
بعد انقضاء الموسم الثاني من برنامج " ستار أكاديمي" والذي انتهى بفوز المشترك السعودي هشام الهويش على المشتركة التونسية أماني السويسي، لا يسعنا إلا أن نلاحظ مدى نجاح برامج تلفزيون الواقع مادياً وجماهيرياً أما على الصعيد الفني فالأمر مختلف .. فعلى الرغم من توفر جميع الإمكانيات التعليمية في هذه الأكاديمية من معلمين أو ملحنين أو نقاد قاموا بمهمتهم على أكمل وجه ، فإن البرنامج قد فشل فشلاً ذريعاً بالارتقاء بذوق الجمهور أو حتى إقناعهم بأهمية التصويت لمن يستحق هذا التصويت فعلاً، مما يعرقل مسيرة " من يستحق من الطلاب" الوصول إلى النهاية وتتويجه كنجم ستار أكاديمي.
والحقيقة أن التصويت قد خرج فعلاً عن السيطرة وتعدى إطار موهبة الطلاب الغنائية أو التمثيلية ليشمل التحيز للجنسيات والشعوب وليكون نافذة عريضة تطل منها كل أنواع المشاحنات العربية القديمة والحديثة ، الدقيقة والجليلة...لتذكرنا ،إن كنا قد نسينا، بمدى تخلفنا عن الركب الحضاري وتمسكنا الشديد بتفاهات الأمور، ولتثبت لنا أكثر من أي وقت مضى أننا أبعد ما نكون عن المنطق حتى في أبسط الأشياء.
فقد شاهدنا على مر الأسابيع الماضية هشام الهويش الذي منذ أن وطأت قدماه الأكاديمية لا يبرح يكرر:" أنا لا أعرف شيئاً عن المقامات " .." لم أكن أعرف شيئاً عن البرنامج أو المدرسين ودخولي كان بمحض الصدفة"..."لا أعتقد أنني سوف أصدر ألبوماً أو سي دي خاص بي ". إن كان الأمر كذلك.. فلم أنت هنا يا هشام؟ هل أتيت لتضيع الفرصة على غيرك ممن يفهمون في المقامات ويحفظون الكلمات ويرغبون بشدة أن تُصدر لهم ألبومات؟ هشام ظل حتى حفلة البرايم الأخيرة يخطئ في كلمات الأغاني، ومع ذلك رأيناه قبل أسبوع من انتهاء البرنامج يعود للأكاديمية مقابل خروج المشتركة المصرية زيزي عادل التي تتقن العزف على القانون وتجد في الوقوف على المسرح ما يشعرها بالسعادة على حد قولها.
من يظن أني أهاجم هشام الهويش، فهو مخطئ. فإني أرى أنه شخصية ومحبوبة وخفيفة الظل ومحترمة ورأيته يتصرف بكثير من الرزانة وضبط النفس في مواقف عديدة تعرض فيها للاستفزاز من قبل بعض رفاقه أو رفيقاته في الأكاديمية ، وهو أمر يذكر له ولكنه لا يبرر إخفاقه الفني والغنائي بالأخص. فالمواهب التمثيلية لهشام ليست موضع خلاف ، فهو خلاق وعفوي ولكنه ليس بمطرب أو حتى بمؤدٍ.هنيئاً لهشام بفوز لم يحصده بصوته بل بخفة ظله
تعليق