من النادر أن تقوم هوليوود بإنتاج أجزاء ثانية من الأفلام التاريخية فعادة ما تكون الأفلام المتسلسلة هي من نوعية الأكشن أو الخيال العلمي أو ما شابه مثل سوبر مان وباتمان وغيرهما تلك الأفلام ذات الجماهير الواسعة والإيرادات الكبيرة وخصوصا أن المبدأ وراء إنتاج أجزاء أخرى لأي فيلم هو استثمار النجاح التجاري للجزء الأول من أي سلسلة ونجاح هذا الجزء هو الذي يحدد تحوّل الفيلم الى سلسلة من عدمه ولكن فيلم اليزابيث يختلف عن المتعارف عليه في علم هوليوود ويشذ عن القاعدة فالنجاح المادي الذي حصل عليه الفيلم الذي أنتج في عام 1998 لم يكن ذلك النجاح يجعل أي شركة إنتاج تتحمس لإنتاج أجزاء منه فمجموع أرباحه في السوق الأمريكية كانت حوالي الثلاثين مليون دولار وهو رقم ليس كبيرا في مقياس سوق هوليوود ولكن النجاح الفني الذي حصل عليه كان مذهلا فالفيلم كان قد ترشح لسبع جوائز أوسكار و فاز بواحدة وبطلة الفيلم كيت بلانشيت كانت مجرد ممثلة أسترالية مغمورة قبل ظهورها في هذا الفيلم ولكنه أطلق مسيرتها نحو السينما العالمية وهي تعد الآن نجمات الصف الأول في هوليوود وكانت ترشحت على دورها في الفيلم للعديد من الجوائز منها الأوسكار وفازت بجائزة الجولدن غلوب كما فاز مخرج الفيلم بالعديد من الترشيحات والجوائز وهو المخرج الهندي شكير كابور والذي كان أحد نجوم السينما الهندية في السبعينات من القرن الماضي ومن ثم أنتقل إلى الإخراج في السينما الهندية وكان إنتقاله الى السينما العالمية هو من خلال هذا الفيلم والذي هو أول فيلم ناطق بالإنجليزية للمخرج ولم يخرج بعده إلا فيلما واحدا هو فيلم (الريشات الأربع) في العام 2002 ويتناول أيضا فترة تاريخية وهي الفترة الإمبريالية البريطانية تلك الفترة التي سادت فيها بريطانيا العالم في أوائل القرن الماضي ومن بعد إنقطاع خمس سنوات عاد ليخرج الجزء الثاني من اليزابيث والذي شجع الشركة المنتجة على التمويل هو موافقة كيت بلانشيت التي تحولت الآن الى نجمة عالمية على العودة للعب الدور وموافقة نفس المخرج على إخراج الجزء الثاني مما يعني أن هذا الجزء سيكون حظه في الغالب أفضل من سابقه وذلك بسبب الدعاية المسبقة له والتي حصل عليها من جزئه الأول والتكريم الذي حصل عليه بالتأكيد فإن الشركة المنتجة يحدوها الأمل في حصول الفيلم على ترشيحات أخرى للجوائز التي سيفتتح هذا الفيلم موسمها عند عرضه في منتصف أكتوبر المقبل وهو الموسم الذي تحشد فيه شركات الإنتاج أفضل ما لديها من أفلام ذات صبغة فنية علها تلقي بعض الترشيحات والجوائز التي تعتبر دعاية مجانية لهذه الأفلام وتعرّف بها الجماهير التي لا تنتبه اليها عادة وقد تناول الجزء الأول بداية حياة الملكة اليزابيث في القرن السادس عشر قبل أن تصبح ملكة حين كانت أختها غير الشقيقة الملكة ماري الأولى هي ملكة بريطانيا و بسبب وساوسها المريضة ولخوفها من أختها أمرت بحبس اليزابيث في برج لندن والذي ظلت اليزابيث حبيسة فيها حتى توفيت أختها الملكة ماري فخرجت من سجنها لتصبح ملكة وهي في سن الخامسة والعشرين وبلا أي خبرة في السياسة ولا في إدارة أمور الدولة ووجدت نفسها ضائعة في دهاليز القصر الملكي لا تعرف في من تثق فكل من يقدم لها ولاءه من رجال الدين ورجال حرب وسياسة ونبلاء يبدو أن وراءهم مصالح شخصية وكل من إقترب منها كان يحاول تطويعها لمصلحته الخاصة حتى من ظنت أنه حبيب عمرها أتضح أنه خائن ولكن كل هذه الصعوبات التي واجهتها والخيانات التي توالت عليها خلقت منها إنسانة قوية وملكة قادرة على حكم أمة والجزء الثاني من الفيلم يتناول فترة نضوج الملكة اليزابيث في أواخر القرن السادس عشر حين كانت أسبانيا الكاثوليكية في قمة قوتها وكانت تقود حملة صليبية في أوروبا لفرض الكاثوليكية على جميع الأوروبيين وتجد الملكة اليزابيث نفسها في حالة حرب مع الملك فيليب الثاني ملك أسبانيا حرب لم تسع اليها ولا تريدها ولكنها فرضت عليها من قبل الملك الأسباني في نفس الوقت الذي وجدت نفسها فيه قد وقعت في حب السير والتر والتي تضطر لتركه ورائها للتوجه للحرب، الفيلم سوف يبدأ عرضه في الولايات المتحدة والعالم في أكتوبر المقبل.
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحــــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
تعليق