
يبدو جلياً أن منتخب كوريا الجنوبية هو أكثر من مجرّد فريق يتمحور لعبه حول نجمته جي سو يون ذات الموهبة الفذة التي تتمتع بمهارات كروية قلّ نظيرها. صحيحٌ أنها تتصدر قائمة الهدافات في كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA بخمسة أهداف من مباراتين فقط، لكن لا يجب أن نتجاهل اعتمادها على زميلتيها كيم نا راي وجونج هي إن اللتين تمنحانها الكرة وتكونان على أتم الاستعداد لاستقبال المستديرة الساحرة إن أرادت يون تمريرها.
تمثل كيم نقطة ارتكاز في غاية الأهمية بالنسبة للمنتخب الذي يقوده المدرب تشوي إن تشيول، فلها وجودٌ قويٌ وسط الميدان سواء من خلال مساعدتها على إيقاف تقدم هجمات الخصوم أم من خلال تمرير الكرة إلى الخط الأمامي والمشاركة في تهديد الشباك. كما تشكل كيم خطراً كبيراً على مرمى الخصم عندما تضطلع بمهمة تسديد الضربات الحرة، وقد بدا ذلك واضحاً في المباراة النارية التي جمعت منتخبها مع غانا في دريسدن يوم السبت وانتهت بفوز محاربات التايجوك بأربعة أهداف مقابل اثنين، والتي هزّت فيها كيم الشباك من ضربة حرة سددتها من على بعد 30 متراً من المرمى.
كانت هذه المرة الأولى في تاريخ مبارياتها الدولية التي تسجّل فيها كيم من هذه المسافة. وكان ذلك الهدف هاماً جداً بالنسبة لفريقها بالنظر إلى أنه أعاد أمل الكوريات الجنوبيات في الفوز بتعديل النتيجة بعد أن كانت غانا قد تقدمت قبل ذلك بست دقائق للمرة الثانية في المباراة. وبفضل هدفين آخرين من توقيع كيم جين يونج وجي سو يون، كان الفوز من نصيب ممثلات آسيا اللاتي اقتنصن بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي بعد أن حصدن ست نقاط من مباراتين في دور المجموعات.
وفي تصريح خصّت به موقع FIFA.com، قالت كيم نا راي: "إنه لأمرٌ جيدٌ أن نفوز بأول مباراتين لنا في البطولة، لكن أداءنا كان أفضل في اللقاء الأول أمام سويسرا [الذي انتهى بفوز كوريا الجنوبية بأربعة أهداف نظيفة]. لم تسنح لنا الفرصة سابقاً بمواجهة فريق أفريقي بقوة المنتخب الغاني، ولم تكن جميع تمريراتنا جيدة خلال المباراة."
وأكملت هذه النجمة الشابة قائلة: "إننا نفهم جيداً تكتيكات المدرب تشوي إن تشيول وما يطلبه منا. إنه يعلمنا كيفية تنظيم صفوفنا ويبذل قُصارى جهده في سبيل تطبيق ذلك على أرض الملعب. وقد أبلينا بلاءً حسناً حتى الآن."
تُعرب كيم نا راي عن ثقتها بأن إمكانيات منتخبها كافية لكي يصل إلى المباراة النهائية في الأول من أغسطس/آب. لكن بغض النظر عن ذلك الحلم الكبير، تؤكد هذه اللاعبة الاستثنائية أنها تتمنى أن ترى زميلتها جي سو يون تنال جائزة حذاء adidas الذهبي بعد أن تحافظ على صدارتها لقائمة الهدافات في هذه البطولة. وقالت كيم عن ذلك: "إنها لاعبة جيدة بالفعل وسيكون أمراً رائعاً أن تُنهي البطولة وفي جعبتها أكبر عدد من الأهداف. أتمنى أن أساعدها على تحقيق ذلك الإنجاز من خلال تمرير الكرة لها أكبر عدد من المرات."
وبعد أن خُضن أول مباراتين لهن في دريسدن، انتقلت نجمات كوريا الجنوبية الشابات إلى بيليفيلد حيث سيواجهن المنتخب الأمريكي في المباراة الأخيرة ضمن منافسات المجموعة الرابعة التي ستحدد الترتيب النهائي لفرق المجموعة وهوية المنتخب الثاني الذي سيتأهل إلى الدور المقبل. وسيتعين على الولايات المتحدة أن تراقب مجريات الأمور في المباراة الثانية في المجموعة التي ستجمع بين سويسرا وغانا في بوخوم، لأنه في حال فوز الأخيرة، فإنه من المحتمل أن يتم إقصاء المنتخب الأمريكي حامل اللقب إن خسر لقاءه مع كوريا الجنوبية.
وإذا سارت الأمور على هذا المنوال، فقد تواجه كوريا الجنوبية مهمة ليست بالسهلة أبداً في نصف النهائي، حيث يُحتمل أن تقابل جارتها كوريا الشمالية. وتعرب كيم عن استعدادها وفريقها لخوض مثل هذا التحدي.
وقالت: "لقد واجهنا كوريا الشمالية خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة للبطولة وخرجنا بخسارة بثلاثة أهداف مقابل لا شيء. لكن تلك النتيجة لا تعني شيئاً لنا الآن. إننا نتطلع إلى الفرصة التي تجمعنا بذلك المنتخب مجدداً."
تعليق