تويت
لا شك أن التعليم الجامعي والدراسات العليا هما الوسيلة الأكيدة لتطوير الدولة والمجتمع والفرد، والمضي بهم قدماً نحو الازدهار والتقدم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، والجامعة هي القناة الرئيسة التي تُخرّج الكوادر المؤهلة علمياً وعملياً لتحقيق التقدم الاقتصادي والحضاري والتكنولوجي لأي دولة تطمح أن تكون يوماً في مصاف الدول المتقدمة التي تسعى بكل جد واجتهاد إلى تزويد مواطنيها بالعلم والمعرفة ليكونوا جنوداً أوفياء يخدمون مجتمعهم، من خلال إتاحة الفرصة لهم لاستكمال دراستهم وتذليل جميع الصعاب التي تعترض طريقهم، «لكن ما تقوم به وزارة التعليم العالي تجاه خريجي قطاع التدريب في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، يخالف هذه النظريات السابقة»، حيث إنها، على حد قول مجموعة من الخريجين، أصدرت قرارات مجحفة تمنعهم من استكمال دراستهم في الجامعات الخارجية، وتقف حجر عثرة في طريق طموحهم، وتضيّق الخناق عليهم. هذا ما اكدوه عندما حضروا الى مقر «الجريدة» التي استمعت الى شكاواهم من خلال الحوار التالي:
قتلوا طموحنا
«قهر والله قهر»، بهذه الكلمات بدأ الحديث عبدالله الدماني خريج معهد الكهرباء والماء، موضحاً أن فرصة استكمال الدراسة للحصول على البكالوريوس كانت متاحة حتى العام الماضي فقط، وكانت الجامعات في كل من الأردن ومصر وبريطانيا وأميركا وغيرها تستقبل خريجي معاهد التدريب، واضاف: التحقنا بتلك المعاهد بناء على علمنا بأن الفرصة متاحة لخريجيها لاستكمال دراستهم في الخارج، لكننا بعد تخرجنا فوجئنا بأن كل الجامعات ترفض استقبال خريجي تلك المعاهد، مما سيؤدي إلى قتل طموحنا وأصبحت نهاية مسيرتنا التعليمية دبلوم التدريب الذي لا يلبي طموحاتنا، مبيناً أن خريجي المعاهد الذين سبقوهم بكورس واحد فقط أفضل منهم حظاً، وأتيحت لهم فرصة استكمال دراستهم، رغم أن تلك الدراسة على نفقتهم الخاصة ولا يكلفون التعليم العالي أي أعباء، و«نحن بدورنا لا نطلب منهم أي نفقات، بل كل ما نطمح اليه هو فتح المجال فقط، ونحن سنتحمل كل الأعباء المالية»، متسائلا «ماذا ستخسر «التعليم العالي» إذا فتحت لنا المجال والباقي علينا؟»، وطالبها بضرورة إعادة النظر في تلك القضية وفتح المجال لأبناء الكويت الطموحين لتحقيق أحلامهم من دون تحمل الوزارة أي أعباء مالية.
رفضوا قبولنا
حمد البراك المتدرب في معهد الكهرباء والماء، قال إن هناك العديد من الخريجين قدّموا أوراقهم الى بعض الجامعات المصرية والأردنية ورفضت قبولهم، لأنهم خريجو معاهد تدريب، على الرغم من أن تلك الجامعات نفسها قبلت خريجي نفس المعاهد العام الماضي، وأضاف ان الكثير من المتدربين التحقوا بمعهد الكهرباء والماء بعد علمهم أن هناك فرصة لاستكمال الدراسة، ولو أن المعهد أعلن أنه لا يوجد استكمال للدراسة، لرفضنا الالتحاق به، ولكن غُرّر بنا وأوهمونا أنه بعد حصولنا على الدبلوم سنتمكن من استكمال دراستنا، وبالفعل أعرف بعض الخريجين الذين قُبلوا في جامعات خارجية العام الماضي، مما رسخ لدينا القناعة للالتحاق بالمعهد، ولكن صُدمنا من إغلاق الجامعات الخارجية أبوابها تباعاً في وجه خريجي المعاهد، حتى أن الجامعات البريطانية زادت مدة الدراسة فيها من سنة واحدة إلى سنتن ونصف السنة للحصول على البكالوريوس، هذا في حال قبولهم لخريجي المعاهد، بالإضافة إلى الاختبار الذي سيكون في الكويت لمن حصل على البكالوريوس وعاد.
نسب مرتفعة
واستنكر المتدرب في معهد الكهرباء والماء عثمان السهو ما يجري من تحطيم لآمال أبناء الكويت بمنعهم من استكمال دراستهم الجامعية، مبيناً أن أمنية حياته هي الحصول على بكالوريوس الهندسة حسبما خطط لحياته المستقبلية، موضحاً أن هناك متدربين في المعاهد كانت نسبتهم مرتفعة وتتيح لهم الالتحاق بالجامعة، لكنهم فضلوا الالتحاق بمعهد الكهرباء والماء لظروف خاصة ولضمان الحصول على الدبلوم، ومن ثم استكمال دراستهم الجامعية، لكنهم صدموا من قرارات التعليم العالي التي أغلقت الطريق الى الجامعات الخارجية، الواحدة تلو الأخرى، في وجه خريجي المعاهد.
واستغرب السهو من سياسة «التعليم العالي» التي تصدر العديد من القرارات وكل قرار مغاير للقرار الذي سبقه، مما يدل على أن هناك تخبطا في سياسة الوزارة.
تنسيق لإغلاق الجامعات
وعن حقيقة ضلوع الملحقية الثقافية في إغلاق الجامعات الخارجية، قال المتدرب في معهد الكهرباء والماء نايف السبيعي، إن هناك أخبارا مؤكدة مفادها وجود تنسيق بين «التعليم العالي» والملحقيات الثقافية في الخارج لإغلاق الطريق الى الجامعات الخارجية أمام مخرجات معاهد التدريب، وأن الجامعات الخاصة في الدول العربية أفادتهم بأن وزارة التعليم العالي هي السبب في عدم قبول أوراقهم، بسبب رغبة الوزارة في منع المتدربين الفنيين من استكمال دراستهم بحجة أن الكويت قد امتلأت بالأكاديميين، وهي الآن بحاجة إلى الفنيين والأيدي العاملة، وقد استشعرنا ذلك أيضاً من موظفي التعليم العالي، فحينما نتوجه إليهم محاولين الاستفسار عن أي موضوع يعتذرون بأنه ليس لديهم علم، ونُحول الى رئيس القسم الذي ينكر درايته بتلك الأمور ويتعذر بأن الموضوع لدى وكيل الوزارة ولا يعلم عنه شيئاً، وبالتالي تجد نفسك في دائرة مغلقة وليس هناك من يجيب عن تساؤلاتك.
وأجمع الطلبة على أن استكمال الدراسة بالنسبة إليهم شيء مصيري، وأنهم لم يتخيلوا أبداً أنهم سيقضون باقي حياتهم في العمل الفني، موضحين أن وزارة التعليم العالي أعلنت اعترافها بأكثر من جامعة، ثم عادت عن ذلك، وتكرر هذا الأمر كثيراً مما جعلهم في حيرة من أمرهم.
تحركات
أما عن الآلية المقترحة لحل هذه المشكلة، فقال الطلبة: نحن نتحرك على عدة أصعدة، منها الحضور الى جريدتنا «الجريدة» لتتبنى مأساتنا، إن جاز التعبير، وهناك تحركات نحو اللجنة التعليمية في مجلس الأمة وعلى رأسها النائب فيصل المسلم، كما قمنا بالاتصال بأعضاء الاتحاد لمساعدتنا في حل تلك القضية وإنقاذ مستقبلنا، وقد وعدونا خيراً ونأمل في أن يكونوا عند حسن ظننا بهم كما عهدناهم دائماً، ومن خلال جريدتكم نتوجه بتوسلاتنا للوالد الكريم سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، يحفظه الله، وإلى وزيرة التربية نورية الصبيح ود.رشا الصباح، للتدخل ورفع هذا الظلم عنا والحفاظ على مستقبل أبناء الكويت بفتح المجال أمامهم لاستكمال دراستهم الجامعية، حتى يتمكنوا من تحقيق آمالهم، والمشاركة في بناء نهضة الكويت.
نهار: بدء حملة استقبال طلبات خريجي المعاهد لاستكمال دراستهم
أعلن المدير التنفيذي لحملة «يداً بيد نحو مستقبل أفضل»، التي ينظمها الاتحاد العام لطلبة ومتدربي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، ندا نهار المطيري أن الحملة قد بدأت، وتم استقبال طلبات استكمال الدراسة من بعض خريجي المعاهد التدريبية بالتطبيقي، موضحاً أن هدف الاتحاد من تلك الحملة هو رفع الظلم الواقع على خريجي المعاهد التدريبية بالتطبيقي الذين منعوا من استكمال دراستهم والحصول على درجة البكالوريوس، واشار المطيري إلى أن الكثير من المتدربين والخريجين صدموا من «التخبط الواضح في قرارات وزارة التعليم العالي»، واصفاً إياها بالعشوائية وغير المدروسة، «لأن الكثير من القرارات الصادرة عن التعليم العالي يتضارب بعضها ببعض، فتارة يصدر قرار يجيز لخريجي المعاهد التدريبية استكمال دراستهم، وتارة أخرى يصدر قرار يلغي القرارات التي سبقته ليحطم آمال الخريجين والمتدربين الذين التحقوا بالمعاهد التدريبية في الهيئة، على أمل أن هناك فرصة لاستكمال دراستهم الجامعية، ثم جاء قرار المنع الذي تسبب في معاناة الكثيرين منهم وشعورهم بالإحباط وضياع مستقبلهم العلمي».
وأكد المطيري أن الاتحاد سيقف بكل قوته مع خريجي المعاهد حتى يحصلوا على حقهم في استكمال دراستهم، حسب ما نص عليه الدستور الكويتي، لافتا الى أنه «يوجد بين تلك الشريحة الكثير من المتمزين الذين يأملون استكمال دراستهم الجامعية، ومن ثم الحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، فكيف لوزارة التعليم العالي أن تأتي وبكل بساطة وتحرمهم من هذا الأمل، بحجة أن سوق العمل الكويتي بحاجة إلى القطاع الفني؟».
وتساءل المطيري «هل جميع الخريجين من المعاهد التدريبية يطمحون الى استكمال دراستهم؟ بالطبع فإن الغالبية منهم قد ارتضوا حصولهم على دبلوم التدريب، فلماذا نحرم النسبة القليلة من استكمال دراستهم، ونغلق الأبواب في وجوههم؟
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحــــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
[/align]
تعليق