إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من روائع ماقرأت **وسميه تخرج من البحـــر**

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    مشكوره حبيبتي كتكت


    تطمني تعبج هذا مايروح هدر

    انا والله والله واله متابعه القصه

    وطابعتها وقاعده اقراها من الورق لان الخط شوي صغير


    بشوف اهو ليش متحسف وليش دامه يحبها كل هالحب تزوج نسره
    بعيد عنج

    :)

    ناطرين الجزء الياي

    تعليق


    • #32
      *·~-.¸¸,.-~*عاشقة تويتي*·~-.¸¸,.-~*



      شاكرتلج المتابعه

      تعبكم راحه



      منوره

      تعليق


      • #33
        *·~-.¸¸,.-~*الكل بالكل*·~-.¸¸,.-~*


        مشكوره يالغلا على اهتمامج

        وشاكرتلج تواجدج الحلو دائما

        واذا عالخط بكبره ولا يهمج

        تعليق


        • #34
          الفصـــــ 9999999999999999999999ـــــــــــــل





          ارتدى الليل دثاره الاسود. كانت الليله وديعه . صافية . نامت كل العيون. صمت الشارع. وبقيت عيون النجوم سهرانة تحرس مليكها القمر, وتهدي الى الارض نورها الشفاف . كأنها تريد ان ترسم لي طريقي . وانا امشي يرابط شيء كثير من الخوف داخل نفسي . ويمتزج به احساس الفرح واللهفه . مشيت هادئا .. اخشى ان يسمع صدى خطواتي الخفيفة او ان ادوس على ذيل هرة. او .. رأس صرصار فتزعق الدنيا ان زعقت اتأكد من ان كل النوافذ مغلقه .. والانوار مطفأة ولا عين ترى.. ولا اذن تسمع .. نسيم خفيف يلعق بعض الاوراق المترامية هنا وهناك .. فتطير طيرانا خفيفا ثم تعود.. تستقر في حضن امها الارض.. وقلبي.. يطير لا يستقر.. والسؤال المرتعش:
          _ هل ستفي وسمية بوعدها؟؟
          _ هل نقيم عرسا نستعيد فيه ذكريات الطفولة التي حسروا عنها الفرح؟

          لقد استفزني التفكير طوال النهار .. وتجاذبتني المخاوف , وهزتني اشكال الشعور المتضاربة .. فهل بعد هذا لا احظى بوعد اكي؟؟
          وصلت الى راس الشارع . لم تكن تفارقني رجفة, وكأن لسعة هواء شتائي تلامس كل بقعة في جسدي . انتفض فجأة ثم ارتخى واعلم ان الرجفة ستعود .. فاستعد لها وسؤال ملحاح ابشع من الرعدة يدق رأسي :

          ( هل سأجدها؟ )
          الزمن بطيء .. ثعبان يسحق صبري تحت جلده الاملس فلا اجد ما اتمسك به واقفة وقلبي طبول تزعق وعيناي تمارسان الذوبان في صمت الليل.
          اتلفت كل لحظة. لاراقب الشارع! هل يأتي احد فيفسد على اللحظة؟ هل ينبثق من الارض جني ويهدر صفاء الليلة؟
          عيناي تدوران ثم تحطان على بيتهم .. على بابهم.. احسب اللحظات متى تطل؟؟ متى ارى وجهها؟ مت يعزف لي العمر لحن السعادة؟؟ طويل.. طويل.. مرور لحظات الانتظار...لكن الامل مقص يقطعها رغم الالم,,, والعين مبحرة لا يوقف رحيلها الى باب البيت حتى ولو رفيف جناح ذبابه شارده..
          صوت...
          و..

          هي ,,
          وسميه..

          احسها .. لا اراها.. احسها في عباءتها الحريريه السوداء ملفوفة كالغصن الخجول .. طيرا.. يفر من قفصه.. يدنو.. يدنو.. و.. يصل.
          امسكت يدها المرتجفة . شددت عليها بقوة. خشيت ان تغير رأيها وتفر مني ثانية. ان تخونها اعصابها فتقتل امنياتها التي ستحققها امنيات تؤطرها اسيجة الخوف ,,, وشيء اسمه الحرام .. واخر اسمه . فهد.
          لم اكن اصدق رغم ان عيني تابعتها منذ لحظة ولادتها من باب بيتهم حتى وصلت الى مكاني , وحتى قبضت على يدها العصفورة خشية ان تطير.
          وفعلت مثلما فعلت. شدت يدي كأنها تخشى لو تركتها ان تتوه في الليل المعتم فتلتهمها العيون الشرهة.
          احسست رعشتها تعانق رعشتي . همست:

          _ ها وسميه خائفه؟
          _ اه..
          شددت على يدها مشفقا.
          _ لا تخافي . انا معك.
          قالت وقد نبع من صوتها شيء كالاسف:
          _ لا ادري كيف جرؤت. وجئت.
          بحزن سألتها:
          _ نادمة.
          نفت لتريحني وتمسح حزني:
          _ لا . ولكن..
          لم ارد . انتظرت ان تسمع مني شيئا. فلم افعل . قالت:
          _ اخشى ان يرانا احد.
          ابتسمت لها . ولا ادري ان كان الليل قد اوصل ابتسامتي:
          _ لا تخافي . لن يرانا الا البحر. الست بشوق اليه؟
          رفرف فرح في صوتها:
          _ طبعا . اريد ان اراه في الليل.
          _ سترينه.
          _ وسأغسل قدمي فيه
          _ ستنبتين فيه لؤلؤه . وتمتدين سحابة..
          _ هل اصدق انني سأراه؟؟
          _ نعم . صدقي . انه ينتظرنا الليلة.
          لم نتحرك .. ظللنا عند الجدار.. ننتظر اللحظة التي تؤاتينا فيها الشجاعة فنبدأ الرحلة..
          استدارت نحوي:

          _ هل سنلعب في الرمل؟
          اكدت لها:
          _ وسنبني بيتا.
          _ ونبني سفنا واطفالا.
          وزغرد قلبي .. تحرك.. واتته الشجاعة.. عاد طفلا:
          _ هيا يا وسمية لنتحرك.
          ومشينا .. ارادت ان تصل الحديث الذي انقطع:
          _ هل تعرف كيف يصيدون السمك؟؟
          قلت بأسف:
          _ لا.
          تنهدت نهدة كأنها زفره.. فتداركت:
          _ ولكني اتعلم.. اخرج كل يوم مع الصيادين.
          _ طبعا من يحب البحر يحب الصيد.
          واصلنا خطونا .. وهي تصر:
          _ تعلم يا عبدالله .. تعلم. انا احب السمك.
          اكدت لها. وكنت اقصد هذا:
          _ من اجلك سأتعلم. سأصيد كل اسماك البحر. القيها تحت قدميك فاختاري ما تشائين.
          ضحكت ضحكة ناعمة احسستها تلبط قلبي مثل سمكة ( ميد ) صغيرة.
          _ اريد سمكة واحدة ملونة.
          _ سأجدها.
          _ تشبهني.
          _ سأجدها.
          _ و ... تحبك.
          وضغطت على يدي المستسلمه بين اناملها. انتعشت . قلت:
          _ لا . لن تحبني سمكة.. ولا انسية . ولا جنية مثل حبك
          وغمرتني بحنان كفها الذائب كأنها تود لو تصير فعلا سمكة وترتاح على صدري.
          انسللنا عبر الليل لا احد يسمع خطونا حتى بلغنا نهاية الشارع همست لها:

          _ سأسبقك الان.
          _ اخاف
          _ لا تخافي
          _ لكنك ستتركني وحدي.
          _ ليس هذا تماما .. فقط اسبقك ببضع خطوات.
          _ انا خائفه
          اشفقت عليها . ولكن كان لابد ان نتباعد انا يعرفني اهل الحي اما هي, فلا احد يعرفها . عباءتها السوداء لن تشي بها ولو ثار سؤال. سأعترف . سأقول انني خرجت في الليل لاقابل امرأه ممن يمتهن بيع المتعة. صرت شابا لن يلومني احد . كل الرجال يفعلون ذلك. كنت المح بعضهم يدلف الى ذلك الشارع المؤدي الى الحي , المليء بهن . تفوح منهم روائح شهوة. وترعشهم احلام لقاء.
          تقدمتها.
          سحبت يدي من يدها. وهي تشدها. لكنها افلتتها وصوت نهده يصدر عنها تصورته نهدة كفها الناعم.
          سرت.
          الشارع الوديع يتهدل الى البحر.. المسجد قابع عند مفترق الطريق . ساكن هو الاخر.. هل تراه غاضبا منا؟؟
          القطط والكلاب صامته تتراص حول الحوائط.. او تتمدد كانها تستحم تحت شمس دافئة . حتى اوراق الطريق , وعلب الطماطم الفارغة المبعوجه ساكنة تماما كسكون الشجره في بيت وسمية. انها بالتأكيد لم تصدر حفيفا .. ولم تسمح لورقة ان تسقط كأنها تخشى ان توقظ الصوت ام وسمية التي تنام هادئه .. لا يتلاعب في ذهنها شك.. ولا يدور في خلدها سؤال.
          انحدرنا الى البحر.
          هل هو نفس البحر؟؟ ام من اجلنا اغتسل وارخى موجه وغيب هديره؟
          اه عطشان يا بحر الهوى .. ولهان يا بحر الهوى
          ها هو ذا في حضن الليل . طفل كبير يتثاءب صدفه واعشابه الى الشاطيء فتصير مثل عقود تحاوط عنقه . واساور تزين معصمه.. هو ذا يفرح. وينتعش.. ويرتجف رجفة حنونة كانه يحيينا .. كان له الف ذراع تمتد لتحتوينا . لتهدىء من روعنا .. وتربت على وجهينا . كان ثغره الضاحك يزف الينا زغروده كتمها سنوات بانتظار لحظة الزفاف . وليلة الفرح.
          على الشاطيء ترتخي صخرة كبيره .. عندما يحدث المد تصير شقوقها بيوتا للاسماك الصغيره والقباقب .. وحين ينحسر الماء.. تظل مبلله .. ناعمة.. بانتظار حبيبين .. او عصفورين.. تائهين..
          وكنا العصفورين , الحبيبين.. فزففنا اليها نفسينا .. ارتمينا اليها جياعا الى لحظة . الى فسحة من الضوء بعد ظلام ساد طوال فتره مضت . اردنا ان نختبىء عن العيون . حتى من النسمة خشية ان تسرق عطرنا وتحوله يدا غاضبة .. تدق الابواب .. فتصحو كل العيون وتصير كلاب صيد تتعقب الرائحه فتجدنا.
          انزوينا قرب الصخرة. وعلى الرمل الاسمر همد جسدانا المرتعشان . لم نجرؤ ان تتلاقى نظراتنا . كأن واحدنا يخجل من الاخر.. او لا يصدق انه سيرى الاخر.. اخذت يدانا تداعبان الرمل . والرمل ينزف من بين اصابعنا وياتي غيره.
          تلاقت كفانا . تعانقت الاصابع. واضطربت دماؤنا . لم اجرؤ ان امس غير كفها الطرية. وجداول شعرها الاسود تتماوج بين اصابعي . بعضها يداعبه هواء البحر . فيخفي بريق عينيها.
          امد يدي . وابعد الشعر برقه اخشى حتى ان تخدش اصابعي الشعره فتئن.
          تتالم وتؤلم وسمية.
          رفعت وجهها الي. وغرست نظرتي في العينين الزائغتين الرائعتين. احسست وكان همسا واهنا يصدر عنهما . كانما انشوده خجولة تنطلق بصمتها.. وتقول: احبك يا عبدالله..
          وشحنت كل الحب الذي في قلبي ليتفجر نظره تنطق.. ترد على الانشوده:
          احبك يا وسمية..
          ارخينا بصرنا . عدنا نعابث الرمل . سألتها:

          _ امازلت خائفة؟؟
          تنبهت:
          _ هه ! لأ .. قليلا.
          _ وانت معي؟؟
          _ معك لا اخاف .. لكن الخوف من شيء اخر .. لا ادريه
          شجعتها:
          _ هيا .. لننس الخوف.. ونبني بيتا.
          جمعنا كومة من الرمل المبلل . قالت:
          _ اريده بيتا صغيرا يا عبدالله
          اعترضت:
          _ لا اريده كبيرا.
          قالت كانها تذكرني بشيء نسيته:
          _ نحن اثنان فقط
          وتحديتها:
          _ والاولاد؟؟
          _ .........
          صمتت! فوجئت بسؤالي.. لم تكن تتوقع ان اكون صريحا الى هذا الحد.... ربما هي تحسبها لعبة فحسب.. بيت من الرما نبنيه ثم نضربه يد واحدة نقضي عليه ونهدم جدرانه ... واماله... فوجئت... عرفت انني اقصد بيتا حقيقيا.. له جدران... وابواب,,, ونوافذ.. و... به اولاد... لم ترد فأكملت:
          _ انا اريد اولادا وبنات كثيرين.
          _ ياه!! ومن اين سنأتي لهم بالاسماء؟؟
          _ سأسمي كل البنات وسمية.
          ضحكت والسعاده ترقص في ضحكتها:
          _ والاولاد هل ستسميهم وسميه ايضا؟؟
          _ لا .. الاولاد انت سميهم.
          _ انا؟؟
          _ طبعا.. البنات لي .. والاولاد لك..
          هزت رأسها:
          _ اذن ,, سأسميهم كلهم عبدالله
          _ موافق . وسميه وعبدالله يعودون جميعا منا.. ويستمرون..
          يكبرون.. وكل عبداله يحب وسمية ... و

          قاطعتني:
          _ وكل وسمية تحب عبدالله..
          جمعنا الحصى الصغير .. جمعنا وعدنا.. وبعض الاخشاب المتناثره.. وبدأنا نبني البيت.. نوزع الحجرات.. هذه لنا.. وتلك للبنات.. وتلك للاولاد.. وغرفة الجلوس.. واخرى للطعام.. و.. المطبخ,,, وبيت الخلاء..
          ثم اخذنا عصا صغيرة.. لففنا على رأسها بعض الاخشاب وغرسناها في وسط الحوش.
          قالت وسمية:

          _ الله... ستكون شجره ( كنار)
          ورفضت:
          _ لا.. اريدها نخله..
          وغضبت:
          _ الاولاد يحبون الكنار.
          وحاولت اقناعها:
          _ لكن النخله بركه .. وخير.. والتمر احسن..
          استسلمت بحنان:
          _ كما تحب .. المهم ان تكون شجره نرتاح تحت فيئها.
          _ ويلعب الاولاد تحتها ويتسامرون في الليالي المقمرة.
          _ اه ياعبدالله تشوقني لهذا البيت.
          فرحت:
          _ هل حقا يا وسمية تتشوقين لبيت يكون لنا نحن الاثنين؟؟
          واطرقت.
          وطال صمتها.. وانا اتامل وجهها الصافي.. ترى! بماذا تفكر؟؟ وماالذي يخالج نفسها الطاهرة؟؟
          _ وسمية..
          وافاقت من شرودها
          _ ها..
          _ لماذا رضيت ان تأتي؟؟
          ارتعشت... عامت صفرة خجل على وجهها.. باغتها السؤال الجريء؟ تصورت انني اتهمها بالخروج عن المألوف .. لمعت في عينيها شرارة ندم.. فشعرت بأنني جرحتها وتداركت:
          _ اقصد هل كنت متشوقة حقا لرؤيتي؟؟ ومحادثتي؟؟
          ارتاح وجهها .. وابتسمت.. هزت رأسها مؤكدة..
          _ يعني كنت مثلي.. تتمنين ان نتلاقى؟؟
          _ نعم كنت اتمنى..
          _ وتتمنين ان يكون لنا بيت؟؟
          _ نعم .. اتمنى..
          _ واولاد..
          _ اجل.. اجل..
          تنهدت:
          _ اه يا وسمية. لوكان ابوك.. واخوك هنا.. لما استطعنا ان نحقق هذه الجلسة..
          _ انني اخشاهما.
          _ كل البنات يخشين الاباء والاخوة!
          _ انتم الاولاد احسن منا .. لا تخافون..
          ضحكت ضحكة هازئه:
          _ من قال لك هذا؟؟ انا مثلا اخاف من اخوك فهد.
          _ لماذا؟
          _ لانه اخوك.. وهو غني.. والاغنياء لايحبون اولاد الفقراء.
          فاجأها ماتفوهت به . كأنه لم يخطر ببالها يوما ان نناقش قضية مثل هذه.. كأنها نسيت في غمرة اللحظه .. انها ابنة اغنياء.. وانا ابن فقراء..
          _ ماهذا الذي تقوله ياعبدالله؟
          _ الحقيقة.. انتم اغنياء.. وانا فقير..
          _ لم افكر بهذا ابدا
          _ اعلم انك لم تفكري..
          _ كلنا ناس وبشر..
          _ انت تقولين هذا.. لكن الناس نظرات تقول غير هذا..
          _ مالنا وللناس؟؟
          _ كيف؟؟ نحن نعيش في مجتمعهم . واهلك مجتمع اخر..
          _ انت تقسو علي .. وعلى اهلي..
          _ انا لا اقسو.. الواقع هو الذي يقسو علي وعليك.
          _ لم تتصور هذا؟؟
          _ هذا ليس تصورا.. اعطيك مثالا تصوري انني اتي انا _ ابن مريوم الدلالة_ واطرق باب بيتكم .. واقول لابوك اريد ان اتزوج ابنتك؟؟
          فاح خجل احمر على وجهها وارتجفت:
          _ ماذا تقول؟؟
          تشجعت رغم خجلها:
          _ اقول. ماذا لو اردت ان اتزوجك؟؟
          _ اه..
          واطرقت..
          _ هل سيرضى ابوك؟ امك؟ واخوك فهد الذي يكرهني . والناس؟
          _ امي تحبك.. وابي ... و..
          قاطعتها:
          _ لايكفي الحب.. ماذا عن المخاوف من الناس؟؟
          _ لايهم.. ان كان ابي وامي يحبانك.
          اصريت:
          _ لا . يهم. الدنيا هكذا.. الغني غني.. والفقير فقير.. محنة ضحيتها نحن اولاد الفقراء..
          _ عبدالله . لا تقل هذا.
          _ اقول الواقع وحده يا وسمية.
          تأففت قليلا قبل ان تنطق:
          _ لماذا يا عبدالله تستبق الامور؟؟
          _ لانني ادركها.
          توسلت:
          _ لا تفسد علينا اللحظة.
          واسفت . ادركت بأنني اثرت المها. وحزنها. واطفأت بريق الفرحة عندها. واسيتها لعلي امحو ما اثرته:
          _ لاتغضبي يا وسمية . انا اسف. تغزوني كثير من الاحلام.
          _ بعض الاحلام يتحقق يا عبدالله
          _ حبي لك ليس حلما . انه حقيقة اود ان يتحقق لها الحلم.
          رفعت رأسها الى السماء. كأنها ترفع الدعوة الى النجوم.. والقمر.. والنسمات الوارفة.. ثم انزلقت بنظرتها الى البحر.. كأنها تود ان تزرع الامنية في قلبه لتكبر وتكبر ثم تولد حقيقة تسعدني.. وتسعدها . الصقنا رأسينا على الصخره.. لا شيء ينغص السعادة.. لا هدير البحر ولا وشوشة الاسماك.. ولا مداعبات الرمل تحت قدمينا.. كل شيء يخجل ان يتطفل على اللحظة ويوقظها.. فمن ذا الذي يجرؤ ان يخترق سكونها؟؟ ويفرغ نظرته الفاحصة في وجهها ؟؟ من ؟؟
          كان الفرح اكبر .. وسمية معي.. وانا معها.. والليل يركع للهاث المحبين غيبتنا الفرحة وهمسنا العذب البريء الذي لايقول شيئا بقدر مايقول.. نسينا الوقت.. تجاهلنا الزمن.. والغينا من فكرنا عيون العسس والحراس.. حراس البحر .. حراس الليل.. العيون الكاشفة.
          فجأة!!!
          جاء الضوء واهنا من بعيد.. ارتعشت. التصقت بي.. كقطه تخشى السكين همست . لكن الهمسة كانت شبه صراخ:

          _ عبدالله..
          التصقت اكثر .. احسست رعدتها.. فاح في جسدي عجب.. وانتقل ذعرها الي.. توترت اعضائي.. اصابني الشلل .. ولولا انني تذكرت المصيبة التي ستحل بنا لما انتصرت على شللي.. يجب ان اتحرك .. ان احميها..
          الشر قادم.. له عيون.. له اسياخ من النار ستأكلها ان لم نعجل.

          _ هيا
          شددتها من يدها بعنف ماتمنيت ان امارسه معها وانا الحبيب الرقيق. لكن الضوء الواهن الاتي مقتربا ارعبنا.. فم غول يريد التهام اللحظة ليبصق بعد ذلك رائحة اكتشاف حدث رهيب.. رائحة لقاء غير منتظر بين شاب وشابة.
          وتنتشر الرائحة .. وتحدث الفضيحة..

          _ هيا.. هيا
          وبكل الرعب المنتشر في اعضائها تساءلت:
          _ اين!! اين؟؟
          اين؟؟
          لم يخطر ببالي اين؟؟ ولم يكن امامنا مكان سوى الصخرة؟ فهل انا قادر على ان افتح فيها كهفا؟؟ هل استطيع ان ارفعها واخفي وسمية تحتها؟ اين؟؟
          سؤالها معقول.. لكنه محير! والوقت اضيق من خرم الابره! والخوف زلزال يعصف بأعطافنا فتهتز حتى لتكاد تتساقط فتاتا للارض..
          اين؟؟ اين؟؟
          والبحر امامنا.. وحده البحر مخبأ الاسماك, والودع.. والاسرار..
          والاغنيات الراحلة..
          اين.. اين.. والرعشة,, والرعب.. والضوء, ووسمية المرتجفة تنقذني:

          _ سأغطس في الماء حتى يذهبوا
          هلع القلب:
          _ ولكن؟؟
          انفلتت من يدي:
          _ لا وقت . لا وقت.. هم يقتربون.
          _ ولكن!!
          صوتي يناديها.. وتغيب مبتعدة.
          اردت ان ابهها .. هي لاتعرف الغطس, ولا السباحة .. هي والبحر محبان .. لكن بالنظرة, بالعبث على الشواطيء الرحيمة.. بالرائحة التي كانت تشمها في ثيابي وجاءت الليلة لتشمها بكرا.. اتيه من بحر هجرته..
          لكنها تسربت اليه بخفة.. زفت جسدها النحيل وشعرها ثائرا يموج على ظهرها وخطوتها اسرع من خطو الحمام اذ يرى حبة من البعيد. هي تعلم ان اللحظة ازفت, الخوف سوط يجلدها فتهرع.. وحين غابت كان الضوء قد اقترب .. اقترب.. دورية ليل تتفقد المكان.. تتجسس على نضارة القلوب العاشقة.. تكره لحظة ود بريء.
          ابتعدت عن الماء.. عن المكان الذي غطست فيه وسمية.. انفردت بنفسي تحت الصخره .. تحاملت على ارتعاشي وفزعي.. قبل ان اواجه الغول القادم اردت ان اطمئنهم بأنني وحدي.. عاشق البحر في ليل كهذا.. بعدها يذهبون .. واعود اليها مسرعا.. وتعود الى بيتها حمامة مغتسلة.
          هجعت تحت الصخره.. لكن اللحظة التي انفلتت فيها من يدي لم تفارقني كان شيئا انخلع من قلبي .. وغطس في الماء .. كانت ( بقبقة) الماء الذي انغمست فيه تلاحقني.. تفجر سكون اذني .. بق.. بق.. بق.. بق..
          جائني صوته وهو يقف امامي.. يشع ضوءه في عيني:

          _ وحدك؟
          وتشعب السؤال في اذني الاف السؤلات؟؟
          ارتجفت.. لكني تماسكت وخروج صوتي:

          _ وحدي.
          وتطلعت الى البحر. خشيت ان تبدو حركة ان تتنفس موجه. وتفضح الامر. وايقظني السؤال:
          _ ماذا تفعل هنا في مثل هذه الساعة؟؟
          لم ارد.. بقيت جالسا انظر اليه.. صرخ:
          _ قم يا حمار.. ورد على سؤالي.
          لم ارد.. لم اكن قد استوعبت السؤال.. خوض في رأسي متراكما دون ترتيب..
          اعاده علي مصرا:

          _ ماذا تفعل هنا في مثل هذه الساعة؟؟
          شددت اعصاب قدمي خشية ان تخوناني:
          _ ارقت . قلت اتمشى.
          _ بيتكم قريب من هنا؟
          واشرت:
          _ اجل قريب
          _ وحدك؟؟
          جاء سؤاله كالتهديد.. وفجع صوتي لكنه انطلق:
          _ ايه وحدي..
          تجولت عينا الرجل في الانحاء.. كأن للحظه الحب عبيرا يفوح . كأنه لا يصدقني بل يصدق ما شممه انفه الكلابي.. اخذ يجول .. ويجول.. يبحث عن شي ما يجعله ينتصر.. ويكشف السر.
          والسر هناك . محروس تحت الموج يرتعد والموج ربما يرحم الرعدة. فلا يصدر صوتها .. ولا همسها .. ولا حتى نفس من انفاسها.
          تنحنح الرجل. خطا خطوتين.. ثلاثا.. ما كدت اتنفس الصعداء حتى التفت ثانية وامرني:

          _ اذهب الى بيتكم.
          _ ان شاءالله
          وحذرني:
          _ مره ثانيه لا تتجول في هذا الوقت..
          _ امرك.
          وسحب نفسه مسرعا.. وذهب..
          وتحركت.. اسمعه خطوى.. اوميء له بأنني ذاهب.. هو يتحرك هناك .. وانا اتحرك هنا.. في مكاني.. لايحملني جسدي.. وحين غاب الضوء تماما هرعت الى البحر
          .
          التعديل الأخير تم بواسطة كتكووته^^مكتكته; الساعة 05-17-2006, 03:18 AM.

          تعليق


          • #35
            تسلمين يالغلا وربي يعطيج العافية


            اوووف حراام انخشت بالبحر

            قطييييييييييعة كله من هذا الحااارس شكووو يتجول بالليل


            يالله يالله تااابعي يالغلا

            <<<<= متااابعة درجة أولى
            أنا غآيتي?َ عُنْوآنهآ




            تعليق


            • #36
              ~*¤ô§ô¤*~عشوقه~*¤ô§ô¤*~


              شفتي الحب شيسوي

              منورتني

              وتابعي

              باجي جزئين بس

              تعليق


              • #37
                تسلمين يا قلبي ع القصة الروعه

                يعطيج ألف ألف عافية ع المجهود

                حدي مندمجااا معاها و ناطره التكمله
                [align=center][/align]

                [align=center]* THX BIG^BOSS *[/align]

                تعليق


                • #38
                  يسلمو عالجهد الرائع كتكت منوره القسم القصة رائعه انا اعرفها وناطرين البقية يسلمو ويعطيج الف الف عافيه



                  ~

                  المُجتمع ( حَفلة تنكُر ) .. كبيره
                  كلنّ بهآ يقدر يشكل / قِنآعــه !

                  تعليق


                  • #39
                    تسلمين اختي ع القصة الروعه
                    [align=center]
                    [/align]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X