بسم الله الرحمن الرحيم
تفاصيل فوز الأنتر ببطولة الدوري 88 - 89:
====================================
بطولة الدوري الأيطالي عوضت الخروج من كأس الأتحاد
فوز الأنتر اسكت الصحافه
يحار المرء في كيفية تفكير الجمهور الإيطالي المتعطش للعبة كرة القدم, ففي الوقت الذي ترى فيه قسماً كبيراً من هذا الجمهور يحبذ انتصارات المنتخب الإيطالي على الصعيدين الأوروبي والعالمي نرى قسماً آخر يحبذ البطولات الداخلية خصوصاُ بطولة الدوري حيث تهيئ هذه البطولة للنادي الفائز فيها المشاركة في كأس أوروبا للأندية البطلة, وفي هذا الإطار يتأكد أن بطولة الدوري هي الأهم في نظر البعض, إلا أن هناك كؤوساً أوروبية أخرى لكأس الاتحاد الأوروبي وكأس الكؤوس. وتعتبر بطولة كأس أبطال الدوري الأصعب بين الكؤوس الثلاثة لذلك تستحوذ بطولة الدوري باهتمام كبير عند الجمهور الإيطالي. لذا جاء فوز الانتر ببطولة الدوري الإيطالي في موسم 1988 – 1989 في المرتبة الثانية من حيث الاهتمام الإيطالي, قياساً إلى الاهتمام الذي أبداه هذا الجمهور حيال انتصار نابولي بكأس الاتحاد الأوروبي وميلان بكأس أبطال الدوري, وبدرجة أقل سامبدوريا الذي صنع انتصارات كبيرة قبل سقوطه في المباراة النهائية لبطولة كأس حاملي الكؤوس.
تراباتوني حاصد الجوائز :
لا شك أن ميل الجمهور الإيطالي نحو البطولات الأوروبية أزعج كثيراً تراباتوني مدرب الانتر ( وقتها ) الذي كان يسعى إلى الجمع ما بين بطولة الدوري وبطولة كأس أوروبا, وهو الذي أصيب بمرارة شديدة عندما سقط فريقه أمام بايرن ميونيخ, وقد علق على ذلك الليلة التي سقط فيها فريقه بالقول : (( لولا تلك الليلة المجنونة ضد بايرن لوصلنا بدون شك إلى القمة على الصعيد الأوروبي. عندما نرى أسلوب هذا الرجل نجد أنه يعتمد في تطلعاته على الأرضية الصلبة, فلقد استطاع بفضل إصراره أن يتخطى المعاناة التي أصيب بها رئيس النادي بيللغريني ( وقتها ) الذي ظل أربع سنوات يعد فيها أنصار النادي أنه سيحرز بطولة الدوري خصوصاُ وأن هذا الأخير كان قد سخر أمواله الطائلة من أجل جلب النجوم الكبار, ومنهم إنزو شيفو ونوبيللي, ولكن تبين فيما بعد أن هذه السياسة سلاح ذو حدين إذا لم تحصن بالشكل المطلوب. وبالفعل كان تراباتوني هذا المحصن الذي عرف كيف يستعمل ملايين رئيسه ويضيفها إلى كنز المعلومات الذي يتصف به.
لقد رأى تراباتوني وهو الخبير بأن هناك خطورة كبيرة من بعض الأندية الأخرى وفي مقدمتها نادي ميلان الذي كان يضم الثلاثي الهولندي غوليت – فان باستن – رييكارد, لذلك كان اجتماعه العاصف مع رئيسيه الذي انفض عن سلسلة تدابير أبرزها فتح خزينة النادي من أجل شراء النجوم, وبالفعل تم له ما أراد فتواجد في النادي كل من الألمانيين ماثيوس وبريمه والحق بهما يورغن كلينسمان وبرتي وبيانكي, وكان النادي أصيب بخيبة أمل كبيرة عندما لم يتمكن من التعاقد مع ماجر الذي كان سيحل مكان الطوبيللي على أمل أن يصبح ماجر خليفة رومينغيه وموللر الذين عاشاً أمجاد الانتر. وبالإضافة إلى هؤلاء فقد اعتبر مجيء الأرجنتيني دياز نجم خط الهجوم حلاً مناسباً, لكن هذا الحل لم يتأمن إلا بعد اجتماعات عدة.
الفوز أسكت الصحافه :
ورغم تواجد هذه المجموعة الكبيرة من النجوم فإن الانتر أصيب ببعض النكسات أبرزها على الإطلاق سقطتيه في تصفيات كأس إيطاليا, وكأس الاتحاد الأوروبي, وقد تعرض النادي بعد هاتين السقطتين لهجوم مرير من الصحافة, فكتبت إحدى الصحاف كعنوان رئيسي : (( الانتر أنت متهم, فأما الفوز, وأما رحيل تراباتوني )).
ولم ينفع هذا الهجوم الساحق في دفع تراباتوني إلى اليأس, بل جابه الأمور ببساطة فواجه الصحافة بصمت مطبق, متسلحاً بمواقف ادراته ولاعبيه الذين كانوا يؤيدونه, وقد نجحت هذه السياسة أخيراً في إسكات أبواق الصحافة, فجاء انتصار الانتر في النهاية ببطولة الدوري لكي يضع حداً للمشككين في قدرة هذا النادي على صنع المستحيل. يعتبر أنصار الانتر انتصاراً لجهود جميع العاملين في هذا النادي خصوصاُ لاعبيه الذين لم تهمد عزيمتهم رغم كثرة المشككين من حولهم, وقد استطاع تراباتوني أن يستغل بذكائه المعهود إمكانات نجومه كل في موقعه, فرأينا كيف استطاع ماثيولي أن يعيد التوازن إلى الفريق فاعتبر مع ماثيوس قلب الفريق النابض, كما ساعد دياز زميله سيرينا على إظهار كفاءته, وفي خط الوسط أدت هجمات برتي الصاعقة بالتعاون مع بيانكي لاعب تشيسينا السابق والألماني بريمه, على خلخلة دفاعات الخصوم, وفي خط الدفاع برز ماندورلين الذي نال ثقة تراباتوني. وتعقيباً على فوز الانتر بالبطولة فقد علق دوسينا نجم خط هجوم سمبدوريا على هذا الأمر بالقول : (( أمام هذا الفريق تبدو بقية الفرق سخيفة جداً )).
أستفتاء الموسم :
وكعادتها بعد كل بطولة أو منسابة كبيرة فقد أجرت مجلة (( غيرين سبورتيفو )) استفتاء حول العديد من الأمور التي تهم جماهير كرة القدم في إيطاليا, ومن ضمن هذه الاستفتاءات اختيار أفضل لاعب ومدرب. وقد احتل ألدو سيرينا مهاجم الانتر والفائز بلقب الهداف المرتبة الأولى في استفتاء اللاعبين المتألقين. لم يعتمد الاستفتاء على كفاءة الرجال الرياضية فحسب بل أيضاً على إنجازاتهم ودرجة تألقهم حتى ولو كانت عبرة, لذا لم يهتم الاستفتاء بالاسمترارية بل بالحماس, كما أعطيت الأفضلية لبعض المراكز في الملعب على مراكز أخرى, فاعتبر الموسم موسم الهادفين الذين استأثروا باهتمام الجميع, لذا احتل روبيرتو باجيو لاعب فيورينتينا ( وقتها ) المرتبة الثالثة بين المتألقين مع أن نتيجة فريقه كانت أقل من عادية بعد موسم صعب. ورغم الظلم الذي لحق بلاعبي الدفاع نال حارس مرمى وولتر زينغا ست علامات, وأندرياس بريمه أربعة, وقد سيطر لاعبو الانتر بفضل فوزهم بالدوري على نتيجة الاستفتاء, لذا نال المدرب تراباتوني أربع علامات قبل ماندورليني الذي بذل الكثير من أجل فوز الانتر. أما المرتبة الثانية فقد احتلها كاريكا لاعب نابولي الذي مضى موسماً قاسياً جداً على كل الجبهات, وقد جمع كاريكا عشر علامات متخطياً فان باستن نجم ميلان الذي نال ثماني علامات.
ونعرض فيما يلي نبذات عن لاعبي الأنتر الذي حققوا له بطولة الدوري آنذاك :
• جوزيبي باريزي : قائد الفريق مهما كتب عن هذا اللاعب فأن الكلام لن يعطيه حقه خصوصاُ وأنه شارك حتى الآن في ألف مباراة تقريباً, ويعتبر صلة الوصل بين الماضي والحاضر في فريق الانتر وهو لا يتوقف أبداً عن التطلع إلى المستقبل واضعاً نصب عينيه أمجاد ماض قريب. وفي مقارنة مع شقيقه فرانكو الذي يلعب في ميلان فإن عروض الشقيق الأكبر تبدو أقل دفعاً لكنها تحافظ على بعض الثبات لذا استحق هذا اللاعب لقب (( مطرقة الفريق )) وذلك بفضل استمرارية في العطاء وجوزيبي من مواليد 7 شباط 1958 في مدينة ترافاليانو في مقاطعة بريشيا.
• وولتر زينغا : (( الملاك الحارس )) من مواليد ميلان العام 1960: أثبت زينغا أنه خير من وقف لحراسة الخشبات الثلاث لأنه يمتلك مقومات حارس المرمى الناجح, فهو عدا قوته في ملاحقة الكرات العالية, فإنه يملك شخصية قوية, ويسيطر على تحركاته بشكل مذهل كما أن بإستطاعتة ذراعيه الطويلتين أن تلتقط الكرات مهما كانت صعبة وقوية.
• جوزيبي بيرغومي : من مواليد ميلان العام 1963 : عندما بدأ بيرغومي اللعب مع ميلانو كان فتى يافعاً لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره لكن بسبب شاربيه اللذين كان يطلقهما في ذلك الحين فقد كان يبدو أكبر من سنه بكثير لذلك أطلق علية تسمية (( العم )). ومنذ ذلك التاريخ استطاع بيرغومي أن يتخطى جميع الصعوبات التي اعترضته واعتبر مثالاً يحتذى حتى للذين يكبروه.
• أندرياس بريمه : من مواليد هامبورغ العام 1960 : انتقل النجم الألماني إلى إيطاليا في بداية الموسم ونقل معه بساطته في كل شيء, وقد اعتبر الانتر وصول بريمه إليه بمثابة هدية ثمينة من بايرن ميونيخ, لقد استطاع بريمه في فترة وجيزة من الانصهار قي بوتقة ناديه, كما تمكن من جعل المنطقة اليسرى التي يشغلها في خط الهجوم كمملكة مطلقة له, فهو إعصار ويتخطى خصومه فرداً فرداً من أجل الوصول إلى الهدف.
• جانفرانكو ماتيولي : من مواليد نورو في العام 1959 : عندما شكل تراباتوني تشكيلة فريقه الأساسية كان ماتيولي في سردينيا يعاني بمرارة وذلك بعد موسم فاشل, مع زميله إنزو شيفو. ولكن رغم الانتقادات الحادة التي لاحقت ماتيولي إلا أن ذلك لم يفت في عضده بل تحمل قساوة الجميع كما أنه تناسى قضية وضعه على لائحة البيع بعدما اعرضت جميع الأندية عن شرائه باستثناء فريق كومو الذي عرض على الانتر مبلغاً بسيطاً جداً.
• ريكاردو فيري : من مواليد كريما في مقاطعة كريمونا العام 1963 : منذ صغره ظهرت ألمعية فيري في لعبة كرة القدم ولم يكذب هذا اللاعب آراء الجميع من تنبأوا بأنه سيصبح لاعباً مرموقاً وقد برهن عن ذلك عندما شكل ثنائياً ناجحاً مع بيرغومي.
• أندريا ماندورليني : من مواليد رافينا العام 1960 : ارتباطاته السابقة في لازيو وسمبدوريا جعلت من ماندورليني لاعباً ذو كفاءات عالية جداً, لذلك اعتمد تراباتوني عليه في شغل مراكز كثيرة كان نصيبه الناجح في معظمها خصوصاُ في خط الهجوم حيث ساهمت خبرته في الكثير من الانتصارات التي حققها فريقه.
• اليساندرو بيانكي : من مواليد تشرفيا في العام 1966 : اعتبر تراباتوني بيانكي اللاعب المثالي لأنه هذا اللاعب كان محرك الفريق بحسن تموينه بالكرات لزملائه, إنه نثل كاوزيو وبرونو كونتي جديد ولا يعرف أنصاف الحلول, فهو مثل عدائي الماراثون مستعد لكل التضحيات بدون أن يأخذه الغرور.
• نيكولا برتي : من مواليد سالسو ماد جوري ترمي العام 1967 : منذ بدايته مع الانتر نجح برتي في خط الوسط فأصبح محرك هذا الخط فهو كان دائماً متحمس, وقد ساعده وجوده في الانتر كثيراً في إبراز مواهبه وأصبح لاعباً لا يعترف بالحواجز التي تقف أمامه.
• رامون دياز : من مواليد ريوخا ( الأرجنتين ) العام 1959 : يعتبر دياز من أهم لاعبي الانتر ( وقتها ) فهو هدافه بالجمال والمفرق كما أن أداءه يتميز بالكمال, يضاف إلى ذلك ضرباته الساحقة بالقدم اليسرى.
• لوثار ماثيوس : من مواليد أرلانغن العام 1961 : يعتبر اختيار تراباتوني لماثيوس من أفضل النجاحات التي حققها هذا المدرب, وقد أدرك النجم الألماني سرياً لماذا اختاره تراباتوني لذلك عمل بسرعة على رد جميل مدربه سريعاً فتعاون بشكل وثيق مع ماتيولي, ثم شكل بمفرده في حالات أخرى محوراً تنطلق من حوله جميع تحركات زملائه وبالإضافة إلى هذا كله فقد استعمل ماثيوس سرعته المتفجرة للتغلغل داخل خطوط الخصم لذا قيل أن قلب الفريق الانتر هو ألماني.
• ألدو سيرينا : من مواليد مونتي بيلونا العام 1960 : أثبت ألدو سيرينا خلال الموسم أنه بخلاف الرأي الذي أطلقه عليه أنييلي الذي قال عنه أنه لاعب من الخصر حتى الرأس فقط, إذ أثبت سيرينا أنه لاعب من أخمص قدميه حتى قمة رأسه. فكان سيرينا بحق مرعب حراس المرمى حيث تركت ضرباته الساحقة أكثر من صدى في شباك معظم خصومه.
• بياترو فانا : يتندر الإيطاليين في أنه رغم سقوط شعر هذا اللاعب فإنه رغم سقوط شعر هذا اللاعب فإن ذلك لم يؤثر في تطلعاته نحو الأفضل, فقد بقى فانا محط أنظار تراباتوني بعد محافظته على مستواه وكذلك بعد نجاحه في جميع المهمات التي أوكلها إليه مدربه.
• كارادا فرديللي : بفضل فريق الانتر ( وقتها ) أنقذ فرديللي من وداع مبكر لعالم الكرة, فهذا اللاعب الذي لم يتعاقد مع أي ناد إيطالي لقى خطوته عند تراباتوني الذي شجعه بإدخاله مكان مانورليني, وهو بارز في الضربات الرأسية, وترك بصمات واضحة في فوز الانتر.
** انجازات تراباتوني ** - مع ميلانو كلاعب : فاز مرتين ببطولة الدوري الإيطالي عامي 62 و 68, مرة واحدة بكأس إيطاليا العام 62, ومترين ببطولة كأس أبطال أوروبا أعوام 63 و 69, ومرة واحدة كأس القارات العام 69, ومرة واحدة بكأس الكؤوس العام 68. - كمدرب ( وقتها ) : فاز سبع مرات ببطولة الدوري الإيطالي, ست مرات مع اليوفي أعوام ( 77 – 78 – 81 – 82 – 84 – 86 ). مرة واحدة مع الانتر العام 89. وقاد اليوفي للفوز مرتين ببطولة كأس إيطاليا عامي 79 و 83, ومرة واحدة بكأس الأندية البطلة العام 85, ومرة واحدة كأس القارات 85, ومرة واحدة بكأس السوبر الأوروبية العام 84, ومرة واحدة بكأس السوبر الأوروبية العام 84, ومرة واحدة كأس الاتحاد الأوروبي عام 77.
** بطاقة الانتر ** - الاسم : انترناسيونالي. - عام تأسيسه : 1908. - ملعبه : سان سيرو ويتسع ل85 ألف متفرج. - إنجازاته : فاز 13 مرة ببطولة الدوري و3 مرات الكأس, ومرتين كأس الأندية البطلة 64 و 65, مرتين كأس القارات 64 و65.
================================================== ======
اخوكم:HOT
تفاصيل فوز الأنتر ببطولة الدوري 88 - 89:
====================================
بطولة الدوري الأيطالي عوضت الخروج من كأس الأتحاد
فوز الأنتر اسكت الصحافه
يحار المرء في كيفية تفكير الجمهور الإيطالي المتعطش للعبة كرة القدم, ففي الوقت الذي ترى فيه قسماً كبيراً من هذا الجمهور يحبذ انتصارات المنتخب الإيطالي على الصعيدين الأوروبي والعالمي نرى قسماً آخر يحبذ البطولات الداخلية خصوصاُ بطولة الدوري حيث تهيئ هذه البطولة للنادي الفائز فيها المشاركة في كأس أوروبا للأندية البطلة, وفي هذا الإطار يتأكد أن بطولة الدوري هي الأهم في نظر البعض, إلا أن هناك كؤوساً أوروبية أخرى لكأس الاتحاد الأوروبي وكأس الكؤوس. وتعتبر بطولة كأس أبطال الدوري الأصعب بين الكؤوس الثلاثة لذلك تستحوذ بطولة الدوري باهتمام كبير عند الجمهور الإيطالي. لذا جاء فوز الانتر ببطولة الدوري الإيطالي في موسم 1988 – 1989 في المرتبة الثانية من حيث الاهتمام الإيطالي, قياساً إلى الاهتمام الذي أبداه هذا الجمهور حيال انتصار نابولي بكأس الاتحاد الأوروبي وميلان بكأس أبطال الدوري, وبدرجة أقل سامبدوريا الذي صنع انتصارات كبيرة قبل سقوطه في المباراة النهائية لبطولة كأس حاملي الكؤوس.

تراباتوني حاصد الجوائز :
لا شك أن ميل الجمهور الإيطالي نحو البطولات الأوروبية أزعج كثيراً تراباتوني مدرب الانتر ( وقتها ) الذي كان يسعى إلى الجمع ما بين بطولة الدوري وبطولة كأس أوروبا, وهو الذي أصيب بمرارة شديدة عندما سقط فريقه أمام بايرن ميونيخ, وقد علق على ذلك الليلة التي سقط فيها فريقه بالقول : (( لولا تلك الليلة المجنونة ضد بايرن لوصلنا بدون شك إلى القمة على الصعيد الأوروبي. عندما نرى أسلوب هذا الرجل نجد أنه يعتمد في تطلعاته على الأرضية الصلبة, فلقد استطاع بفضل إصراره أن يتخطى المعاناة التي أصيب بها رئيس النادي بيللغريني ( وقتها ) الذي ظل أربع سنوات يعد فيها أنصار النادي أنه سيحرز بطولة الدوري خصوصاُ وأن هذا الأخير كان قد سخر أمواله الطائلة من أجل جلب النجوم الكبار, ومنهم إنزو شيفو ونوبيللي, ولكن تبين فيما بعد أن هذه السياسة سلاح ذو حدين إذا لم تحصن بالشكل المطلوب. وبالفعل كان تراباتوني هذا المحصن الذي عرف كيف يستعمل ملايين رئيسه ويضيفها إلى كنز المعلومات الذي يتصف به.

لقد رأى تراباتوني وهو الخبير بأن هناك خطورة كبيرة من بعض الأندية الأخرى وفي مقدمتها نادي ميلان الذي كان يضم الثلاثي الهولندي غوليت – فان باستن – رييكارد, لذلك كان اجتماعه العاصف مع رئيسيه الذي انفض عن سلسلة تدابير أبرزها فتح خزينة النادي من أجل شراء النجوم, وبالفعل تم له ما أراد فتواجد في النادي كل من الألمانيين ماثيوس وبريمه والحق بهما يورغن كلينسمان وبرتي وبيانكي, وكان النادي أصيب بخيبة أمل كبيرة عندما لم يتمكن من التعاقد مع ماجر الذي كان سيحل مكان الطوبيللي على أمل أن يصبح ماجر خليفة رومينغيه وموللر الذين عاشاً أمجاد الانتر. وبالإضافة إلى هؤلاء فقد اعتبر مجيء الأرجنتيني دياز نجم خط الهجوم حلاً مناسباً, لكن هذا الحل لم يتأمن إلا بعد اجتماعات عدة.
الفوز أسكت الصحافه :
ورغم تواجد هذه المجموعة الكبيرة من النجوم فإن الانتر أصيب ببعض النكسات أبرزها على الإطلاق سقطتيه في تصفيات كأس إيطاليا, وكأس الاتحاد الأوروبي, وقد تعرض النادي بعد هاتين السقطتين لهجوم مرير من الصحافة, فكتبت إحدى الصحاف كعنوان رئيسي : (( الانتر أنت متهم, فأما الفوز, وأما رحيل تراباتوني )).

ولم ينفع هذا الهجوم الساحق في دفع تراباتوني إلى اليأس, بل جابه الأمور ببساطة فواجه الصحافة بصمت مطبق, متسلحاً بمواقف ادراته ولاعبيه الذين كانوا يؤيدونه, وقد نجحت هذه السياسة أخيراً في إسكات أبواق الصحافة, فجاء انتصار الانتر في النهاية ببطولة الدوري لكي يضع حداً للمشككين في قدرة هذا النادي على صنع المستحيل. يعتبر أنصار الانتر انتصاراً لجهود جميع العاملين في هذا النادي خصوصاُ لاعبيه الذين لم تهمد عزيمتهم رغم كثرة المشككين من حولهم, وقد استطاع تراباتوني أن يستغل بذكائه المعهود إمكانات نجومه كل في موقعه, فرأينا كيف استطاع ماثيولي أن يعيد التوازن إلى الفريق فاعتبر مع ماثيوس قلب الفريق النابض, كما ساعد دياز زميله سيرينا على إظهار كفاءته, وفي خط الوسط أدت هجمات برتي الصاعقة بالتعاون مع بيانكي لاعب تشيسينا السابق والألماني بريمه, على خلخلة دفاعات الخصوم, وفي خط الدفاع برز ماندورلين الذي نال ثقة تراباتوني. وتعقيباً على فوز الانتر بالبطولة فقد علق دوسينا نجم خط هجوم سمبدوريا على هذا الأمر بالقول : (( أمام هذا الفريق تبدو بقية الفرق سخيفة جداً )).

أستفتاء الموسم :
وكعادتها بعد كل بطولة أو منسابة كبيرة فقد أجرت مجلة (( غيرين سبورتيفو )) استفتاء حول العديد من الأمور التي تهم جماهير كرة القدم في إيطاليا, ومن ضمن هذه الاستفتاءات اختيار أفضل لاعب ومدرب. وقد احتل ألدو سيرينا مهاجم الانتر والفائز بلقب الهداف المرتبة الأولى في استفتاء اللاعبين المتألقين. لم يعتمد الاستفتاء على كفاءة الرجال الرياضية فحسب بل أيضاً على إنجازاتهم ودرجة تألقهم حتى ولو كانت عبرة, لذا لم يهتم الاستفتاء بالاسمترارية بل بالحماس, كما أعطيت الأفضلية لبعض المراكز في الملعب على مراكز أخرى, فاعتبر الموسم موسم الهادفين الذين استأثروا باهتمام الجميع, لذا احتل روبيرتو باجيو لاعب فيورينتينا ( وقتها ) المرتبة الثالثة بين المتألقين مع أن نتيجة فريقه كانت أقل من عادية بعد موسم صعب. ورغم الظلم الذي لحق بلاعبي الدفاع نال حارس مرمى وولتر زينغا ست علامات, وأندرياس بريمه أربعة, وقد سيطر لاعبو الانتر بفضل فوزهم بالدوري على نتيجة الاستفتاء, لذا نال المدرب تراباتوني أربع علامات قبل ماندورليني الذي بذل الكثير من أجل فوز الانتر. أما المرتبة الثانية فقد احتلها كاريكا لاعب نابولي الذي مضى موسماً قاسياً جداً على كل الجبهات, وقد جمع كاريكا عشر علامات متخطياً فان باستن نجم ميلان الذي نال ثماني علامات.
ونعرض فيما يلي نبذات عن لاعبي الأنتر الذي حققوا له بطولة الدوري آنذاك :

• جوزيبي باريزي : قائد الفريق مهما كتب عن هذا اللاعب فأن الكلام لن يعطيه حقه خصوصاُ وأنه شارك حتى الآن في ألف مباراة تقريباً, ويعتبر صلة الوصل بين الماضي والحاضر في فريق الانتر وهو لا يتوقف أبداً عن التطلع إلى المستقبل واضعاً نصب عينيه أمجاد ماض قريب. وفي مقارنة مع شقيقه فرانكو الذي يلعب في ميلان فإن عروض الشقيق الأكبر تبدو أقل دفعاً لكنها تحافظ على بعض الثبات لذا استحق هذا اللاعب لقب (( مطرقة الفريق )) وذلك بفضل استمرارية في العطاء وجوزيبي من مواليد 7 شباط 1958 في مدينة ترافاليانو في مقاطعة بريشيا.
• وولتر زينغا : (( الملاك الحارس )) من مواليد ميلان العام 1960: أثبت زينغا أنه خير من وقف لحراسة الخشبات الثلاث لأنه يمتلك مقومات حارس المرمى الناجح, فهو عدا قوته في ملاحقة الكرات العالية, فإنه يملك شخصية قوية, ويسيطر على تحركاته بشكل مذهل كما أن بإستطاعتة ذراعيه الطويلتين أن تلتقط الكرات مهما كانت صعبة وقوية.
• جوزيبي بيرغومي : من مواليد ميلان العام 1963 : عندما بدأ بيرغومي اللعب مع ميلانو كان فتى يافعاً لا يتجاوز السابعة عشرة من عمره لكن بسبب شاربيه اللذين كان يطلقهما في ذلك الحين فقد كان يبدو أكبر من سنه بكثير لذلك أطلق علية تسمية (( العم )). ومنذ ذلك التاريخ استطاع بيرغومي أن يتخطى جميع الصعوبات التي اعترضته واعتبر مثالاً يحتذى حتى للذين يكبروه.
• أندرياس بريمه : من مواليد هامبورغ العام 1960 : انتقل النجم الألماني إلى إيطاليا في بداية الموسم ونقل معه بساطته في كل شيء, وقد اعتبر الانتر وصول بريمه إليه بمثابة هدية ثمينة من بايرن ميونيخ, لقد استطاع بريمه في فترة وجيزة من الانصهار قي بوتقة ناديه, كما تمكن من جعل المنطقة اليسرى التي يشغلها في خط الهجوم كمملكة مطلقة له, فهو إعصار ويتخطى خصومه فرداً فرداً من أجل الوصول إلى الهدف.
• جانفرانكو ماتيولي : من مواليد نورو في العام 1959 : عندما شكل تراباتوني تشكيلة فريقه الأساسية كان ماتيولي في سردينيا يعاني بمرارة وذلك بعد موسم فاشل, مع زميله إنزو شيفو. ولكن رغم الانتقادات الحادة التي لاحقت ماتيولي إلا أن ذلك لم يفت في عضده بل تحمل قساوة الجميع كما أنه تناسى قضية وضعه على لائحة البيع بعدما اعرضت جميع الأندية عن شرائه باستثناء فريق كومو الذي عرض على الانتر مبلغاً بسيطاً جداً.
• ريكاردو فيري : من مواليد كريما في مقاطعة كريمونا العام 1963 : منذ صغره ظهرت ألمعية فيري في لعبة كرة القدم ولم يكذب هذا اللاعب آراء الجميع من تنبأوا بأنه سيصبح لاعباً مرموقاً وقد برهن عن ذلك عندما شكل ثنائياً ناجحاً مع بيرغومي.
• أندريا ماندورليني : من مواليد رافينا العام 1960 : ارتباطاته السابقة في لازيو وسمبدوريا جعلت من ماندورليني لاعباً ذو كفاءات عالية جداً, لذلك اعتمد تراباتوني عليه في شغل مراكز كثيرة كان نصيبه الناجح في معظمها خصوصاُ في خط الهجوم حيث ساهمت خبرته في الكثير من الانتصارات التي حققها فريقه.
• اليساندرو بيانكي : من مواليد تشرفيا في العام 1966 : اعتبر تراباتوني بيانكي اللاعب المثالي لأنه هذا اللاعب كان محرك الفريق بحسن تموينه بالكرات لزملائه, إنه نثل كاوزيو وبرونو كونتي جديد ولا يعرف أنصاف الحلول, فهو مثل عدائي الماراثون مستعد لكل التضحيات بدون أن يأخذه الغرور.
• نيكولا برتي : من مواليد سالسو ماد جوري ترمي العام 1967 : منذ بدايته مع الانتر نجح برتي في خط الوسط فأصبح محرك هذا الخط فهو كان دائماً متحمس, وقد ساعده وجوده في الانتر كثيراً في إبراز مواهبه وأصبح لاعباً لا يعترف بالحواجز التي تقف أمامه.
• رامون دياز : من مواليد ريوخا ( الأرجنتين ) العام 1959 : يعتبر دياز من أهم لاعبي الانتر ( وقتها ) فهو هدافه بالجمال والمفرق كما أن أداءه يتميز بالكمال, يضاف إلى ذلك ضرباته الساحقة بالقدم اليسرى.
• لوثار ماثيوس : من مواليد أرلانغن العام 1961 : يعتبر اختيار تراباتوني لماثيوس من أفضل النجاحات التي حققها هذا المدرب, وقد أدرك النجم الألماني سرياً لماذا اختاره تراباتوني لذلك عمل بسرعة على رد جميل مدربه سريعاً فتعاون بشكل وثيق مع ماتيولي, ثم شكل بمفرده في حالات أخرى محوراً تنطلق من حوله جميع تحركات زملائه وبالإضافة إلى هذا كله فقد استعمل ماثيوس سرعته المتفجرة للتغلغل داخل خطوط الخصم لذا قيل أن قلب الفريق الانتر هو ألماني.
• ألدو سيرينا : من مواليد مونتي بيلونا العام 1960 : أثبت ألدو سيرينا خلال الموسم أنه بخلاف الرأي الذي أطلقه عليه أنييلي الذي قال عنه أنه لاعب من الخصر حتى الرأس فقط, إذ أثبت سيرينا أنه لاعب من أخمص قدميه حتى قمة رأسه. فكان سيرينا بحق مرعب حراس المرمى حيث تركت ضرباته الساحقة أكثر من صدى في شباك معظم خصومه.
• بياترو فانا : يتندر الإيطاليين في أنه رغم سقوط شعر هذا اللاعب فإنه رغم سقوط شعر هذا اللاعب فإن ذلك لم يؤثر في تطلعاته نحو الأفضل, فقد بقى فانا محط أنظار تراباتوني بعد محافظته على مستواه وكذلك بعد نجاحه في جميع المهمات التي أوكلها إليه مدربه.
• كارادا فرديللي : بفضل فريق الانتر ( وقتها ) أنقذ فرديللي من وداع مبكر لعالم الكرة, فهذا اللاعب الذي لم يتعاقد مع أي ناد إيطالي لقى خطوته عند تراباتوني الذي شجعه بإدخاله مكان مانورليني, وهو بارز في الضربات الرأسية, وترك بصمات واضحة في فوز الانتر.
** انجازات تراباتوني ** - مع ميلانو كلاعب : فاز مرتين ببطولة الدوري الإيطالي عامي 62 و 68, مرة واحدة بكأس إيطاليا العام 62, ومترين ببطولة كأس أبطال أوروبا أعوام 63 و 69, ومرة واحدة كأس القارات العام 69, ومرة واحدة بكأس الكؤوس العام 68. - كمدرب ( وقتها ) : فاز سبع مرات ببطولة الدوري الإيطالي, ست مرات مع اليوفي أعوام ( 77 – 78 – 81 – 82 – 84 – 86 ). مرة واحدة مع الانتر العام 89. وقاد اليوفي للفوز مرتين ببطولة كأس إيطاليا عامي 79 و 83, ومرة واحدة بكأس الأندية البطلة العام 85, ومرة واحدة كأس القارات 85, ومرة واحدة بكأس السوبر الأوروبية العام 84, ومرة واحدة بكأس السوبر الأوروبية العام 84, ومرة واحدة كأس الاتحاد الأوروبي عام 77.
** بطاقة الانتر ** - الاسم : انترناسيونالي. - عام تأسيسه : 1908. - ملعبه : سان سيرو ويتسع ل85 ألف متفرج. - إنجازاته : فاز 13 مرة ببطولة الدوري و3 مرات الكأس, ومرتين كأس الأندية البطلة 64 و 65, مرتين كأس القارات 64 و65.
================================================== ======
اخوكم:HOT
تعليق