يقول الله تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
سورة الكهف آية رقم 46، فالأطفال هم أحباب الله وهم عدة المستقبل والأوطان وهم نور واضواء المنازل والبراءة والنقاء والقلوب الصافية كصفحة ناصعة البياض خالية من أي شوائب ومن اي نقش وصورة قلوب ساذجة على الفطرة وقابلة لكل صورة ونقش فالطفل عبارة عن عجينة مرنة قابلة للتشكيل يتأثر بمن حوله وخاصة في مراحل عمره الاولى من ابيه وامه والثقافة التي يمتلكانها وكذلك من اخوته وجيرانه ورفقائه في الشارع او في المدرسة ومن محيط مجتمعه.
وضعف الطفل يجبره على الاعتماد على من حوله بإشباع حاجاته الفطرية من طعام وشراب وملبس وغيرها ولا يمكنه ان يشبع حاجاته الفطرية بغير مساعدة من غيره ونوع هذا الغير يؤثر تأثيرا كبيرا على الطفل.
فالتربية الاسرية المنزلية هي المؤسسة التربوية الاساسية وهي خلية ونواة المجتمع وهي مفتاح لكل التراث الثقافي وجوهرة First Human school وظيفتها الاولى تنشئة الابناء والمحافظة على وحدة اعضائه ولها اهميتها في مستقبل شخصية الطفل في سنواته الخمس الاولى ونوع التربية الاسرية يطبع الطفل بطابع يظل معه طيلة الحياة ويكون السبب الجوهري في سعادة او شقاء الطفل في الحياة والمنزل هو المكان المفضل لتعليم الطفل الاتجاهات والقيم النبيلة والنظام والطاعة والسلوك الاجتماعي السليم ولا شك ان صلة الوالدين احدهما بالآخر له الأثر في تربية الطفل لذا ينبغي أن يسودها التآلف والتعاون فالطفل في أيامه الأولى يقلد أباه في كل شيء في سلوكه وحركاته وكلماته يتعلم منه صدقه وكذبه أمانته وخيانته ويتفاعل مع والدته ويطمئن اليها ويعود آخر الأمر إليها حتى لو نهرته أو زجرته.
فالطفل يولد على الفطرة فلو عودناه على الخير والأخلاق الفاضلة والحميدة حتماً سيسعد في حياته وإذا عودناه على طريق الشر والانحراف السلوكي لانحرف وأصبح شقياً وتعيساً في حياته.
فالطفل سريع التعلم وخاصة في سنوات عمره الأولى فالطفل لو حفظ القرآن الكريم من صغره وقرأه باستمرار يترسخ في ذهنه ويستمر معه غير الذي تعلمه في بلوغه، وما يؤلم النفس ويدمي القلب رؤية ومشاهدة أطفال دون العاشرة من أعمارهم لم تعتركهم الحياة ولم يخبروها بعد بحكم سنهم الصغيرة يدخنون السجائر غير مدركين لأبعاد ومضار التدخين وانعكاسها سلباً على صحتهم الجسمية والنفسية وقد تكون هذه العادة مدخلاً لانحرافات سلوكية شائنة وشائكة وقد يكون من أحد الأسباب هم رفقاء السوء وفقدان الرقابة الأسرية المتمثلة بالدرجة الأولى (الأب والأم) لذا بإمكان الوالدين تدارك الأمر بالسرعة الممكنة بتعديل سلوك الطفل من هذه العادة السيئة والضارة مادامت في اول عهدها ولم تثبت فيه ولم تتملكه بالتكرار بعدلها بالاتجاه المضاد لها الى عادة اخرى مفيدة له تحل محلها ما دام هذا الشيء مكتسباً وليس فطرياً او طبيعياً فيه لتحل محلها العادات والاتجاهات الحميدة الطيبة والمبادئ السامية بالتربية الروحية والخلقية وتأصيلها في نفوسهم والاستقامة والحلم والورع واحترام الكبير وأدب الحديث والرحمة والتعاون وسلامة الصدور من الاحقاد وغيرها والاهتمام بالعلوم النافعة المفيدة بالتوعية الفكرية وبالتربية الجسمية وحمايتها باتباع القواعد الصحية في المأكل والمشرب والاهتمام بتوفير الأجواء المناسبة لإشغال أوقات فراغهم بممارسة الرياضة بشتى أنواعها وممارسة هواياتهم الفنية كالرسم والقراءة والمطالعة والعزف على آلة موسيقية ومزاولة حرف يدوية كالنجارة والديكور وغيرها من الهوايات المختلفة.
قوة الأوطان ومنعتها وسلامتها مرهونة بتنشئة الأبناء التنشئة الصالحة المستقيمة والمفيدة بتهذيب النفوس بالقيم والاتجاهات النبيلة الراقية ومن المعلوم بداهة أن قلب الأبوين مفطور على محبة أبنائهم وحمايتهم بالرحمة والشفقة والعين الساهرة بتعليم أبنائهم بالنصح والإرشاد بعدم تعريض ذاتهم للأذى والتهلكة وحثهم بالسير بطريق سالم وآمن والابتعاد عن طريق اللهو والغواية وأن يشربوا من معين الأخلاق الفاضلة.
منقول
تقـــبلوا خالـــــص احترامـــــــــــــــي
تحــــــــــــــــــ ღ دلــــــــــــــــــع ღ ـــــــــــــــــــياتي
تعليق