من العراق مباشرة
هل يوجد لديك صور عن العراق وعن الجنود الاسري وعن المجازر
اذن ادخل وحملها مباشرة لهذا الالبوم وبدون تسجيل فوراً
وبامكانك بعد ذلك نشرها على الشبكة
ارجوا منكم التعاون
وبارك الله فيكم
http://www.shabablek.com/drimages/c...56fe1c31&page=1
وهذا موقع لمعارضي الحرب
http://internationalanswer.org/camp...rces/index.html
حكاية استشهاد عائلة فلسطينية في ملجأ العامرية
خيط الدم الذي يربط الخليل ببغداد كم (عامرية جديدة) يخطط لها المغول الجدد؟؟
تقرير خاص
**الخليل: ذات يوم (عادي)
في ساعات العصر، يبدو الحرم الإبراهيمي في الخليل، من شرفة بيت عمره اكثر من قرن يعود لاسرة من عائلة المحتسب، حزينا وكئيبا، مثل رجل يبكي..فهو اقرب الى الثكنة العسكرية منه الى مكان للعبادة..
ومن نفس الشرفة، كان الحرم يبدو كما يقول عبد الرؤوف المحتسب أحد ساكني البيت، في أيام خلت، كله رهبة وجلال..!
و لا يستطيع عبد الرؤوف أن يحدد الزمن الذي عاش فيه أجداده في هذا المكان، مجاورين لإبراهيم الخليل، ولكنه يقول (نحن كنعانيون، ولكن بالنسبة لجدنا المحتسب، فعلى الأغلب عمل محتسبا على الخليل في عهد الصحابة، أي منذ اكثر من ألف عام).
واصطحبني عبد الرؤوف الى صحن البيت المهيب القديم، واراني غرفة قديمة ليست كبيرة وقال إنها أول ديوان لآل المحتسب..!
وبعد لحظة صمت، قال عبد الرؤوف بحزن(دفعنا ثمنا غاليا بسبب مجاورتنا لإبراهيم الخليل، حتى في بغداد).
بغداد؟؟
وجلسنا في غرفة مخصصة للضيوف، وانضم لنا أشقاء لعبد الرؤوف ، الذين أخذوا يروون حكاية شقيقهم فوزي…!
العامرية
في حرب الخليج الثانية، كان فوزي المحتسب، يعمل في الكويت، وعندما وقعت الحرب، انسحب الى بغداد، واستطاع العثور على شقة وضع فيها أغراض الأسرة وكان يمكث فيها لحراسة الأغراض، ويرسل زوجته وأولاده الخمسة الى ملحا قريب، وهو الملجأ الذي عرف على نطاق واسع فيما بعد ويدعى (العامرية). والذي يبعد عن الشقة 150 مترا.
وفي فجر 14/2/1991 كان فوزي ينتظر عودة زوجته وأولاده من الملجأ الى البيت، ولكن الساعة تجاوزت السادسة صباحا ولم يعد أحد، فذهب فوزي الى الملجأ وعرف أن أولاده وزوجته قضوا بصواريخ وقنابل (قوات التحالف).
يقول أحد أشقاء فوزي (مثل كل العالم شاهدنا الملجأ بعد التفجير، وكان أخي على باب الملجأ بكوفية حمراء ووجه مسود، وقلنا لبعضنا البعض: مسكين هذا البدوي، الذي فقد أهله في الملجأ، ولم نكن نعرف أنه شقيقنا فوزي).
وفقد فوزي في الكارثة أبناءه: فراس (16سنة)، فادية (14 سنة)، بلال (10سنوات)، مراد (11سنة وبهاء (6سنوات)، وأمهم أميرة (33 سنة).
(ضلع) إسرائيلي :
يقول أشقاء فوزي إن خبر استشهاد زوجة وأولاد أخيهم وصلهم بعد ثلاثة أيام، ويقول عبد الرؤوف (عندما وصلنا الخبر فقدنا الشعور بأي شيء).
ويضيف (عندما سمعنا الخبر نزلنا الى الشارع نبكي وبأيدينا محارم ورقية، فما كان من جيش الاحتلال الموجود بالقرب من الحرم، إلا أن اعتقلني أنا وأخي محمد بتهمة حمل سكاكين وأفرج عنا عصر ذلك اليوم، بعد أن وقعنا على تعهد بعدم التعدي على الجيش وهذا يدل على مدى الرعب الذي كان مسيطرا عليهم في تلك الأجواء).
ويتهم الأشقاء (إسرائيل) بأن لها ضلعا في تفجير الملجأ، وبأنها شاركت في تلك الحرب، وبأن قصف الملجأ لم يكن يستهدف صدام حسين كما ادعت قوات التحالف، ولكنه كان مقصودا مثلما كان مقصودا كذلك تدمير مصانع الحليب وغيرها..
وعلم الأشقاء فيما بعد أن ما حدث في ملحا العامرية هو أن قوات التحالف أطلقت أولا صاروخا ارتجاجيا لتحطيم السقف وفتح ثغرة، وبعد أن تم ذلك ألحقوه بصاروخ آخر حرق الأبرياء الموجودين في الملجأ..
ووقف أهل الخليل مع عائلة المحتسب في مأساتهم، ورغم حظر التجول المفروض ونقاط التفتيش المختلفة إلا أن أهل الخليل توافدوا الى بيت العزاء الكبير الذي أقيم لشهداء أسرة المحتسب و لكل الشهداء العرب في العامرية.
اجتماع عائلي
أنجب الوالد المرحوم عبد الرازق المحتسب، والذي كان حتى عام 1963 محافظا للحرم الإبراهيمي، 14 ولدا و9 بنات، منهم فوزي والد شهداء العامرية. وبعد مجزرة العامرية ببضعة شهور حضر فوزي الى الخليل، ورغم أنه لم يكن فاق من هول الصدمة، إلا أن أشقاءه المرابطين في الخليل وغيرهم من أفراد العائلة اجتمعوا وقرروا تزويج أخيهم ليأتي بأولاد جدد لهذا العالم رغما عن أمريكا و (إسرائيل) وبعض العرب.
وتزوج فوزي بعد خمسة أشهر أنجبت له ولدا أسماه فراس على اسم الشهيد، وولد فراس الجديد كما يقول أعمامه في نفس تاريخ ميلاد فراس الأول وفي نفس ساعة ولادته..!
ورزق فوزي أيضا ببنت أسماها فادية على اسم ابنته الشهيدة وولدت فادية الجديدة بتاريخ ميلاد يسبق تاريخ ميلاد فادية الشهيدة بيوم..!
وهذه الصدف تعني للأشقاء الكثير، أهمها أنها حكمة ربانية وأن الله مع عائلة المحتسب والشعب الفلسطيني..!
الحمام المهاجر
ينظر أفراد اسرة المحتسب لانفسهم، ليس فقط كمجاورين للحرم الإبراهيمي، بل أيضا كحراس معنويين للأثر العربي و الإسلامي المهم..!
وإذا نسوا شيئا فانهم لن ينسوا مجزرة الحرم الإبراهيمي، حين هب أفراد الأسرة رجالا ونساء وأطفالا لنجدة المصلين.
حسن المحتسب كان مع أول سيارة إسعاف حملت الجرحى والشهداء، ويستذكر أنه سمع أولا ثلاثة انفجارات وحين خرج وجد أطفالا في سن (12) عاما يحملون شهيدا وزنه 90 كغم، فحمله عنهم وبدا بعمله في الإنقاذ..!
وبالنسبة لعبد الرؤوف، فإن من المشاهد التي لا يمكن أن ينساها ذلك الطفل الذي لم يتجاوز الثماني سنوات وكان مصابا في معدته ويرقد في المستشفى وسرعان ما استشهد، فسأل الطبيب عن أبيه، فتقدم عبد الرؤوف وحضنه وهو يبكي (أنا أبوه..كلنا أبوه).
ولا ينسى عبد الرؤوف من استشهد بين يديه ومنهم طلال دنديس الذي لم يكن مضى على زواجه سوى أربعة أشهر..
ولا ينسى الشهيد وائل المحتسب، الذي أصيب برصاصة تحت إبطه، وأجرى له تنفسا اصطناعيا ولكنه استشهد في المستشفى.
وبالنسبة للأشقاء المحتسب، فإن الحادث الأكثر بشاعة هو قتل عطية السلايمة في المقبرة، بعد أن شارك في دفن أحد الشهداء..!
وبالإضافة للهموم الكثيرة التي تشغل أبناء المحتسب، فإنهم مهمومون بالإجراءات الإسرائيلية بتقسيم الحرم الإبراهيمي، ويقولون : دلونا على معبد لديانتين..!
وأثناء خروجي، ومن نفس الشرفة التي تطل على الحرم، قال عبد الرؤوف: انظر الى سطح الحرم، منذ المجزرة هاجرت أسراب الحمام التي كانت تأوي إليه وتعد بالآلاف .
حتى الحمام لا يقبل بالظلم..! ليس فقط في الخليل بل أيضا في بغداد..، الحمام يموت من الحزن..!
*بغداد، ذات يوم (عادي)
أصبح ملجأ العامرية، أو ما تبقى منه معلما معروفا في العاصمة العراقية بغداد، وهو ليس كالملاجئ المعروفة في بعض العواصم والمدن تحت العمارات السكنية، بل بناء قائم بذاته، وداخل الملجأ تتولى فتاة عراقية تدعى انتصار السامرائي الشرح عن ما اعتبر من الموجودين من أكثر الجرائم التي ارتكبت بحق الشعوب و الأفراد خلال الحروب بشاعة.
تقول انتصار وهي تسير في الملجأ أمام الضيوف بان الملجأ مكون من ثلاث طبقات، إحداها فولاذ، وله بابين يغلقان تلقائيا عند اللزوم،والمسافة بين آسرة النوم الأخيرة و السقف مسافة قصيرة، وعادة كان يصعد إليها البنات و الشباب للنوم، وتقول بأن الملجأ تعرض لصاروخين، الأول أحدث فجوة، ليدخل الثاني بسهولة وليدمر الأجساد الآدمية.
تقول انتصار (الصاروخ الأول أحدث ارتجاج وقطع الأجساد في الطابق العلوي وخصوصا النائمون في الآسرة العليا الى قطع وأجزاء منهم علقت بالسقف، والثاني أحرق العائلات الموجود، ومنها عائلات سورية ومصرية ،عائلة فلسطينية هي عائلة المحتسب.
تقول انتصار (هناك عائلة سورية خسرت في الملجأ 8أفراد منها، وبقي منها الأب و الابن، وفي طريق عودتهم بعد انتهاء الحرب قضوا بحادث سير).
وتضيف (هناك عائلات فقدت من 16-27 من أفرادها).
كانت تستعد للزفاف
وأمام جدار ارتسمت عليه ملامح امرأة قالت انتصار شارحة (كانت تقف هنا امرأة في العشرين من عمرها تنتظر موعد زفافها، احترقت والتصقت بالجدار..!).
وأمام صور الشهداء الفلسطينيين من عائلة المحتسب وقفت انتصار تتحدث عن مأساة عائلة فلسطينية في هذا الملجأ الذي قصفته قوات التحالف وقال انتصار التي تتابع أخبار عائلات الشهداء إن الوالد فوزي تزوج (وبعد زواجه رزق بولد أسماه فراس على اسم ابنه الشهيد ويقال، سبحان الله، إنه يشبه الى حد كبير الشهيد، وبعد فترة رزق بفتاة أسماها فادية على اسم ابنته الشهيدة ويقال إنها تشبه كثيرا أختها الشهيدة، إننا نقول لأمريكا أنها لا تستطيع قهرنا ومازلنا نتوالد).
وتعود انتصار بعد فترة صمت للقول (استشهد في الملجأ 420 إنسانا ونجى 14 بفعل فتح الأبواب من قوة الانفجار فقذفوا خارجا).
ونزلنا الى الطابق السفلي وانتصار تقول (ما حدث في الطابق السفلي مخيف، فإذا كان الشهداء في الطابق العلوي ماتوا حرقا فان الموجودين في الطابق السفلي ماتوا غرقا في الماء الساخن بعد تفجر خزانان المياه ووصل مستوى الماء الى متر ونصف ودرجة الحرارة وصلت الى 400، وانسلخت جلود الشهداء عن عظامهم، وفي كل مكان في الملجأ هناك ترى الشعر مخلوط بالدم، وما تشاهدونه من آثار أصابع و أيدي على الجدران هو بفعل محاولة الشهداء إنقاذ أنفسهم ولكن…!).
كان المنظر في الطابق السفلي مخيفا حقا وعادة لا يفتح هذا الطابق للزيارة، ويمكن أن ترى في الطابق عدا عن آثار الأصابع على الجدران بقايا أم وابنها أو بقايا عمود فقري أو بؤبؤ عين وجلد ادمي مخلوط بالدم..أنها مأساة حقيقية.
متأسفون
تقول انتصار إن قوات التحالف بررت الهجوم على الملجأ بسبب أنه مقر للعمليات العسكرية، وتضيف (ولكن هذا كذب فقوات التحالف كانت موجهة قمرين صناعيين على الموقع وتعرف الداخل والخارج، إن مأساة هؤلاء الأبرياء الذين قضوا هنا، أنهم لجأوا الى مكان من الأماكن المحرم ضربها دوليا).
وتقول (أرادوا كسر معنويات العرب جميعهم، أي حقوق إنسان يتحدثون عنها، بعد الحادث حضرت السي ان ان وصور طاقم التصوير ما حدث ولم يكن هناك مقرا للعمليات العسكرية، فقالوا الأعداء متأسفين، وهل تكفي كلمة متأسفين ، وماذا تعني للشهداء و لذويهم).
خنساء العامرية
لا يمكن الحديث عن العامرية دون ذكر أم غيداء، التي كتب عنها الكثير من التقارير وتسمى (خنساء العامرية)، فأم غيداء كانت وقت وقوع الكارثة في البيت تغسل ملابس أبنائها التسعة الموجودين في الملجأ، وكانت خرجت قبل ساعتين من وقت الهجوم على الملجأ الذي وقع في الرابعة و النصف فجرا، وعندما عادت كانت جلود وشعر عظام أبنائها ملتصقة بالجدران.
وتعيش ألان أم غيداء في غرفة في باحة الملجأ وتقول (وهبت نفسي لقضية الشهداء في الملجأ، أعيش هنا لأروي قصتهم و سأحيا و أموت وأدفن هنا، لم تعد لي حياة خاصة بعدهم).
وترتدي أم غيداء السواد بشكل دائم و لا تعرف الابتسام أبدا ، تعيش يومها وكان الجريمة وقعت للتو، وتتحدث بحماسة ضد المتسببين بوقوع الكارثة.
وتقول (الدم العربي واحد ولم تفرق صواريخ العدوان بين عراقي وفلسطيني و سوري وغيرهم، فهل يتعظ العرب؟؟).
وتفتح أم غيداء دفتر للزوار ليسجلوا انطباعاتهم، ولكن ماذا يمكن أن يكتب المرء، في وقت لم يكن فيه صوت يعلو فوق صوت النظام العالمي الجديد.
وربما كانت أم غيداء تدري بان مغول العصر سيأتون، وهو ما حدث فعلا ولا يعرف أحد كم (عامرية) جديدة سيرتكبون؟؟
المركز الاعلامي الفلسطيني
تأهب أهبة ذي كفاحي**فأن الأمر جل عن التلاحي
سوف ألبس ثوبها وألوذ عنها**بأطراف الأسنة والصفاحي
أتتركنا وقد كثرت علينا**ذئاب الكفر تأكل من جناحي
ذئاب الكفر مافتئت تقلب**بنى الأشرار من شتى البطاحي
فأين الحر من أبناء ديني**يذوت عن الحرائر بالسلاحي
وخير من حياة الذل موت**وبعض العار لايمحو ماحي
شعر:أسامه بن محمد بن عوض بن لادن
هل يوجد لديك صور عن العراق وعن الجنود الاسري وعن المجازر
اذن ادخل وحملها مباشرة لهذا الالبوم وبدون تسجيل فوراً
وبامكانك بعد ذلك نشرها على الشبكة
ارجوا منكم التعاون
وبارك الله فيكم
http://www.shabablek.com/drimages/c...56fe1c31&page=1
وهذا موقع لمعارضي الحرب
http://internationalanswer.org/camp...rces/index.html
حكاية استشهاد عائلة فلسطينية في ملجأ العامرية
خيط الدم الذي يربط الخليل ببغداد كم (عامرية جديدة) يخطط لها المغول الجدد؟؟
تقرير خاص
**الخليل: ذات يوم (عادي)
في ساعات العصر، يبدو الحرم الإبراهيمي في الخليل، من شرفة بيت عمره اكثر من قرن يعود لاسرة من عائلة المحتسب، حزينا وكئيبا، مثل رجل يبكي..فهو اقرب الى الثكنة العسكرية منه الى مكان للعبادة..
ومن نفس الشرفة، كان الحرم يبدو كما يقول عبد الرؤوف المحتسب أحد ساكني البيت، في أيام خلت، كله رهبة وجلال..!
و لا يستطيع عبد الرؤوف أن يحدد الزمن الذي عاش فيه أجداده في هذا المكان، مجاورين لإبراهيم الخليل، ولكنه يقول (نحن كنعانيون، ولكن بالنسبة لجدنا المحتسب، فعلى الأغلب عمل محتسبا على الخليل في عهد الصحابة، أي منذ اكثر من ألف عام).
واصطحبني عبد الرؤوف الى صحن البيت المهيب القديم، واراني غرفة قديمة ليست كبيرة وقال إنها أول ديوان لآل المحتسب..!
وبعد لحظة صمت، قال عبد الرؤوف بحزن(دفعنا ثمنا غاليا بسبب مجاورتنا لإبراهيم الخليل، حتى في بغداد).
بغداد؟؟
وجلسنا في غرفة مخصصة للضيوف، وانضم لنا أشقاء لعبد الرؤوف ، الذين أخذوا يروون حكاية شقيقهم فوزي…!
العامرية
في حرب الخليج الثانية، كان فوزي المحتسب، يعمل في الكويت، وعندما وقعت الحرب، انسحب الى بغداد، واستطاع العثور على شقة وضع فيها أغراض الأسرة وكان يمكث فيها لحراسة الأغراض، ويرسل زوجته وأولاده الخمسة الى ملحا قريب، وهو الملجأ الذي عرف على نطاق واسع فيما بعد ويدعى (العامرية). والذي يبعد عن الشقة 150 مترا.
وفي فجر 14/2/1991 كان فوزي ينتظر عودة زوجته وأولاده من الملجأ الى البيت، ولكن الساعة تجاوزت السادسة صباحا ولم يعد أحد، فذهب فوزي الى الملجأ وعرف أن أولاده وزوجته قضوا بصواريخ وقنابل (قوات التحالف).
يقول أحد أشقاء فوزي (مثل كل العالم شاهدنا الملجأ بعد التفجير، وكان أخي على باب الملجأ بكوفية حمراء ووجه مسود، وقلنا لبعضنا البعض: مسكين هذا البدوي، الذي فقد أهله في الملجأ، ولم نكن نعرف أنه شقيقنا فوزي).
وفقد فوزي في الكارثة أبناءه: فراس (16سنة)، فادية (14 سنة)، بلال (10سنوات)، مراد (11سنة وبهاء (6سنوات)، وأمهم أميرة (33 سنة).
(ضلع) إسرائيلي :
يقول أشقاء فوزي إن خبر استشهاد زوجة وأولاد أخيهم وصلهم بعد ثلاثة أيام، ويقول عبد الرؤوف (عندما وصلنا الخبر فقدنا الشعور بأي شيء).
ويضيف (عندما سمعنا الخبر نزلنا الى الشارع نبكي وبأيدينا محارم ورقية، فما كان من جيش الاحتلال الموجود بالقرب من الحرم، إلا أن اعتقلني أنا وأخي محمد بتهمة حمل سكاكين وأفرج عنا عصر ذلك اليوم، بعد أن وقعنا على تعهد بعدم التعدي على الجيش وهذا يدل على مدى الرعب الذي كان مسيطرا عليهم في تلك الأجواء).
ويتهم الأشقاء (إسرائيل) بأن لها ضلعا في تفجير الملجأ، وبأنها شاركت في تلك الحرب، وبأن قصف الملجأ لم يكن يستهدف صدام حسين كما ادعت قوات التحالف، ولكنه كان مقصودا مثلما كان مقصودا كذلك تدمير مصانع الحليب وغيرها..
وعلم الأشقاء فيما بعد أن ما حدث في ملحا العامرية هو أن قوات التحالف أطلقت أولا صاروخا ارتجاجيا لتحطيم السقف وفتح ثغرة، وبعد أن تم ذلك ألحقوه بصاروخ آخر حرق الأبرياء الموجودين في الملجأ..
ووقف أهل الخليل مع عائلة المحتسب في مأساتهم، ورغم حظر التجول المفروض ونقاط التفتيش المختلفة إلا أن أهل الخليل توافدوا الى بيت العزاء الكبير الذي أقيم لشهداء أسرة المحتسب و لكل الشهداء العرب في العامرية.
اجتماع عائلي
أنجب الوالد المرحوم عبد الرازق المحتسب، والذي كان حتى عام 1963 محافظا للحرم الإبراهيمي، 14 ولدا و9 بنات، منهم فوزي والد شهداء العامرية. وبعد مجزرة العامرية ببضعة شهور حضر فوزي الى الخليل، ورغم أنه لم يكن فاق من هول الصدمة، إلا أن أشقاءه المرابطين في الخليل وغيرهم من أفراد العائلة اجتمعوا وقرروا تزويج أخيهم ليأتي بأولاد جدد لهذا العالم رغما عن أمريكا و (إسرائيل) وبعض العرب.
وتزوج فوزي بعد خمسة أشهر أنجبت له ولدا أسماه فراس على اسم الشهيد، وولد فراس الجديد كما يقول أعمامه في نفس تاريخ ميلاد فراس الأول وفي نفس ساعة ولادته..!
ورزق فوزي أيضا ببنت أسماها فادية على اسم ابنته الشهيدة وولدت فادية الجديدة بتاريخ ميلاد يسبق تاريخ ميلاد فادية الشهيدة بيوم..!
وهذه الصدف تعني للأشقاء الكثير، أهمها أنها حكمة ربانية وأن الله مع عائلة المحتسب والشعب الفلسطيني..!
الحمام المهاجر
ينظر أفراد اسرة المحتسب لانفسهم، ليس فقط كمجاورين للحرم الإبراهيمي، بل أيضا كحراس معنويين للأثر العربي و الإسلامي المهم..!
وإذا نسوا شيئا فانهم لن ينسوا مجزرة الحرم الإبراهيمي، حين هب أفراد الأسرة رجالا ونساء وأطفالا لنجدة المصلين.
حسن المحتسب كان مع أول سيارة إسعاف حملت الجرحى والشهداء، ويستذكر أنه سمع أولا ثلاثة انفجارات وحين خرج وجد أطفالا في سن (12) عاما يحملون شهيدا وزنه 90 كغم، فحمله عنهم وبدا بعمله في الإنقاذ..!
وبالنسبة لعبد الرؤوف، فإن من المشاهد التي لا يمكن أن ينساها ذلك الطفل الذي لم يتجاوز الثماني سنوات وكان مصابا في معدته ويرقد في المستشفى وسرعان ما استشهد، فسأل الطبيب عن أبيه، فتقدم عبد الرؤوف وحضنه وهو يبكي (أنا أبوه..كلنا أبوه).
ولا ينسى عبد الرؤوف من استشهد بين يديه ومنهم طلال دنديس الذي لم يكن مضى على زواجه سوى أربعة أشهر..
ولا ينسى الشهيد وائل المحتسب، الذي أصيب برصاصة تحت إبطه، وأجرى له تنفسا اصطناعيا ولكنه استشهد في المستشفى.
وبالنسبة للأشقاء المحتسب، فإن الحادث الأكثر بشاعة هو قتل عطية السلايمة في المقبرة، بعد أن شارك في دفن أحد الشهداء..!
وبالإضافة للهموم الكثيرة التي تشغل أبناء المحتسب، فإنهم مهمومون بالإجراءات الإسرائيلية بتقسيم الحرم الإبراهيمي، ويقولون : دلونا على معبد لديانتين..!
وأثناء خروجي، ومن نفس الشرفة التي تطل على الحرم، قال عبد الرؤوف: انظر الى سطح الحرم، منذ المجزرة هاجرت أسراب الحمام التي كانت تأوي إليه وتعد بالآلاف .
حتى الحمام لا يقبل بالظلم..! ليس فقط في الخليل بل أيضا في بغداد..، الحمام يموت من الحزن..!
*بغداد، ذات يوم (عادي)
أصبح ملجأ العامرية، أو ما تبقى منه معلما معروفا في العاصمة العراقية بغداد، وهو ليس كالملاجئ المعروفة في بعض العواصم والمدن تحت العمارات السكنية، بل بناء قائم بذاته، وداخل الملجأ تتولى فتاة عراقية تدعى انتصار السامرائي الشرح عن ما اعتبر من الموجودين من أكثر الجرائم التي ارتكبت بحق الشعوب و الأفراد خلال الحروب بشاعة.
تقول انتصار وهي تسير في الملجأ أمام الضيوف بان الملجأ مكون من ثلاث طبقات، إحداها فولاذ، وله بابين يغلقان تلقائيا عند اللزوم،والمسافة بين آسرة النوم الأخيرة و السقف مسافة قصيرة، وعادة كان يصعد إليها البنات و الشباب للنوم، وتقول بأن الملجأ تعرض لصاروخين، الأول أحدث فجوة، ليدخل الثاني بسهولة وليدمر الأجساد الآدمية.
تقول انتصار (الصاروخ الأول أحدث ارتجاج وقطع الأجساد في الطابق العلوي وخصوصا النائمون في الآسرة العليا الى قطع وأجزاء منهم علقت بالسقف، والثاني أحرق العائلات الموجود، ومنها عائلات سورية ومصرية ،عائلة فلسطينية هي عائلة المحتسب.
تقول انتصار (هناك عائلة سورية خسرت في الملجأ 8أفراد منها، وبقي منها الأب و الابن، وفي طريق عودتهم بعد انتهاء الحرب قضوا بحادث سير).
وتضيف (هناك عائلات فقدت من 16-27 من أفرادها).
كانت تستعد للزفاف
وأمام جدار ارتسمت عليه ملامح امرأة قالت انتصار شارحة (كانت تقف هنا امرأة في العشرين من عمرها تنتظر موعد زفافها، احترقت والتصقت بالجدار..!).
وأمام صور الشهداء الفلسطينيين من عائلة المحتسب وقفت انتصار تتحدث عن مأساة عائلة فلسطينية في هذا الملجأ الذي قصفته قوات التحالف وقال انتصار التي تتابع أخبار عائلات الشهداء إن الوالد فوزي تزوج (وبعد زواجه رزق بولد أسماه فراس على اسم ابنه الشهيد ويقال، سبحان الله، إنه يشبه الى حد كبير الشهيد، وبعد فترة رزق بفتاة أسماها فادية على اسم ابنته الشهيدة ويقال إنها تشبه كثيرا أختها الشهيدة، إننا نقول لأمريكا أنها لا تستطيع قهرنا ومازلنا نتوالد).
وتعود انتصار بعد فترة صمت للقول (استشهد في الملجأ 420 إنسانا ونجى 14 بفعل فتح الأبواب من قوة الانفجار فقذفوا خارجا).
ونزلنا الى الطابق السفلي وانتصار تقول (ما حدث في الطابق السفلي مخيف، فإذا كان الشهداء في الطابق العلوي ماتوا حرقا فان الموجودين في الطابق السفلي ماتوا غرقا في الماء الساخن بعد تفجر خزانان المياه ووصل مستوى الماء الى متر ونصف ودرجة الحرارة وصلت الى 400، وانسلخت جلود الشهداء عن عظامهم، وفي كل مكان في الملجأ هناك ترى الشعر مخلوط بالدم، وما تشاهدونه من آثار أصابع و أيدي على الجدران هو بفعل محاولة الشهداء إنقاذ أنفسهم ولكن…!).
كان المنظر في الطابق السفلي مخيفا حقا وعادة لا يفتح هذا الطابق للزيارة، ويمكن أن ترى في الطابق عدا عن آثار الأصابع على الجدران بقايا أم وابنها أو بقايا عمود فقري أو بؤبؤ عين وجلد ادمي مخلوط بالدم..أنها مأساة حقيقية.
متأسفون
تقول انتصار إن قوات التحالف بررت الهجوم على الملجأ بسبب أنه مقر للعمليات العسكرية، وتضيف (ولكن هذا كذب فقوات التحالف كانت موجهة قمرين صناعيين على الموقع وتعرف الداخل والخارج، إن مأساة هؤلاء الأبرياء الذين قضوا هنا، أنهم لجأوا الى مكان من الأماكن المحرم ضربها دوليا).
وتقول (أرادوا كسر معنويات العرب جميعهم، أي حقوق إنسان يتحدثون عنها، بعد الحادث حضرت السي ان ان وصور طاقم التصوير ما حدث ولم يكن هناك مقرا للعمليات العسكرية، فقالوا الأعداء متأسفين، وهل تكفي كلمة متأسفين ، وماذا تعني للشهداء و لذويهم).
خنساء العامرية
لا يمكن الحديث عن العامرية دون ذكر أم غيداء، التي كتب عنها الكثير من التقارير وتسمى (خنساء العامرية)، فأم غيداء كانت وقت وقوع الكارثة في البيت تغسل ملابس أبنائها التسعة الموجودين في الملجأ، وكانت خرجت قبل ساعتين من وقت الهجوم على الملجأ الذي وقع في الرابعة و النصف فجرا، وعندما عادت كانت جلود وشعر عظام أبنائها ملتصقة بالجدران.
وتعيش ألان أم غيداء في غرفة في باحة الملجأ وتقول (وهبت نفسي لقضية الشهداء في الملجأ، أعيش هنا لأروي قصتهم و سأحيا و أموت وأدفن هنا، لم تعد لي حياة خاصة بعدهم).
وترتدي أم غيداء السواد بشكل دائم و لا تعرف الابتسام أبدا ، تعيش يومها وكان الجريمة وقعت للتو، وتتحدث بحماسة ضد المتسببين بوقوع الكارثة.
وتقول (الدم العربي واحد ولم تفرق صواريخ العدوان بين عراقي وفلسطيني و سوري وغيرهم، فهل يتعظ العرب؟؟).
وتفتح أم غيداء دفتر للزوار ليسجلوا انطباعاتهم، ولكن ماذا يمكن أن يكتب المرء، في وقت لم يكن فيه صوت يعلو فوق صوت النظام العالمي الجديد.
وربما كانت أم غيداء تدري بان مغول العصر سيأتون، وهو ما حدث فعلا ولا يعرف أحد كم (عامرية) جديدة سيرتكبون؟؟
المركز الاعلامي الفلسطيني
تأهب أهبة ذي كفاحي**فأن الأمر جل عن التلاحي
سوف ألبس ثوبها وألوذ عنها**بأطراف الأسنة والصفاحي
أتتركنا وقد كثرت علينا**ذئاب الكفر تأكل من جناحي
ذئاب الكفر مافتئت تقلب**بنى الأشرار من شتى البطاحي
فأين الحر من أبناء ديني**يذوت عن الحرائر بالسلاحي
وخير من حياة الذل موت**وبعض العار لايمحو ماحي
شعر:أسامه بن محمد بن عوض بن لادن
تعليق