الأرتميزينين... ثورة تبثُّ الأمل في نفوس مرضى الملاريا

يمكن إنقاذ حياة أكثر من مليون طفل يموتون سنوياً بسبب الملاريا، بفضل تقنية جديدة لصنع دواء يرتكز على علاج صيني قديم من الأعشاب، استُخدم للمرة الأولى منذ أكثر من ألفي عام.
قال العلماء إن هذا الدواء سيكون المنتج الأول في مقاربة جديدة لابتكار أدوية تعتمد على «علم الأحياء المصنعة». ستُربى ميكروبات مهندسة جينياً تحتوي على صبغيات اصطناعية، أو «كاسيتات» جينية، في مستوعبات اختمار عملاقة.
تقضي هذه الخطة بإنتاج كمية كافية من الدواء في مخمر أو مفاعل حيوي في غضون سنتين بهدف سد حاجات مرضى الملاريا حول العالم، أي نحو 500 مليون شخص، بعُشر كلفة الأدوية الراهنة.
أعشاب
يستند عقار الأرتميزينين إلى مواد مستخرجة من عشبة الأرطماسية الصينية (Artemesia annua)، التي استُخدمت في الصين علاجاً لحمى الملاريا منذ القرن الثاني قبل الميلاد على أقل تقدير. يُنتج راهناً هذا العقار من الأوراق والأزهار الجافة لعشبة الأرطماسية، إلا أن عملية استخراجه تتطلب عملاً شاقاً. فضلاً عن ذلك، تكلف كل دورة من العلاج أكثر من دولارين، وهو باهظ الثمن بالنسبة إلى معظم الناس الذين يلتقطون المرض نتيجة لسعة بعوضة في العالم النامي.
يموت كل سنة بين مليون وثلاثة ملايين شخص بسبب الملاريا، 90 % منهم أطفال لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم. أما الأشخاص الذين ينجون، فيعانون من نوبات حادة من الألم والحمى نتيجة ما يُسمى مصدر الشقاء الأكبر في العالم.
سعر منخفض
تشمل الطريقة الجديدة لإنتاج الأرتميزينين إدخال نحو 12 جينة اصطناعية إلى خلايا خميرة وتربيتها بتخميرها مع السكر. تتحكم «الكاسيتات» الجينية المضافة في التفاعلات الكيماوية الحيوية أو الطريق التي تؤدي إلى سلف كيماوي، هو حمض الأرتميزينين. عندئذٍ يُحوَّل هذا الحمض بطريقة كيماوية إلى الأرتميزينين.
علاوة على ذلك، يسمح إنتاجه من خلايا الخميرة الحية بتبديل بنية هذا العقار البيولوجية لاستباق أية سلالات من الملاريا تكون مقاومة له قد تظهر في المستقبل.
يأمل العلماء أن يتمكنوا من تخفيض سعر العلاج إلى أقل من 20 سنتاً للدورة بإنتاج شكل شبه اصطناعي من الأرتميزينين على نطاق واسع، باستخدام مفاعل حيوي كبير يضاهي حجمه حجم منزل من ثلاث طبقات. ليصبح بذلك الأرخص ثمناً والأكثر فاعلية بين علاجات الملاريا المتوافرة في الأسواق.
في هذا المجال البروفسور جاي كيسلينغ، من جامعة كاليفورنيا ببركلي، «سيساعد السعر المنخفض لهذا العقار شبه الاصطناعي وتوافره في الأسواق ملايين المرضى». كذلك سيقضي هذا العقار على سوق بيع الأدوية الزائفة من الأرتميزينين التي تزيد خطر مقاومة هذا الدواء ولا تقدم أية راحة للمرضى.
تخمير جيني
في مؤتمر دام يومين، تناول موضوع علم الأحياء المصنعة في الجمعية الملكية في لندن، ذكر كيسلينغ: «نريد أن يكون الدواء في متناول الأشخاص الذين يحتاجون إليه وأن يكون متوافراً لهم. كذلك نرفض أن يُستغل أو يساء استعماله».
أضاف: «تشبه هذه العملية إلى حد كبير طريقة تخمير البيرة... لكننا نتحدث هنا عن تخمير 12 جينة في الوقت نفسه داخل خلايا خميرة مهندسة جينياً والتحكم بما ينتج منها بغية موازنة الطريقة التي تؤدي في النهاية إلى الأرتميزينين». مُوّل هذا البحث الذي بدأه كيسلينغ بواسطة منحة للأبحاث بقيمة 42.6 مليون دولار قدمتها مؤسسة «بيل وميلندا غيتس». أما عملية الإنتاج الصناعي فستُموَّل بمساعدة الشركة الفرنسية Sanofi Aventis، التي ستبني المفاعل الحيوي في أوروبا بحلول عام 2010.
يتراوح حجم المفاعل الحيوي بين 50 ألف ليتر و100 ألف، سيُنتج كميات من العقار باستمرار تكفي لمعالجة 500 مليون نسمة سنوياً يلتقطون الملاريا، على حد قول كيسلينغ.
علاج فاعل
سيقوض إنتاج الأرتميزينين شبه الاصطناعي، على نطاق واسع، تجارة المضاربين الذي كدسوا كميات كبيرة من هذه العشبة البرية، رافعين السعر بمعدل أربعة أضعاف منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في العام 2004 أن الأرتميزينين هو أكثر علاجات الملاريا فاعلية، عن هذه المسألة يقول كيسلينغ: «يمكننا أن نخفض الكلفة ونقلل الأسعار في السوق عند إطلاق هذا العقار. كذلك نستطيع تخفيض الكلفة كثيراً مع مرور الوقت».
يُقول العلماء انه إذا أُخذ ذلك العلاج الجديد مع غيره من الأدوية المضادة للملاريا، ينجح بنسبة 100 % تقريباً في وقف دورة حياة طفيلي الملاريا في جسم الإنسان.

يمكن إنقاذ حياة أكثر من مليون طفل يموتون سنوياً بسبب الملاريا، بفضل تقنية جديدة لصنع دواء يرتكز على علاج صيني قديم من الأعشاب، استُخدم للمرة الأولى منذ أكثر من ألفي عام.
قال العلماء إن هذا الدواء سيكون المنتج الأول في مقاربة جديدة لابتكار أدوية تعتمد على «علم الأحياء المصنعة». ستُربى ميكروبات مهندسة جينياً تحتوي على صبغيات اصطناعية، أو «كاسيتات» جينية، في مستوعبات اختمار عملاقة.
تقضي هذه الخطة بإنتاج كمية كافية من الدواء في مخمر أو مفاعل حيوي في غضون سنتين بهدف سد حاجات مرضى الملاريا حول العالم، أي نحو 500 مليون شخص، بعُشر كلفة الأدوية الراهنة.
أعشاب
يستند عقار الأرتميزينين إلى مواد مستخرجة من عشبة الأرطماسية الصينية (Artemesia annua)، التي استُخدمت في الصين علاجاً لحمى الملاريا منذ القرن الثاني قبل الميلاد على أقل تقدير. يُنتج راهناً هذا العقار من الأوراق والأزهار الجافة لعشبة الأرطماسية، إلا أن عملية استخراجه تتطلب عملاً شاقاً. فضلاً عن ذلك، تكلف كل دورة من العلاج أكثر من دولارين، وهو باهظ الثمن بالنسبة إلى معظم الناس الذين يلتقطون المرض نتيجة لسعة بعوضة في العالم النامي.
يموت كل سنة بين مليون وثلاثة ملايين شخص بسبب الملاريا، 90 % منهم أطفال لم يتجاوزوا الخامسة من عمرهم. أما الأشخاص الذين ينجون، فيعانون من نوبات حادة من الألم والحمى نتيجة ما يُسمى مصدر الشقاء الأكبر في العالم.
سعر منخفض
تشمل الطريقة الجديدة لإنتاج الأرتميزينين إدخال نحو 12 جينة اصطناعية إلى خلايا خميرة وتربيتها بتخميرها مع السكر. تتحكم «الكاسيتات» الجينية المضافة في التفاعلات الكيماوية الحيوية أو الطريق التي تؤدي إلى سلف كيماوي، هو حمض الأرتميزينين. عندئذٍ يُحوَّل هذا الحمض بطريقة كيماوية إلى الأرتميزينين.
علاوة على ذلك، يسمح إنتاجه من خلايا الخميرة الحية بتبديل بنية هذا العقار البيولوجية لاستباق أية سلالات من الملاريا تكون مقاومة له قد تظهر في المستقبل.
يأمل العلماء أن يتمكنوا من تخفيض سعر العلاج إلى أقل من 20 سنتاً للدورة بإنتاج شكل شبه اصطناعي من الأرتميزينين على نطاق واسع، باستخدام مفاعل حيوي كبير يضاهي حجمه حجم منزل من ثلاث طبقات. ليصبح بذلك الأرخص ثمناً والأكثر فاعلية بين علاجات الملاريا المتوافرة في الأسواق.
في هذا المجال البروفسور جاي كيسلينغ، من جامعة كاليفورنيا ببركلي، «سيساعد السعر المنخفض لهذا العقار شبه الاصطناعي وتوافره في الأسواق ملايين المرضى». كذلك سيقضي هذا العقار على سوق بيع الأدوية الزائفة من الأرتميزينين التي تزيد خطر مقاومة هذا الدواء ولا تقدم أية راحة للمرضى.
تخمير جيني
في مؤتمر دام يومين، تناول موضوع علم الأحياء المصنعة في الجمعية الملكية في لندن، ذكر كيسلينغ: «نريد أن يكون الدواء في متناول الأشخاص الذين يحتاجون إليه وأن يكون متوافراً لهم. كذلك نرفض أن يُستغل أو يساء استعماله».
أضاف: «تشبه هذه العملية إلى حد كبير طريقة تخمير البيرة... لكننا نتحدث هنا عن تخمير 12 جينة في الوقت نفسه داخل خلايا خميرة مهندسة جينياً والتحكم بما ينتج منها بغية موازنة الطريقة التي تؤدي في النهاية إلى الأرتميزينين». مُوّل هذا البحث الذي بدأه كيسلينغ بواسطة منحة للأبحاث بقيمة 42.6 مليون دولار قدمتها مؤسسة «بيل وميلندا غيتس». أما عملية الإنتاج الصناعي فستُموَّل بمساعدة الشركة الفرنسية Sanofi Aventis، التي ستبني المفاعل الحيوي في أوروبا بحلول عام 2010.
يتراوح حجم المفاعل الحيوي بين 50 ألف ليتر و100 ألف، سيُنتج كميات من العقار باستمرار تكفي لمعالجة 500 مليون نسمة سنوياً يلتقطون الملاريا، على حد قول كيسلينغ.
علاج فاعل
سيقوض إنتاج الأرتميزينين شبه الاصطناعي، على نطاق واسع، تجارة المضاربين الذي كدسوا كميات كبيرة من هذه العشبة البرية، رافعين السعر بمعدل أربعة أضعاف منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية في العام 2004 أن الأرتميزينين هو أكثر علاجات الملاريا فاعلية، عن هذه المسألة يقول كيسلينغ: «يمكننا أن نخفض الكلفة ونقلل الأسعار في السوق عند إطلاق هذا العقار. كذلك نستطيع تخفيض الكلفة كثيراً مع مرور الوقت».
يُقول العلماء انه إذا أُخذ ذلك العلاج الجديد مع غيره من الأدوية المضادة للملاريا، ينجح بنسبة 100 % تقريباً في وقف دورة حياة طفيلي الملاريا في جسم الإنسان.
تعليق