[align=center]الدكتور عبد الناصر كعدان*
ملخص البحث
مما لا شك فيه أن الحضارة العربية الإسلامية، التي شهدت ازدهارا واضحا إبان فترة القرون الوسطى، قد اضطلعت بدور هام وأساسي في تطور مختلف ميادين العلوم الذي شهدته أوربا في فترة عصر النهضة. ولعل من أهم تلك العلوم هي العلوم الطبية. لقد كان تأثير الأطباء العرب في مجال تطور العلوم الطبية في أوربا واضحا وجليا من خلال أمرين اثنين؛ أولاهما تلك الترجمات التي قام بها الأطباء العرب للكتب الطبية القديمة الإغريقية والهندية والفارسية إلى اللغة العربية والتي بدورها ترجمت ثانية إلى اللغة اللاتينية في بدايات عصر النهضة. ومما لا لبس فيه أن في ذلك حفظ للتراث الهندي والفارسي والإغريقي من الضياع، فأكثر مؤلفات أبقراط وجالينوس في الطب مثلا كان الغرب قد تعرف عليها من خلال الترجمات اللاتينية المنقولة عن العربية. أما التأثير الآخر للأطباء العرب فقد كان من خلال ما أضافوه وما أبدعوه في مجال الطب وذلك من خلال الخبرات العملية التي كانوا قد اكتسبوها نتيجة لممارستهم للطب في البيمارستانات التي كانت منتشرة في كافة أرجاء البلاد الإسلامية. ولعل المستشرقين الأوربيين كانوا هم أول من أدرك أهمية هذا الدور للأطباء العرب؛ فقد لخص الطبيب الفرنسي لوسيان لوكليرك مثلا مكانة الزهراوي في تطور الطب العالمي بقوله: "لقد احتل الزهراوي في معاهد فرنسا مكانة بين أبقراط وجالينوس فأصبح من أركان هذا الثالوث العلمي". بعد ذلك تنبه العرب لهذه الحقيقة، فقاموا بدورهم بكشف النقاب عن الكثير من الحقائق العلمية التي توصل إليها الأطباء العرب، وكانت قد عزيت لغيرهم من الأطباء الغربيين.
هدف هذا البحث هو التعرض بالذكر لأهم إنجازات الأطباء العرب الأوائل في مجال العلوم الطبية، ومن ثم تبيان مدى ما استفادت أوربا من تلك الإنجازات.
...[/align]
ملخص البحث
مما لا شك فيه أن الحضارة العربية الإسلامية، التي شهدت ازدهارا واضحا إبان فترة القرون الوسطى، قد اضطلعت بدور هام وأساسي في تطور مختلف ميادين العلوم الذي شهدته أوربا في فترة عصر النهضة. ولعل من أهم تلك العلوم هي العلوم الطبية. لقد كان تأثير الأطباء العرب في مجال تطور العلوم الطبية في أوربا واضحا وجليا من خلال أمرين اثنين؛ أولاهما تلك الترجمات التي قام بها الأطباء العرب للكتب الطبية القديمة الإغريقية والهندية والفارسية إلى اللغة العربية والتي بدورها ترجمت ثانية إلى اللغة اللاتينية في بدايات عصر النهضة. ومما لا لبس فيه أن في ذلك حفظ للتراث الهندي والفارسي والإغريقي من الضياع، فأكثر مؤلفات أبقراط وجالينوس في الطب مثلا كان الغرب قد تعرف عليها من خلال الترجمات اللاتينية المنقولة عن العربية. أما التأثير الآخر للأطباء العرب فقد كان من خلال ما أضافوه وما أبدعوه في مجال الطب وذلك من خلال الخبرات العملية التي كانوا قد اكتسبوها نتيجة لممارستهم للطب في البيمارستانات التي كانت منتشرة في كافة أرجاء البلاد الإسلامية. ولعل المستشرقين الأوربيين كانوا هم أول من أدرك أهمية هذا الدور للأطباء العرب؛ فقد لخص الطبيب الفرنسي لوسيان لوكليرك مثلا مكانة الزهراوي في تطور الطب العالمي بقوله: "لقد احتل الزهراوي في معاهد فرنسا مكانة بين أبقراط وجالينوس فأصبح من أركان هذا الثالوث العلمي". بعد ذلك تنبه العرب لهذه الحقيقة، فقاموا بدورهم بكشف النقاب عن الكثير من الحقائق العلمية التي توصل إليها الأطباء العرب، وكانت قد عزيت لغيرهم من الأطباء الغربيين.
هدف هذا البحث هو التعرض بالذكر لأهم إنجازات الأطباء العرب الأوائل في مجال العلوم الطبية، ومن ثم تبيان مدى ما استفادت أوربا من تلك الإنجازات.
...[/align]
تعليق