السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخباركم يالغالين عساكم بخير
مما راق لي
الإحساس بالأمان ..كيف تهبه ؟
هل جربت يوما أن زيارة منزل ما وشعرت عند دخوله بالسكينة وبأنك تعرف كل ركن فيه وبان هناك نسمات باردة تأتيك من كل مكان .ربما لم تكن تدرك السبب وتسائلت كثيرا ، لكن السبب الحقيقي هو عدم شعورك بالغربة وإحساسك بالأمان وبأن روح هذا المنزل ومن يقطنون به تشيع داخلك الطمأنينة . ماهو السر الذي يحملك لأن تجوب أطراف هذا المنزل وغرفه دون خوف أو قلق ؟ ذلك السر هو مجموعة المشاعر التي استطاع فيها سكان هذا المنزل من إشاعة الدفء والهدوء في شرايينك. وهكذا هو الإحساس بالأمان حينما تحظى بوجوده في حياتك بسبب شريك محب .
كثير من الرجال يشتكون الوحدة والغربة وهم يعيشون مع زوجاتهم ،وهكذا كثير من النساء وهي وحدة مركبة وحدة شراكة ووحدة مشاعر. وهذا النوع من الإحساس بعدم الأمان غالبا يتسبب فيه طرف فشل في إضفاء روح الأمان على شريكه سواء كان رجل أو امرأة .
يقولون بأن الوحدة ليست أن تشعر بأنك وحيد لاأحد حولك، بل حينما تفتقد الرفقة والشريك ،حينما تحتاج لوجوده وهو بعيد روحيا وعقليا أو حتى جسديا . الأمر الوحيد الذي تهيئه الرفقة هو الإحساس بالأمان ، بأن هناك كتف يمكن أن تلقي عليه همومك .بأن هناك يد يمكن أن تحملك عندما تقع .بأن هناك قلب يتفهمك حينما تخطئ .بأن هناك عقل يعينك حتى تصمد وتناضل من أجل نفسك. الإحساس بالأمان ليس استعراض مفتول بالعضلات إنما قدرة الشخص الواعي لأن يهب الحب والصبر والثقة لشريكه.
المرأة عندما تفقد الإحساس بالأمان فإنها كمن يسير في شتاء قارص بأقدام عارية ، وربما كان هذا الفقد وشريكها بقربها يرى ولايتفهم . الرجل أيضا قد يشعر بالغربة في أحضان زوجة باردة لامبالية ،كل ما يشغلها النوم أو زيارة أقربائها أو صديقاتها . السؤال هو : من الأقدر على إعطاء العملة وجهها الصحيح الرجل أم المرأة ؟
نبالغ إن ظننا أنها المرأة وحدها ، ونظلم الرجل حينما نقول أنه هو المسئول الوحيد . ذلك لأن الحياة تمضي بكلاهما في نفس المركب . لكن للأسف كثير من النساء لاتفهم ذلك وتلقي بكامل العبء على أكتاف الرجل وهذا ليس عدلا.
في اعتقادي تناسق الاحتياجات ومقدار العطاء بين الطرفان في هذا الجانب مهم. فالأمان بصورة كلية يعني الثقة في أعلى مستوياتها . يعني أن تضع شريكك في مكانه الحقيقي دون أن تترك الظنون أو الأهواء أو الاختلاف تتحكم في مقدار ماتهبه من ثقتك. وهو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الأزواج . قد يفترض الرجل مثلا أن المرأة قاصرة عن اتخاذ قرارات سليمة وبذلك يحجم صلاحياتها ،فإن تجاوزتها ذكرها بهبة وجوده قربها وهو ظلم حقيقي لأنه يخنق دورها .
وكذلك فإن الرجل حينما يترك المرأة تفعل ماتريد دون أن يكون له وقفة ورأي، فهو يهمش دوره ، وبذلك مهما أحست بالنشوة لكونها المسيطرة حينها فستشعر بينها وبين نفسها بالحزن لأنها لا تشعر بالأمان مع رجل ضعيف.
وعندما تتمكن المرأة من أن تعبر عن نفسها دون أن تخشى نقده ، ودون أن تنتظر مديحه فهي ليست الوحيدة المنتصرة هنا بوجود رجل مميز بقربها بل هو أيضا رجل متمكن حينما استطاع أن يجعل لوجوده معنى للاستقرار والمودة والسكنى . وعندما يستطيع الرجل أن يشعر باحتواء المرأة له وبقدرتها على فهمه وتحمل نقاط ضعفه فهنيئا لتلك المرأة الذكية التي لم تحتاج لعمليات تجميل ولا صورة نمطية لامرأة فضائية تكاد تتشابه مع آلاف النساء ،لأنها عرفت كيف تختصر مسافاتها إليه. وهنا يصبح الأمان أكثر من رصيد في البنك أو حفنة من الأبناء بل رباط أقوى من أن تهزه الأيام .
الأمان أن تشعر بأن لشريكك حقوق متساوية وعليكما واجبات مشتركة وأنكما في ظل احترامكما لتلك الحقوق والواجبات تجنيان السلام النفسي دون الحاجة لتدخل أحد. لهذا فمعظم الصراعات والخلافات الزوجية تنشأ لأن أحد الطرفان أو كلاهما يشعر بالخوف وعدم الثقة في الآخر ويتوقع منه الأسوأ أما من بنات أفكاره أو من نصيحة مجانية سلبية من هنا وهناك أو حتى فشل في إدراك حاجات الطرف الآخر. فهناك زوجة تخاف من زواج شريكها بأخرى وهناك زوج يخاف من إغداق زوجته بالحب حتى لاتتمادى في استغلاله وفي النهاية كلاهما يخسر . وهناك أزمات تأتي فيضعف إحداهما ويهمل الآخر ، وهناك لحظات نفقد حبيب أو عزيز تجعل من الحياة مستحيلة فيتحول الشريك إلى كتلة من اليأس وبهذا يهتز ميزان الأمان في الحياة الزوجية بأسرها.
لهذا فالشعور بالأمان هو سلوك داخلي لايمكن لأي مؤثرات خارجية أن تتدخل في تكوينه لأنك كانسان تستقبل الحدث بوعيك وتدرك حجمه وتختار، ومنا من يختار أن ينهزم أمامه ويستسلم للخوف ومنا من يختار أن تكون إرادته أقوى فيفرض الإحساس بالرضا في ذاته وينقل تلقائيا هذا الإحساس للآخرين فما بالك لو كان هذا الآخر زوج أو زوجة .
وشئت التصديق أم لم تشأ فإن السبب الحقيقي وراء الإحساس بعدم الأمان من طرف تجاه آخر هو إحداهما .ولهذا يمكن أن تشعر بذلك حينما ترى زوجان يسود علاقتهما الهدوء ،ليس لأنهما لايملكان أي نوع من المشاكل إنما لأنهما اتفقا بصيغة مشتركة واحدة كيف تكون الثقة والتفاهم فيشتركا بوعي واحد في مواجهة مايمران به من أزمات دون أن يؤثر ذلك في قيمة أحدهما عند الآخر. لهذا علينا أولا أن ننظر بين جدران منازلنا عن الصورة التي قد نكون قلبناها بجهلنا فقضت على دفئ أركانه ونحاول علاجها قبل أن يلقي طرف اللوم على الآخر
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله
اخباركم يالغالين عساكم بخير
مما راق لي
الإحساس بالأمان ..كيف تهبه ؟
هل جربت يوما أن زيارة منزل ما وشعرت عند دخوله بالسكينة وبأنك تعرف كل ركن فيه وبان هناك نسمات باردة تأتيك من كل مكان .ربما لم تكن تدرك السبب وتسائلت كثيرا ، لكن السبب الحقيقي هو عدم شعورك بالغربة وإحساسك بالأمان وبأن روح هذا المنزل ومن يقطنون به تشيع داخلك الطمأنينة . ماهو السر الذي يحملك لأن تجوب أطراف هذا المنزل وغرفه دون خوف أو قلق ؟ ذلك السر هو مجموعة المشاعر التي استطاع فيها سكان هذا المنزل من إشاعة الدفء والهدوء في شرايينك. وهكذا هو الإحساس بالأمان حينما تحظى بوجوده في حياتك بسبب شريك محب .
كثير من الرجال يشتكون الوحدة والغربة وهم يعيشون مع زوجاتهم ،وهكذا كثير من النساء وهي وحدة مركبة وحدة شراكة ووحدة مشاعر. وهذا النوع من الإحساس بعدم الأمان غالبا يتسبب فيه طرف فشل في إضفاء روح الأمان على شريكه سواء كان رجل أو امرأة .
يقولون بأن الوحدة ليست أن تشعر بأنك وحيد لاأحد حولك، بل حينما تفتقد الرفقة والشريك ،حينما تحتاج لوجوده وهو بعيد روحيا وعقليا أو حتى جسديا . الأمر الوحيد الذي تهيئه الرفقة هو الإحساس بالأمان ، بأن هناك كتف يمكن أن تلقي عليه همومك .بأن هناك يد يمكن أن تحملك عندما تقع .بأن هناك قلب يتفهمك حينما تخطئ .بأن هناك عقل يعينك حتى تصمد وتناضل من أجل نفسك. الإحساس بالأمان ليس استعراض مفتول بالعضلات إنما قدرة الشخص الواعي لأن يهب الحب والصبر والثقة لشريكه.
المرأة عندما تفقد الإحساس بالأمان فإنها كمن يسير في شتاء قارص بأقدام عارية ، وربما كان هذا الفقد وشريكها بقربها يرى ولايتفهم . الرجل أيضا قد يشعر بالغربة في أحضان زوجة باردة لامبالية ،كل ما يشغلها النوم أو زيارة أقربائها أو صديقاتها . السؤال هو : من الأقدر على إعطاء العملة وجهها الصحيح الرجل أم المرأة ؟
نبالغ إن ظننا أنها المرأة وحدها ، ونظلم الرجل حينما نقول أنه هو المسئول الوحيد . ذلك لأن الحياة تمضي بكلاهما في نفس المركب . لكن للأسف كثير من النساء لاتفهم ذلك وتلقي بكامل العبء على أكتاف الرجل وهذا ليس عدلا.
في اعتقادي تناسق الاحتياجات ومقدار العطاء بين الطرفان في هذا الجانب مهم. فالأمان بصورة كلية يعني الثقة في أعلى مستوياتها . يعني أن تضع شريكك في مكانه الحقيقي دون أن تترك الظنون أو الأهواء أو الاختلاف تتحكم في مقدار ماتهبه من ثقتك. وهو الخطأ الذي يقع فيه كثير من الأزواج . قد يفترض الرجل مثلا أن المرأة قاصرة عن اتخاذ قرارات سليمة وبذلك يحجم صلاحياتها ،فإن تجاوزتها ذكرها بهبة وجوده قربها وهو ظلم حقيقي لأنه يخنق دورها .
وكذلك فإن الرجل حينما يترك المرأة تفعل ماتريد دون أن يكون له وقفة ورأي، فهو يهمش دوره ، وبذلك مهما أحست بالنشوة لكونها المسيطرة حينها فستشعر بينها وبين نفسها بالحزن لأنها لا تشعر بالأمان مع رجل ضعيف.
وعندما تتمكن المرأة من أن تعبر عن نفسها دون أن تخشى نقده ، ودون أن تنتظر مديحه فهي ليست الوحيدة المنتصرة هنا بوجود رجل مميز بقربها بل هو أيضا رجل متمكن حينما استطاع أن يجعل لوجوده معنى للاستقرار والمودة والسكنى . وعندما يستطيع الرجل أن يشعر باحتواء المرأة له وبقدرتها على فهمه وتحمل نقاط ضعفه فهنيئا لتلك المرأة الذكية التي لم تحتاج لعمليات تجميل ولا صورة نمطية لامرأة فضائية تكاد تتشابه مع آلاف النساء ،لأنها عرفت كيف تختصر مسافاتها إليه. وهنا يصبح الأمان أكثر من رصيد في البنك أو حفنة من الأبناء بل رباط أقوى من أن تهزه الأيام .
الأمان أن تشعر بأن لشريكك حقوق متساوية وعليكما واجبات مشتركة وأنكما في ظل احترامكما لتلك الحقوق والواجبات تجنيان السلام النفسي دون الحاجة لتدخل أحد. لهذا فمعظم الصراعات والخلافات الزوجية تنشأ لأن أحد الطرفان أو كلاهما يشعر بالخوف وعدم الثقة في الآخر ويتوقع منه الأسوأ أما من بنات أفكاره أو من نصيحة مجانية سلبية من هنا وهناك أو حتى فشل في إدراك حاجات الطرف الآخر. فهناك زوجة تخاف من زواج شريكها بأخرى وهناك زوج يخاف من إغداق زوجته بالحب حتى لاتتمادى في استغلاله وفي النهاية كلاهما يخسر . وهناك أزمات تأتي فيضعف إحداهما ويهمل الآخر ، وهناك لحظات نفقد حبيب أو عزيز تجعل من الحياة مستحيلة فيتحول الشريك إلى كتلة من اليأس وبهذا يهتز ميزان الأمان في الحياة الزوجية بأسرها.
لهذا فالشعور بالأمان هو سلوك داخلي لايمكن لأي مؤثرات خارجية أن تتدخل في تكوينه لأنك كانسان تستقبل الحدث بوعيك وتدرك حجمه وتختار، ومنا من يختار أن ينهزم أمامه ويستسلم للخوف ومنا من يختار أن تكون إرادته أقوى فيفرض الإحساس بالرضا في ذاته وينقل تلقائيا هذا الإحساس للآخرين فما بالك لو كان هذا الآخر زوج أو زوجة .
وشئت التصديق أم لم تشأ فإن السبب الحقيقي وراء الإحساس بعدم الأمان من طرف تجاه آخر هو إحداهما .ولهذا يمكن أن تشعر بذلك حينما ترى زوجان يسود علاقتهما الهدوء ،ليس لأنهما لايملكان أي نوع من المشاكل إنما لأنهما اتفقا بصيغة مشتركة واحدة كيف تكون الثقة والتفاهم فيشتركا بوعي واحد في مواجهة مايمران به من أزمات دون أن يؤثر ذلك في قيمة أحدهما عند الآخر. لهذا علينا أولا أن ننظر بين جدران منازلنا عن الصورة التي قد نكون قلبناها بجهلنا فقضت على دفئ أركانه ونحاول علاجها قبل أن يلقي طرف اللوم على الآخر
اتمنى يعجبكم
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله
تعليق