
.
.
شلل المعدة
.
.
معظم العمليات التي تتم داخل جسم الانسان تحدث دون تدخل او شعور منه فالقلب ينبض والرئتين تتنفسان والجهاز الهضمي يعمل على تحويل الطعام الى طاقة دون ان يعطي الانسان الكثير من التفكير لهذه العمليات وتستمر حالة اللاشعور تلك حتي يحدث خطأ ما.
من امثلة هذا كله المرض المعروف بشلل المعدة ويتلخص في توقف العضلات الموجودة في جدار المعدة عن العمل بشكل طبيعي او ان تصاب بالشلل التام.
تقوم عضلات المعدة في حالتها الطبيعية بالانقباض بشدة لتدفع الطعام عبر الجهاز الهضمي الا ان الوضع يختلف في حالة وجود خلل في هذه العضلات بحيث تعمل ببطأ او تتوقف عن الانقباض تماماً مما يمنع المعدة من تفريغ محتوياتها الى الامعاء مما ينتج عنه عسر هضم وقئ متكرر مما يفسد نسب السكر في الدم ويؤدي الى سوء التغذية.
الاعراض
القئ والغثيان هما اكثر الاعراض شيوعاً ويحدث القئ عادةً بعد تناول الطعام بساعات عندما تكون المعدة قد امتلأت بالطعام غير المهضوم المختلط بالعصارة الهضمية وفي بعض الاحيان يتسبب تراكم العصارة الهضمية وحدها في القئ دون ان يتناول المريض اي طعام.
ولأن العضلات المسئولة عن تفريغ الطعام تختلف عن تلك التي تفرغ الشراب فمن الممكن ان تظهر الاعراض عند الاكل فقط وفي بعض الاحيان عند الاكل والشرب وفي احيان نادرة عند الشرب فقط.
وبالاضافة للقئ والغثيان فمن الممكن ان تظهر اعراض اخرى مثل:
- شعور مبكر بالشبع.
- انتفاخ في المعدة.
- ارتجاع في العصارة الهضمية الى المرئ مما ينتج عنه حرقة في فم المعدة.
- تغيرات في نسبة السكر في الدم.
- فقدان الشهية.
- نقص الوزن وسوء التغذية.
الاسباب
المعدة هي عبارة عن كيس من العضلات يقع في اعلى وسط البطن تحت القفص الصدري مباشرةً وبامكانها احتواء جالون واحد من الطعام والشراب. وتقوم المعدة بالانطواء على نفسها عندما تكون فارغة وتنبسط عندما يصلها طعام او شراب.
ويتكون جدار المعدة من ثلاث طبقات من العضلات التي تقوم بخلط الطعام بالانزيمات والحوامض التي تفرزها الغدد الموجودة على الجدار الداخلي للمعدة. وبمجرد اختلاط الطعام بالعصارة الهضمية تماماً تحدث انقباضات عنيفة في عضلات المعدة فيما يعرف باموجات التمعجية والتي تدفع العصيدة المهضومة باتجاه الصمام البيلوري الموصل الى الامعاء الدقيقة حيث تتم عملية الهضم الرئيسية.
وقد تستغرق المعدة ما بين ثلاث الى اربع ساعات للتفريغ الكامل بعد تناول الطعام والسبب في طول المدة هو التأكد من ان الطعام تم هضمه بصورة جيدة واختلط بالعصارة الهضمية تماماً حتى تسهل عملية الامتصاص في الامعاء.
لماذا تتوقف المعدة عن العمل؟
يمتد العصب المبهم والذي يتحكم في عضلات المعدة مابين ساق المخ الى القولون وهو المسئول عن تنظيم العملية الهضمية بما فيها ارسال اشارات الى عضلات المعدة لتقوم بعمل الموجات التمعجية بمعدل ثلاث انقباضات في الدقيقة الواحدة تقريباً. وتنشأ المشكلة عندما تتوقف هذه الانقباضات او يقل معدلها مما يجعل الطعام يتوقف في المعدة دون ان يتحرك الى الامعاء الدقيقة كما يجب.
وأشهر اسباب شلل المعدة هو تلف العصب المبهم بالرغم من امكانية ظهور المرض نتيجة لحدوث تلف في عضلات المعدة ذاتها. ومن العوامل التي قد تؤدي الى تلف العصب والعضلات ما يلي:
- مرض السكر.
- جراحات المعدة والامعاء والمرئ.
- الادوية المهدئة ومضادات الاكتئاب.
- ادوية السرطان خاصة العلاج الكيماوي.
- اضطرابات اخرى: مثل فقدان الشهية او النهام او تصلب الجلد.
عوامل مؤثرة
يعتبر مرض السكر هو العامل الاكثر خطورة الذي يزيد من احتملات حدوث المرض حيث يصاب واحد من كل خمسة ممن يعانون من مرض السكر بشلل المعدة. وتوجد عوامل مؤثرة اخرى مثل جراحات المعدة بهدف انقاص الوزن والادوية التي تتدخل في معدل تفريغ المعدة الى الامعاء.
متى تتصل بالطبيب
عندما تظهر أي من الاعراض بشكل متكرر او شبه مستمر فمن الضروري الاتصال بالطبيب.
التشخيص
يستخدم الاطباء العديد من الوسائل لتشخيص شلل المعدة ومنها ما يبحث عن علامات دالة على المرض بينما يتم الآخر لاستبعاد امراض اخرى لها اعراض مشابهة. ومن هذه الاختبارات:
- اختبار تفريخ المعدة: ويعتبر هذا الاختبار الاكثر دقة حيث يأكل المريض وجبة تحتوي على كمية ضئيلة من مادة مشعة ويستخدم كاشف لمتابعة نسبة تدفق الطعام الى المعدة ومنها الى الامعاء.
- اختبار قياس ضغط المعدة والامعاء: يقوم الطبيب بإنزال انبوب حساس للضغط عبر الحلق الى المعدة والامعاء ويتصل هذا الانبوب بجهاز كمبيوتر ليسجل معدل الانقباضات التي يحس بها الانبوب.
- منظار المعدة: وهو اختبار يستخدم للتأكد من ان السبب في الاعراض ليس تأخر تفريغ المعدة.
- جهاز رسم المعدة: وهو جهاز يستشعر الاشارات الكهربية التي يرسلها العصب المبهم الى المعدة قبل وبعد تناول الطعام وذلك للتأكد من ان العصب يعمل بشكل جيد.
- اشعة الرنين المغناطيسي.
المضاعفات
قد يكون لشلل المعدة اعراض خطيرة منها:
- نقص الوزن وسوء التغذية الناتج عن كثرة القئ وعدم تحرك الطعام الى الامعاء بشكل طبيعي.
- تحول الطعام الى مواد صلبة في المعدة نتيجة لعدم الهضم وقد تكون هذه التجمعات قاتلة اذا منعت الطعام من المرور الى الامعاء.
- تفاوت في نسبة السكر في الدم مما يجعل مرضى السكر يعانون اكثر وقد يسبب المرض عند من اصابهم المرض لسبب آخر.
العلاج
اول خطوات العلاج هي السيطرة على نسبة السكر في الدم لمن يعانون من مرض السكر. وبخلاف ذلك فاتباع نظام غذائي سليم واخذ ادوية تنظم انقباضات المعدة هو اساس العلاج.
تغيير النظام الغذائي
ينصح الاطباء باتباع تغييرات جذرية في النظام الغذائي لمريض شلل المعدة ومن هذه التغييرات ما يلي:
- اكل عدد اكبر من وجبات ذات حجم اصغر: لان الوجبات الاكبر حجماً تحتاج دائماً الى وقت اطول للهضم في المعدة والمرور الى الامعاء لذا يراعى تقسيم هذه الوجبات كبيرة الحجم على وجبات صغيرة متكررة مما يعطى المعدة فرصة لهضم الطعام على مراحل ومثال ذلك اكل ست وجبات صغيرة بدلا من ثلاث كبيرة في اليوم الواحد.
- تجنب الاطعمة الغنية بالالياف: بالرغم من ان الالياف الموجودة في الخضروات والفاكهة والحبوب والبقول تساعد على انسياب الطعام الى الامعاء بسهولة الا انها اكثر عرضة للتحول الى كتل صلبة ولان المعدة تجد صعوبة في تكسيرها.
- تجنب الدهون: لانها تقلل سرعة مرور الطعام الى الامعاء الا ان بعض الاطباء قد ينصح بتناول هذه الاطعمة لتعويض السعرات التي يفقدها الجسم من خلال القئ المتكرر.
- اكل الاطعمة المسحوقة والسوائل: لان ذلك يسهل عملية الهضم وتدفق الطعام المسحوق والسوائل الى المعدة بصورة سلسة.
- المكملات الغذائية: لان شلل المعدة يتدخل في عملية هضم وامتصاص الطعام مما يجعل من الضروري بمكان الاستعانة بالمكملات الغذائية في صورة ادوية الفيتامينات والحديد والكالسيوم.
- المياه: لان القئ المتكرر قد يؤدي الى الجفاف مما يستدعى شرب المريض للكثير من المياه والسوائل لتعويض النقص.
- التغذية بالانبوب: ف بعض الحالات المتقدمة قد لا يحتمل المريض تناول الطعام بشكل نهائي مما يضطر الطبيب الى تركيب انبوب يوصل الطعام الى الامعاء مباشرةً اما مباشرة عن طريق فتحة في البطن او عن طريق انزال الانبوب عبر الانف ويستخدم الاخير لاختبار مدى قدرة المريض على احتمال هذه الطريقة قبل تركيب الانبوب مباشرةً بصفة دائمة.
العلاج الدوائي
عادة ما يصف الاطباء احد نوعين من الادوية لعلاج شلل المعدة احدها هي الادوية المضادة للقئ والاخرى هي محفزات انقباضات المعدة ولأن الاقراص تكون صعبة الامتصاص فيعطى المريض الدواء بالحقن او في صورة سائلة.
العلاج بالجراحة
تترك الجراحة كخيار اخير في حالة فشل الوسائل الاخرى في السيطرة على القئ وتحفيز انقباضات المعدة وتنطوي الجراحة على تدبيس الجزء الاسفل من المعدة او تمرير انبوب يصل من المرئ الى الامعاء مباشرةً دون المرور على المعدة. لكن الاطباء يحرصون على ترك الجراحة كوسيلة اخيرة وذلك لانطوائها على مضاعفات خطيرة.
علاجات قيد التجربة
هناك انواع جديدة من العلاج التي مازالت قيد التجربة الا ان فاعليتها ليست بالاكيدة ومنها ما يلي:
- العلاج بمادة الذيفانات المطثية: وهي المادة المستخدمة في علاج الصداع النصفي والتجاعيد الجلدية والتي ثبت انها ترخي الصمام البيلوري المصل من المعدة الى الامعاء مما يسمح بمرور المزيد من الطعام الى الامعاء الا ان هذا النوع من العلاج مؤقت ومازال قيد الدراسة.
- تحفيز المعدة الكهربي: هناك طريقة اخرى مازالت تحت الاختبار تعتمد على وضع جهاز شبيه بجهاز منظم ضربات القلب في جدار المعدة لارسال اشارات كهربية ضئيلة تحفز الانقباضات مما يساعد على تحريك الطعام باتجاه الامعاء. وبالرغم من اثبات هذه الاجهزة للنجاح في تفريغ المعدة بصورة افضل وتقليل ورود القئ والغثيان الا انها تستغرق بعض الوقت لظهور النتائج.
الوقاية
لأن شلل المعدة من اشهر مضاعفات مرض السكر فمن الضروري السيطرة على نسبة السكر فب الدم لمنع ظهور اي مضاعفات.
تقبلوا خالص تحياتي لكم ..
تعليق