قالت لـ »الوطن« إن شخصيتها في باب الحارة.. أجمل أدوارها
وفاء موصللي: طموحي تجسيد »كليوباترا« في التلفزيون
»وفاء موصللي« ممثلة سورية من طراز مختلف فهي بحق عملاقة الفن السوري.. وأستاذة الكوميديا وعملاقة الشاشة الصغيرة.. حيث تتميّز بخفّة الدم وقوّة الأداء وخاصةً في أعمالها الكوميدية التي حظيت بإعجاب الجمهور المحلي والعربي على السواء.. فمن تابع المسلسلات الكوميدية التي شاركت بها وفاء موصلي ومنها سلسلة »مرايا« مع ياسر العظمة.. وأيام الصالحية وأبو كامل، وباب الحارة.. لا بدّ وأن يزداد إعجابه بهذه الفنانة المتألقة دائماً في أدوارها...
أضف إلى ذلك.. تُمثّل الفنانة »موصللي« المرأة الدمشقية المغناج التي تمتلك كميّة كبيرة من الأنوثة والحسن والدلع.. الأمر الذي يعطيها تميّزاً عن غيرها من الفنانات السوريات اللواتي هُنّ في جيلها.
وفي حوار خاص معها سألناها:
البساطة
برأيك.. ما هو سبب نجاح »باب الحارة« في موسم رمضان الماضي؟
ـ بالدرجة الأولى.. يعود سبب هذا النجاح إلى البساطة التي تناولها هذا المسلسل.. وابتعاده عن التعقيد والفذلكات التي تُستخدم في أعمال تلفزيونية كثيرة.. وهذه البساطة كانت من أهم العوامل التي ساعدت في نجاح هذا العمل الجماهيري الشعبي إن صح التعبير.. ولهذا نال إعجاب المشاهدين في أنحاء الوطن العربي.. أضف إلى ذلك.. أن هذا المسلسل تضمّن في مقولاته القيم الأخلاقية النبيلة التي نفتقدها في أيامنا هذه.. والتي أضحت نادرة وزائلة بكل أسف..
»فريال خانم« الشخصية الجميلة التي لعبتها في »باب الحارة« كان تميّزك لافتاً في أدائها.. فما سبب ذلك؟
ـ بالدرجة الأولى.. أنا أمرأة دمشقية.. ولأن العمل يتحدث عن الحارة الشامية.. والعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في هذه الحارات العتيقة.. لم أكن غريبة عن هذه البيئة.. فقد عشتُ مع أهلي وجدتي وخالاتي.. وقريباتي وأعرف تماماً أشدّ الخصوصيات التي كانت تجري بين النساء في هذه البيئة التي أنتمي إليها أصلاً.. ومن هنا ساعدني كلّ ذلك على أن أنجح في تجسيد دور »فريال خانم« وأنا سعيدة جداً بهذا النجاح وبالرغم من كون هذه الشخصية سلبية في المسلسل إلا أن الجمهور أحبها لصدقها فوصلت إلى قلوب الناس.. وقد استمتعت بها كثيراً.. وكنتُ بصدد التعمّق فيها أكثر لولا أن المخرج »بسام الملا« حاول مراراً وتكراراً أن يُنبهني إلى أن المشاهد سوف يكرهني كثيراً بعد هذا الدور.. وعموماً.. مسلسل »باب الحارة« لعب دوراً مُهمّاً في تنبيه الصغار إلى كيفية تعاملهم مع الكبار واحترامهم بالإضافة إلى جوانب أخرى إيجابية كانت تصّب جميعها في مصلحة العمل والمشاهد على السواء.
ما هو الدور الأميّز الذي قمت به في الدراما التلفزيونية بعيداً عن الكوميديا.. وسجّلت فيه بصمة ناجحة؟
ـ في الحقيقة.. كان ذلك في مسلسل »لا مزيد من الدموع« وفيه جسدتُ شخصية »أم أحمد«.. المرأة الأرملة التي تعمل في أحد المصانع لتلبي حاجات أُسرتها وتتعرض للكثير من الضغوط النفسية والماديّة حيث تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي يعكس حالة المجتمع بصدق.. وخاصةً الأُسر الفقيرة والمظلومة وفي المقابل الأسر الفنيّة التي يسودها الفساد والفوضى.. وهذا الدور كان بالفعل مختلفاً كُلّياً عن بقية الأدوار التي سبق ومثلتها في السنوات العشرين الماضية.
برأيك.. هل إضحاك الجمهور صعب؟
ـ بالطبع.. أصعب.. لأن الإبكاء في رأيي ورأي الكثيرين من المعنيين في الشأن الفني أسهل من الإضحاك.. ولكن الكوميديا لا تتوقف على التمثيل وأداء الممثلين.. بل يُفترض أن يكون النص كوميدياً والمخرج صبورا.. وصاحب خبرة في الكوميديا وفي النهاية.. لا أُميّز بين ممثّل كوميدي وآخر جاد فالمفروض أن الممثل يلعب كلّ الأدوار.
كيف تصل الكوميديا إلى أهدافها؟
ـ تصل الكوميديا إلى أهدافها عبر نص كوميدي مكتوب بشكل درامي جاد.. وبأسلوب جدّي يُقدّم فيه ذلك النص فكرته التي تُثير التساؤل من خلال مواقف جادّة.. لكنها في نفس الوقت تملك الكثير من الطرافة.. كما أن النص الكوميدي الدرامي أو الإخراج يستلزمان توفّر الحسّ الكوميدي الجاد الذي يُبعد الكوميديا عن أن تكون مجرّد تهريج أو هزل.. أما الممثل فيتوجب أن يمتلك مقدرة وأدوات تعبيرية لإيصال فكرة العمل من خلال إخراج فنّي مضبوط بينما هو يُضيف نكهته الإبداعية الخاصّة وعلى هذه الحالة تتوفّر العلاقة الإبداعية المتبادلة ما بين النص والإخراج والتمثيل.. وتأتي العناصر المُكملة كالديكور بخصوصيته في بعض الأحيان وليس دائماً ثم الملابس والمكياج والموسيقا.. بمعنى آخر أودّ القول بأن العمل الكوميدي هو عمل درامي بامتياز.. وأرى أن مؤلف النص عليه أن يتحلى نظرة فيلسوف لأنه من السهولة بمكان استفزاز البكاء كما أنه لمن الصعوبة أن تخلق العمل من خلال مضمون جاد وينبغي تقديم فكرة مفيدة عبر الدراما الكوميدية في تداوي الأحزان وأرى أن تجربة (بقعة ضوء) ناجحة.. وتمثّل كوميديا جادّة.. إذ تملك أفكاراً مهمّة بقالب كوميدي ناجح على صعيد النص والإخراج والأداء...
عموماً.. الكوميديا فن صعب يتطلب الطرح الإنساني القريب من حياة الناس بأسلوب فنّي يلّون أبعاده بقالب ترفيهي بعيد عن المسؤولية والاستسهال.
ضريبة الفن
ما هي الضريبة التي يدفعها الفنان في عمله الفنّي؟
ـ بصراحة.. المزاجية هي ضريبة الفن.. فأنا مثلاً أُجسد شخصيات كثيرة ومتنوعة.. وتصوير الدقيقة الواحدة قد يستغرق ساعة.. وهذا ما يجعل أعصابي مشدودة دائماً...
في بعض المشاهد عليك أن تبكي وأنت ترى أمامك المصورين.. ومنفذي الإضاءة والمخرج وعدداً كبيراً من الفنيين.. وعليك أن تتجاهل وجودهم جميعاً وتبكي.. إن كلّ هذا يجعلنا كفنانين نعيش على أعصابنا.. ويجعلنا مزاجيين.
ما الذي يُميّز الدراما السورية عن غيرها من الدرامات العربية الأخرى؟
ـ أنا أجزم بأن الدراما السورية وبتنوع موضوعاتها استطاعت أن تُعبّر بشكل جيد وجميل عن المجتمع السوري والعربي عموماً.. وأن تعكس مشكلات هامّة وتتعرّض لقضايا ساخنة ومثيرة للجدل في بعض الأعمال.. والميزة فيها كما أرى أنها لم تكرر نفسها.
الشهرة الفنيّة.. ماذا تُمثّل لكً؟
ـ قد تستغرب من جوابي.. فأنا أرى أن الشهرة بالنسبة لي تُمثّل وباءً لأنها تحدّ من حُريتي في حياتي العامّة.. وهنا يحضرني قول الكاتبة جاكلين سوزان في روايتها.. الشهيرة.. »لا شيء خلف الفولاذ« حيث تقول فيها: ينبغي على الشُهرة ألا تمنع المرء من إبقاء قدميه على الأرض.
أخيرا.. ما هي الشخصية التي تحلمين بأدائها مستقبلا؟
ـ بالرغم من عشرات الشخصيات التي سبق وجسدتها في الدراما السورية أطمح بلعب شخصية مُركبة ومعقدة ومثيرة.. وتحمل مواصفات قيادية نادرة وهذا الأمر قد يتوفّر في شخصية »كليوباترا« وأنا بالفعل أتمنى تجسيد شخصية »كليوباترا« في عمل تلفزيوني قادم.
تاريخ النشر: الاربعاء 5/3/2008
تحياتي
بنت فضل ؛؛؛
وفاء موصللي: طموحي تجسيد »كليوباترا« في التلفزيون
»وفاء موصللي« ممثلة سورية من طراز مختلف فهي بحق عملاقة الفن السوري.. وأستاذة الكوميديا وعملاقة الشاشة الصغيرة.. حيث تتميّز بخفّة الدم وقوّة الأداء وخاصةً في أعمالها الكوميدية التي حظيت بإعجاب الجمهور المحلي والعربي على السواء.. فمن تابع المسلسلات الكوميدية التي شاركت بها وفاء موصلي ومنها سلسلة »مرايا« مع ياسر العظمة.. وأيام الصالحية وأبو كامل، وباب الحارة.. لا بدّ وأن يزداد إعجابه بهذه الفنانة المتألقة دائماً في أدوارها...
أضف إلى ذلك.. تُمثّل الفنانة »موصللي« المرأة الدمشقية المغناج التي تمتلك كميّة كبيرة من الأنوثة والحسن والدلع.. الأمر الذي يعطيها تميّزاً عن غيرها من الفنانات السوريات اللواتي هُنّ في جيلها.
وفي حوار خاص معها سألناها:
البساطة
برأيك.. ما هو سبب نجاح »باب الحارة« في موسم رمضان الماضي؟
ـ بالدرجة الأولى.. يعود سبب هذا النجاح إلى البساطة التي تناولها هذا المسلسل.. وابتعاده عن التعقيد والفذلكات التي تُستخدم في أعمال تلفزيونية كثيرة.. وهذه البساطة كانت من أهم العوامل التي ساعدت في نجاح هذا العمل الجماهيري الشعبي إن صح التعبير.. ولهذا نال إعجاب المشاهدين في أنحاء الوطن العربي.. أضف إلى ذلك.. أن هذا المسلسل تضمّن في مقولاته القيم الأخلاقية النبيلة التي نفتقدها في أيامنا هذه.. والتي أضحت نادرة وزائلة بكل أسف..
»فريال خانم« الشخصية الجميلة التي لعبتها في »باب الحارة« كان تميّزك لافتاً في أدائها.. فما سبب ذلك؟
ـ بالدرجة الأولى.. أنا أمرأة دمشقية.. ولأن العمل يتحدث عن الحارة الشامية.. والعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في هذه الحارات العتيقة.. لم أكن غريبة عن هذه البيئة.. فقد عشتُ مع أهلي وجدتي وخالاتي.. وقريباتي وأعرف تماماً أشدّ الخصوصيات التي كانت تجري بين النساء في هذه البيئة التي أنتمي إليها أصلاً.. ومن هنا ساعدني كلّ ذلك على أن أنجح في تجسيد دور »فريال خانم« وأنا سعيدة جداً بهذا النجاح وبالرغم من كون هذه الشخصية سلبية في المسلسل إلا أن الجمهور أحبها لصدقها فوصلت إلى قلوب الناس.. وقد استمتعت بها كثيراً.. وكنتُ بصدد التعمّق فيها أكثر لولا أن المخرج »بسام الملا« حاول مراراً وتكراراً أن يُنبهني إلى أن المشاهد سوف يكرهني كثيراً بعد هذا الدور.. وعموماً.. مسلسل »باب الحارة« لعب دوراً مُهمّاً في تنبيه الصغار إلى كيفية تعاملهم مع الكبار واحترامهم بالإضافة إلى جوانب أخرى إيجابية كانت تصّب جميعها في مصلحة العمل والمشاهد على السواء.
ما هو الدور الأميّز الذي قمت به في الدراما التلفزيونية بعيداً عن الكوميديا.. وسجّلت فيه بصمة ناجحة؟
ـ في الحقيقة.. كان ذلك في مسلسل »لا مزيد من الدموع« وفيه جسدتُ شخصية »أم أحمد«.. المرأة الأرملة التي تعمل في أحد المصانع لتلبي حاجات أُسرتها وتتعرض للكثير من الضغوط النفسية والماديّة حيث تدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي يعكس حالة المجتمع بصدق.. وخاصةً الأُسر الفقيرة والمظلومة وفي المقابل الأسر الفنيّة التي يسودها الفساد والفوضى.. وهذا الدور كان بالفعل مختلفاً كُلّياً عن بقية الأدوار التي سبق ومثلتها في السنوات العشرين الماضية.
برأيك.. هل إضحاك الجمهور صعب؟
ـ بالطبع.. أصعب.. لأن الإبكاء في رأيي ورأي الكثيرين من المعنيين في الشأن الفني أسهل من الإضحاك.. ولكن الكوميديا لا تتوقف على التمثيل وأداء الممثلين.. بل يُفترض أن يكون النص كوميدياً والمخرج صبورا.. وصاحب خبرة في الكوميديا وفي النهاية.. لا أُميّز بين ممثّل كوميدي وآخر جاد فالمفروض أن الممثل يلعب كلّ الأدوار.
كيف تصل الكوميديا إلى أهدافها؟
ـ تصل الكوميديا إلى أهدافها عبر نص كوميدي مكتوب بشكل درامي جاد.. وبأسلوب جدّي يُقدّم فيه ذلك النص فكرته التي تُثير التساؤل من خلال مواقف جادّة.. لكنها في نفس الوقت تملك الكثير من الطرافة.. كما أن النص الكوميدي الدرامي أو الإخراج يستلزمان توفّر الحسّ الكوميدي الجاد الذي يُبعد الكوميديا عن أن تكون مجرّد تهريج أو هزل.. أما الممثل فيتوجب أن يمتلك مقدرة وأدوات تعبيرية لإيصال فكرة العمل من خلال إخراج فنّي مضبوط بينما هو يُضيف نكهته الإبداعية الخاصّة وعلى هذه الحالة تتوفّر العلاقة الإبداعية المتبادلة ما بين النص والإخراج والتمثيل.. وتأتي العناصر المُكملة كالديكور بخصوصيته في بعض الأحيان وليس دائماً ثم الملابس والمكياج والموسيقا.. بمعنى آخر أودّ القول بأن العمل الكوميدي هو عمل درامي بامتياز.. وأرى أن مؤلف النص عليه أن يتحلى نظرة فيلسوف لأنه من السهولة بمكان استفزاز البكاء كما أنه لمن الصعوبة أن تخلق العمل من خلال مضمون جاد وينبغي تقديم فكرة مفيدة عبر الدراما الكوميدية في تداوي الأحزان وأرى أن تجربة (بقعة ضوء) ناجحة.. وتمثّل كوميديا جادّة.. إذ تملك أفكاراً مهمّة بقالب كوميدي ناجح على صعيد النص والإخراج والأداء...
عموماً.. الكوميديا فن صعب يتطلب الطرح الإنساني القريب من حياة الناس بأسلوب فنّي يلّون أبعاده بقالب ترفيهي بعيد عن المسؤولية والاستسهال.
ضريبة الفن
ما هي الضريبة التي يدفعها الفنان في عمله الفنّي؟
ـ بصراحة.. المزاجية هي ضريبة الفن.. فأنا مثلاً أُجسد شخصيات كثيرة ومتنوعة.. وتصوير الدقيقة الواحدة قد يستغرق ساعة.. وهذا ما يجعل أعصابي مشدودة دائماً...
في بعض المشاهد عليك أن تبكي وأنت ترى أمامك المصورين.. ومنفذي الإضاءة والمخرج وعدداً كبيراً من الفنيين.. وعليك أن تتجاهل وجودهم جميعاً وتبكي.. إن كلّ هذا يجعلنا كفنانين نعيش على أعصابنا.. ويجعلنا مزاجيين.
ما الذي يُميّز الدراما السورية عن غيرها من الدرامات العربية الأخرى؟
ـ أنا أجزم بأن الدراما السورية وبتنوع موضوعاتها استطاعت أن تُعبّر بشكل جيد وجميل عن المجتمع السوري والعربي عموماً.. وأن تعكس مشكلات هامّة وتتعرّض لقضايا ساخنة ومثيرة للجدل في بعض الأعمال.. والميزة فيها كما أرى أنها لم تكرر نفسها.
الشهرة الفنيّة.. ماذا تُمثّل لكً؟
ـ قد تستغرب من جوابي.. فأنا أرى أن الشهرة بالنسبة لي تُمثّل وباءً لأنها تحدّ من حُريتي في حياتي العامّة.. وهنا يحضرني قول الكاتبة جاكلين سوزان في روايتها.. الشهيرة.. »لا شيء خلف الفولاذ« حيث تقول فيها: ينبغي على الشُهرة ألا تمنع المرء من إبقاء قدميه على الأرض.
أخيرا.. ما هي الشخصية التي تحلمين بأدائها مستقبلا؟
ـ بالرغم من عشرات الشخصيات التي سبق وجسدتها في الدراما السورية أطمح بلعب شخصية مُركبة ومعقدة ومثيرة.. وتحمل مواصفات قيادية نادرة وهذا الأمر قد يتوفّر في شخصية »كليوباترا« وأنا بالفعل أتمنى تجسيد شخصية »كليوباترا« في عمل تلفزيوني قادم.
تاريخ النشر: الاربعاء 5/3/2008
تحياتي
بنت فضل ؛؛؛
تعليق