الانسان يخاف ما يجهل، هذا ما هي عليه طالبات جامعة «الكويت» أمام الجنس الخشن، والتي اعتادت ألا تراه وتختلط معه نظرا لفصل الجنسين في المراحل المدرسية، فوجدت نفسها فجأة أمامه في الجامعة، فلا تعلم كيف يفكر أو كيف تتعامل معه, فمنهن من خاف وارتبك عندما وطأت أقدامهن الحرم الجامعي، والى درجة أصبح فيها الشاب يمثل لهن شبحاً لا يمكن الاقتراب منه أو الحديث معه.
ومنهن من انكببن وانجررن بتيار معاكس تماما قد يؤدي بهن الى الانحراف.
وهذا لا ينفي بالطبع من تعامل مع الوضع بطريقة طبيعية وعادية، وكما قالت احدى الفتيات «كل شيء يعتمد على التربية الأسرية».
«الرأي العام» التقت مجموعة من طالبات جامعة الكويت وسألتهن عن نظرتهن للشاب عند أول لقاء به في الجامعة وجاءت كالتالي:
خوف وخجل
بداية قالت أبرار الكندري «عندما دخلت الجامعة للمرة الاولى كنت خجولة جدا، فعندما أصل الجامعة كنت أفكر قبلا كيف سأدخل، من سأرى أو كيف سأمشي أمام الشباب المنتشر في كل ركن من أركان الجامعة».
وتتابع الكندري «بالفعل في البداية كنت أرى ان هناك شيئاً مختلفا وجديدا عليّ، فمشهد وجود الشباب معي في المكان ذاته لم أكن اتصوره».
واستمرت الكندري على هذا الوضع حتى نهاية عامها الدراسي، عندها تبدلت نظرتها وشعورها بالشاب وكما تقول «أصبح الامر عاديا بالنسبة لي، فما كنت أعتبره غريبا أو مختلفا عني، اصبح الآن زميلا اتعامل معه ولا اشعر بأي فرق بيني وبينه».
أخوة وزمالة
أما صديقتها أبرار العازمي فكانت نظرتها مختلفة عن صديقتها، إذ انها ومنذ البداية كانت تنظر للشاب نظرة أخوة وزمالة.
وتقول العازمي «لا يمثل لي الشاب الهلع والخوف، ولا العكس، فمنذ ان دخلت الجامعة وأنا اعتبره زميلا أتحاور معه وأناقشه فهو لا يختلف عني بشيء، إلا ان هناك من تأثرن سلبا بقوانين المرحلة المدرسية التي تفصلهن عن الشباب، فأخذن يتصرفن باسلوب غير حضاري كـ «مغازلة» ا لشباب أو التفوه بكلمات لا تليق بالفتاة الكويتية».
تجربة مخيفة جدا
عائشة الكندري تتذكر مشاعرها ونظرتها للشاب عندما دخلت الجامعة للمرة الاولى والتقت به إذ تقول «كانت حقا تجربة مخيفة لأنها جديدة، فهذه هي المرة الاولى التي اختلط بها بالشباب، أراهم كل يوم عند مدخل الجامعة وفي حرمها، فكنت مرتكبة لا أعلم ماذا أفعل أو كيف اتصرف أمامه, لذلك لم أكن مرتاحة، ومازلت حتى الآن لا أتكلم مع أحد، بالرغم من ان نظرتي للشباب تغيرت عن سابقتها، إذ بدأت اعتاد وجوده معي في الجامعة».
جريئة معتدلة
أما سارة العجيل فنظرتها للشاب تختلف عن صديقتها، وبالرغم من انها كانت في مدرسة للبنات فقط إلا انها وكما تقول «نظرتي للشاب عادية جدا فهو مثلي تماما، فلذلك عندما دخلت الجامعة للمرة الاولى كنت جريئة، لا أخافه أبدا كما غيري من الطالبات اللواتي كنّ يخجلن الى درجة أنهن يتفادين الدخول من باب المستجدات، ويدخلن من الباب الخلفي للجامعة حتى لا يلتقين بالشباب».
وتتابع سارة «فهن لا يتكلمن مع أحد، وكأن الشاب شبح مخيف لابد من الابتعاد عنه، ويعتبرن الوقوف أو التحاور معه اثماً كبيرا».
وترى سارة ان «هناك بعض الطالبات على العكس يبالغن في التكلم مع الشباب والوقوف معهم فقط لتحقيق الشهرة ولاثبات وجودهن في الجامعة».
وعندما سألناها أين الشهرة في ذلك قالت «الفتاة التي تمشي مع أكثر من شاب يصبح اسمها متداولا في الجامعة حتى تصبح مشهورة أكثر من أي فتاة غيرها، واسمها يصبح معروفا لدى الجميع».
كائن غريب
بركان من الخوف والتوتر انتاب نوف الخميس عندما دخلت الجامعة للمرة الاولى والتقت بالشباب، فكل تصرفاتها وكلامها يدل على عدم فهمها للطرف الآخر، فمن هو هذا الكائن الغريب عني، الذي سوف أراه كل يوم اختلط به وأتكلم معه إلا ان هذه التساؤلات وهذه المشاعر تغيرت عند نوف عندما انضمت الى احدى القوائم النشطة في الجامعة، واحتكت بالشباب عن قرب «عندها كونا فريقا واحدا، فتخطيت ذلك الخوف ووجدت ان الشاب ليس مصدرا للخوف، بل على العكس فهو انسان عادي جدا أناقشه واتحاور معه وكأنني أتكلم مع زميلة لي».
وترى الخميس انه من الضروري ان «يكون هناك اختلاط في المرحلة المدرسية حتى يكون الأمر عاديا بالنسبة للشاب والفتاة على حد سواء، وحتى لا يكون هناك جهل من أحد الطرفين بالآخر».
شباب الخاص غير الحكومي
احدى الفتيات والتي كانت في جامعة الكويت فقط للزيارة قالت «أنا منذ صغري اختلط مع الشباب، إذ كنت في مدرسة خاصة فلذلك لا أشعر بالخوف أو التردد من الحديث معهم»، إلا انها تتفادى الحديث مع شباب جامعة الكويت إذ تقول «الشباب هنا ولأنهم كانوا محرومين من الفتيات في المرحلة المدرسية، فإذا تكلمت معهم الفتاة ينظرون لها نظرة مختلفة وغير طبيعية، أما شباب المدارس الخاصة فالأمر بالنسبة لهم طبيعي ونظرتهم للفتاة عادية جدا»
تعليق