:brokenheart: ابي بحث عن العوامل الاصالة في الثقافة العربية قديما وتطورات الحياة حديثا وتمسكها دون ان تفقد خصوصيتها مع الصور لثقافة من فنون ومعالم اثرية شاهده على عظمتها:icon_eek:
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
تكفون ساعدوني
تقليص
X
-
الأصالة والمعاصرة
وإشكالية العمارة العربية بين الماضي والحاضر
د. وليد السيد - معماري/جامعة لندن
تعالت وما تزال تتعالى ومنذ زمن غير يسير على طول امتداد الوطن العربي اصوات تنادي بتنامي ازمة في الفكر والثقافة المعاصرة. هذه الازمة شملت البيئة المبنية الى جانب مناحي الحياة الاخرى المختلفة، وذلك على اثر التداخل الثقافي مع (الغرب) تجسد وتبلور على اثر الاستعمار العسكري لمعظم اجزاء الوطن العربي مع نهاية القرن التاسع عشر والذي كان نتيجة حتمية لما مهد له الاستشراق الذي تسلل الى العالم العربي تحت ستار البحث العلمي والاستكشاف على ايدي الباحثين الغربيين بغية معرفة كنه (الشرق) واستكشافه. بيد ان هذه الحملات الاستكشافية سرعان ما تحولت الى طلائع الفلول التي انهالت على جسد الوطن العربي تنهش اجزاء ه وتتناوش اعضاءه. واذا كان من ثمة امر كان من الممكن ان يتفق عليه خصوم (الشرق) فقد كان تقسيم العالم العربي فيما بينهم بما يمتلكه من مخزون تراثي ممتد عبر القرون الخالية، والذي شكل (الحلقة المفقودة) في الوعي الغربي بين اعظم انجازات الاغريق والرومان وبين ما شكل انطلاقة النهضة الغربية الحديثة ، والتي يعترف منصفو الغرب ان العرب المسلمين كان لهم الباع الطولى في مد الجسر الثقافي لهذه النهضة،ونقل علوم الاغريق والرومان الى الثقافة العربية من خلال الترجمة التي قاد لواءها المأمون خلال ما عرف (بعصر التدوين والترجمة)، حيث نشطت حركة البحث العلمي آنذاك بما اغدقه الخليفة على العلم والعلماء ما يزن الكتاب من الذهب الخالص. هذه الحركة النشطة تخطت حدود الصفحات المكتوبة لتبرعم في البيئة المبنية تاركة مآثر عمرانية يقف امامها معماريو العالم العربي المعاصرمشدوهين،ومعلنين ضمنيا من خلال عجزهم عن مجاراة الابداع فيها عن اتساع الهوة بين هذا المخزون (التراثي) وبين العمارة (المعاصرة)، فما هي أزمة الاصالة والمعاصرة في العمارة العربية الاسلامية ؟ وما هي ابعادها؟
قضية الاصالة والمعاصرة
رغم كونها منطقيا قضية ازلية قديمة منذ ان وجد الانسان، اذ لا بد من تابع ومقلد، من اب وابن، من قديم وحديث، من ماض وحاضر. و بذا فهي كائنة ويمكن لها ان تتبلور طبيعيا ضمن اية حقبة تاريخية لدى اية امة من الامم - تعني ببساطة حوار الماضي مع الحاضر حوارا يكون للحاضر فيه زمام المبادرة، وهي بدهيا ظاهرة صحية تؤدي الى النشوء والارتقاء بالحضارة. الا انها وبالشكل الذي تبلورت فيه وبالظروف التي نشأت بها تأخذ ابعادا عميقة وخطيرة في العمارة العربية الاسلامية للعديد من الاسباب: اولها ان تبلور هذه الازمة لم يكن طبيعيا ضمن اطار الثقافة والحضارة العربية الاسلامية، انما كان وليدا اما (كفعل) من (الآخر)، او (كرد فعل) تجاه التداخل الخارجي مع الآخر، وكلتا الحالتين اسوأ من الاخرى. ثانيها ان هذه الازمة تبلورت في حالة من التخلف والضعف شديدتين تنتابان العالم العربي، وبذا فانها تكرس ازمة و(اشكالية) بدل ان تتبلور كظاهرة تطور طبيعية تصيب الحضارة لترتقي بها من الماضي عبر الحاضر. ثالثها ان الحاضر لم يكن من الكفاءة بمكان كي يستطيع اخذ زمام المبادرة بل اضحى مأخوذا بروعة الماضي وعاش ضمن اساره وقيوده. ونتيجة لهذه الاسباب فإن ما كان يعتبر ظاهرة طبيعية للنشوء والارتقاء قد اصبح بوتقة وقمقما انحشر فيه الابداع المعاصر وما يكاد يفارقه او يملك منه فكاكا.
وقد ارتبطت هذه القضية وما تزال ترتبط بالعديد من المفاهيم المتداخلة والمترابطة ثقافيا، اذ ترتبط هذه (الثنائية) اللفظية بالعديد من الثنائيات الاخرى مثل: تراث وتاريخ، تراث وحداثة. ودرج الاستعمال اللفظي من قبل الباحثين والمفكرين على استعمالها جميعا للدلالة على نفس المضمون، مما نجم عنه ليس فقط التباس في الاستعمال اللفظي، بل تعداه - وخاصة في مجال العمارة والعمران- الى التباس حضاري شمل الهوية والخلط ما بين الماضي الذي يخص (الحضارة ذاتها) وبين ما يقع ضمن نطاق (الآخر) الذي كان جزءا من التاريخ الاستعماري الذي تحرر منه العالم العربي (حسيا فقط) قبل زمن يسير. كما نجم عنه قضية اخطر تمثلت في رؤية الماضي او التراث بالصورة التي ارادها (الاستشراق) سواء أكانت ايجابية ام سلبية. ولذا فسنتطرق الى معنى هذه الثنائية (اصالة، معاصرة) فما هو ما تعنيه هاتان الكلمتان البسيطتان وما هو الفرق بينهما؟
يعمد الباحثون في مفهوم الاصالة الى تعريفها شتى التعريفات التي تراوح ما بين الاصطلاحي منها وما بين الايديولوجي، فمن مجمل التعريفات يبدو ان لفظة (اصالة) يمكن ان تكون صفة تطلق على اي عمل يبرز فيه نوع من انواع الابداع. اذ يشير البعض الى ان هذه الاصالة يمكن ان تدل على معنيين، احدهما زمني والآخر منهجي، او كلاهما معا، وحسب تعريف فؤاد زكريا مما يتفق مع هذا المفهوم نجد انه يميز بين هذين المعنيين، ويستبعد الاشارة الى الزمن، على اساس ان الاصيل يتجاوز مفهوم الزمن؛ ويتفق مع هذا التجاوز لمفهوم الزمن مفكرون آخرون كالجابري وحنفي، بينما نجد ان كوكبة اخرى من المفكرين تعمد الى ربط هذا المفهوم بالماضي وبالتراث، مما يعني الاشارة الضمنية الى ان الاصيل ينتمي زمنيا الى الماضي بحيث ان الاصالة تنحصر في القديم وان كان نسبيا، وهكذا نجد زاويتين مختلفتين لرؤية المفاهيم من خلال طروحات المفكرين، وعلى اية حال يمكن ان نجد اتفاقا على بعض الخطوط العامة لمفهوم الاصالة ندرجها فيما يلي: اولها ان الاصالة تحوي صفة الابداع، وان كان الابداع يختلف بين امة واخرى، مما يعني ان الاصالة مرتبطة خصوصيا بالثقافة، اذ تستمد قيمها الداخلية من القيم التي تفرزها الثقافة الواحدة، ثانيها: ان الاصالة تحوي ضمن تركيبها الداخلي (حركية)، بمعنى قابلية التطور والتجديد، وباعتبار هذه الخصيصة يمكن لنا ان نتبنى الرأي الذي يميل اليه الجابري وحنفي، ان الاصالة تتجاوز مفهوم الزمن، اي انها لحظة ابداع لا زمنية، وفي نفس الوقت تحوي ضمن طياتها بذور التجديد والاستمرار لا الانغلاق، فما هو اصيل يرى كذلك لا في زمانه فقط، انما يبقى كذلك لاجيال تلي، انما المشكلة تكمن لاحقا في رؤيته كنموذج تام الاغلاق والكمال لا يمكن الاستمرار منه، وهي الاشكالية التي تعاني منها العمارة العربية المعاصرة، اذ يعتبر معظم المعماريين المعاصرين ان العمارة التراثية شكلت قمة نتاج العصر الذهبي للحضارة الاسلامية -وهي كذلك فعلا- انما لا يمكن الانطلاق منها او مجاراتها، وبذا لا يسعنا الا تقليدها او النقل الحرفي منها، واحضارها الى زماننا واستعمالها في مختلف ارجاء الوطن العربي، كنوع من التقديس والاحترام، وهو مزلق خطير يعني من جهة عجز الحاضر عن التعبير عن نفسه، ومن جهة اخرى يعني عدم فهم الاصيل والاساءة اليه باتهامه بالجمود والانغلاق ضمن لحظة زمنية من الابداع هي لحظة مولده والتي بالتالي تشكل - حسب منظور الحاضر- لحظة موته ايضا، وثالث هذه الخصائص (وتلك مهمة) هي ضرورة تعبيرية الاصالة عن الواقع الذي انبثقت عنه، اذ لا يكون الاصيل كذلك في بيئة غريبة عن قيمه الداخلية التي منها يستمد اصالته، وان لم تكن للاصيل دلالة ايجابية فاعلة في الحاضر، مما يستلزم الصدق في التعبير، فلا يمكن ان يكون الاصيل اصيلا، ورابع هذه الخصائص: انها تنبع من الواقع والبيئة المحيطة وتعكس نظمها وقوانينها، اذ انها لا تسقط اسقاطا من الخارج ولا ينبغي لها ذلك، مثال ذلك في العمارة ان الاصيل من العمارة يعكس نظم الحياة الاجتماعية، والثقافية والاقتصادية والبيئية وغيرها ضمن اطار الحضارة التي نشأت بها، وهذا (الاصيل) الذي نشأ في اطار ثقافة وحضارة معينة لا يمكن ان يكون كذلك ان لم تنطبق شروط ميلاده على البيئة التي تتبناه وان تم تبنيه في غير بيئته فان مدى غرابته يعتمد على مدى الشروط المتحققه في البيئة المتبنية، وبذا فان المثال البسيط الواضح ان المبنى الزجاجي الذي كان نتاجا لشروط معينة في (الغرب) لا يمكن ان يكون اصيلا في دول (خط الاستواء من عربية وغيرها) لاسباب عديدة ابسطها مناخية، ناهيك عن الاسباب المتعلقة بالهوية والنواحي الاقتصادية وغيرها، هذا من ناحية فيما يتعلق بمفهوم الاصالة، فماذا تعني المعاصرة (الزوج الآخر في هذه الثنائية)؟
ترتبط المعاصرة بمفهومها العام بالزمن، اذ ان معاصرة شيئين لاحدهما تعني الاتصال الزمني بينهما، بيد ان هذا المعنى هو المعنى الاولي جدا اذ ينزع العديد من المفكرين الى ربطها بالتعاطف والتواصل، اذ ليس كل ما هو معاصر لنا ما يمكن ان نتبناه الا من خلال انتمائنا له وانسجامنا معه، اذ ان الفكر العالمي وكذا العمارة العالمية هي معاصرة لنا، ولكننا لا ننتمي اليهما بالكلية، وبذا فهما معاصران لنا زمنيا لا ضمنيا، ويعمد البعض الى استبدال لفظة (معاصرة) بكلمة (حداثة) على اعتبار ان الاخيرة ادق من حيث احتوائها الضمني على الاختيار الواعي بدل الوجود الزمني الذي قد لا يعني الاختيار بالضرورة،
ويؤكد محمد اركون هذه الفكرة اذ ينفي عنصر الزمن من مفهوم الحداثة، حيث ان الحداثة لا يمكن النظر اليها على اساس التسلسل الزمني الخطي، بل انها مفهوم ينتمي لكل الازمان وهي لحظة ابداع لازمنية بمعنى ان ما قد ابدع في الماضي قد يفوق الحاضر، وهذه الفكرة تحض على النظر في المحتوى لا لحظة المولد.
والتساؤل الذي يطرح نفسه هو: من خلال ما تم التوصل اليه نجد انه ليس فقط هناك خلط في استعمال المفاهيم، انما يبدو ان الزوج (اصالة، معاصرة) قد لا يكون صحيحا من حيث الاستعمال كزوج ضمن ثنائية، و هل ينبغي ان نستبدل الزوج (اصالة، معاصرة) بالزوج (اصالة، حداثة) اذا كنا نعني عملية الابداع المتواصلة بين الاجيال المتعاقبة، مع ما في هذه العملية المتواصلة من تفهم واع ودقيق لظروف مولد - واحيانا موت تراث ما- ضمن نفس الثقافة والحضارة؟ اذا كان ذلك كذلك فإن هذا يعني وجود ازمة ليس فقط في استعمال المصطلح انما يتجاوز ذلك الى القدرة على فهم العلاقات المجردة وتتبع الهدف المقصود. اذ ان ازمة الفكر والعمارة العربية المعاصرين تكمن في تشوش وضوحية ادراك المشكلة وغياب الهدف المقصود مما يقود الى حلقة جوفاء من المحاولات التي تراوح مكانها، ان لم تكن تؤدي الى مزيد من التشوش والتعقيد للاشكالية.هل في أقاليم العروبةٍ كُلّها رجلٌ سَوِيُّ العقلِ يجرؤ ان يقول: أنا سعيدُ؟
-
تيارات الحداثة والنهضة الفكرية في العمارة العربية
د. وليد احمد السيد
تتجلى اهمية التواصل في مختلف صنوف المعرفة والعلم بين الاجيال المتعاقبة في نقل الخبرات المكتسبة والعلوم المتوارثة. وتظل الملازمة والتلمذة المباشرة من الوسائل الاكثر فاعلية في هذا الاطار اكثر مما تفعله الكتب وحدها. وتزداد اهمية هاتين الوسيلتين اللتين تعتمدان المعاصرة والمعايشة و بخاصة في المهارات والمواهب ذات الصفة العملية كالحرف اليدوية والمهارات الفنية والصنائع والفنون التي تعتمد تهذيب الحواس اكثر من تلك التي تعتمد على تنمية الموهبة والقدرة الذهنية وحدها.
والعمارة بتعريفها كفن علمي تقع ضمن الفنون التطبيقية التي تعتمد الموهبة الفنية والقدرة العقلية على حد سواء، اذ يتطلب العمل المعماري او التخطيطي موهبة فنية للتعبير عن الافكار والابداعات المعمارية فيما يتعلق بالعمارة، وتنسيق الحدائق، اوالتخطيط، كما يتطلب اضافة الى ذلك قدرة ذهنية ودراية علمية في جمع مختلف العلوم المتخصصة كالانشاء والعلوم المتعلقة الاخرى التي تحتاجها المباني لتقوم بدورها الوظيفي. اما في مجالات التخطيط فيتطلب المعماري المخطط إلماماً اوسع بمجالات اكثر تخصصا كعلوم الاجتماع والنقل والسياسة والاقتصاد، كما يتطلب علم تنسيق المواقع إلماماً بامور متعلقة بعلوم النباتات وغيرها. ومن هنا فانه يتطلب للارتقاء بها (بشقيها العلمي والفني) ونقل الخبرات المكتسبة بها من جيل لآخر هذين الاطارين مجتمعين (ملازمة الرواد من المخططين والمعماريين مع التعليم المباشر لتطوير المواهب الفنية اليدوية واكتساب الخبرات المتوارثة وتنمية القدرة الذهنية على التفكير المبدع الخلاق، الى جانب صقل المهارات والاطلاع من خلال المعرفة العلمية بالقراء ة والترحال لتنمية المواهب العقلية وتوسيع المدارك).
وقد شهدت العمارة العربية المعاصرة خلال العقدين الماضيين نشاطا ملحوظا في اطار التعليم المعماري تزامن مع تبلور جيل الرواد الاول من معماريي العرب المعاصرين . ومما ساعد على تسارع هذه الحركة التعليمية ظهور الهيئات والمؤسسات التي عنيت بشؤون العمارة العربية الاسلامية المعاصرة ومن ابرزها مؤسسة الآغاخان للعمارة الاسلامية التي اهتمت بدعم المؤتمرات التي تطرح قضايا العمارة والتخطيط في العالم الثالث، اضافة الى تخصيص جوائز دورية تمنح لابرز الاعمال المعمارية او التخطيطية في العالم العربي والاسلامي ، واهم من ذلك انها اتخذت من معاهد العلم المتميزة منابر علمية لها مثل جامعات (هارفارد و م، آي،ت) بامريكا حيث ارسلت البعثات الطلابية مما شحذ الطاقات العلمية لدى الطلبة والجيل المعاصر اضافة الى انفتاح العلماء في تلك الجامعات والطلاب المبعوثين على حد سواء على قضايا العمارة والتخطيط في العالم العربي. كما ان مؤسسة الآغاخان عملت على التعريف بشكل واسع النطاق باعلام العمارة العربية المعاصرة، اذ توجت جهود المعماري حسن فتحي على مدار خمسين سنة بتنصيبه اول رئيس لجمعية ترشيح الجوائز، و من خلال مجلتها (معمار) تمت تغطية هذه الحركة النشطة من التعليم والفكر المعماري ، اضافة الى المجلات المعمارية والكتب المتخصصة من اصدارات الآغاخان اوغيرها كمجلة (البناء) السعودية التي كان لها دور مهم في دعم وتوسيع مدارك اولى طلائع الجيل الجديد من المعماريين اضافة الى التعريف بالجيل الاول من الرواد من خلال اعمالهم وطروحاتهم الفكرية.
هذه النهضة الفكرية التي نمت مع السبعينيات وتسارعت مع الثمانينيات قادت الى امرين مهمين في العمارة العربية المعاصرة: الاول، هو تبلور فكر معماري معاصر بين مجموعة من المعماريين العرب عماده الدعوة لتبني التراث كنقطة انطلاق نحو التجديد والمعاصرة وهم جيل الرواد المذكورين ، الثاني، هو تبلور جيل من المعماريين الشبان الذين انتجتهم الحركة التعليمية والفكرية سابقة الذكر، والذين يشكلون بشكل او بآخر امتدادا لجيل الرواد الاول اما من خلال المعاصرة والملازمة المباشرة، أو من خلال الانفتاح على الفكر المعماري لهؤلاء الرواد، ولنتعرف تاليا على البيئة الفكرية المعمارية التي نشأ بها هذا التيار، فما ابرز التيارات المعمارية التي سادت خلال هذه الفترة وما قبلها؟ وما عوامل الشد والجذب المؤثرة في هذه النشأة؟
يسود قطاع التعليم المعماري في الوطن العربي من خلال مواضيع دراسة نظريات العمارة الحديثة او تاريخ العمارة الحديثة النزعة الى تعريف التيارات التالية كابرز ما ساد خلال القرن العشرين (وهي ما تشكل الخلفية والمناخ الفكري المعماري لجيل الرواد من المعماريين العرب وجيل قطاع التعليم، وهذه التيارات شكلت وتشكل الفكرالمعماري وتعتبر ابرز عوامل الشد والجذب في العمارة العربية المعاصرة، وهذه التيارات هي:
اولا، العمارة الحديثة وقد سادت كتيار وكنظرية تستمد دعائمها من معطيات الثورة التكنولوجية ومعطيات العصر، وتتجلى في الابنية متعددة الطوابق ولا تعكس هوية ثقافية بعينها، انما تعتمد الوظيفية كاحد عوامل التصميم الرئيسة بها، ويمكن تبينها في انماط المباني كالبنوك والمجمعات التجارية وغرف التجارة والابنية العامة والفنادق وغيرها، وقد ساد هذا النمط المعماري في الغرب مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وانتقل مع مطلع القرن العشرين الى العالم العربي على ايدي فئة قليلة من المعماريين الذين كانوا يشكلون التيار المعماري آنذاك، ومعظمهم ممن عاصر المعماري حسن فتحي وينتمي لنفس الجيل، ومن هؤلاء المعماري ديران الذي انتشرت مبانيه في الاردن التي تعكس هذا الاتجاه، ولاحقا برز المعماري جعفر طوقان مع السبعينيات الذي يراوح بين عدة اتجاهات ومن ابرزها هذا الاتجاه من خلال تصميماته ببيروت، وهناك ايضا دار الهندسة (شاعر ومشاركوه) بالقاهرة وبيروت التي تعتمد هذا الاتجاه بشكل رئيس في تصميماتها. ويتميز ديران عن غيره من اصحاب هذا الاتجاه بدقة المعالجات المعمارية والاتزان في التعبير.
ثانيا: اتجاه ما يسمى (عمارة ما بعد الحداثة) وهذا الاتجاه انتشر بالعالم العربي مع نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، ويعتمداعادة قراءة اصول العمارة الكلاسيكية احيانا مع مزيج من التكنولوجيا والعقلانية. ويشاهد في مختلف انماط المباني السكنية منها والعامة. ويلاحظ في هذا الاتجاه استخدام الالوان والمواد الحديثة بمهارة عالية مع الدقة في التحكم بالنسب والحجوم. وينتشر هذا الاتجاه في معظم المباني الحديثة على طول امتداد الوطن العربي.
ثالثا: ( الاتجاه العقلاني) وهو يميل الى الكلاسيكية احيانا في بعض جوانبه كالحذر في استخدام المواد الحديثة. ويعتمد الاستخدام الحذر الواعي للحجوم والالوان والميل للهندسة المستوية مع التوازن الوظيفي اكثر من الاتجاهات الاخرى مع عدم اغفال النواحي الجمالية والبساطة في التكوين. رابعا اتجاه ما يسمى عمارة (د كنستركشن) او يمكن اطلاق كلمة (التفكيكية) على هذا الاتجاه، واحد ابرز رواده المعمارية زها حديد من العراق. ويغلب على هذا النوع من العمارة النواحي الفنية التشكيلية اكثر مما تعكسه العمارة الناتجة من الاتجاهات الاخرى. واحيانا يغلب التجريد واستعمال المواد الحديثة والزوايا المختلفة ضمن نفس العمل المعماري الواحد. خامسا:الاتجاه التراثي، وهذا الاتجاه يضم الاغلبية الغالبة من رواد المعماريين، وينطلق من هذا الاتجاه مجموعة تيارات كالمحلية والاقليمية والانتقائية الصورية التي يصنف المعماري عبد الواحد الوكيل من ضمنها وغيرهم.
وقد شكلت هذه التيارات ابرز ما ساد وشكل المناخ والبيئة الفكرية التي تبلور بها الجيل التالي لجيل الرواد. وهو ما نقصد به جيل التعليم المعماري المعاصر .النظرة العجلى للعمارة العربية المعاصرة تبين وجود اقطاب فكرية رئيسة على الخريطة العربية، اولهما بمصر حيث حسن فتحي (حتى اواخر الثمانينيات)، وعبد الحليم ابراهيم حاليا، والاخرى بالاردن حيث راسم بدران وغيره من رواد الاتجاهات المختلفة. بيد ان مجالات التفاعل بين هذه الطروحات الفكرية على ارض الواقع تتمحور في دول الخليج العربي الآخذ بالنماء والتبلور بشكل متسارع مع نهاية القرن الماضي من حيث الفكر المعماري فكرا وتطبيقا . ولعل من عاصر حسن فتحي وتتلمذ على يديه او تأثر بفكره واسلوبه كثير، وكذا الحال بالنسبة لعبد الحليم ابراهيم وراسم بدران وغيرهم. اما احد ابرز الاقطاب الفكرية المعمارية في المملكة السعودية فيتمثل بمكتب البيئة السعودي والدكتور علي الشعيبي .وكناتج لما تمخضت عنه الحركة التعليمية من ناحية، والنشاط الفكري والتطبيقي لجيل الرواد، فقد برزت مع مطلع التسعينيات ثمة مجموعة من المعماريين الذين يمكن تمييزهم كاسلوب وكموهبة فنية وذهنية، وهم ممن لازم رواد المعماريين وعاصر بعضهم واطلع على فكرهم وتطبيقاتهم، ويمكن ان يشكل ظاهرة معمارية فكرية وعملية ان توفرت الظروف الملائمة.هل في أقاليم العروبةٍ كُلّها رجلٌ سَوِيُّ العقلِ يجرؤ ان يقول: أنا سعيدُ؟
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
نااااانكسـ ارسلانية لأنج ريحتية بدال لا يقرأ يدش ويشوف
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .انا عضو جديد ارجو ان تقبلوني صديقا لكمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الاسم"عبد العزيز
رقم التلفون:عذرآ التلفون مافي شحن
(ممنوع وضع الايميل بالتوقيع او غيره .. الاداره)احب قسم الالغاز و المدارس و السيارات والرياضة
الله يرحمك ياجابر العز
تعليق
تعليق