هل يقبل الرجل العربى تناول حبوب منع الحمل؟
إقترب ميعاد طرح حبوب منع الحمل للرجال فى الأسواق، ففى خلال العام القادم ستكون قد إنتهت الأبحاث التى تجريها شركة أورجانون الهولندية على هذا النوع من الحبوب وتجمعت أمام علمائها نتائج التجارب التى تجرى حالياً فى إسكتلندا والصين وجنوب أفريقيا ونيجيريا، وقد أعلن هؤلاء العلماء فى جامعة أدنبرة من خلال النتائج المبدئية التى تجمعت أمامهم أن هذه الحبوب فعالة بنسبة 100% وبدون آثار جانبية خطيرة، والسؤال الذى يطرح نفسه بشدة هل سيقبل الرجل المصرى والعربى تناول هذه الحبوب؟،هل سيتخلى الرجل العربى عن مفهوم الجنس المرتبط بالإنجاب ؟،فالرجل الشرقى عموماً يحصر الجنس فى وظيفته الإنجابية ويقدمها على أى غاية أخرى،ويعتبر أن الفحولة والرجولة لاتتأتى إلا من خلال هذه الوظيفة .
الخطير فى أمر حبوب منع الحمل للرجال أنها ستطرح على الساحة قضية ستفضح الإجابة عليها الرجل العربى وتعريه أمام نفسه وأمام رفيقة حياته ؟،إنها قضية المشاركة فى العلاقة الزوجية، إنه السؤال الخالد الذى يتهرب الرجل من مواجهته والإجابة عليه، هل الزواج مشاركة أم علاقة سيد بخادم ؟ ،وبماأن الزواج قد تحول عندنا إلى صراع فى معظم الأحيان على تورتة السلطة التى يقتنص الرجل معظمها، وبما أن الإنجاب جزء من هذا الصراع فإن الرجل يلقى بالمسئولية كاملة على المرأة!
أما فى مسألة منع الحمل فالمشكلة أعمق وأخطر، فبرغم أن قرار إتخاذ وسيلة لمنع الحمل ليس قراراً سهلاً على المرأة لأن كل وسيلة لها أعراضها الجانبية وضغوطها النفسية التى تحتاج من الرجل الدعم النفسى على الأقل ولكن ماذا سيكون الوضع عندما يجد الرجل وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل يتناولها هو ببساطة ؟،هل سيسقط الحصار قلعة تحفظه الحصينة ؟،إنها مواجهة الحقيقة الموجعة التى ستفضح الرجل العربى والتى يتمنى ألا تحدث.
رحلة حبوب منع الحمل للرجال لم تبدأ منذ اليوم، ولكن العلماء حزموا حقائبهم منذ زمن بعيد حين رفضوا أن يستأثر طبيب النساء بمسألة تنظيم الحمل وحده، وتساءلوا مادام الحمل يحدث نتيجة لقاء إثنين رجل وإمرأة فلماذا لايتحمل كلاهما المسئولية عن منعه ؟،وكانت هذه هى البداية، وتعددت الأبحاث وشجعت النتائج العلماء على أن يواصلوا مسيرة ويكشفوا طريقاً كان ممنوعاً عليهم وكان الدافع الأساسى للعلماء هو أن وسائل منع الحمل للنساء مازالت لها بعض الأعراض الجانبية عند بعضهن مثل القئ والصداع وزيادة الوزن والإكتئاب وفقدان الرغبة الجنسية وإضطرابات الدورة الشهرية وإلتهابات الرحم00الخ،ومما شجع العلماء أيضاً أن الرجل بالفعل يستعمل الواقى الذكرى CONDOM كوسيلة لمنع الحمل ولتفادى الأمراض التناسلية التى تنتقل بالإتصال الجنسى وأهمها الإيدز، فما هو المانع من تجريب طرق أخرى خاصة أن نسبة فشل الواقى الذكرى تقترب من 15% وكذلك العزل وهى طريقة أكثر فشلاً من الواقى، أما الطريقة الثالثة وهى قطع جزء من الحبل المنوى الذى ينقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى الخارج VASECTOMY فهى طريقة يعتبرها الرجال غير إنسانية وقد إتفق العلماء على أن قياس نجاح أى طريقة لمنع الحمل عند الرجال تتلخص فى أن تكون آمنة وفعالة ومن الممكن الحمل والإنجاب بعد التوقف عنها أى أنها ليست أبدية كقطع الحبل المنوى، وبالفعل كان حصاد التجارب متنوع ومتشعب أكثر مماتتصورون.
إتجه نظر العلماء فى البداية إلى الوسائل الطبيعية نظراً لحساسية الموقف وحتى لاتخدش هيبة الرجل، وكانت الحرارة هى الوسيلة السهلة والمتاحة والمجربة، والذى جذب نظر العلماء إلى هذه الوسيلة كانت الحقيقة العلمية التى تقول أن الخصيتين المعلقتين فى البطن عقيمتان نظراً لإرتفاع درجة الحرارة داخل الجسم عن خارجه، وكانت الطريقة الأولى هى غمس الخصيتين فى ماء ساخن درجة حرارته 115 فهرنهيت يومياً لمدة شهور أو إدخالهما فى القناة التى فى أعلى الفخذ وأسفل البطن ، وبعد الإقلاع عنها أو تحرير الخصيتين من هذه القناة ونزولهما إلى مكانهما الطبيعى ستعود خصوبة الرجل إلى سابق طبيعتها بعد شهر واحد فقط، ورغم أنها طريقة آمنة إلا ان فعاليتها غير مضمونة ومدة التعرض للحرارة غير محددة
وللمزيد من الفعالية لم تتوقف أبحاث العلماء عند مسألة التعقيم الحرارى ولكن ظهرت طرق أخرى من أهمها الطرق الفارموكولوجية أو الدوائية، وبماأن الذى يده مغموسة فى النار ليس كمن يغمسها فى الماء فقد كانت الصين الغرقانة فى نار زيادة السكان هى المقتحمة الأولى لهذا المجال وبكل قوة، إكتشف علماء الصين فى سنة 1929 علاقة غامضة مابين تناول الطعام المطبوخ بزيت بذرة القطن وإنخفاض معدل الإنجاب فى الأسر التى تتبع هذا التقليد، وتم نشر أول بحث يناقش تلك المسألة ويفك غموضها فى عام 1957 وكانت المادة الموجودة فى بذرة القطن والمسئولة عن ذلك هى ال GOSSYPOL، وأجريت الأبحاث على عشرة ألاف متطوع وأظهرت النتائج أن نسبة الربع تقريباً ظلوا يعانون من العقم الكامل لمدة عام، إلا أن الأعراض الجانبية لهذه المادة قد جعلت العلماء الصينيون يتراجعون عن الخوض فى التجارب حتى أكملها علماء البرازيل فى 1990 بتقليل الجرعة وأطلقوا على الدواء إسم "نوفرتيل" يؤخذ يوم بعد يوم لمدة شهرين ولكن مازالت هيئة الدواء العالمية معترضة على سمية الدواء ومازالت الأبحاث المشتركة للصين والبرازيل وشيلى والنمسا تحاول الوصول إلى الجرعة المضبوطة لهذا الدواء.
أما آخر الطرق الدوائية وأخطرها فهى طريقة الهورمونات وهى التى تبحث فيها شركة أورجانون التى ذكرناها فى البداية،ويبدأ الهورمون عمله بنجاح بعد شهرين تقريباً، وفور أن تهبط نسبة الحيوانات المنوية بشكل حاد يمر شهران إضافيان حتى يهجر آخر حيوان منوى منطقة البربخ وهى محطة النضج، ومن الأشياء الغريبة التى حيرت علماء الشركة هى عدم إستجابة بعض الرجال للهورمون وبقاء نسبة الحيوانات المنوية عالية كماهى، والأغرب أنها تختلف من جنس لآخر فالأسيويون على سبيل المثال ينجح معهم هذا الهورمون عن القوقازيين!!، ولم يتوصل العلماء لسبب هذا الإختلاف حتى الآن
طرق تعاطى الهورمون المانع لإخصاب الرجال من الممكن أن يكون بالحقن كل عشرة أيام فى نوع وكل ثلاثة شهور فى نوع آخر، ومن الممكن بغرسه تحت الجلد لمدة شهور يثبط فيها الهورمون الذكرى وبالتالى يخفض نسبة الحيوانات المنوية إلى درجة الصفر أو مايطلق عليه طبياً ال AZOSPERMIA ، أما ثالث طريقة فهى الأقراص أو حبوب منع الحمل الرجالى وهى تؤخذ ثلاثة مرات يومياً، ورابع طريقة هى طريقة الكريم والذى يدهن على مساحات كبيرة من الجسم حتى يتم إمتصاصه، أما عودة الرجل لطبيعته الأولى فقد قدرها العلماء من أربعة إلى ستة شهور حتى تعود الخصوبة ويستعيد الرجل نسبة حيواناته المنوية السابقة، أما الأعراض الجانبية لهذا الهورمون والتى تحاول الشركة تفاديها من خلال ضبط الجرعة فهى زيادة الوزن وظهور حب الشباب وتغير المزاج وإنخفاض الكوليسترول عالى الكثافة وهو النوع المفيد للجسم ومن أعراضه الجانبية أيضاً تضخم البروستاتا.
إذا كانت طريقة قطع جزء من الحبل المنوى هى طريقة سقيمة لمنع الحمل لأنها تقطع معها الطريق مستقبلاً إلى الإنجاب، فإن العلماء لم ييأسوا وحاولوا الإلتفاف حول هذه الطريقة بوسيلة ألطف وأذكى وأكثر أماناً ولكنها تعمد على نفس الفكرة فكرة إغلاق طريق الحبل المنوى أو مانستطيع تسميته المنع الميكانيكى للحمل.
الوسيلة الأولى والتى تم إستخدامها بالفعل على 300 ألف رجل فى الصين منذ عام 1983 هى عبارة عن حقن سائل يتجمد داخل الحبل المنوى، وتنقسم حسب نوع السائل إلى M.PU و MSR ، وببساطة ودون الدخول فى تفاصيل الخلافات العلمية بين الطريقتين فإن السائل الذى يتم حقنه يتجمد فى الحبل المنوى بعد 20 دقيقة مكوناً حاجزاً وسداً منيعاً أمام الحيوانات المنوية، ولكن عيوب هذه الطريقة أن البعض يحتاج إلى جراحة بعد إزالة هذا السائل المتجمد حتى يصبح قادراً على الإنجاب مرة أخرى، والوسيلة الثانية الshug هى غرس قطعة مطاط وسليكون مرن داخل الحبل المنوى ليملأه، ومن مزاياه الأساسية عن الوسيلة الأولى أننا لاننتظر السائل حتى يتجمد وأيضاً نستطيع نزعه بسهولة ونسبة نجاحه 100% ويجعل الرجل عقيماً لمدة ثلاثة أشهر متواصلة
أحدث الطرق لإغلاق الحبل المنوى هى طريقة ال RISUG وهى إختراع هندى يعتبره الكثيرون حلاً عبقرياً، وتتلخص عبقريته فى أن السائل الذى يحقن داخل الحبل المنوى لايضغط على جداره ولكنه يؤثر على جدار الحيوان المنوى الذى يمر بجانبه فينفجر هذا الحيوان المنوى ويتمزق بدون أى تأثير على الحبل المنوى، ومجرد حقن ستين ملليجرام من هذا السائل يعطى عقماً وقتياً لمدة عشر سنوات وتقل مدة العقم كلما قلت الجرعة، وبمجرد غسل السائل ببيكربونات الصوديوم يصبح الرجل غير عقيم فى مدة تسعين يوم، وفعاليته بلغت 100%، كل هذه العوامل وغيرها ترشح هذه الطريقة لتكون طريقة المستقبل فى منع الحمل عن طريق تعقيم الرجال
المشكلة ليست فى تعقيم الجهاز التناسلى للرجال وإنما فى تعقيم الجو المسموم الذى يحيط بعقل الرجال، وإقناعهم بأن الرجولة مسئولية ومشاركة قبل أن تكون معاشرة وإنجاب، وأعتقد أننا لو أجرينا إستطلاعاً للرأى حول هذه الطريقة فى منع الحمل سنندهش من النتيجة التى ستؤكد على أن سى السيد البيه شهريار مازال قابعاً تحت الجلد الخشن مهما كان مغطاً بالملابس الغربية ومعطراً بالعطور الباريسية
عزيزى الرجل هل تقبل أن تتناول أقراص منع الحمل ؟،ننتظر الإجابة نحن وزوجتك وجهاز تنظيم الأسرة !!
إقترب ميعاد طرح حبوب منع الحمل للرجال فى الأسواق، ففى خلال العام القادم ستكون قد إنتهت الأبحاث التى تجريها شركة أورجانون الهولندية على هذا النوع من الحبوب وتجمعت أمام علمائها نتائج التجارب التى تجرى حالياً فى إسكتلندا والصين وجنوب أفريقيا ونيجيريا، وقد أعلن هؤلاء العلماء فى جامعة أدنبرة من خلال النتائج المبدئية التى تجمعت أمامهم أن هذه الحبوب فعالة بنسبة 100% وبدون آثار جانبية خطيرة، والسؤال الذى يطرح نفسه بشدة هل سيقبل الرجل المصرى والعربى تناول هذه الحبوب؟،هل سيتخلى الرجل العربى عن مفهوم الجنس المرتبط بالإنجاب ؟،فالرجل الشرقى عموماً يحصر الجنس فى وظيفته الإنجابية ويقدمها على أى غاية أخرى،ويعتبر أن الفحولة والرجولة لاتتأتى إلا من خلال هذه الوظيفة .
الخطير فى أمر حبوب منع الحمل للرجال أنها ستطرح على الساحة قضية ستفضح الإجابة عليها الرجل العربى وتعريه أمام نفسه وأمام رفيقة حياته ؟،إنها قضية المشاركة فى العلاقة الزوجية، إنه السؤال الخالد الذى يتهرب الرجل من مواجهته والإجابة عليه، هل الزواج مشاركة أم علاقة سيد بخادم ؟ ،وبماأن الزواج قد تحول عندنا إلى صراع فى معظم الأحيان على تورتة السلطة التى يقتنص الرجل معظمها، وبما أن الإنجاب جزء من هذا الصراع فإن الرجل يلقى بالمسئولية كاملة على المرأة!
أما فى مسألة منع الحمل فالمشكلة أعمق وأخطر، فبرغم أن قرار إتخاذ وسيلة لمنع الحمل ليس قراراً سهلاً على المرأة لأن كل وسيلة لها أعراضها الجانبية وضغوطها النفسية التى تحتاج من الرجل الدعم النفسى على الأقل ولكن ماذا سيكون الوضع عندما يجد الرجل وسيلة فعالة وآمنة لمنع الحمل يتناولها هو ببساطة ؟،هل سيسقط الحصار قلعة تحفظه الحصينة ؟،إنها مواجهة الحقيقة الموجعة التى ستفضح الرجل العربى والتى يتمنى ألا تحدث.
رحلة حبوب منع الحمل للرجال لم تبدأ منذ اليوم، ولكن العلماء حزموا حقائبهم منذ زمن بعيد حين رفضوا أن يستأثر طبيب النساء بمسألة تنظيم الحمل وحده، وتساءلوا مادام الحمل يحدث نتيجة لقاء إثنين رجل وإمرأة فلماذا لايتحمل كلاهما المسئولية عن منعه ؟،وكانت هذه هى البداية، وتعددت الأبحاث وشجعت النتائج العلماء على أن يواصلوا مسيرة ويكشفوا طريقاً كان ممنوعاً عليهم وكان الدافع الأساسى للعلماء هو أن وسائل منع الحمل للنساء مازالت لها بعض الأعراض الجانبية عند بعضهن مثل القئ والصداع وزيادة الوزن والإكتئاب وفقدان الرغبة الجنسية وإضطرابات الدورة الشهرية وإلتهابات الرحم00الخ،ومما شجع العلماء أيضاً أن الرجل بالفعل يستعمل الواقى الذكرى CONDOM كوسيلة لمنع الحمل ولتفادى الأمراض التناسلية التى تنتقل بالإتصال الجنسى وأهمها الإيدز، فما هو المانع من تجريب طرق أخرى خاصة أن نسبة فشل الواقى الذكرى تقترب من 15% وكذلك العزل وهى طريقة أكثر فشلاً من الواقى، أما الطريقة الثالثة وهى قطع جزء من الحبل المنوى الذى ينقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى الخارج VASECTOMY فهى طريقة يعتبرها الرجال غير إنسانية وقد إتفق العلماء على أن قياس نجاح أى طريقة لمنع الحمل عند الرجال تتلخص فى أن تكون آمنة وفعالة ومن الممكن الحمل والإنجاب بعد التوقف عنها أى أنها ليست أبدية كقطع الحبل المنوى، وبالفعل كان حصاد التجارب متنوع ومتشعب أكثر مماتتصورون.
إتجه نظر العلماء فى البداية إلى الوسائل الطبيعية نظراً لحساسية الموقف وحتى لاتخدش هيبة الرجل، وكانت الحرارة هى الوسيلة السهلة والمتاحة والمجربة، والذى جذب نظر العلماء إلى هذه الوسيلة كانت الحقيقة العلمية التى تقول أن الخصيتين المعلقتين فى البطن عقيمتان نظراً لإرتفاع درجة الحرارة داخل الجسم عن خارجه، وكانت الطريقة الأولى هى غمس الخصيتين فى ماء ساخن درجة حرارته 115 فهرنهيت يومياً لمدة شهور أو إدخالهما فى القناة التى فى أعلى الفخذ وأسفل البطن ، وبعد الإقلاع عنها أو تحرير الخصيتين من هذه القناة ونزولهما إلى مكانهما الطبيعى ستعود خصوبة الرجل إلى سابق طبيعتها بعد شهر واحد فقط، ورغم أنها طريقة آمنة إلا ان فعاليتها غير مضمونة ومدة التعرض للحرارة غير محددة
وللمزيد من الفعالية لم تتوقف أبحاث العلماء عند مسألة التعقيم الحرارى ولكن ظهرت طرق أخرى من أهمها الطرق الفارموكولوجية أو الدوائية، وبماأن الذى يده مغموسة فى النار ليس كمن يغمسها فى الماء فقد كانت الصين الغرقانة فى نار زيادة السكان هى المقتحمة الأولى لهذا المجال وبكل قوة، إكتشف علماء الصين فى سنة 1929 علاقة غامضة مابين تناول الطعام المطبوخ بزيت بذرة القطن وإنخفاض معدل الإنجاب فى الأسر التى تتبع هذا التقليد، وتم نشر أول بحث يناقش تلك المسألة ويفك غموضها فى عام 1957 وكانت المادة الموجودة فى بذرة القطن والمسئولة عن ذلك هى ال GOSSYPOL، وأجريت الأبحاث على عشرة ألاف متطوع وأظهرت النتائج أن نسبة الربع تقريباً ظلوا يعانون من العقم الكامل لمدة عام، إلا أن الأعراض الجانبية لهذه المادة قد جعلت العلماء الصينيون يتراجعون عن الخوض فى التجارب حتى أكملها علماء البرازيل فى 1990 بتقليل الجرعة وأطلقوا على الدواء إسم "نوفرتيل" يؤخذ يوم بعد يوم لمدة شهرين ولكن مازالت هيئة الدواء العالمية معترضة على سمية الدواء ومازالت الأبحاث المشتركة للصين والبرازيل وشيلى والنمسا تحاول الوصول إلى الجرعة المضبوطة لهذا الدواء.
أما آخر الطرق الدوائية وأخطرها فهى طريقة الهورمونات وهى التى تبحث فيها شركة أورجانون التى ذكرناها فى البداية،ويبدأ الهورمون عمله بنجاح بعد شهرين تقريباً، وفور أن تهبط نسبة الحيوانات المنوية بشكل حاد يمر شهران إضافيان حتى يهجر آخر حيوان منوى منطقة البربخ وهى محطة النضج، ومن الأشياء الغريبة التى حيرت علماء الشركة هى عدم إستجابة بعض الرجال للهورمون وبقاء نسبة الحيوانات المنوية عالية كماهى، والأغرب أنها تختلف من جنس لآخر فالأسيويون على سبيل المثال ينجح معهم هذا الهورمون عن القوقازيين!!، ولم يتوصل العلماء لسبب هذا الإختلاف حتى الآن
طرق تعاطى الهورمون المانع لإخصاب الرجال من الممكن أن يكون بالحقن كل عشرة أيام فى نوع وكل ثلاثة شهور فى نوع آخر، ومن الممكن بغرسه تحت الجلد لمدة شهور يثبط فيها الهورمون الذكرى وبالتالى يخفض نسبة الحيوانات المنوية إلى درجة الصفر أو مايطلق عليه طبياً ال AZOSPERMIA ، أما ثالث طريقة فهى الأقراص أو حبوب منع الحمل الرجالى وهى تؤخذ ثلاثة مرات يومياً، ورابع طريقة هى طريقة الكريم والذى يدهن على مساحات كبيرة من الجسم حتى يتم إمتصاصه، أما عودة الرجل لطبيعته الأولى فقد قدرها العلماء من أربعة إلى ستة شهور حتى تعود الخصوبة ويستعيد الرجل نسبة حيواناته المنوية السابقة، أما الأعراض الجانبية لهذا الهورمون والتى تحاول الشركة تفاديها من خلال ضبط الجرعة فهى زيادة الوزن وظهور حب الشباب وتغير المزاج وإنخفاض الكوليسترول عالى الكثافة وهو النوع المفيد للجسم ومن أعراضه الجانبية أيضاً تضخم البروستاتا.
إذا كانت طريقة قطع جزء من الحبل المنوى هى طريقة سقيمة لمنع الحمل لأنها تقطع معها الطريق مستقبلاً إلى الإنجاب، فإن العلماء لم ييأسوا وحاولوا الإلتفاف حول هذه الطريقة بوسيلة ألطف وأذكى وأكثر أماناً ولكنها تعمد على نفس الفكرة فكرة إغلاق طريق الحبل المنوى أو مانستطيع تسميته المنع الميكانيكى للحمل.
الوسيلة الأولى والتى تم إستخدامها بالفعل على 300 ألف رجل فى الصين منذ عام 1983 هى عبارة عن حقن سائل يتجمد داخل الحبل المنوى، وتنقسم حسب نوع السائل إلى M.PU و MSR ، وببساطة ودون الدخول فى تفاصيل الخلافات العلمية بين الطريقتين فإن السائل الذى يتم حقنه يتجمد فى الحبل المنوى بعد 20 دقيقة مكوناً حاجزاً وسداً منيعاً أمام الحيوانات المنوية، ولكن عيوب هذه الطريقة أن البعض يحتاج إلى جراحة بعد إزالة هذا السائل المتجمد حتى يصبح قادراً على الإنجاب مرة أخرى، والوسيلة الثانية الshug هى غرس قطعة مطاط وسليكون مرن داخل الحبل المنوى ليملأه، ومن مزاياه الأساسية عن الوسيلة الأولى أننا لاننتظر السائل حتى يتجمد وأيضاً نستطيع نزعه بسهولة ونسبة نجاحه 100% ويجعل الرجل عقيماً لمدة ثلاثة أشهر متواصلة
أحدث الطرق لإغلاق الحبل المنوى هى طريقة ال RISUG وهى إختراع هندى يعتبره الكثيرون حلاً عبقرياً، وتتلخص عبقريته فى أن السائل الذى يحقن داخل الحبل المنوى لايضغط على جداره ولكنه يؤثر على جدار الحيوان المنوى الذى يمر بجانبه فينفجر هذا الحيوان المنوى ويتمزق بدون أى تأثير على الحبل المنوى، ومجرد حقن ستين ملليجرام من هذا السائل يعطى عقماً وقتياً لمدة عشر سنوات وتقل مدة العقم كلما قلت الجرعة، وبمجرد غسل السائل ببيكربونات الصوديوم يصبح الرجل غير عقيم فى مدة تسعين يوم، وفعاليته بلغت 100%، كل هذه العوامل وغيرها ترشح هذه الطريقة لتكون طريقة المستقبل فى منع الحمل عن طريق تعقيم الرجال
المشكلة ليست فى تعقيم الجهاز التناسلى للرجال وإنما فى تعقيم الجو المسموم الذى يحيط بعقل الرجال، وإقناعهم بأن الرجولة مسئولية ومشاركة قبل أن تكون معاشرة وإنجاب، وأعتقد أننا لو أجرينا إستطلاعاً للرأى حول هذه الطريقة فى منع الحمل سنندهش من النتيجة التى ستؤكد على أن سى السيد البيه شهريار مازال قابعاً تحت الجلد الخشن مهما كان مغطاً بالملابس الغربية ومعطراً بالعطور الباريسية
عزيزى الرجل هل تقبل أن تتناول أقراص منع الحمل ؟،ننتظر الإجابة نحن وزوجتك وجهاز تنظيم الأسرة !!
تعليق