمريةِ
صحة نفسية: دور ناقص
ومن جهته أوضح الدكتور كمال مرسي استاذ الصحة النفسية بكلية التربية في جامعة الكويت ان دور الأب في تربية أولاده من دون وجود الأم يعد دورا ناقصا، خصوصا ان وجوده وحده مع أولاده في ظل غياب الزوجة يجعله غير متوافق وغير سعيد في حياته الزوجية اذا ما كان متزوجا من أخرى، فلا يكون لديه توازن جيد في عواطفه وأحاسيسه تجاه ابنائه، كما ان الانعكاسات النفسية على الأبناء في ظل غياب الأم خطيرة للغاية، ابرزها الحرمان وعدم الشعور بالسعادة وعدم الاشباع بالحاجات النفسية المهمةِ
وقال ان نجاح الأم وحدها بمعزل عن الرجل في تربية أولادها ممكن، لأنها اكثر كفاءة من الرجل ولكونها مفاتيح الأمن والأمان والطمأنينة في البيت، وعموما فان غياب احد الأبوين يجعل الأولاد عرضة لأي عاصفةِ
علم النفس : قدرات المرأة
وقد علق على هذا الموضوع الدكتور كامل فراج استاذ علم النفس في جامعة الكويت قائلا:
لقد وهب الله المرأة صفات فطرية، وبرمجها بشكل مناسب لتستطيع ان تقوم بدور حيوي ومهم في تربية أولادها، فهي عندما تريد ان تطلب شيئا لأولادها من الرجل يتكرر الحاحها يوميا ولا تغضب من هذا، على عكس الرجال، هذا بالاضافة الى قدراتها العقلية الكبيرة، حيث تستخدم فصي المخ ناهيك عن قدراتها اللفظية لكونها أكثر ما تعبر عن الانفعال وتتفاعل مع أبنائها بشكل مثيرِ كما ان المرأة تتحدث أكثر من الرجل بعشرات المرات، والتربية تحتاج الى كم هائل من التعليماتِ
وأوضح ان الدراسات تقول ايضا ان الرجل يستطيع ان يربي أولاده بمعزل عن الأم، لكن الاحصائيات تؤكد انه يظل تحت مظلة بث المشكلات النفسية، لا سيما انه لا يتمتع بالقدرات اللفظية، فنجد حالات التعثر الدراسي للأبناء الذين يعيشون تحت مظلة الرجل وحده اكثر من غيرها في الظروف الأخرى، كما ان المرأة لديها قدرات خاصة هائلة في عملية التعليم والتربية، ولذلك قامت وزارة التربية بتأنيث المرحلة الابتدائية كاملةِ
ومن خلال الحوار طرح السؤال نفسه: هل يستطيع الزوج بمفرده ان يقوم بتربية الأولاد على أكمل وجه، ومهما كان هل يمكن ان يسد فراغ غياب الأم عن البيت، أم ان الانفصال مغامرة غير محسوبة العواقبِِ هذا ما نحاول معرفته من خلال هذا التحقيقِ
محمد حسن (27 سنة ـ موظف) أكد ان الرجل يواجه صعوبة بالغة في التكيف مع الأبناء والجلوس معهم في البيت اذا انفصل عن الزوجة، لا سيما انه لم يتعود على ذلك، كما ان طبيعة تكوين الرجل وارتباطاته واشغاله لا تعطيه الفرصة الكاملة للقيام بواجبات الأم والأب معا تجاه أبنائه، بالاضافة الى انه لن يستطيع ان ينزل الى مستوى الأطفال، ويستمع اليهم في كل كبيرة وصغيرة، كما تفعل الأم عادة، مما قد ينعكس عليهم، ويؤثر في تحصيلهم الدراسي عدا ان غياب الأم عن أبنائها كثيرا ما يشعرهم بنوع من الاحباطِ
وأوضح محمد ان نجاح بعض الأزواج في تربية أولادهم في ظل غياب الزوجة هو لاستعانته باحدى اخواته أو والدته أو حتى بالشغالة، لا سيما ان هناك أمورا لا يستطيع ان يقوم بها، مثل تحضير الطعام وغسل الملابس وغيرها، مشيرا الى ان الأطفال لن يشعروا بالأمان الا في وجود الأمِ
فطرة المرأة
واعتبر أحمد العازمي ان المرأة تلعب دورا كبيرا في قوامة الأسرة، لكونها مخلوقا له مواصفات خاصة، فقد خلقت بفطرتها هكذاِ وأضاف:
قال الله تعالى في كتابه الكريم 'فطرة الله التي خلق الناس عليها لا تبديل لخلق الله'، بمعنى ان لكل انسان طبيعته وفطرته التي خلقه الله عليها، والمرأة من صفاتها سعة الصدر والعواطف الجياشة تجاه ابنائها، وحبها المنقطع النظير لهم مهما اخطأوا في حين أعطى الله الرجل صبرا كبيرا على الكفاح والعمل والمثابرة من أجل الحفاظ على أسرته وأولاده وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والنفسي لهمِ
ولكن اذا قدرت الظروف ان يقوم بدور الزوجة فقد ينجح، ولكن بشروط معينة أهمها الابتعاد عن الخروج والجلوس مع الأصدقاء، والاهتمام بالأولاد والعناية بهم وتعويضهم بشكل أو بآخر عن فقدان الأم، حتى لا ينعكس ذلك عليهم بشكل نفسيِ
رجال نجحوا
اما محمد البناي (65 سنة ـ متقاعد) فقد خالف من سبقوه الرأي، حيث يرى ان هناك رجالا قاموا بتربية أبنائهم على أكمل وجه حتى ان مستواهم العلمي فاق التوقعات، وقال: الكثيرات من النساء هذه الأيام لا يولين ابناءهن الاهتمام اللازم، فهناك ازواج يقومون بدور مهم جدا في تربية ابنائهم، وغياب الزوجة قد لا يشكل عبئا أو حتى خطرا على الأبناء في ظل الحياة الحديثة التي يعيشها الجميع، والتي اصبحت اكثر سهولة ويسرِ
فنجاح الزوج في تربية أولاده يعود الى شعوره الدائم بالتقصير تجاههم، لا سيما في ظل عدم وجود والدتهم، وكذلك بتأثره النفسي لادراكه ان هناك شيئا ما ينقص أولاده، ويحاول بشكل دائم اكمال هذا النقص بمزيد من الاهتمام بهم وبمتطلباتهم وتحمل مسؤولياتهمِ
معاناة
وكشف محمد المطيري (39 سنة ـ موظف) عن معاناته الشديدة مع أولاده لغياب والدتهم، على رغم انه متزوج من امرأة أخرىِ وقال:
عدم تواجد الأم بجوار أولادها عملية معقدة للغاية، فقد ثبت بالدليل القاطع ان هذا الغياب لا يمكن ان يعوضه وجود امرأة أخرى، ولا حتى وجود الأب، لأن الأبناء بحاجة الى من يتواصل معهم بشكل وجداني وعاطفي، وينزل الى مستوى تفكيرهم وهمومهم ومشاكلهم مهما كانت صغيرة وبسيطة، فالأبناء لا يشعرون براحة نفسية الا مع والدتهم فيبيحون لها بكل آلامهم وافراحهم من دون حواجز نفسيةِ
وأوضح المطيري ان وجود فتيات ضمن الأولاد مع غياب الزوجة يعد عبئا ثقيلا وكبيرا، على رغم انهن أقل مشاكل من الأبناء الذكور، الا ان هناك بعض الأمور الخاصة بالفتاة تحب دائما ان تتحدث فيها مع والدتها، خاصة في سن معينة حيث تشعر بالحرج والحرمان والارتباكِ
فالرجل لا يستطيع ان يقدم كل ما تتطلبه تربية الأولاد حتى لو كان 'رامبو'ِ
شروط النجاح
ويرى محمد أبوشهري (54 سنة ـ موظف) ان الرجل يستطيع ان يقدم الكثير لأبنائه لا سيما اذا كانت أعمارهم فوق ست سنواتِ وقال:
ان خروج المرأة الى العمل وانشغالها بالأسواق والصالونات والزيارات وغيرها جعل الرجل يتحمل جانبا كبيرا من تربية أولاده، فيتابع معهم دروسهم ويخرج معهم الى المنتزهات، ولا يقتصر الأمر على هذا، فأصبح الأبناء يشترطون حضور ابائهم الى مدارسهم وحضور المناسبات التي تقيمها ادارة المدرسة، فلم يعد الأمر كما كان في السابقِ
فأصبح الأولاد يتمتعون بمعرفة ودراية كبيرة جعلتهم يستخدمون اساليب مهذبة في طلب أي شيء بما يحرج الأب فيوافق على بعض متطلباتهمِ
وأضاف: ان توسع ثقافة الأبناء ساهمت بشكل أو بآخر في تنمية قدراتهم ومواهبهم وهوايتهم، وكذلك تحصيلهم العلمي، واعتمادهم على انفسهم في الكثير من الأمور، ومن هنا فان تعامل الأب مع ابنائه في تربيتهم لن يكون أمرا شاقا كما كان في الماضي، ولم يعد فيه صعوبة بالغة كما يتوقع البعض، وان كنت أتمنى لو كانت الأم تشارك في تربية أولادها، لكن اذا حكمت الأمور فلا حول ولا قوةِ
العلم والعقل
واعتبر سالم شافي العجمي (43 سنة ـ موظف) انه لا يوجد حتى الآن ما يعوض حنان الأم وعطفها على أولادها، حتى لو كان الأبِ وقال: الحياة لن تتوقف وسوف تسير، ولكن الى أينِِ هل الى وجود مشاكل نفسية وتأخر دراسي وسلوكيات غير سوية من الأبناء، ام انها تسير الى العكسِ إن المنطق والعلم والعقل تقول ان تواجد الأم بجوار أولادها يعني الدفء والوئام، وارتفاع معنوياتهم وزيادة تركيزهم وتحصيلهم العلمي، والتصرف بمسؤولية فكثير من الأبناء الذين لا يترعرعون في أحضان والديهم معا لا يكونون أسوياء ولا يتصرفون بحكمة، لكونهم يدركون ان ليس هناك من يتابعهم عن قربِ
ظروف قاهرة
ويرى محمد الهاجري (36 سنة ـ موظف) ان هناك حاجات مهمة لدى الأم لا يمكن الاستغناء عنها الا في الظروف القاهرةِ وأضاف:
في حال وفاة الأم فقط يمكن القبول بالأب وحده كمرب، فالأبناء يحتاجون الى الأم لا سيما الفتيات، فعندما يتعدى عمرها 14 سنة وما فوق من الصعب ان يحل الأب محل الأم، فيما يتعلق بهذه المرحلة من طبيعة خاصة وأمور معينة، وذلك في ظل العادات والتقاليد الاجتماعية المعروفةِ كما ان وجود الأب فقط يكون مقبولا من الأولاد ايضا في حال وفاة الأم، وقد يتواصل سلوكهم وتحصيلهم العلمي كما كان لأنهم يدركون ان والدتهم لم تعد موجودة بالفعل على قيد الحياةِ
مطلوب حوار
حنان أحمد النايف اخصائية اجتماعية أكدت ان الأبناء يحتاجون دائما الى نوع من الحوار اليومي لتحقيق بعض الأهداف، سواء كانت هذه الأهداف تتعلق باللعب أو التحصيل العلمي أو حتى التشجيع، فمثل هذا الحوار يتحكم بشكل أو بآخر في رفع معنوياتهم، واعتدال الناحية المزاجية لعلاقته الوطيدة بالعامل النفسي لديهم، والمرأة هي الأقدر على هذا الحوار لكونه يحتاج الى طول بال ومثابرة وتشجيع على أشياء بسيطة، فالانعكاسات النفسية لذلك في غاية الأهميةِ
اما نجاح بعض الرجال في تربية أبنائهم فهو أمر نسبي، ولا ينبغي ان يعمم فهناك الكثير من المشاكل موجودة بالفعل ولا يكشف عنها أحد، لأنها كامنة ولا تظهر الا بعد سن البلوغ ويضطر الشاب أو الفتاة الا يكشفها حتى لا يشعر بحرج، حيث يعتبر الافصاح عنها تشويه لشخصيته، وهذا ما لا يقبله في تلك المرحلة العمريةِ
صحة نفسية: دور ناقص
ومن جهته أوضح الدكتور كمال مرسي استاذ الصحة النفسية بكلية التربية في جامعة الكويت ان دور الأب في تربية أولاده من دون وجود الأم يعد دورا ناقصا، خصوصا ان وجوده وحده مع أولاده في ظل غياب الزوجة يجعله غير متوافق وغير سعيد في حياته الزوجية اذا ما كان متزوجا من أخرى، فلا يكون لديه توازن جيد في عواطفه وأحاسيسه تجاه ابنائه، كما ان الانعكاسات النفسية على الأبناء في ظل غياب الأم خطيرة للغاية، ابرزها الحرمان وعدم الشعور بالسعادة وعدم الاشباع بالحاجات النفسية المهمةِ
وقال ان نجاح الأم وحدها بمعزل عن الرجل في تربية أولادها ممكن، لأنها اكثر كفاءة من الرجل ولكونها مفاتيح الأمن والأمان والطمأنينة في البيت، وعموما فان غياب احد الأبوين يجعل الأولاد عرضة لأي عاصفةِ
علم النفس : قدرات المرأة
وقد علق على هذا الموضوع الدكتور كامل فراج استاذ علم النفس في جامعة الكويت قائلا:
لقد وهب الله المرأة صفات فطرية، وبرمجها بشكل مناسب لتستطيع ان تقوم بدور حيوي ومهم في تربية أولادها، فهي عندما تريد ان تطلب شيئا لأولادها من الرجل يتكرر الحاحها يوميا ولا تغضب من هذا، على عكس الرجال، هذا بالاضافة الى قدراتها العقلية الكبيرة، حيث تستخدم فصي المخ ناهيك عن قدراتها اللفظية لكونها أكثر ما تعبر عن الانفعال وتتفاعل مع أبنائها بشكل مثيرِ كما ان المرأة تتحدث أكثر من الرجل بعشرات المرات، والتربية تحتاج الى كم هائل من التعليماتِ
وأوضح ان الدراسات تقول ايضا ان الرجل يستطيع ان يربي أولاده بمعزل عن الأم، لكن الاحصائيات تؤكد انه يظل تحت مظلة بث المشكلات النفسية، لا سيما انه لا يتمتع بالقدرات اللفظية، فنجد حالات التعثر الدراسي للأبناء الذين يعيشون تحت مظلة الرجل وحده اكثر من غيرها في الظروف الأخرى، كما ان المرأة لديها قدرات خاصة هائلة في عملية التعليم والتربية، ولذلك قامت وزارة التربية بتأنيث المرحلة الابتدائية كاملةِ
تعليق