|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|عــادل امــام |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|

عادل امام - قادر على إضحاكنا وعلى إبكائنا في آن واحد
المشاغب الذي جلس على عرش زعامة السينما ولا يزال
زعيم الطلبة في "مدرسة المشاغبين"، المسرحية التي أطلقته مع أحمد زكي، سعيد صالح ويونس شلبي، ظل مشاغباً على امتداد تاريخه الفني، وصار الزعيم الفعلي للفن المصري المعاصر الكوميدي والتراجيدي معاً. عادل إمام بمجرد أن يرد اسمه على "أفيش" لأحد الأفلام أو لمسرحية ما، فهذا يعني أن هذا الفيلم أو تلك المسرحية سيسجلان في كتاب الخلود الفني
خريج كلية الزراعة، مثله مثل صلاح السعدني وسمير غانم وسعيد صالح وآخرون تألقوا في الفن ولم يحملوا شهادة التخرج من معهد التمثيل. وكالآخرين عانى في بداياته الفقر وتعب كثيراً ليحقق ذاته في المشهد الإبداعي الحديث. وكالآخرين، بدأ مسيرته في أدوار صغيرة، لكنه في أول أدواره لفت إليه الأنظار ونافس الكبار الذين كانوا معه في فيلمه الأو، أقصد فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي
يسكن حالياً في حي المهندسين الراقي في القاهرة، لكن حنينه لا يتوقف الى حيث الأول حي الحلمية. فهناك ولد وعاش طفولته، وشبابه الأول، وهناك مخزون ذكرياته التي لا تنسى، وهناك زعامته الواقعية على طلبة الحي، قبل زعامته المسرحية، وهناك ذرف دموعه كلها حين خرج وعائلته من البيت الأول بعد أن قرر مالكه هدمه وطرد ساكنيه
"مدرسة المشاغبين" كانت نقطة محورية في حياته الفنية والشخصية أيضاً. لعلها أكبر مسرحية شوهدت في هذا العصر، وتنقلت الى أكثر من مسرح وعاصمة. لعلها المسرحية الأولى التي بمجرد أن سُدلت الستارة على عرضها الأخير، حتى انطلق كل العاملين فيها الى النجومية وشقوا طريقهم الى المجد
وبعدها بدأ عادل امام سلسلة من الأعمال المسرحية أعادت للمسرح المصري جماهيريته ورؤيويته الضائعة. "شاهد ما شافش حاجة"، "الواد سيد الشغال"، "الزعيم" وسواها من أعمال كانت كلها ناجحة بشكل منقطع النظير. رافقها سطوع نجمه في السينما ككوميدي لا يضاهيه الآخرون، ولا سيما في أفلامه الأولى: "شعبان تحت الصفر"، "خمسة باب"، "المشبوه"، "النمر والأنثى"، "الغول"، وعشرات الأفلام التي جعلت منه نجم شباك التذاكر الأولى ليس في مصر وحسب بل في صالات العالم العربي كله
ربما هو الوحيد الذي أخذ الكوميديا الى الدراما الانسانية الفاعلة، وربما هو الوحيد كذلك الذي ملك قلوب المشاهدين بالضحكة والدمعة معاً عبر سلسلة طويلة من الأفلام الخالدة، "طيور الظلام"، "الارهابي"، هذه الثنائية اجتمعت في أغلبية أفلامه التي صهرت الكوميديا بالموقف السياسي والانساني معاً
وهذا ما حدث في "بخيت وعديلة" في جزءيه، وفي "الارهاب والكباب"، و "محروس بتاع الوزير"، و "رسالة الى الوالي"، وغيرها من أفلام أثبت فيها أمام تفوقه على نفسه أولاً ثم على الآخرين
أول معرفتي به، تمتد الى القاهرة في الثمانينيات، وكنت هاربة من ويلات الحرب اللبنانية، وكنت كلما دعيت الى سهرة اجتماعية، أشاهد عادل امام وزوجته هالة، لفتتني أولاً أناقته المتميزة وحضوره الارستقراطي وطريقة تعامله مع الآخرين. ولفتتني جديته في المواقف على عكس ما أراه على الشاشة أو على خشبة المسرح
في إحدى السهرات، وبعد أن اعتاد رؤية وجهي طلبت اليه موعداً لإجراء حديث لمجلة فيروز. فقال لي بشكل جدي: "اكتبي لي الأسئلة لأراها أولاً".
لم استطع إخفاء انفعالي وقتها فقلت له غاضبة: " لقد قابلت نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وكبار الأدباء والفنانين ولم يطلب إليّ أحدهم قراءة الأسئلة سلفاً. فمن تتصور نفسك؟
وكتبت حينها كيف أن هذا الانسان المتعجرف لا يشبه أدواره إطلاقاً وكيف يتناقض الشخص مع ما يلعبه من شخصيات. بعد سنوات أدركت أن حكمي على عادل امام كان متسرعاً. لقد اكتشفت من خلال متابعتي له في أعماله المسرحية والسينمائية، ومن خلال ما كنت أقرأ عنه وله، أنه إنسان يمتاز بالحرص الشديد على سيرته ونفسه وفنه، وأنه لا يقول كلمة في غير محلها، وشبهته يومها بفيروز وحرصها وحرص الرحابنة على كل كلمة تصرح بها أو موقف تتبناه
حين عرض مسرحيته "الواد سيد الشغال"، في بيروت، التقيته أكثر من مرة بعض حضوري المسرحية، في السهرات التكريمية التي كانت تقام له، يومها قال لي
صافي يا لبن؟ قلت له صافي جداً
وأكد لي أنه لم يكن يعرفني جيداً حين اختلفنا قبل سنوات، وأنه اليوم مستعد لأي مقابلة أجريها معه، حتى في غيابه عنها
وبدأت صداقتنا تتوطد، وخصوصاً مع زوجته هالة، الإنسانة الرائعة والمميزة، واكتشتف عن قرب روعته كزوج ووالد لأبنائه الثلاثة: سارة ورامي ومحمد. وحين عرض مسرحيته "الزعيم" في بيروت، اتصل بي منتجوها آل فتح الله، طالبين إلي الاهتمام بإدارة الإعلام والدعوات الرسمية والعلاقات العامة للمسرحية، بناء على اقتراح عادل إمام نفسه ووافقت، وبدأت مرحلة جديدة من العلاقة الإيجابية بالزعيم. اصطحبته يومها الى الجنوب حيث زار قانا، وحيث كان محط تكريم الجنوبيين الذين تعاملوا معه كالأبطال والفاتحين
وعادل إمام في تاريخه الفني، يستحق أن يتم التعامل معه كالأبطال تماماً. فهو لا يقدم فنه من أجل الفن والإمتاع، هو كرّس كوميديا الموقف، وأكد الموقف القومي والوطني والانساني والعلماني في معظم نتاجه المسرحي والسينمائي. وبمقادر ما لاقى من الجمهور العربي الترحيب، بمقدار ما لاقى الترهيب من خصومه،
هو مقاوم بامتياز، رغم ما أحيط به من الشائعات بأنه فنان يتبع الحكومة، ويوالي السلطة، وهو في معظم أعماله انتقد السلطة وفضح الكثير من الفساد، وتعامل مع الإرهاب بحزم وإدانة، مما جعله موضع الخطر من قبل الإرهابيين وتهديداتهم الدائمة له هو حدد طريقه في الفن
أنا حريص على تقديم سينما الخلود ولا أرغب بملء الأشرطة من دون إضافة الجديد والمختلف
رامي عادل امام ابنه، سلك طريق الفن، وأصبح اليوم مخرجاً له دوره في المشهد المسرحي

عادل امام - قادر على إضحاكنا وعلى إبكائنا في آن واحد
المشاغب الذي جلس على عرش زعامة السينما ولا يزال
زعيم الطلبة في "مدرسة المشاغبين"، المسرحية التي أطلقته مع أحمد زكي، سعيد صالح ويونس شلبي، ظل مشاغباً على امتداد تاريخه الفني، وصار الزعيم الفعلي للفن المصري المعاصر الكوميدي والتراجيدي معاً. عادل إمام بمجرد أن يرد اسمه على "أفيش" لأحد الأفلام أو لمسرحية ما، فهذا يعني أن هذا الفيلم أو تلك المسرحية سيسجلان في كتاب الخلود الفني
خريج كلية الزراعة، مثله مثل صلاح السعدني وسمير غانم وسعيد صالح وآخرون تألقوا في الفن ولم يحملوا شهادة التخرج من معهد التمثيل. وكالآخرين عانى في بداياته الفقر وتعب كثيراً ليحقق ذاته في المشهد الإبداعي الحديث. وكالآخرين، بدأ مسيرته في أدوار صغيرة، لكنه في أول أدواره لفت إليه الأنظار ونافس الكبار الذين كانوا معه في فيلمه الأو، أقصد فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي
يسكن حالياً في حي المهندسين الراقي في القاهرة، لكن حنينه لا يتوقف الى حيث الأول حي الحلمية. فهناك ولد وعاش طفولته، وشبابه الأول، وهناك مخزون ذكرياته التي لا تنسى، وهناك زعامته الواقعية على طلبة الحي، قبل زعامته المسرحية، وهناك ذرف دموعه كلها حين خرج وعائلته من البيت الأول بعد أن قرر مالكه هدمه وطرد ساكنيه
"مدرسة المشاغبين" كانت نقطة محورية في حياته الفنية والشخصية أيضاً. لعلها أكبر مسرحية شوهدت في هذا العصر، وتنقلت الى أكثر من مسرح وعاصمة. لعلها المسرحية الأولى التي بمجرد أن سُدلت الستارة على عرضها الأخير، حتى انطلق كل العاملين فيها الى النجومية وشقوا طريقهم الى المجد
وبعدها بدأ عادل امام سلسلة من الأعمال المسرحية أعادت للمسرح المصري جماهيريته ورؤيويته الضائعة. "شاهد ما شافش حاجة"، "الواد سيد الشغال"، "الزعيم" وسواها من أعمال كانت كلها ناجحة بشكل منقطع النظير. رافقها سطوع نجمه في السينما ككوميدي لا يضاهيه الآخرون، ولا سيما في أفلامه الأولى: "شعبان تحت الصفر"، "خمسة باب"، "المشبوه"، "النمر والأنثى"، "الغول"، وعشرات الأفلام التي جعلت منه نجم شباك التذاكر الأولى ليس في مصر وحسب بل في صالات العالم العربي كله
ربما هو الوحيد الذي أخذ الكوميديا الى الدراما الانسانية الفاعلة، وربما هو الوحيد كذلك الذي ملك قلوب المشاهدين بالضحكة والدمعة معاً عبر سلسلة طويلة من الأفلام الخالدة، "طيور الظلام"، "الارهابي"، هذه الثنائية اجتمعت في أغلبية أفلامه التي صهرت الكوميديا بالموقف السياسي والانساني معاً
وهذا ما حدث في "بخيت وعديلة" في جزءيه، وفي "الارهاب والكباب"، و "محروس بتاع الوزير"، و "رسالة الى الوالي"، وغيرها من أفلام أثبت فيها أمام تفوقه على نفسه أولاً ثم على الآخرين
أول معرفتي به، تمتد الى القاهرة في الثمانينيات، وكنت هاربة من ويلات الحرب اللبنانية، وكنت كلما دعيت الى سهرة اجتماعية، أشاهد عادل امام وزوجته هالة، لفتتني أولاً أناقته المتميزة وحضوره الارستقراطي وطريقة تعامله مع الآخرين. ولفتتني جديته في المواقف على عكس ما أراه على الشاشة أو على خشبة المسرح
في إحدى السهرات، وبعد أن اعتاد رؤية وجهي طلبت اليه موعداً لإجراء حديث لمجلة فيروز. فقال لي بشكل جدي: "اكتبي لي الأسئلة لأراها أولاً".
لم استطع إخفاء انفعالي وقتها فقلت له غاضبة: " لقد قابلت نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وكبار الأدباء والفنانين ولم يطلب إليّ أحدهم قراءة الأسئلة سلفاً. فمن تتصور نفسك؟
وكتبت حينها كيف أن هذا الانسان المتعجرف لا يشبه أدواره إطلاقاً وكيف يتناقض الشخص مع ما يلعبه من شخصيات. بعد سنوات أدركت أن حكمي على عادل امام كان متسرعاً. لقد اكتشفت من خلال متابعتي له في أعماله المسرحية والسينمائية، ومن خلال ما كنت أقرأ عنه وله، أنه إنسان يمتاز بالحرص الشديد على سيرته ونفسه وفنه، وأنه لا يقول كلمة في غير محلها، وشبهته يومها بفيروز وحرصها وحرص الرحابنة على كل كلمة تصرح بها أو موقف تتبناه
حين عرض مسرحيته "الواد سيد الشغال"، في بيروت، التقيته أكثر من مرة بعض حضوري المسرحية، في السهرات التكريمية التي كانت تقام له، يومها قال لي
صافي يا لبن؟ قلت له صافي جداً
وأكد لي أنه لم يكن يعرفني جيداً حين اختلفنا قبل سنوات، وأنه اليوم مستعد لأي مقابلة أجريها معه، حتى في غيابه عنها
وبدأت صداقتنا تتوطد، وخصوصاً مع زوجته هالة، الإنسانة الرائعة والمميزة، واكتشتف عن قرب روعته كزوج ووالد لأبنائه الثلاثة: سارة ورامي ومحمد. وحين عرض مسرحيته "الزعيم" في بيروت، اتصل بي منتجوها آل فتح الله، طالبين إلي الاهتمام بإدارة الإعلام والدعوات الرسمية والعلاقات العامة للمسرحية، بناء على اقتراح عادل إمام نفسه ووافقت، وبدأت مرحلة جديدة من العلاقة الإيجابية بالزعيم. اصطحبته يومها الى الجنوب حيث زار قانا، وحيث كان محط تكريم الجنوبيين الذين تعاملوا معه كالأبطال والفاتحين
وعادل إمام في تاريخه الفني، يستحق أن يتم التعامل معه كالأبطال تماماً. فهو لا يقدم فنه من أجل الفن والإمتاع، هو كرّس كوميديا الموقف، وأكد الموقف القومي والوطني والانساني والعلماني في معظم نتاجه المسرحي والسينمائي. وبمقادر ما لاقى من الجمهور العربي الترحيب، بمقدار ما لاقى الترهيب من خصومه،
هو مقاوم بامتياز، رغم ما أحيط به من الشائعات بأنه فنان يتبع الحكومة، ويوالي السلطة، وهو في معظم أعماله انتقد السلطة وفضح الكثير من الفساد، وتعامل مع الإرهاب بحزم وإدانة، مما جعله موضع الخطر من قبل الإرهابيين وتهديداتهم الدائمة له هو حدد طريقه في الفن
أنا حريص على تقديم سينما الخلود ولا أرغب بملء الأشرطة من دون إضافة الجديد والمختلف
رامي عادل امام ابنه، سلك طريق الفن، وأصبح اليوم مخرجاً له دوره في المشهد المسرحي

تعليق