تويت
--------------------------------------------------------------------------------
أخيلة الطفولة
هل الغباء وراثة؟!
د . أنوار عبدالله أبو خالد
] دائماً في ذهن كل شخص منا سؤال قد نلاحظه في بعض الالفاظ غير المضبوطة.. وهو هل للأبوين أثر في توريثنا الذكاء او الغباء؟!
وبالتالي هل سيرث أبنائي هذا الذكاء او الغباء؟!
أم انه مكتسب من خلال مراحل حياتهم؟!
هنا لابد من معرفة ان كلمة وراثي لا تعني بالضرورة اكتساب صفة ما من الآباء او الاجداد، ولكن تعني ايضاً وجود سبب متعلق بالجينات الموروثة.
وسميت بذلك لانه في الغالب يورث الخلل الجيني في الاجيال القادمة. وقد يورث هذا التغير في الجينات وقد لا يورث..
وإذا كانت المسألة متعلقة بالوراثة والجينات فهل يمكن استبدال جينات الغباء بأخرى مسؤولة عن الذكاء؟
وأنجاب أطفال أذكياء حسب الطلب؟!..
ان جميع القدرات العقلية بما فيها الذكاء تتطور أثناء النشاط اليومي للشخص، وهذا ما يثبت أنها ليست فطرية فقط، ويظهر الذكاء عن طريق تبادل المعلومات مع البيئة وفي الممارسة الواعية، التي تمكن صاحبها من الفهم والاستيعاب والتصرف والتحرك والتذكر.
فالذكاء يمثل مجموع الذكاء الانفعالي الوجداني، والنفسي، والعقلي وهو مرتبط بالشخصية وبالبيئة المحيطة الى حد كبير..
فالأطفال الأذكياء الذين يتربون في بيئة فقيرة ذهنياً واجتماعياً ومادياً تموت لديهم الحواس فلاهم يرون البرامج التعليمية والترفيهية وقد يمارس عليهم عنف فيحط من ذكائهم ومن شخصيتهم ولو توفرت لهم بيئة افضل قد يستطيعون فيما بعد تنمية ذكائهم. ومن هنا تتضح اهمية برامج تنمية الذكاء فزيادة مهارة التعلم والذاكرة من الامور المهمة التي تؤدي الى تحسين الذكاء..
ومن هذا يتضح ان الذكاء ليس شيئاً واحداً، بل اكثر من شيء.. وكذلك الغباء هومتعدد ومختلف باختلاف الظروف والمكان البيئي.. أما الحدود القصوى للسعة الذهنية فتفرضها بنية العقل وهي المخ والتي تحدد من قبل الجينات ولاشك ان الجينات تثبت أنها تلعب دوراً أساسياً في كل شيء حتى في السلوك والاستعداد للامراض النفسية والعصبية، ولكن ان تؤثر الجينات على الذكاء والغباء فهذا هو المدهش حقاً؟!!
والذي لاشك فيه ان الحدود القصوى للسعة الذهنية هي التي تؤثر الجينات فيها فيصبح هناك اختلاف من شخص لآخر في السعة الذهنية، وفي مدى استخدامها فحتى العباقرة لا يستغلون كل قوتهم الذهنية الشاملة، وهنا من البديهي ان الانسان العادي لا يستعمل إلا جزءاً ضئيلاً جداً من القابليات الذكائية المتاحة..
4 تعليقات
1
للتذكير...
شكرا لك على مقالتك وهنا أحب أن أشير أن السعة الذهنية هي المقدار المحدد لذلك الذكاء والذي يختلف باختلاف الأشخاص فهناك من ذكاؤه واسع في مجال اللغة والخطابة ولكنه ضيق في مجال الطبيعة والنبات أو واسع الذكاء متقده في المجال البصري وخلق الصور والكاريكاتيرات ولكنه لا يفهم أدق تفاصيل الموسيقى والترانيم ( مع تحفظي عليها ) ولنا في الفراهيدي وذكاؤه في الترانيم عبرة عندما قسم الشعر إلى بحور من خلال ذكاؤه الموسيقي، فإذن هناك ذكاءات ثمانية قد حددها العلماء عند البشر لابد أن نعي أن أبناءنا ليسوا أغبياء إذا أخفقوا في أمر ما فلابد أنهم يحسنون عمل آخر ولكنها ترجع إلى فهم الطفل ومراقبته وبعدها سيسهل تصنيفه وإشباع رغباته وميوله وعدم نعته بتلك الصفات التي تحط من قدر أبناءنا وتجعلهم عاجزين عن التعبير عن أنفسهم.
تعليق