روبيرتو كارلوس

يعد روبيرتو كارلوس من أسرع لاعبي كرة القدم على مر العصور ، وهو مدافع نشيط وقصير وسريع.
كانت أول مشاركة له مع منتخبه البرازيل ضد الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1992، ولقد شارك في بطولة كأس العالم 98 بفرنسا ولم يفز المنتخب البرازيلي بتلك البطولة ، ومن ثم شارك في بطولة كأس العالم للمرة الثانية في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 واستطاع أن يحقق اللقب الخامس مع زملائه ، ومن أهداف روبيرتو كارلوس الرائعة التي لا تنسى ذاك الهدف الذي دخل مرمى فرنسا عام 97 وكان صاروخ و يعتبر من أجمل أهداف العالم.
وكان أول فريق يلعب له روبيرتو كارلوس هو يونياو ساو جوا ، ومن ثم انتقل إلى بالميرس البرازيلي وكان ذلك في عام 1993، وبعد هذا الفريق انتقل روبيرتو كارلوس إلى الكرة الأوروبية.
ففي عام 1995انتقل روبيرتو كارلوس إلى إنتر ميلان الإيطالي بمبلغ وقدره 6.7 مليون دولار أمريكي ، وقد توقع الجميع أن يحقق روبيرتو كارلوس النجاح مع ناديه الجديد في الكالتشيو ولكنه فشل مع إنتر ميلان ليقرر الإنتقال إلى السنتياجو برنابيو.
استقر روبيرتو كارلوس مع ناديه الحالي ريال مدريد الأسباني ، ففي عام 1996 انتقل روبيرتو كارلوس إلى الريال قادماً من الكالتشيو وبالتحديد من النادي العريق إنتر ميلان الإيطالي ، وحقق روبيرتو كارلوس نجاحاً باهراً مع فريق ريال مدريد بعكس فريق إنتر ميلان ، فلقد حقق روبيرتو كارلوس مع ناديه الأسباني بطولة دوري الأبطال ثلاث مرات ، الأولى كانت على يوفنتوس موسم 98 ، والثانية عام 2000 على فالنسيا ، والثالثة كانت عام 2002 وعلى الفريق الألماني باير ليفركوزن.
وصُوت لروبيرتو كارلوس كأفضل مدافع في عام 2002 / 2003 ، وكان التصويت في موقع الإتحاد الأوربي ، وسبب التصويت هو اجتهاد روبيرتو كارلوس مع ناديه ريال مدريد وجهوده الجبارة مع الريال.
ولقد قال روبيرتو كارلوس بأنه سوف يتسابق مع الخيول عندما يعتزل كرة القدم.
زيدان

قد تصعب المقارنة بينه وبين النجم الأرجنتيني الفذ مارادونا أو أسطورة البرازيل بيليه ، فالأخيرين هما أعظم من لعب كرة القدم على مدار التاريخ ، غير أن هذا لا يمنع أن يعتبر العديد من محبي كرة القدم من اللعب ، ولهم كل الحق في ذلك.
زين الدين زيدان نجم المنتخب الفرنسي هو أفضل لاعب في العالم حالياً ، ولم لا ؟ فهو الذي قاد منتخب بلاده للتربع على عرش الكرة العالمية في السنوات الماضية بالفوز بكأس العالم عام 1998التي احتضنتها فرنسا ، ثم الفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 بهولندا وبلجيكا ، وفي كلتا البطولتين ، كان زيزو عاملاً مهماً وأساسياً في تألق الديوك الفرنسية ، فأهمية وجود زيدان في صفوف الفريق الفرنسي تجلت بشدة في كأس العالم 1998 ، فبعد الفوز على جنوب أفريقيا في المباراة الأولى ، تعرض زيدان للطرد في مباراة فرنسا والسعودية ، مما أدى إلى غيابه عن اللقاء الثالث في الدور الأول ثم عن مباراة الدور الثاني أمام باراجواي ، والتي عانى خلالها أصحاب الأرض من تجاوز رفاق خوسيه لويس شيلافيرت بهدف ذهبي أحرزه لوران بلان قبل دقائق معدودة من نهاية القوت الإضافي ، وقبل بداية دور الثمانية ، قال جوركاييف الذي لعب في مركز صانع الألعاب بدلاً من زيدان أثناء غيابه أنه سعيد جداً ، وأضاف : " كانت كل مهمتي أن أنجح في إبقاء المكان دافئاً لحين عودة زيدان إلى التشكيلة " ، وعلى الرغم من تجاوز فرنسا لإيطاليا بصعوبة في دور الثمانية بعد ماراثون طويل اختتم بضربات الترجيح ، إلا أن دور زيدان المؤثر ظهر بشدة خلال لقاء الدور قبل النهائي أمام كرواتيا ، قبل أن يبدع في نهائي البطولة أمام البرازيل ، ويسجل هدفين ولا أروع برأسه حققا كأس العالم للمنتخب الفرنسي ، وساهما في أنه منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم جائزة أفضل لاعب في العالم ، وعاد زيدان ليسطع من جديد في كأس الأمم الأوروبية عام 2000 التي أكدت نضجه الكروي الكامل ، حيث قاد الديوك الفرنسية الزرقاء إلى الفوز بلقب البطولة وقدم فاصلاً رائعاً من المهارات الفنية التي جعلت البعض من أنصار المنتخب الفرنسي أن يؤكدون أنه قد وصل إلى مرتبة من المجد الكروي فاقت ما بلغه نجم فرنسا الأشهر ميشيل بلاتيني في الثمانينات والذي اعتاد زيدان أن يشاهده عن قرب عندما كان أحد أطفال جمع الكرات في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1984، ولقد أبصر زين الدين زيدان النور في 23 يونيو من عام 1972 لأبوين جزائريين هاجرا إلى فرنسا بحثاً عن مستقبل أفضل.
وفي مدينة مارسيليا ، بدأ زيزو يداعب كرة القدم حتى وقعت عين أحد " الكشافين " عليه ليضمه إلى نادى كان أحد أندية الدرجة الأولى الفرنسية ، ولقد كان زيدان احتل مكاناً رئيسياً في صفوف مارسيليا ، كان عمر زيدان في السابعة عشرة من العمر ، إلا أنه لم يستطع حماية الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية فحزم أمتعته ورحل إلى بوردو ، ومع فريقه الجديد ، عرف زيدان طعم المنافسة على البطولات ، وقاد الفريق إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996 ليخسر أمام بايرن ميونيخ بطل ألمانيا ، ولأن مهاراته كانت قد أصبحت محط أنظار الجميع ، كان من الطبيعي أن تتهافت الأندية الأوروبية الكبرى للحصول على توقيعه ، غير أنه اختار اليوفنتوس الإيطالي وحقق معه بطولة الدوري المحلى مرتين عامي 1997 و1998 وبقى معه حتى عام 2001 الذي انتقل خلاله إلى نادى ريال مدريد الأسباني مقابل نحو 65 مليون دولار أمريكي في أضخم صفقة انتقال عرفها تاريخ كرة القدم ، فالحديث عن مهارات زيدان لا ينتهي ، فهو يجيد المراوغة ، وتسديد الضربات الثاتبة ، ويتمتع بقدرة هائلة على التحكم بالكرة ، كما أظهر مقدرة على التسجيل بالرأس في كأس العالم عام 1998 ، ويعد هدفه في مرمى بايرن ميونيخ في المباراة الودية التي أقيمت بينهما منذ نحو عامين أحد أفضل أهدافه على الإطلاق ، إذ استقبل كرة عرضية على ركبته وسدد قذيفة " على الطاير " لم يرها الحارس الألماني أوليفر كان إلا في شباكه.
بيكهام

في صيف عام 1998 ، علقت إحدى الكنائس الإنجليزية لافتة على بابها مكتوب عليها : " الرب يسامح الجميع .. حتى ديفيد بيكهام " ، لقد كان سبب ذلك التعليق الغريب ما اقترفه نجم إنجلترا المدلل في حق فريقه في نهائيات كأس العالم في ذلك العام بفرنسا عندما تعرض للطرد في مباراة إنجلترا أمام الأرجنتين في الدور الثاني مما أدى إلى تأثر المنتخب الإنجليزي الذي خسر اللقاء بركلات الترجيح ، وعلى الرغم من أن بيكهام لم يكن يستحق الطرد وفقاً لآراء العديد من متابعي كرة القدم ، فإن خروج المنتخب الإنجليزي من البطولة كان كافياً لجعل البعض من أنصار المنتخب المتعصبين يطالبون بحرمان نجم مانشستر يونايتد من التمثيل الدولي مدى الحياة ، غير أن كل هذا تغير بين عشية وضحاها ، ولم يعد بيكهام مجرد لاعب كرة قدم رائع في أكبر أندية إنجلترا مانشستر يونايتد ، بل تحول إلى نجم شعبي في إنجلترا والعالم ، ولعل هذا ما يفسر حزن أنصار الساحرة المستديرة في العالم بعد إصابته الأخيرة في القدم أثناء مباراة مانشستر يونايتد أمام ديبورتيفو لاكورونا الأسباني في قبل نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا ، وكان أحد مظاهر هذا الحزن هو قيام 100 شخص ياباني بطي ستة آلاف ورقة تنفيذاً لاعتقاد ياباني قديم بأن طي الأوراق يحقق الأماني ، أما أمنيتهم التي بذلوا من أجلها هذا الجهد فكانت أن يتمكن النجم الإنجليزي الشهير من اللحاق بكأس العالم ، والمعروف أن لبيكهام شعبية طاغية في شرق آسيا ، وقد وصل الأمر إلى حد طرح توقيعه على أحد الأوتوجرافات أثناء جولة لمانشستر يونايتد بسنغافورة للبيع في مزاد علني ، وقد بيع التوقيع بالفعل بنحو خمسة آلاف دولار أمريكي ، وكان بيكهام أصيب بكسر في إحدى عظام قدمه ، وهي إصابة تستلزم راحة وعلاجاً لمدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع غير أنه يؤكد يوماً بعد يوم أنه سيكون جاهزاً للمشاركة في أولى مباريات المنتخب الإنجليزي في المونديال أمام السويد ، ولتعجيل شفائه للمشاركة مع الفريق في البطولة ، أقام الأطباء خيمة طبية لبيكهام في منزله ذات مواصفات خاصة كتب عنها الكاتب الكبير أنيس منصور في كتابه (( مواقف بالأهرام )) : " الخيمة ثمنها ستة آلاف جنيه استرليني , ولها موتور , هذا الموتور مهمته أن يدخل الهواء , وقد أنقص الأكسجين من 21% إلى 15% كالهواء الذي يشمه الناس على ارتفاع 15 ألف قدم , ونقص الأكسجين له حكمة , وهو أنه يجعل الجسم ينشط في إنتاج كريات الدم الحمراء التي تنقل الأوكسجين إلي العضلات , وبذلك شفي اللاعب الكبير " ، وهكذا فإن بيكهام أصبح نجماً حتى وهو مصاب يمشي على عكازين ، كما كان نجماً وهو يقود إنجلترا إلى نهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان ، ولذلك " حدوتة " درامية أيضاً ، ففي مباراة إنجلترا الأخيرة بالتصفيات أمام اليونان ، كان الفريق الإنجليزي متأخراً على أرضه ووسط جماهيره بهدفين مقابل هدف واحد حتى الدقيقة 89 من زمن اللقاء عندما احتسب حكم المباراة ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء ، انبرى لها بيكهام وسددها في الشباك لتحتفل الجماهير بالتأهل بعد تعادل ألمانيا مع فنلندا في نفس التوقيت وليخرج السويدي سفين جوران إريكسون المدير الفني لمنتخب إنجلترا واصفاً بيكهام بأنه من أفضل مسددي الضربات الحرة المباشرة في العالم ، وبيكهام ليس مجرد لاعب كرة قدم ، فهو أحد نجوم الموضة والمجتمع في بريطانيا ، ولعل ما ساعده على ذلك هو زواجه من فيكتوريا ، وهو الأمر الذي جعلهما معاً أحد أشهر الأزواج في إنجلترا ولعل الجميع يذكر كيف أثار مصففي الشعر وشركات تصنيع منتجات العناية به عندما قرر حلق شعره عام 2000 قبل نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية بهولندا وبلجيكا ، كانت الشركات ومصففي الشعر قد برروا امتعاضهم من قرار النجم الكبير أن معجبيه سيساعرون إلى تقليده ، مما سيجر عليهم خسارة مالية كبيرة ، وعرضوا عليه العدول عن تفكيره مقابل الظهور في حملة إعلانات ضخمة عن منتجاتهم ، فما كان منه إلا أن يرفض ، رافعاً شعاره " شعري وأنا حر فيه ".
وبعيداً عن حياته الاجتماعية وشعبيته الطاغية كشخصية عامة ، فإن بيكهام يعد بالفعل أحد أفضل لاعبي خط الوسط في أوروبا والعالم بسرعته ودقة تمريراته وكراته العرضية وتسديداته الرائعة ، وهو حل ثانياً في اختيارات الاتحاد الدولي لكرة القدم لأفضل لاعب في العالم بعد البرتغالي لويس فيجو.

يعد روبيرتو كارلوس من أسرع لاعبي كرة القدم على مر العصور ، وهو مدافع نشيط وقصير وسريع.
كانت أول مشاركة له مع منتخبه البرازيل ضد الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1992، ولقد شارك في بطولة كأس العالم 98 بفرنسا ولم يفز المنتخب البرازيلي بتلك البطولة ، ومن ثم شارك في بطولة كأس العالم للمرة الثانية في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 واستطاع أن يحقق اللقب الخامس مع زملائه ، ومن أهداف روبيرتو كارلوس الرائعة التي لا تنسى ذاك الهدف الذي دخل مرمى فرنسا عام 97 وكان صاروخ و يعتبر من أجمل أهداف العالم.
وكان أول فريق يلعب له روبيرتو كارلوس هو يونياو ساو جوا ، ومن ثم انتقل إلى بالميرس البرازيلي وكان ذلك في عام 1993، وبعد هذا الفريق انتقل روبيرتو كارلوس إلى الكرة الأوروبية.
ففي عام 1995انتقل روبيرتو كارلوس إلى إنتر ميلان الإيطالي بمبلغ وقدره 6.7 مليون دولار أمريكي ، وقد توقع الجميع أن يحقق روبيرتو كارلوس النجاح مع ناديه الجديد في الكالتشيو ولكنه فشل مع إنتر ميلان ليقرر الإنتقال إلى السنتياجو برنابيو.
استقر روبيرتو كارلوس مع ناديه الحالي ريال مدريد الأسباني ، ففي عام 1996 انتقل روبيرتو كارلوس إلى الريال قادماً من الكالتشيو وبالتحديد من النادي العريق إنتر ميلان الإيطالي ، وحقق روبيرتو كارلوس نجاحاً باهراً مع فريق ريال مدريد بعكس فريق إنتر ميلان ، فلقد حقق روبيرتو كارلوس مع ناديه الأسباني بطولة دوري الأبطال ثلاث مرات ، الأولى كانت على يوفنتوس موسم 98 ، والثانية عام 2000 على فالنسيا ، والثالثة كانت عام 2002 وعلى الفريق الألماني باير ليفركوزن.
وصُوت لروبيرتو كارلوس كأفضل مدافع في عام 2002 / 2003 ، وكان التصويت في موقع الإتحاد الأوربي ، وسبب التصويت هو اجتهاد روبيرتو كارلوس مع ناديه ريال مدريد وجهوده الجبارة مع الريال.
ولقد قال روبيرتو كارلوس بأنه سوف يتسابق مع الخيول عندما يعتزل كرة القدم.
زيدان

قد تصعب المقارنة بينه وبين النجم الأرجنتيني الفذ مارادونا أو أسطورة البرازيل بيليه ، فالأخيرين هما أعظم من لعب كرة القدم على مدار التاريخ ، غير أن هذا لا يمنع أن يعتبر العديد من محبي كرة القدم من اللعب ، ولهم كل الحق في ذلك.
زين الدين زيدان نجم المنتخب الفرنسي هو أفضل لاعب في العالم حالياً ، ولم لا ؟ فهو الذي قاد منتخب بلاده للتربع على عرش الكرة العالمية في السنوات الماضية بالفوز بكأس العالم عام 1998التي احتضنتها فرنسا ، ثم الفوز بكأس الأمم الأوروبية عام 2000 بهولندا وبلجيكا ، وفي كلتا البطولتين ، كان زيزو عاملاً مهماً وأساسياً في تألق الديوك الفرنسية ، فأهمية وجود زيدان في صفوف الفريق الفرنسي تجلت بشدة في كأس العالم 1998 ، فبعد الفوز على جنوب أفريقيا في المباراة الأولى ، تعرض زيدان للطرد في مباراة فرنسا والسعودية ، مما أدى إلى غيابه عن اللقاء الثالث في الدور الأول ثم عن مباراة الدور الثاني أمام باراجواي ، والتي عانى خلالها أصحاب الأرض من تجاوز رفاق خوسيه لويس شيلافيرت بهدف ذهبي أحرزه لوران بلان قبل دقائق معدودة من نهاية القوت الإضافي ، وقبل بداية دور الثمانية ، قال جوركاييف الذي لعب في مركز صانع الألعاب بدلاً من زيدان أثناء غيابه أنه سعيد جداً ، وأضاف : " كانت كل مهمتي أن أنجح في إبقاء المكان دافئاً لحين عودة زيدان إلى التشكيلة " ، وعلى الرغم من تجاوز فرنسا لإيطاليا بصعوبة في دور الثمانية بعد ماراثون طويل اختتم بضربات الترجيح ، إلا أن دور زيدان المؤثر ظهر بشدة خلال لقاء الدور قبل النهائي أمام كرواتيا ، قبل أن يبدع في نهائي البطولة أمام البرازيل ، ويسجل هدفين ولا أروع برأسه حققا كأس العالم للمنتخب الفرنسي ، وساهما في أنه منحه الاتحاد الدولي لكرة القدم جائزة أفضل لاعب في العالم ، وعاد زيدان ليسطع من جديد في كأس الأمم الأوروبية عام 2000 التي أكدت نضجه الكروي الكامل ، حيث قاد الديوك الفرنسية الزرقاء إلى الفوز بلقب البطولة وقدم فاصلاً رائعاً من المهارات الفنية التي جعلت البعض من أنصار المنتخب الفرنسي أن يؤكدون أنه قد وصل إلى مرتبة من المجد الكروي فاقت ما بلغه نجم فرنسا الأشهر ميشيل بلاتيني في الثمانينات والذي اعتاد زيدان أن يشاهده عن قرب عندما كان أحد أطفال جمع الكرات في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1984، ولقد أبصر زين الدين زيدان النور في 23 يونيو من عام 1972 لأبوين جزائريين هاجرا إلى فرنسا بحثاً عن مستقبل أفضل.
وفي مدينة مارسيليا ، بدأ زيزو يداعب كرة القدم حتى وقعت عين أحد " الكشافين " عليه ليضمه إلى نادى كان أحد أندية الدرجة الأولى الفرنسية ، ولقد كان زيدان احتل مكاناً رئيسياً في صفوف مارسيليا ، كان عمر زيدان في السابعة عشرة من العمر ، إلا أنه لم يستطع حماية الفريق من الهبوط إلى الدرجة الثانية فحزم أمتعته ورحل إلى بوردو ، ومع فريقه الجديد ، عرف زيدان طعم المنافسة على البطولات ، وقاد الفريق إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996 ليخسر أمام بايرن ميونيخ بطل ألمانيا ، ولأن مهاراته كانت قد أصبحت محط أنظار الجميع ، كان من الطبيعي أن تتهافت الأندية الأوروبية الكبرى للحصول على توقيعه ، غير أنه اختار اليوفنتوس الإيطالي وحقق معه بطولة الدوري المحلى مرتين عامي 1997 و1998 وبقى معه حتى عام 2001 الذي انتقل خلاله إلى نادى ريال مدريد الأسباني مقابل نحو 65 مليون دولار أمريكي في أضخم صفقة انتقال عرفها تاريخ كرة القدم ، فالحديث عن مهارات زيدان لا ينتهي ، فهو يجيد المراوغة ، وتسديد الضربات الثاتبة ، ويتمتع بقدرة هائلة على التحكم بالكرة ، كما أظهر مقدرة على التسجيل بالرأس في كأس العالم عام 1998 ، ويعد هدفه في مرمى بايرن ميونيخ في المباراة الودية التي أقيمت بينهما منذ نحو عامين أحد أفضل أهدافه على الإطلاق ، إذ استقبل كرة عرضية على ركبته وسدد قذيفة " على الطاير " لم يرها الحارس الألماني أوليفر كان إلا في شباكه.
بيكهام

في صيف عام 1998 ، علقت إحدى الكنائس الإنجليزية لافتة على بابها مكتوب عليها : " الرب يسامح الجميع .. حتى ديفيد بيكهام " ، لقد كان سبب ذلك التعليق الغريب ما اقترفه نجم إنجلترا المدلل في حق فريقه في نهائيات كأس العالم في ذلك العام بفرنسا عندما تعرض للطرد في مباراة إنجلترا أمام الأرجنتين في الدور الثاني مما أدى إلى تأثر المنتخب الإنجليزي الذي خسر اللقاء بركلات الترجيح ، وعلى الرغم من أن بيكهام لم يكن يستحق الطرد وفقاً لآراء العديد من متابعي كرة القدم ، فإن خروج المنتخب الإنجليزي من البطولة كان كافياً لجعل البعض من أنصار المنتخب المتعصبين يطالبون بحرمان نجم مانشستر يونايتد من التمثيل الدولي مدى الحياة ، غير أن كل هذا تغير بين عشية وضحاها ، ولم يعد بيكهام مجرد لاعب كرة قدم رائع في أكبر أندية إنجلترا مانشستر يونايتد ، بل تحول إلى نجم شعبي في إنجلترا والعالم ، ولعل هذا ما يفسر حزن أنصار الساحرة المستديرة في العالم بعد إصابته الأخيرة في القدم أثناء مباراة مانشستر يونايتد أمام ديبورتيفو لاكورونا الأسباني في قبل نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا ، وكان أحد مظاهر هذا الحزن هو قيام 100 شخص ياباني بطي ستة آلاف ورقة تنفيذاً لاعتقاد ياباني قديم بأن طي الأوراق يحقق الأماني ، أما أمنيتهم التي بذلوا من أجلها هذا الجهد فكانت أن يتمكن النجم الإنجليزي الشهير من اللحاق بكأس العالم ، والمعروف أن لبيكهام شعبية طاغية في شرق آسيا ، وقد وصل الأمر إلى حد طرح توقيعه على أحد الأوتوجرافات أثناء جولة لمانشستر يونايتد بسنغافورة للبيع في مزاد علني ، وقد بيع التوقيع بالفعل بنحو خمسة آلاف دولار أمريكي ، وكان بيكهام أصيب بكسر في إحدى عظام قدمه ، وهي إصابة تستلزم راحة وعلاجاً لمدة تتراوح بين ستة إلى ثمانية أسابيع غير أنه يؤكد يوماً بعد يوم أنه سيكون جاهزاً للمشاركة في أولى مباريات المنتخب الإنجليزي في المونديال أمام السويد ، ولتعجيل شفائه للمشاركة مع الفريق في البطولة ، أقام الأطباء خيمة طبية لبيكهام في منزله ذات مواصفات خاصة كتب عنها الكاتب الكبير أنيس منصور في كتابه (( مواقف بالأهرام )) : " الخيمة ثمنها ستة آلاف جنيه استرليني , ولها موتور , هذا الموتور مهمته أن يدخل الهواء , وقد أنقص الأكسجين من 21% إلى 15% كالهواء الذي يشمه الناس على ارتفاع 15 ألف قدم , ونقص الأكسجين له حكمة , وهو أنه يجعل الجسم ينشط في إنتاج كريات الدم الحمراء التي تنقل الأوكسجين إلي العضلات , وبذلك شفي اللاعب الكبير " ، وهكذا فإن بيكهام أصبح نجماً حتى وهو مصاب يمشي على عكازين ، كما كان نجماً وهو يقود إنجلترا إلى نهائيات كأس العالم بكوريا الجنوبية واليابان ، ولذلك " حدوتة " درامية أيضاً ، ففي مباراة إنجلترا الأخيرة بالتصفيات أمام اليونان ، كان الفريق الإنجليزي متأخراً على أرضه ووسط جماهيره بهدفين مقابل هدف واحد حتى الدقيقة 89 من زمن اللقاء عندما احتسب حكم المباراة ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء ، انبرى لها بيكهام وسددها في الشباك لتحتفل الجماهير بالتأهل بعد تعادل ألمانيا مع فنلندا في نفس التوقيت وليخرج السويدي سفين جوران إريكسون المدير الفني لمنتخب إنجلترا واصفاً بيكهام بأنه من أفضل مسددي الضربات الحرة المباشرة في العالم ، وبيكهام ليس مجرد لاعب كرة قدم ، فهو أحد نجوم الموضة والمجتمع في بريطانيا ، ولعل ما ساعده على ذلك هو زواجه من فيكتوريا ، وهو الأمر الذي جعلهما معاً أحد أشهر الأزواج في إنجلترا ولعل الجميع يذكر كيف أثار مصففي الشعر وشركات تصنيع منتجات العناية به عندما قرر حلق شعره عام 2000 قبل نهائيات بطولة كأس الأمم الأوروبية بهولندا وبلجيكا ، كانت الشركات ومصففي الشعر قد برروا امتعاضهم من قرار النجم الكبير أن معجبيه سيساعرون إلى تقليده ، مما سيجر عليهم خسارة مالية كبيرة ، وعرضوا عليه العدول عن تفكيره مقابل الظهور في حملة إعلانات ضخمة عن منتجاتهم ، فما كان منه إلا أن يرفض ، رافعاً شعاره " شعري وأنا حر فيه ".
وبعيداً عن حياته الاجتماعية وشعبيته الطاغية كشخصية عامة ، فإن بيكهام يعد بالفعل أحد أفضل لاعبي خط الوسط في أوروبا والعالم بسرعته ودقة تمريراته وكراته العرضية وتسديداته الرائعة ، وهو حل ثانياً في اختيارات الاتحاد الدولي لكرة القدم لأفضل لاعب في العالم بعد البرتغالي لويس فيجو.
تعليق