ماذا أصاب «وناسة» لتوقف جميع برامجها؟
01/03/2008 البحرين - سوسن فريدون
إعلاناتٌ مكثفة، وحفلٌ ضخم دُعي إليه حشد كبير من الفنانين والإعلاميين، رافق تدشين قناة «وناسة» الترفيهية، التي يمتلكها الفنان راشد الماجد، وتديرها شبكة الإم بي سي. جميعنا استبشر خيرا بولادة المحطة الجديدة، ظنا بأن المحطة ستُحدث اختلافا على مستوى القنوات الموسيقية التي باتت متشابهة الطابع إلى الحد الذي أصاب المشاهد بالتُخمة.
وقد عزز ظنوننا هذه عاملان، أولها أن راشد الماجد صاحب المحطة، واستبعاد أن ينظر إلى المحطة على أنها مشروع تجاري، مقابل التركيز على المضمون. ل.م لا؟ فاسم راشد الماجد لوحده يكفي لتشجيع أي فنان على الظهور في قناته. حتى أن مذيعي المحطة - ومعظمهم من الشباب المبتدئ - لم ينكروا قولهم للفنانين إنهم ينتمون إلى قناة راشد الماجد، كي يضمنوا ترحيبهم المطلق في الظهور على المحطة.
أما العامل الثاني، فهو إدارة شبكة الإم بي سي للمحطة، بوصفها صاحبة الريادة في الفضائيات التلفزيونية.
كل هذا جعلنا نفترض سلفا أن القناة ستقدم شيئا مغايرا، وستحقق «سكوبات» فنية تضيف إلى رصيد المحطة الوليدة.
ولكن ما الذي حدث حتى تُعلن المحطة إيقاف جميع برامجها المباشرة اعتبارا من العشرين من فبراير؟ علما بأن المحطة لم تكمل شهرها الثامن بعد.
مذيعو برنامج «سوالف» أعلنوا الخبر في حلقتهم الختامية، وأشاروا إلى أن المحطة مُقبلة على دورة برامجية جديدة، ارتأت أن تقتصر أثناءها على بث الأغنيات والحفلات المصورة (وشريط الرسائل النصية بالطبع) حتى إشعار آخر. لكنهم بين أنفسهم بدوا حائرين، لا يعلمون أي مصيرٍ ينتظرهم، ما دفعهم لاستدراك وضعهم والبحث بشكل جدي عن فرصة أفضل في دبي. ففي دبي، الجميع معرضٌ لأن تبتلعه المدينة الصاخبة مالم يعملوا على تحسين أوضاعهم.
مذيعو القناة
وهنا نسترجع المذيعين الذين مروا على «وناسة» وسرعان ما غادروها. السعودي ريان كان أول مغادري المحطة، وكأنما قد دق ناقوس الخطر بعد مغادرته حين صرح «وناسة.. اتركها وعليها»، تعليقا على شعار المحطة «خليها وعليها». كذلك الإذاعية السعودية رنا القاسم، التي اختارت العودة إلى إذاعة إم بي سي إف إم بعد فترة من ظهورها على «وناسة».
الأمر ذاته ينطبق على بشاير، التي عادت إلى محطة «ميوزك كلوب» التي تنتمي إليها أساسا. وانتقلت المصرية آية إلى قناة ART الرياضية، فيما بقي بدر محمد متمسكا بالمحطة، وهو أول مذيع بحريني يعمل في فضائية ترفيهية منذ تدشينها، وانضم من بعده مواطناه خالد الشاعر وحسن محمد. ولا ننسى الشابة الأردنية رولا عيد، التي كانت مع المحطة منذ بدايتها.
والبحرينيون الذين تركوا تلفزيون وطنهم وهربوا إلى «وناسة»، في وضعٍ حرج مع توقف البرامج، لا سيما أن بدر وحسن قد قدما استقالتهما رسميا من تلفزيون البحرين. أما خالد الشاعر، فعلى رغم صغر سنه، فإن الحظ حليفه، ففيما يعيش فترة خطبته مع المغنية السعودية أسيل عمران، فقد أمن نفسه إعلاميا في مؤسسة الإم بي سي. ففي حديث صحافي أجرته مجلة «زهرة الخليج» معه، سُئ.ل عن صحة انضمامه إلى إذاعة إم بي سي إف إم، لا سيما أن الشاعر يندرج من خلفية إذاعية أساسا، ويتملك صوتا جميلا. بيد أنه تحفظ عن الإجابة، موضحا أنه يستحق أن يُقدم إليه أكثر من عرض لكونه اجتهد كثيرا.
وعلى ذكر مذيعي المحطة، هل غفلت «وناسة» عن استقطاب أسماء لامعة في التقديم البرامجي؟ أم أنها عمدت ذلك بحجة توجه المحطة الشبابي؟ ألم يكن في جلب الأسماء اللامعة ضمانٌ لحوارات فنية ثرية تُسجل نقاطا تحتسب للمحطة؟ فما من نقاطٍ تحتسب للمحطة سوى نقلها المباشر لبعض الحفلات الغنائية. حيث لا يخفى على أحد أن برامج المحطة موجهة إلى المراهقين.
برنامج «سوالف»
وفي محاولة لكسر القاعدة، كُلف الصحافي ربيع هنيدي بإعداد برنامج «سوالف». «سوالف» هو البرنامج الرئيسي في المحطة، وحقل التجارب. حيث لم ينضم مذيع جديد إلى المحطة إلا وشارك في تقديمه. ناهيك عن عدم استقراره على ترتيبٍ معين.
وحينما أصبح ربيع هنيدي معدا، حاول أن يصبح البرنامج انعكاسا له وامتدادا لما ينشره في صفحات مطبوعته. فكاد يصبح البرنامج فنيا بحتا، وكان واضحا إقحام أسئلة من شأنها استفزاز الفنانين، وهو ما يتنافى مع توجه وروح مقدمي البرنامج الأساسيين بدر ورولا. فالحلة الجديدة للبرنامج لا تلائمهما، فاستُبعدا وكُلف خالد الشاعر بتقديم البرنامج، وتشاركه بالتناوب بشاير ودانيال.
ومع مغادرة ربيع هنيدي هو الآخر المحطة، عاد «سوالف» إلى حلته الأصلية، يقدمه بدر ورولا وحسن، وفي تلك الأثناء انشغل خالد بخطبته، ودانيال بحملها.
وعودةً إلى مسألة إيقاف البرامج، علامات استفهام وتعجب كثيرة في الأذهان. ماذا يجري خلف الكواليس؟ وهل تفض الإم بي سي شراكتها مع «وناسة؟» خاصة أنها تحضر لإطلاق قناة شبابية جديدة. وهل الإدعاء بأن القناة مقبلة على دورة برامجية جديدة ما هي إلا ذريعة تخفف فشل «وناسة؟».
ففي حال وجود نية لفض الشراكة، فإن راشد الماجد كثير الانشغالات ولا يستطيع التفرغ لإدارة القناة، فلا غرابة إذًا من اقتصار المحطة على بث الكليبات.
لطالما أكد مذيعو «وناسة» بأن راشد الماجد لا يبخل عليهم بشيء ويوفر لهم كل احتياجاتهم، ولكن عذرا يا راشد... لقد بخلت عليهم هذه المرة حينما سلبتهم فرصتهم التي كانوا يحلمون بها... برامج «وناسة» التي كانت متنفسهم لتفريغ طاقاتهم الإعلامية.
بنت فضل كانت هنا 0000
01/03/2008 البحرين - سوسن فريدون
إعلاناتٌ مكثفة، وحفلٌ ضخم دُعي إليه حشد كبير من الفنانين والإعلاميين، رافق تدشين قناة «وناسة» الترفيهية، التي يمتلكها الفنان راشد الماجد، وتديرها شبكة الإم بي سي. جميعنا استبشر خيرا بولادة المحطة الجديدة، ظنا بأن المحطة ستُحدث اختلافا على مستوى القنوات الموسيقية التي باتت متشابهة الطابع إلى الحد الذي أصاب المشاهد بالتُخمة.
وقد عزز ظنوننا هذه عاملان، أولها أن راشد الماجد صاحب المحطة، واستبعاد أن ينظر إلى المحطة على أنها مشروع تجاري، مقابل التركيز على المضمون. ل.م لا؟ فاسم راشد الماجد لوحده يكفي لتشجيع أي فنان على الظهور في قناته. حتى أن مذيعي المحطة - ومعظمهم من الشباب المبتدئ - لم ينكروا قولهم للفنانين إنهم ينتمون إلى قناة راشد الماجد، كي يضمنوا ترحيبهم المطلق في الظهور على المحطة.
أما العامل الثاني، فهو إدارة شبكة الإم بي سي للمحطة، بوصفها صاحبة الريادة في الفضائيات التلفزيونية.
كل هذا جعلنا نفترض سلفا أن القناة ستقدم شيئا مغايرا، وستحقق «سكوبات» فنية تضيف إلى رصيد المحطة الوليدة.
ولكن ما الذي حدث حتى تُعلن المحطة إيقاف جميع برامجها المباشرة اعتبارا من العشرين من فبراير؟ علما بأن المحطة لم تكمل شهرها الثامن بعد.
مذيعو برنامج «سوالف» أعلنوا الخبر في حلقتهم الختامية، وأشاروا إلى أن المحطة مُقبلة على دورة برامجية جديدة، ارتأت أن تقتصر أثناءها على بث الأغنيات والحفلات المصورة (وشريط الرسائل النصية بالطبع) حتى إشعار آخر. لكنهم بين أنفسهم بدوا حائرين، لا يعلمون أي مصيرٍ ينتظرهم، ما دفعهم لاستدراك وضعهم والبحث بشكل جدي عن فرصة أفضل في دبي. ففي دبي، الجميع معرضٌ لأن تبتلعه المدينة الصاخبة مالم يعملوا على تحسين أوضاعهم.
مذيعو القناة
وهنا نسترجع المذيعين الذين مروا على «وناسة» وسرعان ما غادروها. السعودي ريان كان أول مغادري المحطة، وكأنما قد دق ناقوس الخطر بعد مغادرته حين صرح «وناسة.. اتركها وعليها»، تعليقا على شعار المحطة «خليها وعليها». كذلك الإذاعية السعودية رنا القاسم، التي اختارت العودة إلى إذاعة إم بي سي إف إم بعد فترة من ظهورها على «وناسة».
الأمر ذاته ينطبق على بشاير، التي عادت إلى محطة «ميوزك كلوب» التي تنتمي إليها أساسا. وانتقلت المصرية آية إلى قناة ART الرياضية، فيما بقي بدر محمد متمسكا بالمحطة، وهو أول مذيع بحريني يعمل في فضائية ترفيهية منذ تدشينها، وانضم من بعده مواطناه خالد الشاعر وحسن محمد. ولا ننسى الشابة الأردنية رولا عيد، التي كانت مع المحطة منذ بدايتها.
والبحرينيون الذين تركوا تلفزيون وطنهم وهربوا إلى «وناسة»، في وضعٍ حرج مع توقف البرامج، لا سيما أن بدر وحسن قد قدما استقالتهما رسميا من تلفزيون البحرين. أما خالد الشاعر، فعلى رغم صغر سنه، فإن الحظ حليفه، ففيما يعيش فترة خطبته مع المغنية السعودية أسيل عمران، فقد أمن نفسه إعلاميا في مؤسسة الإم بي سي. ففي حديث صحافي أجرته مجلة «زهرة الخليج» معه، سُئ.ل عن صحة انضمامه إلى إذاعة إم بي سي إف إم، لا سيما أن الشاعر يندرج من خلفية إذاعية أساسا، ويتملك صوتا جميلا. بيد أنه تحفظ عن الإجابة، موضحا أنه يستحق أن يُقدم إليه أكثر من عرض لكونه اجتهد كثيرا.
وعلى ذكر مذيعي المحطة، هل غفلت «وناسة» عن استقطاب أسماء لامعة في التقديم البرامجي؟ أم أنها عمدت ذلك بحجة توجه المحطة الشبابي؟ ألم يكن في جلب الأسماء اللامعة ضمانٌ لحوارات فنية ثرية تُسجل نقاطا تحتسب للمحطة؟ فما من نقاطٍ تحتسب للمحطة سوى نقلها المباشر لبعض الحفلات الغنائية. حيث لا يخفى على أحد أن برامج المحطة موجهة إلى المراهقين.
برنامج «سوالف»
وفي محاولة لكسر القاعدة، كُلف الصحافي ربيع هنيدي بإعداد برنامج «سوالف». «سوالف» هو البرنامج الرئيسي في المحطة، وحقل التجارب. حيث لم ينضم مذيع جديد إلى المحطة إلا وشارك في تقديمه. ناهيك عن عدم استقراره على ترتيبٍ معين.
وحينما أصبح ربيع هنيدي معدا، حاول أن يصبح البرنامج انعكاسا له وامتدادا لما ينشره في صفحات مطبوعته. فكاد يصبح البرنامج فنيا بحتا، وكان واضحا إقحام أسئلة من شأنها استفزاز الفنانين، وهو ما يتنافى مع توجه وروح مقدمي البرنامج الأساسيين بدر ورولا. فالحلة الجديدة للبرنامج لا تلائمهما، فاستُبعدا وكُلف خالد الشاعر بتقديم البرنامج، وتشاركه بالتناوب بشاير ودانيال.
ومع مغادرة ربيع هنيدي هو الآخر المحطة، عاد «سوالف» إلى حلته الأصلية، يقدمه بدر ورولا وحسن، وفي تلك الأثناء انشغل خالد بخطبته، ودانيال بحملها.
وعودةً إلى مسألة إيقاف البرامج، علامات استفهام وتعجب كثيرة في الأذهان. ماذا يجري خلف الكواليس؟ وهل تفض الإم بي سي شراكتها مع «وناسة؟» خاصة أنها تحضر لإطلاق قناة شبابية جديدة. وهل الإدعاء بأن القناة مقبلة على دورة برامجية جديدة ما هي إلا ذريعة تخفف فشل «وناسة؟».
ففي حال وجود نية لفض الشراكة، فإن راشد الماجد كثير الانشغالات ولا يستطيع التفرغ لإدارة القناة، فلا غرابة إذًا من اقتصار المحطة على بث الكليبات.
لطالما أكد مذيعو «وناسة» بأن راشد الماجد لا يبخل عليهم بشيء ويوفر لهم كل احتياجاتهم، ولكن عذرا يا راشد... لقد بخلت عليهم هذه المرة حينما سلبتهم فرصتهم التي كانوا يحلمون بها... برامج «وناسة» التي كانت متنفسهم لتفريغ طاقاتهم الإعلامية.
بنت فضل كانت هنا 0000
تعليق