الســــــلام عليـــــــــــكم
كتب يحيى عبدالرحيم: استحوذ فيلم «غائم مع فرصة هطول كرات اللحم» - Cloudy with achance of Meatballs على المركز الاول في سباق شباك التذاكر الامريكي منذ بداية عرضه في شهر سبتمبر الماضي، وظل محافظاً على المراكز المتقدمة لعدة اسابيع حتى استقر اخيراً في المركز الثالث بإيرادات بلغت حوالي 11.5 مليون دولار في حين وصلت ايراداته الاجمالية الى نحو 95.7 مليون دولار، ومازال الفيلم يعرض في دور السينما الكويتية، الفيلم ينتمي لفئة «الإنيميشن» Amimation ، وهو مأخوذ من احدى قصص الاطفال الشهيرة في امريكا ويصنف فيلما كوميدياً للاطفال وللعائلة، ويجسد فيه اصوات الشخصيات الكارتونية العديد من الممثلين ابرزهم بيل هادر، وانا فارس، وجيمس كان، وآندي سامبرج، ومستر. ت، والفيلم اخراج كريس ميلر وفيل لورد.
رمز شعبي
تدور احداث الفيلم حول الطفل فلينت لوك وود الذي جسد صوته الممثل «بيل هادر»، وهو طفل ذكي يعيش في مدينة تعتمد في طعامها على السردين، فهو الوجبة الأساسية الاولى في هذه المدينة بل انها تعد في الوقت نفسه رمزاً شعبياً فنجدها تحيط بمعالم واعلانات المدينة، بل ان لها مهرجانات وفاعليات يلتف حولها اهل المدينة رجالاً ونساء واطفالاً، لدرجة ان الفيلم يعرض في احد مشاهدة طفلا يرضع اسماك السردين الصغيرة!!
معمل اختبارات
في خضم ذلك الهوس بالسردين يظهر الطفل «فلينت لوك وود» الذي يعشق الاختراعات ويحاول اثبات ذاته في هذا الجانب بكل الطرق حتى انه يخصص لنفسه معملاً للاختبارات بمساعدة الام لكن والده يعارض هذا الامر لرغبته في مساعدة ابنه له في محل بيع السردين، ويظل الابن ينتقل من محاولة فاشلة لاخرى وفي كل مرة يكون الضحية هو الاب حتى يهتدي «فلينت» الى صنع آلة تحول بخار الماء إلى «سندويتش هامبورجر».
الهامبورجر
تبدأ الفكرة الاساسية التي يتمحور الفيلم حولها من خلال تسخير هذه الآلة الى تحويل غيوم السحب في المدينة الى امطار من كرات وشرائح اللحم وساندويتشات الهامبورجر العملاقة، وتبدأ المدينة في التحول من عشق السردين الى تذوق وجبات اخرى من «النقانق» و«البيتزا» و«المكسرات» و«الآيس كريم» الذي يهطل من السماء بغزارة بفعل هذه الالة الجهنمية وشيئا فشيئا يبدأ «فلينت» يأخذ مكانه الطبيعي في المدينة حتى تصبح آلته مزارا سياحيا وبدلا من قيام مذيعة النشرة الجوية «سام سبارك» بتغطية احوال الطقس في هذه المدينة لمحطتها فانها تبدأ في ارسال تقارير اعلامية شيقة للمحطة عن السحب التي تهطل الاكلات اللذيذة من شرائح اللحم والذرة الصفراء العملاقة وقطع الدونت، المدينة تبدأ في تذوق طعم اخر من الوجبات.. انه طعم ساحر.. «مم ماميه» مفعم بالتوابل الشهية والطعم اللذيذ.
لا مكان للقبلة
تقع مذيعة النشرة الجميلة في غرام فلينت ثم تصارحه بحقيقة شخصيتها، فهي فتاة جادة ومثقفة لكنها اضطرت الى تغيير مظهرها وتخلت عن نظارتها السميكة من اجل مسايرة الموضة ويدخلان معا طبقاً عملاقاً من «الجيلي» لممارسة الرقص والتعبير عن الحب.. كل المشاعر العاطفية ترقص داخل هذا الطبق ولكن افسد هذا المشهد البريء محاولة «فلينت» طبع قبلة على شفاه «سام سبارك»، فالفيلم موجه بالدرجة الاولى للاطفال ولذلك لم يكن هناك داع لمثل هذا المشهد، وهي آفة منتشرة في الكثير من افلام الرسوم المتحركة التي تقدمها لنا استديوهات هوليوود وشركة ديزني وغيرها عندما نجد حوارات تعلم الاطفال الوقوع في الحب، وتدخين السجائر، وهو الامر الذي اقترفته الشركة المنتجة لهذا الفيلم «سوني بيكتشرز»، فلماذا تصر مثل هذه المؤسسات على افساد الاطفال؟!
طعام مدمر
على كل حال فإن هذا الامر لا يدوم حيث تبدأ الة الطعام في احداث تأثير سلبي في المدينة من خلال هطول الطعام بغزارة مميتة على السكان وهبوب عاصفة ضخمة من خيوط المكرونة «الاسباجيتي» وشرائح اللحم الضخمة التي تدهس البشر حتى يتم تدمير المدينة بالكامل بعد مغامرة كبيرة من التزحلق على جبال الفستق والمكسرات و«الآيس كريم» وتذوق «البيض الاومليت» وصدور وافخاذ الدجاج.
حل مجاني
الفيلم يعد حلا ذكيا وسهلا لازمة الطعام التي يعيشها ملايين من الشعوب الفقيرة في ظل ازمات اقتصادية طاحنة يعيشها العالم الآن من خلال رسومات كارتونية واحداث فانتازية بفعل هذه الآلة العجيبة التي تحول السحب الملبدة في السماء الى امطار غزيرة من الطعام، وعلى الرغم من ان احداث الفيلم موجهة بالدرجة الاولى الى الاطفال فإنها تعكس من ناحية اخرى رسالة تتعلق بانجذاب الكبار مع تلك الاحداث الخيالية، فالفيلم يقدم هنا حلا مجانيا للفقر والتقشف، بل يزيد من روعة هذه الآلة انها تتيح للسكان اختيار وجباتهم المفضلة بكبسة زر!!
? فيلم «غائم مع فرصة هطول كرات اللحم».. لذيذ في احداثه وشهي في حواراته ومفعم برائحة بهارات المغامرة والتشويق والاثارة، نجح في تجسيد الخيال لحل مشاكل الفقر والجوع في انحاء العالم وكانت فكرة الفيلم رسالة قوية موجهة لحكومات الدول بضرورة الاهتمام بالبحث العلمي كأفضل طريق للقضاء على ازمات ومشاكل الانسانية.
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحـــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
تعليق