تويت
وصلت نسرين طافش إلى الصف الأول في فترة زمنية قصيرة لكنها تضيف إلى هذه الفترة سنوات الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتعتبر أن الاجتهاد والموهبة والاهتمام بتنويع الأداء عناصر فاعلة في عملية الاستمرار ضمن الفرص المهمة. وبعد سلسلة من الأدوار السلبية ترى أنها لم تدخل في مجال أدوار الشر لأن الشخصيات التي قدّمتها تضر نفسها ولا تضر بالآخرين. وتتمنى نسرين أن يساعدها المخرجون في عملية التنسيق أو معايشة الشخصيات قبل التصوير، لتستمر في تقديم عدة أدوار في الموسم الواحد، حسب تأكيدها في الحوار التالي
كيف تمكنت من تغيير أسلوب أدائك في مسلسل “الانتظار”، وما نسبة الصعوبة التي شعرت بها من جراء هذا التغيير؟
لم أشعر بصعوبة على الإطلاق لأنني تدربت على إعطاء كل شخصية درامية الأداء المناسب لها، ومن الطبيعي ألا تكون طريقة تقديمي لهذه الشخصية مشابهة للشخصيات الأخرى التي ظهرت في مسلسلات الموسم الماضي.
هل تقارنين عادةً بين أساليب الأداء بعد عرض المسلسلات؟
أقارن بين أساليب الأداء قبل التصوير وبعده من خلال مشاهدة بعض اللقطات على جهاز “المونيتور” وفي صالة المونتاج أحياناً، والمقارنة تهدف إلى التأكد من أنني أعطيت لهذه الأدوار ما يناسبها من الأداء.
لماذا يقال إن أسلوب أدائك لا يختلف كثيراً؟
قيل هذا الكلام في السابق لأن كل أدواري السابقة كانت تحتاج إلى أسلوب أداء محدد، ولكن بعد عرض مسلسل “الانتظار” اتضح أن أسلوبي يختلف بشكل جذري حسب موجبات الأدوار.
رغم تشابه شخصية مسلسل “الانتظار” مع مسلسل “أحقاد خفية”، اختلفت طريقة الأداء كثيراً، هل تعمدت ذلك أم أن كل مخرج يفرض طريقة أداء خاصة؟
تعمدت تقديم الشخصيتين بشكل مختلف، لأن شخصية مسلسل “أحقاد خفية” تدخل إلى الأحداث بعد اعتزال حياة الليل العابثة واتخاذ قرار الزواج بهدف الحصول على منافع مالية، بينما في “الانتظار” تبحث عن مكان مناسب في الحياة من خلال استعمال أنوثتها وتدخل إلى الأحداث كفتاة تتطور لتصل إلى حياة الليل العابثة.
لماذا بدا أداؤك هادئاً في مسلسل حاتم علي “على طول الأيام”؟
لا أعتقد أن الأداء كان هادئاً، وربما اعتبره البعض هكذا لأن أحداث الشخصية لا تقدمها من خلال مواقف حادة وتغيرات جذرية، فتبدو رومانسية وهادئة وقليلة الكلام، وأعتقد أنني أعطيت هذا الدور الاجتماعي ما يناسبه من الانفعالات الصادقة.
هل ترين أنك تمكنت من تقديم كل هذه الأدوار بأسلوب احترافي متكامل رغم تخليك عن الدراسة الأكاديمية؟
أرى أنني تمكنت من إجادة كل أدواري، وإرضاء كل المخرجين، وإقناع الجمهور بتجسيدي للشخصيات بدقة وواقعية، وأعتقد أن موهبة التمثيل التي دفعتني لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية ساهمت في إجادتي التامة رغم عدم إكمال دراستي الأكاديمية حتى مرحلة التخرج.
ما مدى اعتمادك على الشكل الجمالي في إقناع المخرجين بقدراتك على تجسيد الأدوار الدرامية؟
الجمال لا يصنع ممثلة متميزة وقادرة على تنويع أدائها، وحينما أتعمد إبرازه تكون الشخصية محتاجة إلى هذا العنصر الإضافي، لذلك أعتمد على العدسات اللاصقة، وعلى الماكياج الكامل، وحدث هذا في دور مسلسل “أحقاد خفية” مثلاً لأنه احتاج إلى امرأة جميلة تتمكن من الاستحواذ على عقول الرجال بمن فيهم زوجها المخدوع، لتصل إلى أهدافها وتملك مصنع الأقمشة، وتتخلص من حياتها البائسة بعدما كانت تعمل في نوادي الليل.
لماذا تتعمدين غالباً ارتداء ملابس جريئة؟
لأن الأدوار تحتاج إليها، والشخصيات تكون معاصرة وموجودة ضمن بيئات متحررة، وهنا أحرص على جعل الملابس مناسبة لبيئة الشخصيات، أو كاشفة لطريقة تفكيرهم في الحياة، كما في دوري بمسلسل “قرن الماعز” حيث أجسد دور فتاة ثرية وغير مبالية.
هل لاحظت اعتراض بعض المخرجين على طريقة تقييمك لبيئات الشخصيات واحتياجاتها الشكلية؟
لاحظته بشكل نادر، وفي مسلسل “رجال ونساء” حرص المخرج على جعلي أرتدي ملابس بسيطة ومحتشمة وقليلة التكلفة لأجسد شخصية ممرضة فقيرة، بينما حرص مخرج مسلسل “أحقاد خفية” على ارتدائي أزياء مرتفعة الثمن وتشير إلى بيئة محافظة لأن الشخصية تبتعد عن أجواء الليل والسهر وتتواجد في أجواء أسرية محافظة نسبياً ويجب أن تكون ملابسها منتمية لهذه الطبقة، وكنت أوافق بالطبع على آراء المخرجين.
متى تعترضين على آراء المخرجين؟
يحدث الاعتراض في البداية وقبل الاتفاق على المشاركة في العمل، وغالباً يكون الاختلاف بسيطاً، وقابلاً للتعديل بعد تقارب وجهات النظر لأنني حريصة على التعامل بهدوء ومن دون انفعال، أو تصميم على وجهات نظري، طالما أن وجهات النظر الأخرى لا تقلل من مكانتي بعد المشاركة في العمل.
ما أهم دور في مرحلتك السابقة؟
أهم دور كان في المسلسل التاريخي “ربيع قرطبة” لأنني كنت بطلة مطلقة ووجدت أمامي مساحة واسعة للتعبير عن قدراتي، وهذا الدور أوصلني إلى أدوار كثيرة أتاحت لي إظهار طاقات جديدة، ولذلك أعتبر أن كل أدوار الموسم الماضي التي تطرقنا إلى ذكرها قبل قليل، ومعها عدة أعمال في مسلسل الحلقات المنفصلة “أهل الغرام”، مهمة للغاية.
هل ستستمرين في الموافقة على تقديم عدة أدوار في موسم واحد؟
أوافق حينما ألمس قدرة المخرجين وشركات الإنتاج على مساعدتهم لي بالتنسيق الدقيق في الوقت أولاً، وإعطائي فرصة زمنية لمعايشة الشخصيات خلال فترة مناسبة.
هل ستستمرين في الموافقة على تقديم شخصيات سلبية بنسبة مرتفعة؟
بالفعل كانت أكثر الشخصيات التي قدّمتها سلبية ولكنها ليست شريرة حيث تضر نفسها وبيئتها وأهلها ولا تضر الآخرين، باستثناء دور مسلسل “أحقاد خفية” بالطبع، وسأحاول إيجاد التوازن بين هذه النوعية وبقية النوعيات الدرامية الأخرى.
ما ردك على الأقوال المؤكدة أنك وصلت إلى الصف الأول في فترة قصيرة؟
ردي أن الفترة لم تكن قصيرة إذا أضفنا إليها ثلاث سنوات دراسية في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولكن لابد من التأكيد على أن فرصة مسلسل “ربيع قرطبة” عجّلت في الكشف عن قدراتي مما أوصلني إلى مكانتي الحالية بشكل طبيعي وبسرعة متوقعة، وأعتقد أن لكل مجتهد نصيباً حينما تتاح له الفرص لإظهار اجتهاده.
.gif "Smile777 (28)")
تعليق