السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخباركم عساكم بخير
مما قرات وراق لي
الزوجة الصامتة
تتميز المرأة بثرثرتها التي يراها الرجل أسوأ صفاتها، ولكنه يقع في ضيق ونكد عندما تلتزم الزوجة الصمت الدائم في علاقتها به وينقطع الحوار، ويبدأ بالتركيز على عيوبها ويعتقد أنها سيئة ولا تستحق العشرة متجاهلاً مشاعرها، تجاه إهماله وتجاهله لها ما يدفعها للانزواء والصمت.
ويترافق مع صمت المرأة إحدى ثلاث حالات إما قمع مشاعرها والهروب إلى الداخل واستفحال الألم في ذاتها ما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإجهاد المستمر أو أمراض نفسية كالاكتئاب والقلق والأوجاع الجسمية المصاحبة لذلك ، ونرى زوجات في عمر الزهور تشتكي من أوجاع العجائز وننظر إليها باستغراب ونصدر أحكاماً كثيرة عليها لجهلنا ما تعيشه تلك الأنثى من ألم نفسي وشعور بالإحباط وعدم القيمة.
أو تجدها تعيش بلا أهداف فتلجأ للهروب من منزلها والبحث عن المسليات التي تعوضها ،ضاربة بذلك المنزل عرض الحائط فهو لا يشبع أنوثتها ولا يحقق احتياجاتها فتجدها تنتقل من سوق إلى سوق، وتلتقي الصديقات والقريبات ولا تشعر بالانتماء إليه حيث لم تشعر فيه بذاتها وقد يتهم الزوج زوجته بالإهمال والاستهتار وتزداد المشكلات وتتراكم وتقترب الحياة الزوجية من نهايتها.
أما النوع الثالث ولا نصفها بالذكاء هي التي عاشت صمتها ودفنت قلبها ووضعت لنفسها أهدافاً تعوضها الحب المفقود داخل بيتها وخرجت للبحث عن مصادر للدخل للانشغال عن ذلك الإهمال، وكثير من النساء عندما تحطمت قلوبهن وصمت حبهن تفرغن للتعليم وحققن طموحاتهن، ولكن لم يصلن للراحة والسعادة ، فالمرأة لا تبتهج وحدها ، بل تحب مشاركة الزوج جميع لحظاتها، فخروجها مع زوجها ساعة أو مشاركته فرحتها في مناسبة أو سماع كلمة منعشة منه تجعلها في قمة السعادة.
ويقابل الرجل ذلك الصمت بالهروب من الأنثى ومنزلها، وإهمال قلبها ومشاعرها ويعاني في داخله من تلك المرأة وقد يعبر عن ذلك بإثارة المشكلات أو الانتقاد الدائم ما يزيد الوضع سوءا ، متجاهلاً أسباب ذلك الصمت.
فالمرأة جبلت على الحب والحنان وتملأ قلبها عواطف تشعر بالسعادة والرضا والراحة عند التعبير عنها ومنحها للآخرين.
ولكنها تلجأ للصمت وكبت تلك المشاعر عندما تشعر بالإهانة أو الإهمال من شريك العمر ورفيق الحياة، ما يؤثر على سلوكيتها وتصرفاتها وبالتالي على علاقة وحياة الشريكين في كل الاتجاهات. ولا تحتاج المرأة لجهد كبير لإنهاء ذلك الصمت وهذا ما يخفى على كثير من الرجال، فكل ما تحتاج إليه هو الحب والاهتمام الواضح وحديث رقيق يحرك تلك المشاعر الصامتة، وإتاحة الفرصة لها لتبكي وتعبر عن مكنونات نفسها وتقبل ما تقوله ، فالمرأة عندما تتزوج يسيطر ذلك الرجل على عقلها وتفكيرها الذي يتمركز ويتمحور عليه، فلا ترى سعادة إلا معه ولا تشعر بها إلا من قبله، فإذا أردت أن تعيش في سعادة عزيزي الزوج فافهم صمت زوجتك فخلف ذلك الصمت حب عميق وعواطف ومشاعر تحتاج إليك لتمنحك إياها في حين تفكر أنت أن هذه الزوجة لا تستحق العشرة. وأذكر مثلاً قديما كان يردده أحد كبار السن «راحة البيت في راحة أم العيال» فالمرأة السعيدة تشع سعادة على جميع أفراد أسرتها فلا تستسلم لصمت زوجتك.
تقبلو مني كل الاحترام
دمتم بحفظ الله
تعليق