السلام عليكم اخواني اعزائي في هذا المنتدى الرائع, و الذي تمنيت المشاركة فيه و لكنني لم اتمكن بسبب عامل اللغة. و لكن الأن حصلت على لوحة كتابة عربية و سأتمكن من المشاركة بعون الله.
موضوعي اليوم هو حول عدم شهرة اللاعب زين الدين زيدان مبكرا في عمره, رغم ان كل من شاهده يلعب اعترف بقدرته و لعبه الفريد من نوعه.
منذ فترة طويلة, قرأت موضوعا في صحيفة الجارديان اللانكليزية التي تحكي قصة حياة اللاعب الذي لايعرفه معظمنا, و نعتقد بأنها ليست مهمة بلنسبة لنجاحاته و حياته الكروية. اندرو هوسي, الذي هو مؤلف و صحفي بريطاني, التقى باللاعب و سأله العديد من الأسئلة التي لم و لن يتجرء احد على طرحها, و سوف احاول تغطيتها في موضوعي هذا.
http://www.wldcup.com/pictures/euro2...-ombre20-i.jpg
ولد زين الدين في حي فقير بمدينة مارسيليا, اسمه لي كاستيلين و هو مشهور بكونه حي صناعي و ملتقى جميع المهاجرين الذين لم توفقهم الحياة. و كان والد زين الدين, اسماعيل, يعمل في احدى المصانع, و كان معظم عمله ليلي, مما كان يسبب الخوف لأولاده السبعة. و كانت تعاليم الأب لأولاده هي بالألتزام الأدبي و المثابرة و العمل الجاد, و كان اهمها هو الأهتمام بالعائلة و عدم التنكر للأصل مما كانت الضروف. و علمهم اسمايل بأن الحياة قاسية و صعبة و لا تعرف الرحمة, خصوصا مع المهاجرين الذين تركوا وطنهم بحثا عن عيشة افضل. وقد عاش زين الدين حياته كلها يعاني من هذه العقدة. فمكثت عائلة زيدان في شقة صغيرة فيها ثلاث غرف فقط!
كان زين الدين طفلا هادء و عديم المشاكل و المغامرات الطفولية, و لكنه كان شرسا و شديد القوة في الملعب و المعارك الجدية بين الأولاد في منطقته. كان مثابرا و لم تعني كلمة المستحيل اي شيء له, رغم ان بداياته الكروية لم تبشر بما هو الأن. كانت طريقته في اللعب رائعة منذ صغره, حيث اثبت قدرته "الخارقة" في المراوغة, السيطرة على الكرة, و المناولات و الركلات الليزرية التي كان يتقنها في عمر العاشرة!!!
في عمر الحادية عشر, انظم زين الدين الى فريق سانت هنري الذي كان يلعب مباريات محلية في مارسيليا و كان لاعبا من طراز خاص, كما قال عنه العديد من اعضاء الفريق, احدهم كان دودو, و هو صديق العمر بالنسبة لزيدان. و منذ ذلك الحين كان اللاعب ضحية التفرقة العنصرية ضد اصله الجزائري العربي\البربري. حيث حاول مدربه ان ذاك ان يلحقه باحد النوادي التي يمكن ان تطور مهاراته و قدراته, و لكن, سرعان ما عرف المسؤلون انه من لي كاستيلين و من اصل جزائري, سارعوا بالرفض بحجة انهم لديهم لاعبين كفاية, او ان مستواه ليس من مستوى لاعبي الفريق الأخرين! فلو كان زيدان فرنسي الأصل لكان قد انضم لأرقى الفرق الفرنسية و المدارس الكروية, كما فعل قائد منتخب فرنسا السابق ديدير ديشامبس, حيث التحق بأكاديمية كروية في نان. و لكن كان و لا يزال للتفرقة العنصرية دور اساسي في حياة الكل في فرنسا. و على عكس بقيةاللاعبين المهاجرين مثل: هنري و ترزيقيت و فييرا و دوسايي و غيرهم, فهم كانوا مدعومين من قبل بعض المدارس بسبب المناطق التي عاشوا فيها, اما زيدان, فلا مساعدة تذكر من اي جهة!
والحظ لم يحالف نجمنا الا في عمر الرابعة عشر حينما اقنع مدرب فريق سيبتمي سبورت اولمبيك مدير نفس الفريق بتسجيل زيدان في الفريق. و لم يندم المدرب ولا المدير على هذا القرر بعد ان لعب زيدان مباراة في مركز المحافظة و التي اكتشف المدرب جين فارود فيها مهارات هذا الأسطورة.
قام فارود بأرسال طلب لمدرب فريق سيبتمي سبورت اولمبيك محاولا اقناعه بأن يرسل زين الدين الى مدينة كان ليلعب بضع مباريات تجريبية و كانت الفترة المقررة لبقاء زيدان هي ستة اسابيع. قلق انذاك والدي زين الدين على ولدهما الذي سيذهب الى مكان اخر بدون رقابة او اصدقاء, و لكن بعد الحاح و وعود فارود بالأمان و المستقبل الأفضل, وافق والدي اللاعب بعد ان وعدهم زين الدين بأن ينفذ و يلتزم بكل وصاياهم.
ذهب زيدان في صيف 1986 و بدأ مشواره الكروي في كان. و هناك, بدأت المعاناة الحقيقية تضهر شيء فشيء. فقد قام احد لاعبي الفريق بأهانته منادي اياه بـــ"العربي القذر"! و "المتسول" ! مما جعل غضب زين الدين يتغلب على حلمه و يقوم بضرب هذا اللاعب. فكما صرح فارود بأن زين الدين اقضى معظم اسابيعه الأولى في الفريق تحت العديد من العقوبات منها التنضيف و اقحامه من العديد من المباريات بسبب تكرر حوادث العنف ضد لاعبين اخرين. بالنسبة لأي طفل مراهق في هذا العمر, كان الحل هو الرحيل و العودة الى لي كاستيلين مع اهله و احبابه, ولكن الزين كان شجاعا و مثابرا, فعمل على اظهار قدراته. في هذا الطريق, بدأ المدرب يهتم بزيدان اكثر من البقية, و كانت العبارات و الهتافات العنصرية تزيد من عزمه و قدرته, على عكس ما تمناه الأخرون. كل من لاحظ طريقة لعبه و مهاراته اعجب به, و قدره بأكثر من عمره على الملعب. رغم ان المحولات كانت كثيرة من ان يسمح لزيدان بالتقدم الى فئة المحترفين, لكن المدرب فارود اصر على ان يبقى زيدان في مرتبة الناشئين ليتعلم ضبط النفس و عدم الأهتمام بالمشجعين.
ولكن لم ينتظر الزمن طويلا ليمتعنا بمهارات هذا الأسطورة, ففي عمر السادسة عشر ترقى زيدان الى مرتبة المحترفين و اثبت مستوى جدير للأشتراك في المراتب الأعلى, و هو الفريق الأول الذي يلعب في الدوري الفرنسي, الدرجة الأولى! في عمر السابعة عشر, لعب زيدان اللعبة الأولى له كمحترف, و في ذلك الحين, اخبر زيدان اهله و مدربه بأنه اختار كرة القدم لتكون مستقبله. و لكن, لم يلعب زيدان العديد من المباريات في تلك السنة, و لا السنة التي بعدها! فكان مدرب الدرجة الأولى يحاول أعطاء الفرصة للاعبين اخرين على حساب زيدان! و لكن في موسم 1990-1991 اعطيت الفرصة لزيدان للعب كأساسي, و بالتحديد في الجزء الثاني من الموسم حيث سجل زيدان هدفه الأول في الثامن من فبراير 1991 و كان مدير الفريق قد وعده بشراء سيارة له اذا سجل زيدان هدفا, و كان قد فعلها! و بعد عام قليل الأهداف و الأنتصارات, قرر زيدان الرحيل من كان و الذهاب الى فريق اخر. في نفس الوقت, كان زيدان متعبا من هموم الحياة و التفرقة التي كان و لايزال يعيشها. و لكن, رزقه الله عز و جل بزوجة كانت هية له خير صديق و رفيق للدرب. ففي بعد تعرفه على مونيكا, الفرنسية من اصل اسباني, قرر زيدان الزواج منها, و هو ما لم يفعله الكثيرون, ولكن بصفته مسلم و شرقي الأصل, فأن الزواج هو الخيار الوحيد. فبعد زواجهما في 1992, انتقل زيدان الى بوردو بعد ان طلب الفريق منه بتوقيع عقد لمدة 4 اعوام, بينما كن عرض مارسيليا سنتين فقط.
في بوردو كان الاسطورة اكثر صلابة و صبر, فبعدما تعثر في بداية الموسم, تمكن من ان يحجز مركزه كأساسي في الفريق و نجح في تأهيل فريقه الى كأس الأتحاد لأوروبي, و كذلك الحلول وصيفا في 1995-1996, العام الأخير لزيدان في الفريق. و بعد الأنتقال الى يوفنتوس و اعتبار زيدان كلاعب اساسي, قام زيدان بكل ما يستطيع ليبهر الجميع. فهناك صفقت له الجماهير و اشاد به المعلقون و المحللون الرياضيون في كل العالم.
و في كأس العالم 1998, اعتبر المدرب ايمية جاكية زيدان من الأساسيين, ولكن طرد زيدان في المباراة الثانية امام المنتخب السعودي بعد الدعس المتعمد على فؤاد امين, احد لاعبين المنتخب السعودي. استبعد زيدان من المباراة ضد الأوروجواي, ولكن بعدها, عاد ضد ايطاليا ليفوز مع منتخبه بالركلات الترجيحية و من ثم الفوز على الحصان الأسود في البطولة, كرواتيا. في المباراة النهائية مع المنتخب البرازيلي, التي لم و لن ينساها احد, سجل زيدان ثنائية حطمت المنتخب الأول عالميا, و جعلته جسد بلا روح. فتعثرت رقصة السامبا في كل تحركاتهم وتساقطت امالهم بالكأس الخامس مثل اوراق الشجر. فبدل ان تعزف اقدام البرازيليين اللحن المدهش الذي يليق بمباراة القمة, عزفوا سمفونية العزاء و الأنسحاب من المعركة. كل هذا كان لم يتحقق لولا ان هذا الفتى الجزائري, الذي عاش وحيدا و في ضل ظروف كانت لتحطمه, فهل يمكن اي احد من ان يشكك بهذه الموهبة؟؟ طبعا لا, و لكن, الخبث و الحقد في قلوب اولائك الذين ارادو له الشر لم يتحمل رؤية الفرح و الأحساس بالنجاح الباهر في عيون هذا البطل. فبعد نهاية كأس العالم بفترة قليلة, قام رئيس احد الأحزب الكبيرة في فرنسا و المدعوة بـ"فرونت نشينال" جين-ماري لي بن الذي انتقد الأدارة لأختيارها لاعبين من اصول عرقية متعددة, ولكنه لم ينتقد زيدان, و لكنه مدحه بخبث و بطريقة حقيرة, حيث قال ان زيدان هو "ابن الجزائر الفرنسية!!!" وقد صرح حينها قالا : بأن والد زين الدين, اسماعيل قد قاتل مع الجيش الفرنسي ضد الجزائر, فهو بكل بساطة, نعته بالخائن!!!!!!
و بعد ذلك بدأ الجزائريون يعيدون النظر في القضية, حتى ان في مباراة الجزائر و فرنسا في 2001, كان الجمهور قد احبط من معنويات زيدان ناعتا اياه بالخائن!
و لم يكن هذا فقط, بل قام البعض بأرسال تهديدات و شعارات اهانة!!!!
انتهت المباراة بعد ن قام بعض الشبان الجزائريين بالنزول الى ارض الملعب و احداث المشاكل. حيث قام الحكم بأيقاف المباراة, و تدخلت الشرطة لأخراج المشجعين من الملعب.
و لكن بعد المباراة قال زيدان بأن اباه لم يحمل السلاح في حياته, و هو غادر الجزائر في عمر 16 بحثا عن حياة افضل, و ليس هروب كما قال الغير . وقد صرح نجمنا ايضا بأن والده يقوم بزيارة الجزائر دائما و هو فخور بأنتمائه لهذا البلد. و كذلك ذكر زيدان في كتاب له و لكرستوفر دوغاري في 1998 سمياه "اصدقائي اولا" فقال فيه زيدان: " كل هذا من اجل اولائك الذين افتخروا بعلمهم الجزائري, و الذين ضحوا تاركين وطنهم من اجل عوائلهم و لم ينسوا اصلهم اينما كانوا" و من ذلك الكتاب فهم العالم من اسطورتنا الحقيقة حول مشاعره التي ضهرت عفويا وحرصا من نجمنا و خوفه الشديد من ان تكبر المسألة الى حرب سياسية, اخفى مشاعره كاملة, حتى ان هذه العبارة كانت قد حذفت من النسخة الثانية.
و من النظرة الكروية لزين الدين, يقول بعض العلماء ان العنف و الشراسة الموجودة في طريقة لعب زيدان هي نتيجة هذا الكبت للمشاعر و الألم الموجود في اعماقه. فهو يعيش حرب في داخله, بين الجزائر و فرنسا, ما كان عليه, و ما هو الأن, و ما سيصبح. فبعد الفوز بكأس العالم و كأس الأمم الأوربية اصبح زيدان بطلا في فرنسا, و فخرا و رمزا للمهاجرين في فرنسا. حتى ان الجيل الجديد اصبح يسمى بـ" الجيل الزيداني" نسبة للاعب ولكي يكسب السياسيين في فرنسا لمناصرته لكسب الجماهير في الانتخابات التي اجريت في فرنسا
وقد تم اجراء الانتخابات في فرنسا,وقم تم اختيار نجمنا الرائع , فاز زيدان بهذا اللقب. و صرح اللاعب بأنه سعيد جدا لأن المجتمع الفرنسي قد تغير و اصبح المهاجرون اكثر نفيرا من قبل, مشيرا الى البدايات الصعبة التي عاشها اللاعب.
و يصرح اللاعب في نهاية المقابلة ان اهم شيء بالنسبة له هو انتمائه لعائلته و اهله و انه لم و لن ينسى عاداته و تقاليده في كل الظروف وفي جميع الأحوال.
فعلى الرغم من شهرته التي ملأت العالم , الا ان زيدان يمضي كامل وقته ما بين التدريب و عائلته. حتى عندما رحل من بوردو الى تورينو, لم يذهب زيدان الى اي نوادي ليلية او حفلات اوالى شيء اخر من هذا القبيل. فكان مهتما بزوجته و عائلته. و لزيادة العلم, زيدان لا يدخن, لا يشرب الخمر, و ليست لديه اي علاقات مع احد غير زوجته.
http://www.newpressphoto.com/Newpres...26%20copie.jpg
بعد كل هذا الحديث, اتمنى ان تكونوا قد علمتم بالصعوبات و المعاناة التي عاشها هذا البطل المسلم, و اتمنى له الموفقية في كأس العالم القادم بألمانيا ليرفع رأس المسلمين عاليا.
منقوووووووووول









منقووول
((( منقـول )))
موضوعي اليوم هو حول عدم شهرة اللاعب زين الدين زيدان مبكرا في عمره, رغم ان كل من شاهده يلعب اعترف بقدرته و لعبه الفريد من نوعه.
منذ فترة طويلة, قرأت موضوعا في صحيفة الجارديان اللانكليزية التي تحكي قصة حياة اللاعب الذي لايعرفه معظمنا, و نعتقد بأنها ليست مهمة بلنسبة لنجاحاته و حياته الكروية. اندرو هوسي, الذي هو مؤلف و صحفي بريطاني, التقى باللاعب و سأله العديد من الأسئلة التي لم و لن يتجرء احد على طرحها, و سوف احاول تغطيتها في موضوعي هذا.
http://www.wldcup.com/pictures/euro2...-ombre20-i.jpg
ولد زين الدين في حي فقير بمدينة مارسيليا, اسمه لي كاستيلين و هو مشهور بكونه حي صناعي و ملتقى جميع المهاجرين الذين لم توفقهم الحياة. و كان والد زين الدين, اسماعيل, يعمل في احدى المصانع, و كان معظم عمله ليلي, مما كان يسبب الخوف لأولاده السبعة. و كانت تعاليم الأب لأولاده هي بالألتزام الأدبي و المثابرة و العمل الجاد, و كان اهمها هو الأهتمام بالعائلة و عدم التنكر للأصل مما كانت الضروف. و علمهم اسمايل بأن الحياة قاسية و صعبة و لا تعرف الرحمة, خصوصا مع المهاجرين الذين تركوا وطنهم بحثا عن عيشة افضل. وقد عاش زين الدين حياته كلها يعاني من هذه العقدة. فمكثت عائلة زيدان في شقة صغيرة فيها ثلاث غرف فقط!
كان زين الدين طفلا هادء و عديم المشاكل و المغامرات الطفولية, و لكنه كان شرسا و شديد القوة في الملعب و المعارك الجدية بين الأولاد في منطقته. كان مثابرا و لم تعني كلمة المستحيل اي شيء له, رغم ان بداياته الكروية لم تبشر بما هو الأن. كانت طريقته في اللعب رائعة منذ صغره, حيث اثبت قدرته "الخارقة" في المراوغة, السيطرة على الكرة, و المناولات و الركلات الليزرية التي كان يتقنها في عمر العاشرة!!!
في عمر الحادية عشر, انظم زين الدين الى فريق سانت هنري الذي كان يلعب مباريات محلية في مارسيليا و كان لاعبا من طراز خاص, كما قال عنه العديد من اعضاء الفريق, احدهم كان دودو, و هو صديق العمر بالنسبة لزيدان. و منذ ذلك الحين كان اللاعب ضحية التفرقة العنصرية ضد اصله الجزائري العربي\البربري. حيث حاول مدربه ان ذاك ان يلحقه باحد النوادي التي يمكن ان تطور مهاراته و قدراته, و لكن, سرعان ما عرف المسؤلون انه من لي كاستيلين و من اصل جزائري, سارعوا بالرفض بحجة انهم لديهم لاعبين كفاية, او ان مستواه ليس من مستوى لاعبي الفريق الأخرين! فلو كان زيدان فرنسي الأصل لكان قد انضم لأرقى الفرق الفرنسية و المدارس الكروية, كما فعل قائد منتخب فرنسا السابق ديدير ديشامبس, حيث التحق بأكاديمية كروية في نان. و لكن كان و لا يزال للتفرقة العنصرية دور اساسي في حياة الكل في فرنسا. و على عكس بقيةاللاعبين المهاجرين مثل: هنري و ترزيقيت و فييرا و دوسايي و غيرهم, فهم كانوا مدعومين من قبل بعض المدارس بسبب المناطق التي عاشوا فيها, اما زيدان, فلا مساعدة تذكر من اي جهة!
والحظ لم يحالف نجمنا الا في عمر الرابعة عشر حينما اقنع مدرب فريق سيبتمي سبورت اولمبيك مدير نفس الفريق بتسجيل زيدان في الفريق. و لم يندم المدرب ولا المدير على هذا القرر بعد ان لعب زيدان مباراة في مركز المحافظة و التي اكتشف المدرب جين فارود فيها مهارات هذا الأسطورة.
قام فارود بأرسال طلب لمدرب فريق سيبتمي سبورت اولمبيك محاولا اقناعه بأن يرسل زين الدين الى مدينة كان ليلعب بضع مباريات تجريبية و كانت الفترة المقررة لبقاء زيدان هي ستة اسابيع. قلق انذاك والدي زين الدين على ولدهما الذي سيذهب الى مكان اخر بدون رقابة او اصدقاء, و لكن بعد الحاح و وعود فارود بالأمان و المستقبل الأفضل, وافق والدي اللاعب بعد ان وعدهم زين الدين بأن ينفذ و يلتزم بكل وصاياهم.
ذهب زيدان في صيف 1986 و بدأ مشواره الكروي في كان. و هناك, بدأت المعاناة الحقيقية تضهر شيء فشيء. فقد قام احد لاعبي الفريق بأهانته منادي اياه بـــ"العربي القذر"! و "المتسول" ! مما جعل غضب زين الدين يتغلب على حلمه و يقوم بضرب هذا اللاعب. فكما صرح فارود بأن زين الدين اقضى معظم اسابيعه الأولى في الفريق تحت العديد من العقوبات منها التنضيف و اقحامه من العديد من المباريات بسبب تكرر حوادث العنف ضد لاعبين اخرين. بالنسبة لأي طفل مراهق في هذا العمر, كان الحل هو الرحيل و العودة الى لي كاستيلين مع اهله و احبابه, ولكن الزين كان شجاعا و مثابرا, فعمل على اظهار قدراته. في هذا الطريق, بدأ المدرب يهتم بزيدان اكثر من البقية, و كانت العبارات و الهتافات العنصرية تزيد من عزمه و قدرته, على عكس ما تمناه الأخرون. كل من لاحظ طريقة لعبه و مهاراته اعجب به, و قدره بأكثر من عمره على الملعب. رغم ان المحولات كانت كثيرة من ان يسمح لزيدان بالتقدم الى فئة المحترفين, لكن المدرب فارود اصر على ان يبقى زيدان في مرتبة الناشئين ليتعلم ضبط النفس و عدم الأهتمام بالمشجعين.
ولكن لم ينتظر الزمن طويلا ليمتعنا بمهارات هذا الأسطورة, ففي عمر السادسة عشر ترقى زيدان الى مرتبة المحترفين و اثبت مستوى جدير للأشتراك في المراتب الأعلى, و هو الفريق الأول الذي يلعب في الدوري الفرنسي, الدرجة الأولى! في عمر السابعة عشر, لعب زيدان اللعبة الأولى له كمحترف, و في ذلك الحين, اخبر زيدان اهله و مدربه بأنه اختار كرة القدم لتكون مستقبله. و لكن, لم يلعب زيدان العديد من المباريات في تلك السنة, و لا السنة التي بعدها! فكان مدرب الدرجة الأولى يحاول أعطاء الفرصة للاعبين اخرين على حساب زيدان! و لكن في موسم 1990-1991 اعطيت الفرصة لزيدان للعب كأساسي, و بالتحديد في الجزء الثاني من الموسم حيث سجل زيدان هدفه الأول في الثامن من فبراير 1991 و كان مدير الفريق قد وعده بشراء سيارة له اذا سجل زيدان هدفا, و كان قد فعلها! و بعد عام قليل الأهداف و الأنتصارات, قرر زيدان الرحيل من كان و الذهاب الى فريق اخر. في نفس الوقت, كان زيدان متعبا من هموم الحياة و التفرقة التي كان و لايزال يعيشها. و لكن, رزقه الله عز و جل بزوجة كانت هية له خير صديق و رفيق للدرب. ففي بعد تعرفه على مونيكا, الفرنسية من اصل اسباني, قرر زيدان الزواج منها, و هو ما لم يفعله الكثيرون, ولكن بصفته مسلم و شرقي الأصل, فأن الزواج هو الخيار الوحيد. فبعد زواجهما في 1992, انتقل زيدان الى بوردو بعد ان طلب الفريق منه بتوقيع عقد لمدة 4 اعوام, بينما كن عرض مارسيليا سنتين فقط.
في بوردو كان الاسطورة اكثر صلابة و صبر, فبعدما تعثر في بداية الموسم, تمكن من ان يحجز مركزه كأساسي في الفريق و نجح في تأهيل فريقه الى كأس الأتحاد لأوروبي, و كذلك الحلول وصيفا في 1995-1996, العام الأخير لزيدان في الفريق. و بعد الأنتقال الى يوفنتوس و اعتبار زيدان كلاعب اساسي, قام زيدان بكل ما يستطيع ليبهر الجميع. فهناك صفقت له الجماهير و اشاد به المعلقون و المحللون الرياضيون في كل العالم.
و في كأس العالم 1998, اعتبر المدرب ايمية جاكية زيدان من الأساسيين, ولكن طرد زيدان في المباراة الثانية امام المنتخب السعودي بعد الدعس المتعمد على فؤاد امين, احد لاعبين المنتخب السعودي. استبعد زيدان من المباراة ضد الأوروجواي, ولكن بعدها, عاد ضد ايطاليا ليفوز مع منتخبه بالركلات الترجيحية و من ثم الفوز على الحصان الأسود في البطولة, كرواتيا. في المباراة النهائية مع المنتخب البرازيلي, التي لم و لن ينساها احد, سجل زيدان ثنائية حطمت المنتخب الأول عالميا, و جعلته جسد بلا روح. فتعثرت رقصة السامبا في كل تحركاتهم وتساقطت امالهم بالكأس الخامس مثل اوراق الشجر. فبدل ان تعزف اقدام البرازيليين اللحن المدهش الذي يليق بمباراة القمة, عزفوا سمفونية العزاء و الأنسحاب من المعركة. كل هذا كان لم يتحقق لولا ان هذا الفتى الجزائري, الذي عاش وحيدا و في ضل ظروف كانت لتحطمه, فهل يمكن اي احد من ان يشكك بهذه الموهبة؟؟ طبعا لا, و لكن, الخبث و الحقد في قلوب اولائك الذين ارادو له الشر لم يتحمل رؤية الفرح و الأحساس بالنجاح الباهر في عيون هذا البطل. فبعد نهاية كأس العالم بفترة قليلة, قام رئيس احد الأحزب الكبيرة في فرنسا و المدعوة بـ"فرونت نشينال" جين-ماري لي بن الذي انتقد الأدارة لأختيارها لاعبين من اصول عرقية متعددة, ولكنه لم ينتقد زيدان, و لكنه مدحه بخبث و بطريقة حقيرة, حيث قال ان زيدان هو "ابن الجزائر الفرنسية!!!" وقد صرح حينها قالا : بأن والد زين الدين, اسماعيل قد قاتل مع الجيش الفرنسي ضد الجزائر, فهو بكل بساطة, نعته بالخائن!!!!!!
و بعد ذلك بدأ الجزائريون يعيدون النظر في القضية, حتى ان في مباراة الجزائر و فرنسا في 2001, كان الجمهور قد احبط من معنويات زيدان ناعتا اياه بالخائن!
و لم يكن هذا فقط, بل قام البعض بأرسال تهديدات و شعارات اهانة!!!!
انتهت المباراة بعد ن قام بعض الشبان الجزائريين بالنزول الى ارض الملعب و احداث المشاكل. حيث قام الحكم بأيقاف المباراة, و تدخلت الشرطة لأخراج المشجعين من الملعب.
و لكن بعد المباراة قال زيدان بأن اباه لم يحمل السلاح في حياته, و هو غادر الجزائر في عمر 16 بحثا عن حياة افضل, و ليس هروب كما قال الغير . وقد صرح نجمنا ايضا بأن والده يقوم بزيارة الجزائر دائما و هو فخور بأنتمائه لهذا البلد. و كذلك ذكر زيدان في كتاب له و لكرستوفر دوغاري في 1998 سمياه "اصدقائي اولا" فقال فيه زيدان: " كل هذا من اجل اولائك الذين افتخروا بعلمهم الجزائري, و الذين ضحوا تاركين وطنهم من اجل عوائلهم و لم ينسوا اصلهم اينما كانوا" و من ذلك الكتاب فهم العالم من اسطورتنا الحقيقة حول مشاعره التي ضهرت عفويا وحرصا من نجمنا و خوفه الشديد من ان تكبر المسألة الى حرب سياسية, اخفى مشاعره كاملة, حتى ان هذه العبارة كانت قد حذفت من النسخة الثانية.
و من النظرة الكروية لزين الدين, يقول بعض العلماء ان العنف و الشراسة الموجودة في طريقة لعب زيدان هي نتيجة هذا الكبت للمشاعر و الألم الموجود في اعماقه. فهو يعيش حرب في داخله, بين الجزائر و فرنسا, ما كان عليه, و ما هو الأن, و ما سيصبح. فبعد الفوز بكأس العالم و كأس الأمم الأوربية اصبح زيدان بطلا في فرنسا, و فخرا و رمزا للمهاجرين في فرنسا. حتى ان الجيل الجديد اصبح يسمى بـ" الجيل الزيداني" نسبة للاعب ولكي يكسب السياسيين في فرنسا لمناصرته لكسب الجماهير في الانتخابات التي اجريت في فرنسا
وقد تم اجراء الانتخابات في فرنسا,وقم تم اختيار نجمنا الرائع , فاز زيدان بهذا اللقب. و صرح اللاعب بأنه سعيد جدا لأن المجتمع الفرنسي قد تغير و اصبح المهاجرون اكثر نفيرا من قبل, مشيرا الى البدايات الصعبة التي عاشها اللاعب.
و يصرح اللاعب في نهاية المقابلة ان اهم شيء بالنسبة له هو انتمائه لعائلته و اهله و انه لم و لن ينسى عاداته و تقاليده في كل الظروف وفي جميع الأحوال.
فعلى الرغم من شهرته التي ملأت العالم , الا ان زيدان يمضي كامل وقته ما بين التدريب و عائلته. حتى عندما رحل من بوردو الى تورينو, لم يذهب زيدان الى اي نوادي ليلية او حفلات اوالى شيء اخر من هذا القبيل. فكان مهتما بزوجته و عائلته. و لزيادة العلم, زيدان لا يدخن, لا يشرب الخمر, و ليست لديه اي علاقات مع احد غير زوجته.
http://www.newpressphoto.com/Newpres...26%20copie.jpg
بعد كل هذا الحديث, اتمنى ان تكونوا قد علمتم بالصعوبات و المعاناة التي عاشها هذا البطل المسلم, و اتمنى له الموفقية في كأس العالم القادم بألمانيا ليرفع رأس المسلمين عاليا.
منقوووووووووول









منقووول
((( منقـول )))
تعليق