مواطن يتحدث عن تجربته مع إنفلونزا الخنازير
في إطار حملة أوان للوقاية من فيروس H1N1
راشد العيد وعلي الفضلي
2009/09/06

في إطار حملة «أوان» للوقاية من إنفلونزا الخنازير «HINI»، يتحدث أول مواطن كويتي عن تجربته علنا مع المرض لوسائل إعلامية في البلاد.
تجربة عدنان محمد الشواف الطالب في كلية الآداب (21 عاما) مع العدوى التي انتقلت إليه بداية الصيف خلال زيارة له للأراضي المقدسة بغرض أداء مناسك العمرة، يرويها لـ «أوان» في هذا اللقاء:
{ ما حكايتك مع إنفلونزا الخنازير؟
- بدأت قصتي مع إنفلونزا H1N1، والتي أرفض أن أسميها بإنفلونزا الخنازير، عندما ذهبت لأداء مناسك العمرة، بعد أن توجهت بداية الصيف إلى هناك بعد أن سبقتني عائلتي، نظرا لارتباطي بالدراسة في الفصل الصيفي.
{ في أي كلية تدرس؟
- أدرس في كلية الآداب تخصص تاريخ.
{ ماذا جرى بعد سفرك؟
- عندما ذهبت وحدي للحاق بالعائلة بواسطة طائرة من الكويت إلى الدمام ثم إلى المدينة، التقيت عائلتي في المدينة بصحبة ابن خالتي قادمين من مكة المكرمة، وكان ابن خالتي قد بدت عليه أعراض المرض، ولم يكن قادرا على الحركة، فتوجهنا به إلى المستشفى، لكن العدوى انتقلت سريعا إلى خالتي وبدأت العائلة تصاب بهذا المرض.
{ هل اكتشف الأطباء في السعودية إصابة عائلتك بالمرض؟
- في المستشفى السعودي قالوا إننا مصابون بإنفلونزا عادية، وهذا لم يجعلني آخذ حيطة كافية، وعند وصولنا إلى المطار عائدين إلى الكويت تعرض أحد أفراد العائلة إلى إعياء شديد، وكان يكح بقوة، وكنت أجلس بجانبه في الطائرة، وعندما رجعنا إلى الكويت، بعد يوم بدأت تنتابني نوبة من الكحة، كانت في اليوم الأول بسيطة لكنها في اليوم الثاني زادت بسرعة وبقوة، فذهبت في اليوم الثالث إلى المستوصف، الذي قام بتحويلي إلى الصحة الوقائية حيث تم فحصي وظهرت نتيجة الفحص بعد 12 ساعة تقريبا، الفحص كان عبارة عن مسحة من الأنف ومن البلعوم، بينت نتيجة الفحص إصابتي بالمرض، بعدها إدركنا إصابتنا بـ H1N1 وبقينا في المستشفى حتى تم شفاؤنا.
{ كم كان عدد أفراد العائلة المصابين؟
- كنا تقريبا 6 أفراد في البداية، بالإضافة إلى اثنين من المرضى جاؤوا من السعودية أيضا، ونحن الحالة الوحيدة التي كتب عنها في الصحف اليومية، لكن الحالات المصابة التي جاءت بعدنا لم يكتب عنها أو يشار إليها!
{ كم عدد الذين انتقل إليهم المرض من عائلتكم؟
- عدد أفراد العائلة الذين أصيبوا بالمرض كان 13 مصابا، منهم طفلة عمرها 3 سنوات دخلت المستشفى لمدة ثلاثة أيام وخرجت معافاة ولله الحمد.
{ هل تم شفاء جميع المصابين؟
- نعم ولله الحمد.
{ صف لنا شعورك عندما أبلغك الطبيب بأنك مصاب بإنفلونزا الخنازير؟
- شعوري كان عاديا جدا، فلم أخف في البداية، لكن انتابني شعور بالخوف عندما قالوا لي نريد أن ننقلك إلى مستشفى الأمراض السارية.
{ لماذا لم تخف في البداية؟
- لأني أدرك بأن مرض H1N1 هو عبارة عن إنفلونزا عادية.
{ ماذا عن أعراض المرض وكيف كانت حالتك المرضية. صفها لنا؟
- عندما دخلت إلى المستشفى بدت أعراض التهابات الصدر تهاجمني بقوة، وكان ذلك أكثر ما يضايقني، كما هو حال ابن خالتي. كما أن حرارتنا كانت ترتفع وتنخفض على مدى يومين، الأمر الذي سبب لي إرهاقا شديدا.
{ هل وجدتما الرعاية الطبية المناسبة؟
- خلال فترة تواجدي في المستشفى وجدت كل الاهتمام والرعاية، رعاية المستشفى كانت ممتازة جدا، ولم أشعر قط بأي تقصير، وكان العلاج في الغالب عبارة عن مغذٍّ في الوريد، على مدى أربعة أيام، كما أنه كان يقدم لنا مع كل وجبة طعام قنينة ماء من الحجم الكبير، السوائل مهمة جدا في مواجهة المرض. وبعد تكملة العلاج خرجت من المستشفى، وقد كنت آخر واحد من العائلة يخرج، ومكثنا في سرداب البيت ملتزمين عدم الاختلاط مع الأهل لمدة كافية، وهو نوع من الوقاية، كما كنا نستعمل بعض الكمامات والقفازات التي حصلنا عليها من المستشفى.
{ ما هو الشعور الذي كان القاسم المشترك بينكم في السرداب وأنتم تعتزلون الناس؟
- كنا نتبادل الضحك ونشاهد التفاز، ولم نشعر بأن هناك أمرا غير طبيعي في حياتنا.
{ كيف كان استقبال الأهل والأصدقاء للخبر بعد معرفتهم إصابتكم بالمرض؟
- للحمد لله عندما خرجت من المستشفى حصلت على إجازة مدتها 8 أيام من الجامعة، والحقيقة لم تكن تهمني نظرة الناس، لكن الذي أحب أن أشير له في هذا المقام هو أني عندما ذهبت إلى الجامعة، لتقديم امتحان المقرر، وجدت كل الاهتمام من قبل أستاذ المقرر الدكتور أنس الرشيد، الذي كان متعاونا جدا معي، فقد أرجأ الامتحان ومنحني مهلة.
{ ماذا عن زملائك من الطلبة؟
- لقد كانت فرصة لي كي أتحدث معهم عن هذه الإنفلونزا، كما أن الأجواء كانت طبيعية، ولم تخل من المصافحة، إلا أن هناك من فضل تحيتي من بعيد. أما بالنسبة إلى أبناء عمومتي فكنت أخرج معهم إلى العديد من الأماكن دون أي تحفظ.
{ هل هناك ما يقلقك الآن؟
- أمر واحد وهو عندما عدت من العمرة وكنت مصابا دون أن أدري تناولت الطعام في أحد المطاعم.
{ ما الرسالة التي تريد أن توجهها للناس؟
- التقليل من التواجد في الأماكن التي عادة ما تكون مكتظة بالناس، هذا لا يعني قطع التواصل، بل بالعكس المطلوب الحرص في عدم اصطحاب أي شخص مريض إلى هذه التجمعات كي لا تكون فرصة انتقال المرض سهلة وكبيرة.
{ أنت الآن ستظهر على صفحات «أوان» هل تخاف من ردة فعل الناس، ولاسيما الأصدقاء، بعد معرفتهم بإصابتك السابقة بالمرض؟
- من يرد أن يخاف فهذا شأنه، لكن أعتقد أن البعض لن يسلم علي بعد رؤيتهم لهذه المقابلة، مع أنني شفيت من المرض منذ أكثر من شهر تقريبا. في المقابل قد يحسدني الكثيرون، لأنه بعد إصابتي بهذا المرض، فإني اكتسبت مناعة ضده لمدة تصل إلى عام، وهو يسمح لي بالتوجه إلى الحج أو أي مكان أريده دون أي شعور بالقلق.
http://www.awan.com/pages/local/222029
تعليق